الأرجنتين تتألم في «تانغو» الفائدة والتضخم

رفعت الأولى 75 % لمنع الثاني من بلوغ 100 %

تعاني الأرجنتين من تضخم يوشك على بلوغ 100 % مع نهاية العام وسط مطالبات بتحركات أوسع لرفع الفائدة ووقف طباعة النقود (أ.ف.ب)
تعاني الأرجنتين من تضخم يوشك على بلوغ 100 % مع نهاية العام وسط مطالبات بتحركات أوسع لرفع الفائدة ووقف طباعة النقود (أ.ف.ب)
TT

الأرجنتين تتألم في «تانغو» الفائدة والتضخم

تعاني الأرجنتين من تضخم يوشك على بلوغ 100 % مع نهاية العام وسط مطالبات بتحركات أوسع لرفع الفائدة ووقف طباعة النقود (أ.ف.ب)
تعاني الأرجنتين من تضخم يوشك على بلوغ 100 % مع نهاية العام وسط مطالبات بتحركات أوسع لرفع الفائدة ووقف طباعة النقود (أ.ف.ب)

قرر «البنك المركزي الأرجنتيني» زيادة أسعار الفائدة، في محاولة لتعزيز عملته، والحدّ من التضخم الآخذ في الاقتراب من مستوى 100 في المائة بنهاية العام الحالي، حسبما أفاد به مصدر مطلع لوكالة «بلومبرغ».
وقال المصدر إن «البنك المركزي» قرر زيادة سعر الفائدة الرئيسي «ليليك»، بواقع 550 نقطة أساس، ليصل إلى 75 في المائة، بعدما أظهرت بيانات التضخم الصادرة يوم الأربعاء ارتفاع أسعار المستهلكين بنحو 79 في المائة على أساس سنوي في شهر أغسطس (آب) الماضي، في أسرع وتيرة منذ 30 عاماً.
ووسط التضخم العالمي الجامح، خرجت توقعات من «البنك الدولي» تشير إلى أن الفائدة من البنوك المركزية حول العالم بحاجة لأن تكون أعلى، وخرج «البنك» برؤية متشائمة للاقتصاد العالمي.
ويرى رئيس «البنك الدولي» أن هناك المزيد من التباطؤ في النمو، مع هبوط عدد أكبر من الدول في ركود.
وقفز التضخم الشهري في الأرجنتين 7 في المائة في أغسطس، متجاوزاً التوقعات، ليصل إلى نحو 80 في المائة على أساس سنوي، رغم جهود الحكومة و«البنك المركزي» لكبح زيادات حادة في الأسعار، بحسب بيانات رسمية.
وقراءة التضخم على أساس شهري التي أوردتها «وكالة الإحصاء الحكومية» أقل من تلك المسجلة في يوليو (تموز) البالغة 7.4 في المائة، لكنها تتجاوز متوسط توقعات محللين شملهم استطلاع أجرته «رويترز» يبلغ 6.6 في المائة.
ويعاني البلد الواقع في أميركا الجنوبية، وهو منتج رئيسي للحبوب، واحداً من أعلى معدلات التضخم في العالم. وتفاقم الوضع مع تزايد تكاليف الغذاء والوقود العالمية، وهو ما يؤثر سلباً على شعبية حكومة الرئيس ألبرتو فرنانديز التي تمثل يسار الوسط قبل انتخابات العام المقبل.
وبلغ التضخم في الاثني عشر شهراً حتى نهاية أغسطس 78.5 في المائة، في حين زادت الأسعار 56.4 في المائة في الأشهر الثمانية الأولى من العام. وتوقع استطلاع أجراه «البنك المركزي» مؤخراً أن الأرجنتين ستنهي العام عند معدل تضخم قدره 95 في المائة، في حين يتوقع محللون بالقطاع الخاص أنه سيصل إلى 100 في المائة.
وهذا الأسبوع، أعلنت وزارة الاقتصاد عن سعر صرف تفضيلي لمزارعي فول الصويا أُطلق عليه «دولار الصويا»، في مسعى لتشجيع الصادرات، عند سعر يبلغ 200 بيزو للدولار، وهو أعلى كثيراً من السعر الرسمي البالغ 140 بيزو.
وكان «بنك الأرجنتين المركزي» قرر، في اجتماعه السابق، أوائل أغسطس، رفع معدل الفائدة بواقع 950 نقطة أساس إلى 69.5 في المائة، بهدف السيطرة على الارتفاع الكبير في معدل التضخم السنوي، الذي بلغ 71 في المائة على أساس سنوي خلال شهر يوليو، وهو المستوى الأعلى في 20 عاماً.
وفي مطلع الشهر الماضي، وأثناء إعلانه عن الخطوط العريضة لاستراتيجية التغلب على الأزمة المالية المتفاقمة في البلاد، تعهد وزير الاقتصاد الأرجنتيني الجديد، سيرخيو ماسا، بالتوقف عن طباعة النقود المتسببة في زيادة التضخم المتفاقم.
وطرح ماسا خريطة الطريق الاقتصادية الخاصة به، بعد أداء اليمين أمام الرئيس ألبرتو فرنانديز، كثالث وزير اقتصاد خلال شهر. كذلك ركّزت إجراءات ماسا على تعزيز الصادرات، وتقليل العجز المالي للبلاد، وزيادة الاحتياطيات المتضائلة لـ«البنك المركزي»، بحسب «بلومبرغ».
ويتسلم ماسا منصبه مقترناً بتحدٍ هائل، يتمثل في محاولة السيطرة على التضخم. وكانت حكومة فرنانديز اعتمدت على طباعة النقود لتغطية عجزها المالي المزمن، بعد عزلها عن أسواق المال العالمية. وصرّح ماسا بوضوح للصحافيين في بوينس آيرس: «لا يوجد حلّ سحري، وعلينا مواجهة التضخم بحزم».
وتعتزم الحكومة تمويل ميزانيتها عن طريق خفض عجزها، أو من خلال الإقراض الخاص. وأفاد ماسا بأن البلاد تدرس أربعة عروض للحصول على قروض من ثلاثة بنوك عالمية وصندوق ثروة سيادي، دون ذكر مبلغ الصفقة المحتملة.


