بايدن يحذر بوتين من استخدام أسلحة كيميائية أو نووية بعد الخسائر التي مني بها

قال: «لا تفعل... لا تفعل... لا تفعل»... والبنتاغون سيسلم منظومة «نامساس» الدفاعية لكييف

الرئيس الأميركي جو بايدن ونظيره الروسي فلاديمير بوتين (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن ونظيره الروسي فلاديمير بوتين (رويترز)
TT

بايدن يحذر بوتين من استخدام أسلحة كيميائية أو نووية بعد الخسائر التي مني بها

الرئيس الأميركي جو بايدن ونظيره الروسي فلاديمير بوتين (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن ونظيره الروسي فلاديمير بوتين (رويترز)

وجه الرئيس الأميركي جو بايدن تحذيراً لنظيره الروسي فلاديمير بوتين من استخدام أسلحة كيميائية أو نووية تكتيكية، غداة الخسائر الكبيرة التي مني بها في الحرب في أوكرانيا.
وقال بايدن في مقتطفات بُثت مساء الجمعة من مقابلة أجرتها معه شبكة «سي بي إس»: «لا تفعل. لا تفعل. لا تفعل».
وجاء ذلك رداً على سؤال بشأن احتمال لجوء بوتين الذي مني جيشه بخسائر كبيرة في الهجوم المضاد للقوات الأوكرانية هذا الشهر، إلى أسلحة كيميائية أو أخرى تكتيكية نووية.
وقال بايدن إن هذا الأمر، «سيغير وجه الحرب بشكل لا مثيل له منذ الحرب العالمية الثانية». وأضاف: «سيصبحون (الروس) منبوذين في العالم أكثر من أي وقت مضى».
واستعادت أوكرانيا مناطق واسعة في الشرق من القوات الروسية المحتلة في الأسابيع الأخيرة، بفضل الأسلحة الثقيلة التي زودها بها حلفاؤها الغربيون.
وتواجه موسكو موجة غضب من الغرب غداة العثور على مقبرة جماعية خارج مدينة إيزيوم التي استعادتها القوات الأوكرانية أخيراً، ويقول مسؤولون أوكرانيون إن علامات التعذيب بدت واضحة على جميع الجثث التي تم إخراجها.
في هذا الوقت، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع (البنتاغون)، بات رايدر، إن الولايات المتحدة بصدد تسليم أوكرانيا أول نظامين للدفاع الجوي من طراز «ناسماس»، في الشهرين المقبلين.
وأضاف خلال مؤتمر صحافي مساء الجمعة، أن تقديم هذه المنظومة الجديدة سيسهم في تعزيز القدرات الدفاعية بشكل أكبر في حماية الأوكرانيين من التهديدات الجوية للعدو، بما في ذلك الطائرات والمركبات الجوية بدون طيار وصواريخ «كروز».
ومن المعروف أن منظومة «نامساس» تعد منظومة الدفاع الأساسية في تأمين الحماية الجوية للبيت الأبيض والبنتاغون، من أي هجمات محتملة.
إلى ذلك قال رايدر، إن المساعدة العسكرية الجديدة التي كشف عنها البنتاغون بقيمة 600 مليون دولار، تتضمن توفير ذخائر لصواريخ «هيمارس» وقذائف مدفعية عيار 155 ملم، وأنظمة جوية مضادة للطائرات المسيرة، ومعدات لإزالة الألغام، وأجهزة الرؤية الليلية وغيرها من المعدات الخاصة بفصل الشتاء والطقس البارد.
وأضاف أن الأوكرانيين يعززون مكاسبهم في خاركيف بعد استعادتهم منطقة كبيرة، بينما يحاول الروس تعزيز خطوطهم الدفاعية هناك. كما أشار إلى أن الولايات المتحدة، وبالتنسيق مع حلف شمال الأطلسي (الناتو)، ستستضيف اجتماعاً خاصاً تحت رعاية مجموعة الاتصال الدفاعية الأوكرانية، مع كبار مديري مصنعي الأسلحة الوطنية يوم 28 سبتمبر (أيلول) الجاري، في بروكسل.
