خلال 7 سنوات... 86 دولة استفادت من دعم السعودية وبرامج إغاثتها العاجلة

من اليمن إلى باكستان... إغاثة مركز الملك سلمان تغيّر مفهوم العون والمساعدات

مساعدات إغاثية قدّمها مركز الملك سلمان للشعب الصومالي (واس)
مساعدات إغاثية قدّمها مركز الملك سلمان للشعب الصومالي (واس)
TT

خلال 7 سنوات... 86 دولة استفادت من دعم السعودية وبرامج إغاثتها العاجلة

مساعدات إغاثية قدّمها مركز الملك سلمان للشعب الصومالي (واس)
مساعدات إغاثية قدّمها مركز الملك سلمان للشعب الصومالي (واس)

خلال كلمته التي ألقاها إبّان تدشين مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية في 13 مايو (أيار) 2015، قال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز: «سيكون هدفنا ورسالتنا السعي جاهدين لجعل هذا المركز قائماً على البُعْد الإنساني بعيداً عن أي دوافع أخرى بالتعاون مع المؤسسات والهيئات الإغاثية الدولية المعتمدة». واستطرد خادم الحرمين في شرح الاهتمام الرئيسي للمركز: «حرصاً منّا على إخواننا في اليمن الشقيق، وفي إطار عملية إعادة الأمل فسيُولي المركز أقصى درجات الاهتمام والرعاية للاحتياجات الإنسانية والإغاثية للشعب اليمني العزيز على قلوبنا جميعاً».
توضّح هذه الكلمة الافتتاحية كيف كان تأسيس المركز قائماً بشكل أكبر، لفائدة دعم إعادة الإعمار والتنمية، وإغاثة المنكوبين في اليمن، بيد أن قدَر السعودية كأكبر داعم ومصدر الإغاثة الأبرز في الشرق الأوسط ومناطق مختلفة من العالم، أوصلها من خلال المركز الذي يحمل اسم الملك سلمان إلى 86 دولة حول العالم، منفذاً نحو 2100 مشروع إنساني وإغاثي بقيمة قاربت 6 مليارات دولار أميركي، فقط في غضون 7 سنوات من تدشينه، ومستهدفاً أهم القطاعات الحيوية، كالغذاء والتعليم والصحة والتغذية والمياه والإصلاح البيئي والإيواء وغيرها من القطاعات المهمة، في استهداف استراتيجي للجوانب الأكثر حاجة في البلدان المستفيدة، وكذلك الأفراد المستفيدون بشكل مباشر، بغضّ النظر عن الجنسية أو الموقع الجغرافي الذي يسكنون فيه، بعدما كانت أشكال الإغاثة والعون الإنساني تتم في عقود سابقة عبر التبرع المالي المباشر إلى حكومات الدول المحتاجة دون النظر في الجوانب الحيوية التي تحتاج الغوث والإعانة.

مراكز طبية ورعاية صحية يقدمها مركز الملك سلمان في مدينة المكلا اليمنية (واس)

