الأمم المتحدة: التغير المناخي تسبّب في ظواهر مناخية قصوى عام 2024

منطقة سكنية غارقة بالمياه جرّاء فيضان في بتروبافل بكازاخستان 13 أبريل (رويترز)
منطقة سكنية غارقة بالمياه جرّاء فيضان في بتروبافل بكازاخستان 13 أبريل (رويترز)
TT

الأمم المتحدة: التغير المناخي تسبّب في ظواهر مناخية قصوى عام 2024

منطقة سكنية غارقة بالمياه جرّاء فيضان في بتروبافل بكازاخستان 13 أبريل (رويترز)
منطقة سكنية غارقة بالمياه جرّاء فيضان في بتروبافل بكازاخستان 13 أبريل (رويترز)

أعلنت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أن التغير المناخي تسبّب في أحوال جوية قصوى وحرارة قياسية خلال عام 2024، داعيةً العالم إلى التخلي عن «المسار نحو الهلاك».

ومن المتوقع أن يكون 2024 العام الأكثر دفئاً على الإطلاق، حسب المنظمة التابعة للأمم المتحدة. وقد شهدت هذه السنة أيضاً نسبة قياسية من انبعاثات غازات الدفيئة.

صورة عامة من مدينة داليان في مقاطعة لياونينغ بالصين تُظهر دخاناً متصاعداً من أحد المصانع 17 يوليو 2018 (رويترز)

وقالت الأمينة العامة للمنظمة سيليستي ساولو، إن «التغير المناخي يحدث أمام أعيننا بشكل شبه يومي مع ازدياد تواتر وأثر الظواهر المناخية القصوى»، حسب «وكالة الصحافة الفرنسية».

وأردفت: «شهدنا هذا العام تساقطات وفيضانات قياسية وخسائر فادحة في الأرواح البشرية في بلدان عدة، مما أثار الحزن في نفوس مجتمعات كثيرة عبر القارات».

رجل إطفاء يعمل على إخماد حريق مشتعل في سبراي بأوريغون في الولايات المتحدة الأميركية 21 يوليو 2024 (رويترز)

وأشارت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية إلى أن «الأعاصير المدارية خلّفت حصيلة بشرية واقتصادية هائلة، آخرها في إقليم مايوت التابع لفرنسا في المحيط الهندي».

الرياح المدمّرة هي أحد التأثيرات الناجمة عن إعصار «ميلتون» في فلوريدا أكتوبر 2024 (رويترز)

وذكّرت بـ«الحرارة القصوى التي طالت عشرات البلدان، متخطية 50 درجة مئوية في عدة مرات، والأضرار التي ألحقتها حرائق الغابات».

معدّل حرارة الهواء السطحي بين يناير وسبتمبر 2024 كان أعلى بـ1.54 درجة مئوية مقارنة بالمتوسّط الذي كان سائداً ما بين 1850 و1900 (رويترز)

ويقضي الهدف الطويل الأمد من اتفاق باريس حول المناخ المبرم سنة 2015 باحتواء الاحترار المناخي، وحصر ارتفاع معدل درجات الحرارة على الكوكب بما دون درجتين مئويتين، أو 1.5 درجة إن تسنّى ذلك، مقارنة بالمعدل الذي كان سائداً قبل الثورة الصناعية.

أشخاص يحملون أمتعتهم لعبور شارع غمرته المياه بعد هطول أمطار غزيرة في أحمد آباد بالهند 28 أغسطس 2024 (رويترز)

وأعلنت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أن معدل حرارة الهواء السطحي بين يناير (كانون الثاني) وسبتمبر (أيلول) كان أعلى بـ1.54 درجة مئوية، مقارنة بالمتوسط الذي كان سائداً ما بين 1850 و1900.


مقالات ذات صلة

تقرير: شهر يناير شهد ارتفاعاً غير متوقع في درجات الحرارة

بيئة حريق باليساديس يجتاح حياً وسط رياح قوية في حي باسيفيك باليساديس في لوس أنجليس الثلاثاء 7 يناير 2025 (أ.ب)

تقرير: شهر يناير شهد ارتفاعاً غير متوقع في درجات الحرارة

قالت شبكة «سكاي نيوز» البريطانية إن درجات الحرارة التي شهدها شهر يناير (كانون الثاني) كانت أعلى بمقدار 0.1 درجة مئوية عن الرقم القياسي المسجل في يناير 2024

«الشرق الأوسط» (لندن)
بيئة الرقم القياسي المفاجئ يتزامن مع دراسة جديدة تؤكد أن الاحتباس الحراري يتسارع (أ.ف.ب)

العالم يسجل رقماً قياسياً جديداً لدرجات الحرارة في يناير

سجَّل العالم رقماً قياسياً جديداً في درجات الحرارة لشهر يناير (كانون الثاني)، رغم البرودة غير المعتادة في الولايات المتحدة، وظاهرة «لا نينيا».

