يُعد الدوري الإنجليزي الممتاز عملاً شاقاً للغاية بالنسبة للمديرين الفنيين. لقد مر شهر واحد على انطلاق الموسم الجديد بمباراة آرسنال وكريستال بالاس، لكن اثنين من المديرين الفنيين فقدا وظيفتيهما بالفعل. كان سكوت باركر الضحية الأولى عندما أقيل من منصبه كمدير فني لبورنموث بعد الخسارة الثقيلة أمام ليفربول بتسعة أهداف دون رد. وسرعان ما تبعه توماس توخيل بعد أن قرر مالكو تشيلسي الجدد أن هذا هو «الوقت المناسب لإجراء هذا الانتقال». وهذه هي المرة الأولى التي يُقال فيها اثنان من المديرين الفنيين في الدوري الإنجليزي الممتاز في هذا الوقت المبكر من الموسم منذ موسم 2008 - 2009، وفي ظل الحديث عن الاضطرابات المحيطة ببريندان رودجرز في ليستر سيتي، وستيفن جيرارد في أستون فيلا، فإن هذا الاتجاه لا يُظهر أي علامة على التراجع. ويبدو أن الفوضى فيما يتعلق بمصير المديرين الفنيين مستمرة منذ الموسم الماضي.
وعندما أقيل المدير الفني النرويجي أولي غونار سولسكاير من منصبه كمدير فني لمانشستر يونايتد في 21 نوفمبر (تشرين الثاني)، كان سادس مدير فني يترك منصبه في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي - وهو رقم قياسي جديد في الدوري الإنجليزي الممتاز. لكن من الممكن أن يتم كسر هذا الرقم القياسي مرة أخرى هذا العام. هناك وقت في العام يفقد فيه المديرون الفنيون وظائفهم بسهولة مثل الأوراق التي تتساقط من الأشجار، لكن يبدو أن هذا الوقت قد جاء مبكراً هذا العام.
وفي حين أنه من السهل إلقاء نظرة على الموسمين الماضيين وافتراض عدم وجود وقت آمن للمديرين الفنيين في الدوري الإنجليزي الممتاز بعد الآن، فإن الحقيقة الواضحة هي أن إقالة المديرين الفنيين في وقت مبكر من الموسم ليست بالأمر الجديد. وعلاوة على ذلك، فإن إقالة توخيل في السابع من سبتمبر (أيلول) تعني أن هذا هو ثالث أقرب وقت يقال فيه اثنان من المديرين الفنيين منذ انطلاق الدوري الإنجليزي الممتاز بشكله الجديد. ففي موسم 2008 - 2009، أقيل آلان كوربيشلي من القيادة الفنية لوستهام، وأقيل كيفن كيغان من تدريب نيوكاسل بحلول الرابع من سبتمبر. وكانت الأندية أقل صبراً في موسم 2004 - 2005؛ حيث أقيل بول ستوروك وبوبي روبسون من القيادة الفنية لساوثهامبتون ونيوكاسل، بالترتيب، في أغسطس (آب)، وأكمل غرايم سونيس ثلاثية الراحلين عندما أقيل من قيادة بلاكبيرن في السادس من سبتمبر.
ومن المألوف أن تأتي عمليات الإقالة تباعاً، وكأن رحيل أحد المديرين الفنيين يشجع المزيد على الرحيل - بغض النظر عن أي مرحلة من الموسم يحدث فيها ذلك. على سبيل المثال، عندما جعل كريستال بالاس نيل وارنوك أول مدير فني يقال من منصبه في موسم 2014 - 2015 في السابع والعشرين من ديسمبر (كانون الأول)، أصبحت الأندية الأخرى أكثر تساهلاً في إقالة مديريها الفنيين. ففي غضون الـ46 يوماً التي أعقبت إقالة وارنوك، ترك أربعة مديرين فنيين آخرين وظائفهم - آلان إيرفين، وآلان بارديو، وهاري ريدناب، وبول لامبرت.
وحدث الشيء نفسه الموسم الماضي. فعندما فقد ستيف بروس وظيفته في 20 أكتوبر (تشرين الأول)، كان بذلك هو من بدأ سلسلة من خمس إقالات خلال 31 يوماً فقط، إذ سرعان ما تبعه نونو إسبريتو سانتو، ودانييل فارك، ودين سميث، وسولسكاير. وعادة ما تأتي عمليات الإقالة في مجموعات متتابعة، لكنها ليست دائماً في وقت مبكر من الموسم. وفي ثمانية مواسم من أصل 31 موسماً للدوري الإنجليزي الممتاز، لم تكن هناك أي إقالة قبل الحادي والعشرين من نوفمبر. وتنتظر العديد من الأندية حتى فترة التوقف الدولي لإجراء تغييرات في القيادة الفنية، حتى تتمكن من استغلال فترة توقف مباريات الدوري الإنجليزي الممتاز لمدة أسبوعين من أحل البحث عن مدير فني جديد. إنه قرار منطقي، لكنه حديث نسبيًّا. وقبل الموسم الماضي، تمت إقالة تسعة مديرين فنيين فقط خلال فترة التوقف الدولي الأولى في الموسم.
وبدلاً من ذلك، فإن سلسلة الإقالات تظهر في أوقات مختلفة. ففي موسم 2019 – 2020 أقيل خمسة مديرين فنيين في غضون خمسة أسابيع فقط خلال الفترة من منتصف نوفمبر إلى أواخر ديسمبر. وفي موسم 2016 – 2017 قامت ثلاثة أندية بإجراء تغييرات خلال أسبوعي الكريسماس؛ وفي موسم 2001 - 2002 أجرى كل من ليستر سيتي وديربي كاونتي وساوثهامبتون تغييرات في القيادة الفنية في فترة ثلاثة أسابيع في شهر أكتوبر بعدما بدأت هذه الأندية الموسم بشكل سيئ.
ولا تعد إقالة المديرين الفنيين بهذا الشكل ظاهرة حديثة، حيث كان ذلك يحدث في فترة التسعينات من القرن الماضي أيضاً. ففي موسم 1993 - 1994 والذي كان الموسم الثاني للدوري الإنجليزي الممتاز بشكله الجديد، أقالت أربعة أندية مديريها الفنيين في غضون 24 يوماً في شهر يناير (كانون الثاني). وفي الموسم التالي، ترك ستة مديرين فنيين وظائفهم في غضون 34 يوماً في فصل الخريف. من الواضح أن ما يحدث في أحد الأندية يؤثر على باقي الأندية الأخرى، خصوصاً في أسفل جدول الترتيب. فعندما يتعاقد أحد الأندية مع مدير فني جديد لمساعدته في الهروب من شبح الهبوط، تشعر الأندية الأخرى بالتوتر وتبدأ في التحرك هي الأخرى. في الحقيقة، لم يكن الدوري الإنجليزي الممتاز مكاناً مريحاً أبداً للمديرين الفنيين، خصوصاً إذا فقد أحدهم وظيفته للتو!