مقالات ذات صلة

الأرجنتين أحدث المنضمين إلى «منظومة اليوان»

أميركا اللاتينية الأرجنتين أحدث المنضمين إلى «منظومة اليوان»

الأرجنتين أحدث المنضمين إلى «منظومة اليوان»

أعلن وزير الاقتصاد الأرجنتيني سيرجيو ماسا أن بلاده تعتزم تسديد ثمن وارداتها الصينية باليوان بدلاً من الدولار الأميركي، وذلك للحد من استنزاف احتياطياتها من العملات الصعبة. وقال ماسا خلال اجتماع في بوينس آيرس مع السفير الصيني زو شياولي، مساء الأربعاء، إن الأرجنتين ستبرمج «جزءا من وارداتها باليوان بما يعادل أكثر من مليار دولار الشهر المقبل». وأكد أن هذه الآلية «ستحل مكان» استخدام احتياطيات الأرجنتين المتناقصة من الدولار. واتهمت الحكومة الأرجنتينية الثلاثاء المعارضة اليمينية في البلاد بالتسبب في تقهقر قيمة البيزو مقابل الدولار، وأمرت بفتح تحقيق بذلك.

أميركا اللاتينية «بريطاني» يفاوض ميسي لضمه للهلال السعودي

«بريطاني» يفاوض ميسي لضمه للهلال السعودي

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» أن شخصية بريطانية تقوم حالياً بإجراء المفاوضات والمناقشات الجادة مع ليونيل ميسي، نجم باريس سان جيرمان الفرنسي ومنتخب الأرجنتين، لضمه لصفوف فريق الهلال السعودي اعتباراً من يونيو (حزيران) المقبل. ولا تزال المفاوضات، بحسب مصادر «الشرق الأوسط»، في مرحلتها الأولى، علماً بأن الصحافي الإيطالي فابريزو رومانو، المختص برصد أخبار انتقالات اللاعبين العالميين، كشف اليوم (الثلاثاء) عن تلقي ميسي عرضاً رسمياً ضخماً من نادي الهلال السعودي لموسمين. وكشف فابريزو أن ميسي، المتوج ببطولة كأس العالم الماضية في قطر، يمنح أولوية مطلقة للاستمرار في الملاعب الأوروبية، مشيراً في الوقت ذا