وقال إنه ستتم مناقشة كيفية التأكد من تمكن قواعدنا الصناعية الدفاعية المتبادلة، من أن تزود القوات الأوكرانية مستقبلاً، بأفضل القدرات التي يحتاجونها للدفاع عن بلادهم.
يأتي ذلك وسط تقارير تتحدث عن مخاوف من تراجع مخزونات الدول التي تقوم بتزويد القوات الأوكرانية بالأسلحة، مع توقع أن تطول الحرب، الأمر الذي تسعى الولايات المتحدة إلى تجنبه، من خلال تسريع آليات إنتاج الأسلحة وتوقيع العقود مع الشركات المنتجة.
وكشف إريك باهون، متحدث آخر باسم البنتاغون، الجمعة، أن نائبة وزير الدفاع كاثلين هيكس، اجتمعت يوم الخميس مع اللجنة التنفيذية لاتحاد الصناعات الفضائية، التي تتألف من الرؤساء التنفيذيين لشركات الطيران الرائدة.
وقال إن الاجتماع يأتي في سياق حرص البنتاغون على مواصلة إشراك قادة الصناعة، كجزء من استراتيجية تواصل منتظمة ومفتوحة لتعزيز فهم الوزارة لأولويات الصناعة والتحديات.
وناقش المجتمعون الدعم المستمر لأوكرانيا، والجهود المبذولة لمعالجة ضغوط الصناعة الناجمة عن التضخم، وتحديات القوى العاملة على المديين القريب والطويل.
وشددت هيكس على أهمية الاستجابة القائمة على البيانات للظروف الاقتصادية. كما سلطت هيكس الضوء على أن الوزارة منحت أكثر من 2.4 مليار دولار لشراء قدرات لأوكرانيا، بالإضافة إلى تجديد المخزونات الأميركية منذ الغزو الروسي لأوكرانيا.
من جهة أخرى، كشف مسؤولان عسكريان لشبكة «إن بي سي» الأميركية، أن إدارة الرئيس بايدن تنظر في تأجيل تسليم أوكرانيا صواريخ بعيدة المدى، بعدما كانت وعدت سابقا بتسليمها، لتجنب «أي تصعيد خطير» مع موسكو.
وحذرت روسيا مراراً، من أن إرسال صواريخ بعيدة المدى قد تطول أراضيها، يعد «خطاً أحمر»، ويجعل الولايات المتحدة طرفاً مباشراً في النزاع.
وقال المسؤولان، إن مسؤولين كباراً في البنتاغون عارضوا فكرة تقديم تلك الصواريخ، بعدما عبروا عن قلقهم من أن تستخدم هذه الصواريخ، في ضرب أهداف داخل الأراضي الروسية، ما قد يؤدي إلى توسيع دائرة الحرب مع موسكو.
وتطالب أوكرانيا بتكثيف الدعم العسكري الغربي لها بأسلحة متطورة ونوعية، لتمكينها من مواجهة القوات الروسية وصدها، خصوصاً بعد النجاحات التي حققتها في الآونة الأخيرة على جبهات القتال شرق البلاد وجنوبها.
من جهة أخرى كشف موقع «بوليتيكو» الإخباري الأميركي، أن كييف، ورغم أنها خففت في العلن من مطالباتها بصواريخ بعيدة المدى، غير أنها تواصل خلف الكواليس، الطلب من الولايات المتحدة الحصول على أسلحة متقدمة مثل أنظمة الدفاع الصاروخي «باتريوت»، لتغيير دفة الحرب جذرياً.
وأضافت أن مستشارين في الحكومة الأوكرانية ومسؤولين في البنتاغون، ومن شركات الصناعات الدفاعية، يبحثون إرسال أنظمة باتريوت ومقاتلات «إف - 16»، ومسيرات من طراز «غراي إيجل» ضمن صفقات تمويل طويلة الأجل يجري وضع تفاصيلها. وأضافت «بوليتيكو» أن اللجوء إلى السرية في مناقشة تلك الطلبات، يأتي على خلفية تزايد مخاوف كييف، من أن يتراجع الاهتمام باحتياجاتها الأكثر إلحاحاً لمواصلة الحرب.