«الشرق الأوسط» (وارسو)
الاقتصاد شركة النفط الوطنية «إيكوبترول» (رويترز)

كولومبيا تلغي مشروعاً نفطياً مشتركاً مع شركة أميركية بسبب «مخاوف بيئية»

أمر الرئيس الكولومبي جوستافو بيترو، شركة النفط الحكومية «إيكوبترول» بإلغاء مشروع مشترك مع شركة أميركية كان من المتوقع أن ينتج نحو 90 ألف برميل من النفط يومياً.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق الملك تشارلز الثالث (رويترز)

الملك تشارلز الثالث يتعاون مع «أمازون» لإنتاج فيلم وثائقي

سيشارك ملك بريطانيا تشارلز الثالث في فيلم وثائقي عبر منصة «أمازون برايم» يخصَّص لنشاطاته الخيرية خصوصاً فيما يتعلق بالمناخ.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الولايات المتحدة​ حريق باليساديس يجتاح حياً وسط رياح قوية في حي باسيفيك باليساديس في لوس أنجليس الثلاثاء 7 يناير 2025 (أ.ب)

خبراء: التغير المناخي فاقم خطر اندلاع حرائق لوس أنجليس في أميركا

ساهم تغير المناخ في زيادة احتمالية حدوث حرائق الغابات الكبرى التي أودت بحياة 29 شخصاً على الأقل في يناير (كانون الثاني) في لوس أنجليس.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

هل أثرت جائحة «كوفيد» على القمر؟... دراسة تجيب

القمر (إ.ب.أ)
القمر (إ.ب.أ)
TT

هل أثرت جائحة «كوفيد» على القمر؟... دراسة تجيب

القمر (إ.ب.أ)
القمر (إ.ب.أ)

قال موقع «ساينس أليرت» إن دراسة أُجريت عام 2024 خلصت إلى أن جائحة «كوفيد-19» التي تعرضنا لها أثرت على درجات الحرارة على القمر؛ إذ تسببت عمليات الإغلاق العالمية بانخفاض الإشعاع الحراري الذي يصل إلى القمر من الأرض، ولكن العلماء يقولون الآن إن هذا لم يكن ما يحدث بالفعل.

واستعرض الموقع الفرضية التي طرحتها الدراسة؛ إذ قالت إنه مع إغلاق الشركات أبوابها في عام 2020 وقضائنا جميعاً وقتاً أطول في المنزل، انخفضت انبعاثات الكربون، وكان هناك انخفاض في الإشعاع الأرضي - الحرارة التي يولدها كوكبنا، والتي يمتصها القمر.

وكانت أبحاث سابقة أثارت مسألة تأثير الإشعاع الأرضي على درجات حرارة سطح القمر؛ إذ كان هناك بالفعل انخفاض ملحوظ في درجات حرارة القمر ليلاً خلال أبريل (نيسان) ومايو (أيار) 2020، عندما كانت العديد من عمليات الإغلاق سارية.

أحد شوارع العاصمة الفرنسية باريس خلال حظر التجوال تجنباً لتفشي وباء «كورونا» (رويترز)

لكن دراسة جديدة أجراها باحثون من جامعة ميسوري للعلوم والتكنولوجيا وجامعة جزر الهند الغربية، ونشرتها الجمعية الفلكية الملكية، وجدت بعض المشاكل في صحة الفرضية التي ربطت بين «كوفيد-19» ودرجات حرارة القمر.

ويقول الباحث ويليام شونبيرج من جامعة ميسوري للعلوم والتكنولوجيا: «الفرضية المتعلقة بأن نشاطنا أو عدمه على الأرض سيكون له تأثير كبير على درجات حرارة القمر الذي يبعد عنا ما يقرب من 240 ألف ميل، تبدو محتملة، لكننا قررنا أن نبقي عقولنا منفتحة ونجري أبحاثاً إضافية للتأكد من صحتها».

وقال الموقع إن الباحثين بعد مراجعة بيانات القمر وجدوا بعض المشاكل في تلك الفرضية؛ فأولاً، كان هناك انخفاض في درجات حرارة القمر في عام 2018 مماثل لذلك في عام 2020، وانخفاض ثابت في عام 2019، وهو ما لا يتناسب تماماً مع توقيت الجائحة والإغلاقات التي صاحبتها.

وأضاف أن قراءات درجات الحرارة التي جمعتها مركبة الاستطلاع القمري التابعة لوكالة «ناسا»، أشارت إلى تقلبات دورية في درجات الحرارة بدلاً من انخفاض واضح.

ولفت الباحثون أيضاً إلى دراسة أُجريت عام 2021 وجدت أن أي انخفاض في الانبعاثات مرتبط بالجائحة أثر فقط على الأجزاء السفلية من الغلاف الجوي للأرض.

وقال شونبيرج: «نحن لا نجادل في أن درجات الحرارة انخفضت في أوقات مختلفة خلال الإطار الزمني المدروس، ولكن يبدو أنه من المبالغة بعض الشيء أن نقول بيقين إن النشاط البشري كان السبب الرئيسي لذلك».

كوكب الأرض كما يظهر من سطح القمر (ناسا - أ.ب)

وفي المقابل، أشار الباحثون إلى احتمال أن يؤدي انخفاض الملوثات وسماء الليل الأكثر وضوحاً إلى زيادة الحرارة المنعكسة من الأرض إلى القمر، مما قد يؤدي إلى رفع درجات حرارة القمر بدلاً من خفضها.

وهناك بالطبع العديد من العوامل المؤثرة، لكن الفرضية التي طرحتها الدراسة الجديدة هي أن التحولات في النشاط البشري من غير المرجح أن يكون لها تأثير على درجات الحرارة على القمر - أثناء الجائحة أو أي فترة أخرى.

وذكر شونبيرج: «هناك احتمال ضئيل بأن يكون للإشعاع الصادر من الأرض تأثير على درجات حرارة سطح القمر». وتابع أن «هذا التأثير ربما يكون ضئيلاً للغاية بحيث يصعب قياسه أو حتى ملاحظته».