ويرى مدير الشؤون الإنسانية بمكتب الأمم المتحدة في السعودية، عبد الحق الأميري، أن مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية مثّل إضافة كبيرة للعمل الإنساني الإغاثي على مستوى العالم، امتداداً للجهود الكبيرة والمتفردة التي عرفت عن السعودية في هذا المجال، منوّهاً في الوقت ذاته بتواصل السعودية الدائم مع المنظمات الدولية ذات العلاقة بالعمل الإغاثي والإنساني، «ما يؤكد خلو مساعيها الإغاثية، لدفع البلاء والضرر عن الإنسانية في العالم أجمع، من الاعتبارات أو الأغراض السياسية أو العرقية أو غيرها».
إنها قصة سعودية تستحق أن تُروى، في سلسلة من قصص تاريخ السعودية في إغاثة المحتاجين حول العالم من حكومات وأفراد؛ سجّل خلالها هذا المركز في غضون 7 سنوات أرقاماً بارزة، تمثّلت – بحسب المركز – في تنفيذ عدة مشروعات، على غرار مشروع «إعادة تأهيل الأطفال المجنّدين، ومشروع مسام لتطهير الأراضي اليمنية من الألغام، وبرنامج الأطراف الصناعية»، فضلاً عن برامج المساعدات المقدمّة للاجئين في السعودية، الذين وصلت نسبتهم داخل البلاد إلى 5.5 في المائة من إجمالي عدد السكان السعوديين، وإجمالي مساعدات فاق 17 مليار دولار، تمثّل أكثرها في قطاعي التعليم والصحة، بالإضافة إلى المساعدات النظامية والقانونية عبر المديرية العامة للجوازات.
وفي قصة باكستان اليوم، التي غمرت الفيضانات ثلثي مساحتها، في كارثة بيئية وصفها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بـ«المجزرة المناخية»، فقد بلغت مشروعات السعودية في باكستان عبر مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية منذ تأسيسه في العام 2015 ما يقارب 150 مشروعاً، بلغت قيمتها 147.262.604 مليون دولار، فضلاً عن استجابة المركز العاجلة لكارثة الفيضانات التي وقعت خلال الأسبوع الماضي في البلاد؛ حيث دشّن المركز بأوامر خادم الحرمين الشريفين جسراً جويّاً، كانت طلائعه حتى اللحظة طائرتين حملتا على متنهما 180 طناً من المساعدات الغذائية والإيوائية والصحية، ومن المتوقّع أن تستمر طلائع الطائرات الغذائية المحمّلة بأطنان من المساعدات إلى 33 مليون فرد متضرر في باكستان.
ويعود الباحث والمستشار في مركز إسلام آباد للدراسات الاستراتيجية، أحمد القريشي، بالذاكرة إلى زلزال كشمير في شمال باكستان خلال العام 2005 والفيضانات التي اجتاحت البلاد في 2010 حيث «كانت السعودية أول دولة في العالم تطلق حملة شعبية لجمع التبرعات بعد الفيضانات، ومن بين أوائل دول العالم التي أنشأت جسراً جوياً لنقل المعدات والمساعدات بعد زلزال كشمير، ولا تزال أبنية الجامعات ومؤسسات الدولة والمرافق الأخرى التي بنتها أو أعادت بناءها المملكة في إقليم كشمير الباكستاني قائمة وتشهد على الدور السعودي الإنساني في باكستان»، مشدّداً بأن ذلك ليس بجديد على السعودية، إذ «دعمت السعودية باكستان سياسياً منذ عقود، بدءاً من دعم حركة الاستقلال الباكستانية في أربعينات القرن المنصرم، مروراً بدعم باكستان في الحروب العسكرية، إلى الشراكة الاستراتيجية الباكستانية - السعودية التي ساهمت بتحرير أفغانستان من الاحتلال السوفياتي، ثم دعم باكستان سياسياً واستراتيجياً ودبلوماسياً بعد التجارب النووية الباكستانية»، وأكّد القريشي على أن دعم السعودية التاريخي لباكستان أصبح جزءاً لا يتجزّأ من تاريخ باكستان.
يذكر أن برامج الدعم والإغاثة السعودية تمر عبر كثير من المنصات الرسمية التي أسستها الحكومة منذ سنوات، من ضمنها مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، وركّزت خلالها على تقنين الدعم والمساعدات بحيث تستهدف جوانب حيوية واستراتيجية، يستفيد منها الأفراد، كما تستفيد حكومات الدول المتضرّرة.