مقالات ذات صلة

أوروبا الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب والرئيسان الأوكراني زيلينسكي والفرنسي ماكرون قبل اجتماع ثلاثي في الإليزيه السبت (د.ب.أ)

ترمب يلوّح بالانسحاب من «الناتو» وخفض المساعدات إلى أوكرانيا

دعا الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، الأحد، إلى «وقف فوري لإطلاق النار»، والشروع في مفاوضات لإنهاء الحرب في أوكرانيا التي أودت بحياة 400 ألف جندي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن - موسكو - باريس)
أوروبا جندي أوكراني يحضر قذائف مدفعية قرب الجبهة في زابوريجيا (رويترز)

«البنتاغون»: حزمة مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا بـ988 مليون دولار

أعلنت الولايات المتحدة عن حزمة مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا بقيمة 988 مليون دولار، في حين تسابق واشنطن الوقت لتقديم دعم لكييف قبل تولي ترمب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا  ألسنة لهب كثيفة تتصاعد من مبنى مدمر وسيارة محترقة في منطقة زابوريجيا الأوكرانية نتيجة قصف روسي (خدمة الطوارئ الأوكرانية - أ.ف.ب)

مقتل 12 وإصابة 40 من جراء هجمات روسية في جنوب شرقي أوكرانيا

قال مسؤولان في منطقتي زابوريجيا وكريفي ريه بأوكرانيا، الجمعة، إن ما لا يقل عن 12 شخصاًً قتلوا، وأصيب أكثر من 40 في هجمات روسية بالمنطقتين.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا الرئيس الأوكراني يشاهد المسيّرة «بيكلو» (قناة وزير القطاعات الصناعية الاستراتيجية الأوكراني هيرمان سميتانين على «تلغرام»)

أوكرانيا تنتج مسيّرة جديدة بعيدة المدى بمحرك دفع صاروخي

أعلنت أوكرانيا إنتاجها طائرة مسيّرة جديدة تعمل بمحرك دفع صاروخي تُعرَف باسم «بيكلو»، وتَعني «الجحيم» باللغة الأوكرانية، وقدّمتها للعالم.

«الشرق الأوسط» (كييف)

أميركا «لا تذرف الدموع» على الأسد... وترمب يحذّر بوتين وأوكرانيا

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب يصافح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي داخل كاتدرائية نوتردام دي باريس قبل حفل إعادة افتتاح الكاتدرائية التاريخية بعد حريق عام 2019 في باريس 7 ديسمبر 2024 - لودوفيك مارين (رويترز)
الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب يصافح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي داخل كاتدرائية نوتردام دي باريس قبل حفل إعادة افتتاح الكاتدرائية التاريخية بعد حريق عام 2019 في باريس 7 ديسمبر 2024 - لودوفيك مارين (رويترز)
TT

أميركا «لا تذرف الدموع» على الأسد... وترمب يحذّر بوتين وأوكرانيا

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب يصافح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي داخل كاتدرائية نوتردام دي باريس قبل حفل إعادة افتتاح الكاتدرائية التاريخية بعد حريق عام 2019 في باريس 7 ديسمبر 2024 - لودوفيك مارين (رويترز)
الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب يصافح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي داخل كاتدرائية نوتردام دي باريس قبل حفل إعادة افتتاح الكاتدرائية التاريخية بعد حريق عام 2019 في باريس 7 ديسمبر 2024 - لودوفيك مارين (رويترز)

ما أن سقط نظام الرئيس السوري بشار الأسد بصورة دراماتيكية، صباح الأحد، حتى احتفى الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب بهذا التطور الاستثنائي الذي راقبته إدارة الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن «عن كثب»، مؤكدة أن أحداً «لن يذرف الدموع» على حكم البعث الأسدي الذي دام أكثر من نصف قرن.