فهد العيسى (الرياض)
أميركا اللاتينية «صندوق النقد» لدفع 5.3 مليار دولار للأرجنتين

«صندوق النقد» لدفع 5.3 مليار دولار للأرجنتين

أعلن مجلس إدارة صندوق النقد الدولي، أنه أكمل المراجعة الرابعة لبرنامج المساعدات الحالي، وهو إجراء يتضمن دفع شريحة جديدة من المساعدات بقيمة 5.3 مليار دولار بشكل فوري إلى الأرجنتين. وبدفع هذه الشريحة الجديدة، سيبلغ مجموع ما تلقته بوينس آيرس 28.8 مليار دولار من إجمالي الأموال المخصصة بالفعل للأرجنتين منذ بدء برنامج المساعدة في مارس (آذار) 2022. يوفر هذا البرنامج الذي يمتد على ثلاثين شهراً مساعدة إجمالية قدرها 44 مليار دولار (أي 31.91 مليار وحدة من حقوق السحب الخاصة، وهي وحدة حساب استحدثها صندوق النقد الدولي على أساس سلة من العملات) للأرجنتين، وهو أكبر برنامج مساعدات ينفذه صندوق النقد الدولي حتى ا

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أميركا اللاتينية صندوق النقد الدولي يصادق على دفع 5.3 مليار دولار للأرجنتين

صندوق النقد الدولي يصادق على دفع 5.3 مليار دولار للأرجنتين

أعلن مجلس إدارة صندوق النقد الدولي أنه أكمل المراجعة الرابعة لبرنامج المساعدات الحالي، وهو إجراء يتضمن دفع شريحة جديدة من المساعدات بقيمة 5.3 مليار دولار بشكل فوري إلى الأرجنتين. وبدفع هذه الشريحة الجديدة، سيبلغ مجموع ما تلقته بوينوس آيرس 28.8 مليار دولار من الأموال المخصصة بالفعل للأرجنتين منذ بدء برنامج المساعدة في مارس (آذار) 2022. ويوفر هذا البرنامج الذي يمتد ثلاثين شهراً مساعدة إجمالية مقدارها 44 مليار دولار (أي 31.91 مليار وحدة من حقوق السحب الخاصة، وهي وحدة حساب استحدثها صندوق النقد الدولي على أساس سلة من العملات) للأرجنتين، وهو أكبر برنامج مساعدات ينفذه صندوق النقد الدولي حتى الآن. سجل

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أميركا اللاتينية بايدن ونظيره الأرجنتيني يؤكدان «التكامل الاقتصادي» بين بلديهما

بايدن ونظيره الأرجنتيني يؤكدان «التكامل الاقتصادي» بين بلديهما

رحّب الرئيس الأميركي جو بايدن، أمس (الأربعاء)، بـ«فرصة هائلة» لزيادة التكامل الاقتصادي مع الأرجنتين، وذلك لدى استقباله رئيس الدولة الأميركية الجنوبية ألبيرتو فيرنانديز في البيت الأبيض. وقال بايدن جالساً إلى جانب نظيره الأرجنتيني في المكتب البيضوي: «هذا اللقاء فرصة للتأكيد على أن لا شيء يتجاوز قدرتنا على تحقيقه إذا عملنا معاً».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

ريو دي جانيرو تحت تدابير أمنية مشددة بمناسبة «قمة العشرين»

