ترمب يحذر من «مشاكل لا مثيل لها» في حال إدانته

الخبير الخاص يبدأ مراجعته لـ«وثائق مارالاغو»

ترمب يتحدث في فعالية انتخابية ببنسيلفانيا في 3 سبتمبر الماضي (أ.ب)
ترمب يتحدث في فعالية انتخابية ببنسيلفانيا في 3 سبتمبر الماضي (أ.ب)
TT

ترمب يحذر من «مشاكل لا مثيل لها» في حال إدانته

ترمب يتحدث في فعالية انتخابية ببنسيلفانيا في 3 سبتمبر الماضي (أ.ب)
ترمب يتحدث في فعالية انتخابية ببنسيلفانيا في 3 سبتمبر الماضي (أ.ب)

احتدمت المواجهة بين وزارة العدل الأميركية والرئيس السابق دونالد ترمب في قضية «وثائق مارالاغو»، وبدا من الواضح أن هذه المواجهة لن تنتهي في أي وقت قريب مع قرار القاضية الفيدرالية إيلين كانون تعيين الخبير الخاص القاضي رايموند ديري للاطلاع على الوثائق ومراجعتها.
ورفضت القاضية طلب وزارة العدل استئناف تحقيقاتها قبل اطلاع ديري على الوثائق، ممهّدة بذلك لقرار استئنافي سبق أن هددت به الوزارة في حال رفض طلبها. وقد أعطت القاضية الخبير الخاص مهلة حتى الثلاثين من شهر نوفمبر (تشرين الثاني) لإنهاء مراجعته، وهي فترة تتخطى توصيات وزارة العدل التي دفعت باتجاه إنهاء التقييم بحلول الـ17 من الشهر الحالي، فيما أراد الرئيس السابق إعطاء مهلة 3 أشهر للخبير للاطلاع على الوثائق وتقييمها.
وعلى الرغم من أن حكم القاضية صبّ بأغلبيته لصالح ترمب، فإنها عارضت طلبه بأن يتقاسم الطرفان تكلفة الخبير الخاص، فحكمت بأن يتحمل التكلفة كاملة ويسدد نفقات الخبير وفريقه لأنه هو من طالب بتعيينه.
وسيبدأ الخبير الخاص، القاضي ديري الذي عيّنه الرئيس الأسبق رونالد ريغان في عام 1986، بمراجعة 11 ألف وثيقة تمت مصادرتها خلال مداهمة مقر إقامة ترمب في فلوريدا، في الثامن من أغسطس (آب)، بينما أكثر من 100 وثيقة سرية. وقد خصّت وزارة العدل بالذكر في احتجاجها على القرار، الملفات الـ48 الخالية، التي تم العثور عليها خلال عملية الدهم، والتي ظهرت علامة السرية على غلافها، إضافة إلى 42 ملفاً خالياً كتب على غلافه «يعود إلى وزارة الدفاع».
إلى ذلك، حذّر الرئيس السابق من تداعيات أي إدانة محتملة له، فقال في مقابلة مع محطة إذاعة، الخميس، إن أي إدانة «ستولّد مشاكل في البلاد لم نرَ مثيلاً لها من قبل»، على حد تعبيره.
وقد أظهر استطلاع للرأي لشبكة «فوكس نيوز» أن 65 في المائة من الأميركيين يعتقدون أن ترمب أخطأ عندما أخذ وثائق من البيت الأبيض إلى مقر إقامته في مارالاغو، فيما اعتبر 56 في المائة منهم أن تفتيش مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) لمنزله كان مبرراً.
وكانت وزارة العدل الاميركية حذّرت من تداعيات قرار القاضية تجميد التحقيقات على الأمن القومي الأميركي، قائلة في بيان: «من دون رفع الحظر، فإن الحكومة والأميركيين على حد سواء سوف يعانون من ضرر لا يمكن إصلاحه بسبب التأخير غير المناسب في التحقيق الجنائي».


مقالات ذات صلة

ترمب: تركيا ستملك مفتاح الأحداث في سوريا

شؤون إقليمية الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب خلال مؤتمر صحافي 16 ديسمبر 2024 (أ.ب)

ترمب: تركيا ستملك مفتاح الأحداث في سوريا

قال الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، الاثنين، إن تركيا سيكون معها مفتاح الأحداث في سوريا، مؤكداً أن الكثير من الأمور لا تزال غير واضحة بعد سقوط بشار الأسد.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شؤون إقليمية ترمب يلتقي برئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو في مقر إقامته مارالاغو بولاية فلوريدا 26 يوليو 2024 (أ.ب)

رسائل ترمب حول «النووي» الإيراني تثير قلقاً في تل أبيب

تحدّثت مصادر في تل أبيب عن قلق حكومة نتنياهو من رسائل ترمب بشأن إيران والضفة الغربية، حيث يفضل ترمب اتفاقاً نووياً مع إيران بدلاً من هجوم عسكري.

نظير مجلي (تل أبيب)
شؤون إقليمية سیاري إلى جانب المرشد الإيراني علي خامنئي خلال تدريبات بحرية في شمال البلاد (أرشيفية - موقع خامنئي)

منسق الجيش الإيراني: لا يمكن التنبؤ بما سيحدث العام المقبل

قال منسق الجيش الإيراني، حبيب الله سياري، إنه «لا يمكن التنبؤ بما سيحدث العام المقبل» في ظل تغييرات إقليمية متسارعة، مشدداً على ضرورة «التأهب العسكري».

«الشرق الأوسط» (لندن-طهران)
الولايات المتحدة​ مرشح الرئيس الأميركي المنتخب لمنصب وزير الدفاع بيت هيغسيث يتجول في مبنى الكونغرس بواشنطن (رويترز)

ترمب يتمسك بدعم مرشحيه رغم تساؤلات مجلس الشيوخ

تمسك الرئيس المنتخب دونالد ترمب بمرشحيه للمناصب العليا في إدارته المقبلة، وكثف هؤلاء جهودهم لنيل مصادقة مجلس الشيوخ، بينما ضاعف إيلون ماسك ثروته منذ دعم ترمب.

علي بردى (واشنطن)
الولايات المتحدة​ صورة لمسيّرات في سماء ولاية نيوجرسي 5 ديسمبر 2024 (أ.ب)

​جدل حول مسيّرات غامضة تحلق في ولايات أميركية

تتفاعل قضية المسيرات الغامضة في سماء ولايات أميركية بشكل متسارع وتزداد معها نظريات مثيرة للجدل عن طبيعتها ومصدرها ومدى خطورتها

رنا أبتر (واشنطن)

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».