واغتنم ترمب، الذي سيعود إلى البيت الأبيض في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، هذه المناسبة، ليطلق منشوراً على منصته «تروث سوشيال» للتواصل الاجتماعي بدا واضحاً فيه أنه يضغط على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي «لم يعد مهتماً بحماية» الأسد، معتبراً أنه «لم يكن هناك سبب لأن تكون روسيا» موجودة في سوريا. وأكد أن «روسيا وإيران في حال ضعف الآن». وإذ دعا بوتين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إلى «وقف فوري للنار» في بلديهما، رأى أنه «ينبغي بدء المفاوضات». وقال: «أعرف فلاديمير جيداً. هذا وقته للتحرك. الصين يمكن أن تساعد. العالم ينتظر!».

وقبيل استيلاء «هيئة تحرير الشام» على دمشق بسرعة البرق، كتب ترمب على منصة «إكس»، مساء السبت، ليشير إلى تقدم مقاتلي المعارضة السورية «خطوة لا سابق لها»، مع استيلائهم على العديد من المدن، فوصف الهجوم بأنه «منسق للغاية، وهم الآن على مشارف دمشق، ويستعدون على ما يبدو للقيام بخطوة كبيرة للغاية نحو إخراج الأسد». وقال إن «روسيا، بسبب انشغالها الشديد بأوكرانيا، ومع خسارة أكثر من 600 ألف جندي هناك، تبدو عاجزة عن وقف هذه المسيرة عبر سوريا، وهي الدولة التي حمتها لسنوات». وذكر بـ«عدم وفاء الرئيس السابق (باراك) أوباما بالتزامه حماية الخط الأحمر على الرمل، وبدأ الجحيم، مع تدخل روسيا»، مؤكداً أن إجبار الأسد ومن معه على الخروج «قد يكون هذا في الواقع أفضل شيء يمكن أن يحدث لهم». وشدد على أنه «لا ينبغي للولايات المتحدة أن يكون لها أي علاقة بها. هذه ليست معركتنا (...) لا تتورطوا».

المرشح الجمهوري لمنصب نائب الرئيس الأميركي جيمس ديفيد (جاي دي) فانس (أ.ف.ب)

من جهته، ردد نائب الرئيس المنتخب جاي دي فانس دعوة ترمب للولايات المتحدة بعدم التدخل، وغرد بأنه «متوتر» بشأن الدعوات على وسائل التواصل الاجتماعي للاحتفال بفرار الأسد من البلاد. وكتب أن «الكثير من المتمردين هم في الواقع امتداد حقيقي لتنظيم (داعش). ومن المأمول أن يكونوا خففوا من حدة موقفهم. والوقت كفيل بإثبات ذلك».

تداعيات عميقة

وعبر وزير الدفاع خلال إدارة ترمب الأولى، مارك إسبر، عن اعتقاده بأن ترمب سيتخذ نهج عدم التدخل فيما سيأتي بعد ذلك في سوريا، حيث يوجد للولايات المتحدة نحو 900 جندي. وقال عبر شبكة «سي إن إن» الأميركية للتلفزيون: «قال هو والرئيس بايدن إنه لا يوجد دور للقوات الأميركية. وأنا أوافق، لا أرى هذا الدور الآن». وأضاف: «للقيام بذلك، فإن دونالد ترمب متسق دائماً. إذا كان هناك شيء واحد، فهو أنه لا يريد الانخراط في الحرب».

يركلون ملصقاً للرئيس السوري بشار الأسد في حمص (رويترز)

وبالنسبة إلى إدارة بايدن يحمل سقوط حكم الأسد تداعيات جيوسياسية عميقة في المنطقة بعدما وفرت الحرب الأهلية السورية طوال السنوات الـ13 الماضية ساحة معركة بالوكالة بين الولايات المتحدة وحلفائها من جهة، وروسيا وإيران من الجهة الأخرى، مما سيترك الآن «آثاراً واسعة النطاق وسط الحرب في غزة وعدم الاستقرار العالمي»، على ما كتبته صحيفة «الواشنطن بوست» الأميركية.

وأبلغ الناطق باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض شون سافيت المراسلين، الأحد، بأن بايدن مطلع على التطورات ويراقب الوضع عن كثب. وكتب أن الرئيس بايدن وفريقه «يراقبون عن كثب الوضع المتطور في سوريا وهم على اتصال مع الشركاء الإقليميين»، لمتابعة «التطورات الاستثنائية».

