توافق مصري ـ أميركي على إطلاق مبادرة للتكيف مع تغيرات المناخ

كيري خلال لقاء وزيرة البيئة المصرية على هامش اجتماعات وزراء البيئة الأفارقة بالسنغال (وزارة البيئة المصرية)
كيري خلال لقاء وزيرة البيئة المصرية على هامش اجتماعات وزراء البيئة الأفارقة بالسنغال (وزارة البيئة المصرية)
TT

توافق مصري ـ أميركي على إطلاق مبادرة للتكيف مع تغيرات المناخ

كيري خلال لقاء وزيرة البيئة المصرية على هامش اجتماعات وزراء البيئة الأفارقة بالسنغال (وزارة البيئة المصرية)
كيري خلال لقاء وزيرة البيئة المصرية على هامش اجتماعات وزراء البيئة الأفارقة بالسنغال (وزارة البيئة المصرية)

توافقت مصر وأميركا على «أهمية التكيف مع التغيرات المناخية، خصوصاً في الدول النامية والقارة الأفريقية». وقال المبعوث الرئاسي الأميركي للمناخ، جون كيري، إن «هناك مجهودات بين الجانبين المصري والأميركي لإطلاق مبادرة للتكيف مع التغيرات المناخية على هامش مؤتمر (كوب 27) المقبل في مصر».
جاء ذلك خلال لقاء كيري ووزيرة البيئة المصرية، ياسمين فؤاد، على هامش اجتماعات الدورة الثامنة عشرة لمؤتمر وزراء البيئة الأفارقة بالسنغال.
ووفق إفادة لوزارة البيئة المصرية أمس (السبت)، فقد أكدت فؤاد خلال اللقاء «أهمية استمرار دعم الجانب الأميركي للبرنامج المصري، الخاص بربط الطاقة والمياه والغذاء (نُوفى) للوصول إلى التمويل اللازم لتحقيق هذا البرنامج»، موضحة أن اللقاء ناقش «المخرجات المتوقعة من مؤتمر المناخ المقبل (كوب 27)، فيما يخص قضايا التخفيف والتكيف والخسائر والأضرار، وكيفية الخروج من هذا المؤتمر بمخرجات فعلية، كونه مؤتمراً للتنفيذ».
كما شددت الوزيرة المصرية على «ضرورة وفاء الدول المتقدمة بتعهداتها والتزاماتها، والعمل على مضاعفة تمويل التكيف، وأن يكون ذلك منعكساً حالياً في الصناديق الدولية، مثل صندوق المناخ الأخضر وصندوق التكيف»، مؤكدة «ضرورة وضع الدول المتقدمة التمويل اللازم في تلك الصناديق قبل مؤتمر المناخ المقبل... وضرورة الخروج ببرنامج خاص بالتخفيف للإبقاء على درجة حرارة الأرض في نطاق 1.5 درجة مئوية، وفقاً لتوصيات ومخرجات مؤتمر غلاسكو (كوب 26)».
من جهته، أكد كيري «أهمية دفع وتيرة العمل المناخي في مؤتمر (كوب 27) ليكون مؤتمراً للتنفيذ، رغم التحديات العالمية الحالية، فضلاً عن أهمية المضي قدماً في تنفيذ التوصيات، التي خرج بها مؤتمر غلاسكو، وقيام الدول برفع الطموح لخفض الانبعاثات»، مضيفاً أنه قام بالتنسيق مع الدول المختلفة والمنظمات الدولية، كالبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية (EBRD)، لتنفيذ البرنامج الطموح لمصر الخاص بزيادة 10 غيغاواط من الطاقة الجديدة والمتجددة، وربط ذلك بقضية الغذاء والمياه.
في غضون ذلك، يشارك وزير الخارجية المصري، سامح شكري، في أعمال الشق رفيع المستوى للدورة السابعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، التي ستبدأ فعاليتها غداً (الاثنين) في نيويورك.
وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، أحمد أبو زيد، أمس، إن «جدول أعمال وزير الخارجية سيشمل المشاركة في عدد من الاجتماعات المهمة والفاعليات، بالإضافة إلى اللقاءات الثنائية مع نظرائه من وزراء الخارجية والمسؤولين الدوليين»، موضحاً أن وزير الخارجية المصري سيحرص على استعراض المواقف المصرية تجاه كثير من القضايا الإقليمية والدولية الراهنة، وكذا الاستعدادات الجارية لاستضافة مؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ (كوب 27)، فضلاً عن إحاطة المسؤولين من الدول الأخرى بمسار عملية التطوير، التي تشهدها مصر في كل المناحي الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، وتأمين دعم المؤسسات التنموية والاقتصادية الدولية، وشركاء مصر الاقتصاديين لعملية التحول الاقتصادي والتنموي التي تشهدها مصر حالياً.


مقالات ذات صلة

15 ظاهرة تجسّد واقع التغيرات المناخية في السعودية

ظواهر جوية حادة أثّرت على مناطق السعودية خلال عام 2024 (الأرصاد)

15 ظاهرة تجسّد واقع التغيرات المناخية في السعودية

كشف المركز السعودي للأرصاد عن 15 ظاهرة جوية حادة أثّرت على مناطق المملكة خلال عام 2024 وتجسّد بوضوح تأثير التغيرات المناخية التي تشهدها البلاد.

«الشرق الأوسط» (جدة)
يوميات الشرق الفيضانات المدمرة في البرازيل تسببت في مقتل أكثر من 80 شخصاً خلال مايو 2024 (رويترز)

تهجير 40 مليون شخص بسبب كوارث مناخية في 2024

أفادت دراسة دولية بأن عام 2024 شهد درجات حرارة قياسية تسببت في تغييرات جذرية بدورة المياه العالمية، مما أدى إلى فيضانات مدمرة وجفاف شديد في العديد من المناطق.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب يتحدث خلال فعالية في فينيكس بولاية أريزونا الأميركية... 22 ديسمبر 2024 (رويترز)

لماذا يطالب ترمب بجزيرة غرينلاند وقناة بنما؟

يسعى ترمب من خلال مطالبته بالسيطرة على جزيرة غرينلاند وقناة بنما، لتحقيق مصالح اقتصادية وأمنية كبيرة للولايات المتحدة، لا سيما على حساب الصين.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
علوم 5 قضايا مناخية رئيسة أمام المحاكم عام 2025

5 قضايا مناخية رئيسة أمام المحاكم عام 2025

دعاوى مشروعة للدول الفقيرة وأخرى ارتدادية من الشركات والسياسيين

جيسيكا هولينغر (واشنطن)
بيئة منطقة سكنية غارقة بالمياه جرّاء فيضان في بتروبافل بكازاخستان 13 أبريل (رويترز)

الأمم المتحدة: التغير المناخي تسبّب في ظواهر مناخية قصوى عام 2024

أعلنت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أن التغير المناخي تسبّب في أحوال جوية قصوى وحرارة قياسية خلال عام 2024، داعيةً العالم إلى التخلي عن «المسار نحو الهلاك».

«الشرق الأوسط» (جنيف)

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.