مقالات ذات صلة

خادم الحرمين يوافق على إطلاق الحملة الوطنية الثالثة للعمل الخيري

يوميات الشرق خادم الحرمين يوافق على إطلاق الحملة الوطنية الثالثة للعمل الخيري

خادم الحرمين يوافق على إطلاق الحملة الوطنية الثالثة للعمل الخيري

تنطلق، في السعودية، الاثنين المقبل، الحملة الوطنية الثالثة للعمل الخيري، خلال شهر رمضان المبارك، بعد صدور موافقة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، على انطلاق الحملة؛ امتداداً لرعايته لكل جوانب أعمال الخير والإحسان، في إطار حرصه على مختلف الفئات المستفيدة من العمل الخيري، تزامناً مع ما يشهده الشهر الفضيل من إقبال واسع من المحسنين. ورفع الدكتور عبد الله الغامدي، رئيس «الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا)»، رئيس اللجنة الإشرافية لمنصة إحسان، الشكر والامتنان لخادم الحرمين الشريفين، وولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان؛ على عظيم عنايتهما بالعمل الخيري، وما

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق خادم الحرمين وولي العهد يدعمان الإسكان الخيري بـ150 مليون ريال

خادم الحرمين وولي العهد يدعمان الإسكان الخيري بـ150 مليون ريال

دشّن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، والأمير محمد بن سلمان ولي العهد أول من أمس (الخميس)، حملة «اكتتاب جود الإسكان الخيري» التي أطلقتها منصة «جود الإسكان»، بتبرعين سخيين بمبلغ 150 مليون ريال.

«الشرق الأوسط» (جدة)
يوميات الشرق مصر: السيسي يطلق مبادرة موسعة للعمل الخيري

مصر: السيسي يطلق مبادرة موسعة للعمل الخيري

شهد «استاد القاهرة الدولي» احتفالية مُوسعة بحضور الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، لإطلاق مبادرة «كتف في كتف»، التي تعتبر «الحدث الخيري الأكبر» في البلاد، بحسب «التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي» منظم الاحتفالية. وحسب «التحالف» فإن هذا الحدث يعد «احتفالاً بجهود آلاف المتطوعين الذين شاركوا في تعبئة وتوزيع 6 ملايين كرتونة مواد غذائية لتوزيعها على 20 مليون مواطن بجميع محافظات الجمهورية قبل حلول شهر رمضان». ويشارك في الاحتفالية 300 ألف متطوع من التحالف الوطني في جميع المحافظات، وحسب الدكتور طلعت عبد القوي، رئيس «الاتحاد العام للجمعيات ومؤسسات العمل الأهلي»، فإن «هذه هي السنة الأولى التي ينظم فيها

منى أبو النصر (القاهرة)
يوميات الشرق مصر: السيسي يطلق مبادرة موسعة للعمل الخيري

مصر: السيسي يطلق مبادرة موسعة للعمل الخيري

شهد «استاد القاهرة الدولي» احتفالية مُوسعة بحضور الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، لإطلاق مبادرة «كتف في كتف»، التي تعد «الحدث الخيري الأكبر» في البلاد، وفق «التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي» منظم الاحتفالية. ووفق «التحالف» فإن هذا الحدث يعد «احتفالاً بجهود آلاف المتطوعين الذين شاركوا في تعبئة وتوزيع 6 ملايين كرتونة مواد غذائية لتوزيعها على 20 مليون مواطن بجميع محافظات الجمهورية قبل حلول شهر رمضان». ويشارك في الاحتفالية 300 ألف متطوع من التحالف الوطني في جميع المحافظات.

منى أبو النصر (القاهرة)
يوميات الشرق «الرياض الدولي الإنساني» لإيجاد حلول إغاثية مبتكرة ومستدامة

«الرياض الدولي الإنساني» لإيجاد حلول إغاثية مبتكرة ومستدامة

يعقد مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية منتدى الرياض الدولي الإنساني الثالث خلال الفترة من 20 - 21 فبراير (شباط) الحالي، حيث يركز على مواجهة التحديات الأكثر إلحاحاً، ووضع الحلول العلمية المبتكرة والمستدامة في مجال العمل الإنساني. كما يبحث المنتدى الذي ينطلق بحضور أمير منطقة الرياض الأمير فيصل بن بندر طرق الاستجابة الناجحة المعمول بها في السياق الإنساني لإحداث تغييرات ذات قيمة وتقديم المساعدة بشكل أكثر جودة وكفاءة. وأوضح الدكتور سامر الجطيلي المتحدث الرسمي باسم مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، أن المنتدى في دورته الحالية سوف يسلط الضوء على استخدام التقنية وتفعيلها، ومناقشة