ويعيد كلام ترمب إلى الأذهان كيف أنه لأكثر من عقد، كان الرؤساء الأميركيون يتصارعون حول كيفية احتواء الأسد من دون إشعال نزاع دولي. وجاء سقوط نظامه ليحقق هدفاً طويل الأمد للسياسة الخارجية الأميركية، بعدما دعمت روسيا وإيران الأسد، وسط جهود فاشلة خلال عهد أوباما.

وقال نائب مساعد وزير الدفاع الأميركي لشؤون الشرق الأوسط، دانيال شابيرو، إن لدى «العديد من أطراف» الحرب السورية «سجل مروع» في مجال حقوق الإنسان، بما في ذلك حكومة بشار الأسد وروسيا وإيران وتنظيم «داعش» الإرهابي. وحض كل الأطراف على «حماية المدنيين»، مضيفاً أنه «لا ينبغي لأحد أن يذرف الدموع» على سقوط نظام الأسد.

جندي إسرائيلي يقف بالقرب من الحدود مع سوريا (أ.ب)

روسيا وإيران

وذكر القائد السابق للقيادة الوسطى في الجيش الأميركي الجنرال المتقاعد، فرانك ماكنزي، بأن الجنود الأميركيين المنتشرين في سوريا موجودون لمكافحة الإرهاب. وقال على شبكة «إيه بي سي»: «أي قرار بإخراجهم، نحتاج إلى تقييم ذلك في المستقبل، وأنا متأكد من أن الإدارة الجديدة ستنظر في ذلك بجدية عندما تتولى منصبها». وتوقع «فترة من الاقتتال الداخلي» مما يجعل من الصعب التنبؤ بكيفية تطور القتال، وخاصة مع العلاقات المختلفة مع روسيا وإيران ودول أخرى. ورأى أن «روسيا ستحاول استعادة مكانتها الطيبة. وستفعل إيران الأمر نفسه. أعتقد أن إسرائيل ستكون قلقة بشأن احتمال وقوع هجمات عبر الجولان (...) أعتقد أن الإسرائيليين ربما نقلوا بعض القوات إلى منطقة عازلة في جنوب سوريا من أجل حماية أنفسهم».

برنامج «تيمبر سيكامور»

وتعيد المواقف الأميركية الحذرة الآن إلى الأذهان، كيف اضطرت واشنطن وعواصم أخرى قبل عقد من الزمان إلى مواجهة احتمال انهيار النظام في سوريا وصعود ما هو أسوأ منه. ووسط التساؤلات عن المستقبل، يعتقد مسؤولون أميركيون أن الوضع في سوريا مختلف بشكل عميق، مقارنة بما كان عليه قبل عقد.

هيئة تحرير الشام

ويلاحظ بعضهم أن «هيئة تحرير الشام تغيّرت، ليس فقط في خطابها، ولكن أيضاً في أفعالها، بما في ذلك على الأقل تبنيها العلني الأولي للتعددية والحرية الدينية في المناطق التي سيطرت عليها».

تدريبات مشتركة بين «جيش سوريا الحرة» والتحالف الدولي في قاعدة التنف على أجهزة كشف الألغام

وقال مدير برنامج سوريا في معهد الشرق الأوسط، تشارلز ليستر: «لم نعد في عام 2014، والمجموعات التي نراها في عام 2024 ليست هي نفسها. وعلى رغم المخاوف في شأن بعض المجموعات التي تقود هذه التطورات، فإن فكرة حدوث بعض التغيير في المستقبل القريب لا ينظر إليها السوريون بالضرورة على أنها أمر سيئ. فحتى قبل عشرة أيام عندما بدأ كل هذا، لم يكن هناك ضوء في نهاية نفقهم المظلم للغاية».

وكانت الولايات المتحدة سعت خلال السنوات الماضية إلى ترجيح كفة الميزان لمصلحة القوى العلمانية في المعارضة السورية، من خلال توفير التدريب العسكري وكميات من الأسلحة والذخيرة في إطار برنامج «تيمبر سيكامور» السري لوكالة الاستخبارات المركزية «سي آي إيه» لمنع وصول الجماعات الإسلامية مثل «داعش» إلى السلطة.