جنود برازيليون يقفون أمام مدرعة قرب مكان انعقاد قمة «مجموعة العشرين» في ريو دي جانيرو الاثنين (رويترز)
جنود برازيليون يقفون أمام مدرعة قرب مكان انعقاد قمة «مجموعة العشرين» في ريو دي جانيرو الاثنين (رويترز)
TT

ريو دي جانيرو تحت تدابير أمنية مشددة بمناسبة «قمة العشرين»

جنود برازيليون يقفون أمام مدرعة قرب مكان انعقاد قمة «مجموعة العشرين» في ريو دي جانيرو الاثنين (رويترز)
جنود برازيليون يقفون أمام مدرعة قرب مكان انعقاد قمة «مجموعة العشرين» في ريو دي جانيرو الاثنين (رويترز)

بمناسبة انعقاد قمّة «مجموعة العشرين»، تحوّلت ريو دي جانيرو القلب النابض بالسياحة وعذوبة الحياة في البرازيل إلى حصن خاضع لحماية مشدّدة في ظلّ انتشار الشرطيين والعسكريين بكثرة وكاميرات المراقبة بالآلاف.

وتستقبل «المدينة الرائعة» قادة العالم الذين يجتمعون الاثنين والثلاثاء في مقرّ متحف الفنون الحديثة في قلب واحة خضراء تطلّ على جبل باو دي أسوكار الشهير. لكن ريو المعروفة بشواطئها ومناظرها الطبيعية الخلّابة بين المحيط والجبل، لم تسلم من شرّ أعمال العنف. وخلال النصف الأوّل من العام، شهدت ثاني المدن البرازيلية الأكثر تعداداً للسكان 1790 جريمة قتل على الأقلّ، أي ما يعادل جريمة واحدة كلّ ساعتين ونصف الساعة، بحسب معطيات مجموعة «مونيتور دا فيولنسيا».

ويعدّ تنظيم حدث من هذا القبيل في قلب ريو «تحدّيا بالفعل»، حسبما أقرّ رئيس اللجنة البلدية المنظمة لقمّة العشرين لوكاس باديليا.

واستند الرئيس لويس إيناسيو لولا دا سيلفا إلى مرسوم حول ضمان إنفاذ القانون والنظام الذي يسمح بحشد الجيش في ظروف أمنية استثنائية. ونشر نحو 25 ألف جندي وشرطي في أنحاء المدينة كافة، بما في ذلك في الموانئ والمطارات. وتمركزت مركبات عسكرية مدرّعة في محيط متحف الفنون الحديثة على مقربة من وسط المدينة. ويقع المتحف بالقرب من مطار سانتوس دومونت المستخدم عادة للرحلات الداخلية الذي أغلق خلال القمّة الممتدّة على يومين.

ونُشر أكثر من 5 آلاف كاميرا لمراقبة الشوارع، فضلاً عن مسيرّات ومروحيات. وتبرز هذه الآلية الأمنية بشدّة بالقرب من الفنادق، حيث تقيم الوفود المقدّر عددها بنحو خمسين، التي تنطلق منها المواكب الرسمية. ويتألّف موكب الوفد الصيني الذي نزل في فندق عند سفح تلّة مطلّة على المحيط من 25 مركبة على الأقلّ. وتتولّى سفن تابعة للقوّات البحرية مراقبة الشاطئين الأكثر شهرة في ريو؛ كوباكابانا وإيبانيما، اللذين قُيّد النفاذ إليهما.

وبغية تيسير حركة السير في المدينة التي تضمّ 6 ملايين نسمة، أعلنت البلدية يومي انعقاد القمّة، الاثنين والثلاثاء، عطلة رسمية.

وبات للسكان ستة أيام عطلة على التوالي، إذ إن الجمعة 15 والأربعاء 20 نوفمبر (تشرين الثاني) هما أصلاً من العطل الرسمية. وأغلقت المؤسسات الإدارية والمصارف والمدارس أبوابها، في حين تبقى الحانات والمطاعم مفتوحة بمناسبة الحدث. وحذّر رئيس البلدية إدواردو باييس من أن «ريو لن تشهد فترة طبيعية»، داعياً السكان إلى «التعاون».