عبد الهادي حبتور (الرياض)

الرياض وطوكيو نحو تعاون أعمق في مختلف المجالات الفنية والثقافية

الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة السعودي مع توشيكو آبي وزيرة التعليم والثقافة والرياضة والعلوم والتقنية في اليابان (الشرق الأوسط)
الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة السعودي مع توشيكو آبي وزيرة التعليم والثقافة والرياضة والعلوم والتقنية في اليابان (الشرق الأوسط)
TT

الرياض وطوكيو نحو تعاون أعمق في مختلف المجالات الفنية والثقافية

الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة السعودي مع توشيكو آبي وزيرة التعليم والثقافة والرياضة والعلوم والتقنية في اليابان (الشرق الأوسط)
الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة السعودي مع توشيكو آبي وزيرة التعليم والثقافة والرياضة والعلوم والتقنية في اليابان (الشرق الأوسط)

وقّع الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة السعودي مع توشيكو آبي وزيرة التعليم والثقافة والرياضة والعلوم والتقنية في اليابان، الجمعة، مذكرة تفاهم في المجال الثقافي، عقب مباحثات جمعتهما في العاصمة اليابانية طوكيو، تناولت أهمية تعزيز العلاقات الثقافية المتينة التي تربط بين البلدين.

وتهدف «مذكرة التفاهم» إلى تعزيز التعاون والتبادل الثقافي بين الرياض وطوكيو في مختلف القطاعات الثقافية، وذلك من خلال تبادل المعرفة في الأنظمة والتنظيمات المعنية بالشؤون الثقافية، وفي مجال الرسوم المتحركة، والمشروعات المتعلقة بالمحافظة على التراث بجميع أنواعه، بالإضافة إلى تقنيات الحفظ الرقمي للتراث، وتطوير برامج الإقامات الفنية بين البلدين، وتنمية القطاعات الثقافية.

بحث اللقاء سبل تنمية العلاقات عبر المشروعات الاستراتيجية المشتركة في مختلف المجالات الفنية والثقافية (الشرق الأوسط)

وكان الأمير بدر بن عبد الله، التقى الوزيرة توشيكو في إطار زيارته الرسمية لليابان، لرعاية وحضور حفل «روائع الأوركسترا السعودية»؛ حيث بحث اللقاء سبل تنمية العلاقات عبر المشروعات الاستراتيجية المشتركة في مختلف المجالات الفنية والثقافية.

وهنّأ وزير الثقافة السعودي، في بداية اللقاء، نظيرته اليابانية بمناسبة توليها منصب وزيرة التعليم والثقافة والرياضة والعلوم والتقنية، مشيراً إلى أن مشاركة السعودية بجناحٍ وطني في معرض «إكسبو 2025» في أوساكا تأتي في ظل العلاقات الوطيدة التي تربط بين البلدين، متمنياً لليابان حكومة وشعباً التوفيق في استضافة هذا الحدث الدولي الكبير.

وتطرّق اللقاء إلى أهمية تعزيز التعاون القائم بين هيئة الأدب والنشر والترجمة والجانب الياباني، لتدريب الطلبة السعوديين على فن صناعة القصص المصورة «المانغا».

وتأتي مذكرة التفاهم امتداداً لعلاقات الصداقة المتميزة بين السعودية واليابان، خصوصاً في مجالات الثقافة والفنون عبر مجموعة من البرامج والمشروعات والمبادرات المشتركة. كما تأتي المذكرة ضمن جهود وزارة الثقافة في تعزيز التبادل الثقافي الدولي بوصفه أحد أهداف الاستراتيجية الوطنية للثقافة، تحت مظلة «رؤية السعودية 2030».

حضر اللقاءَ حامد فايز نائب وزير الثقافة، وراكان الطوق مساعد وزير الثقافة، وسفير السعودية لدى اليابان الدكتور غازي بن زقر.