الجيش السوداني: نعمل على تأمين الفترة الانتقالية من أي اختطاف

رد على تحالف المعارضة بنفي وجود انقلابيين في صفوفه

من الاحتجاجات المنادية بالحكم المدني في الخرطوم الأربعاء (أ.ب)
من الاحتجاجات المنادية بالحكم المدني في الخرطوم الأربعاء (أ.ب)
TT

الجيش السوداني: نعمل على تأمين الفترة الانتقالية من أي اختطاف

من الاحتجاجات المنادية بالحكم المدني في الخرطوم الأربعاء (أ.ب)
من الاحتجاجات المنادية بالحكم المدني في الخرطوم الأربعاء (أ.ب)

أصدر الجيش السوداني أمس بياناً دحض تهم وجود «انقلابيين» بين صفوفه، وقال، إنه يثق في حكمة قيادته وقدرتها على اتخاذ ما يلزم لتأمين البلاد، داعياً القوى السياسية لتصحيح موقفها تجاه القوات المسلحة.
وجاء البيان رداً مباشراً على موقف تحالف المعارضة الرئيسي (قوى الحرية والتغيير) الذي اتهم بدوره عناصر من النظام المعزول، بقيادة حملة ممنهجة للوقيعة بين العسكريين والمدنيين، والدفع باتجاه صِدام داخل المؤسسة العسكرية نفسها.
وأثارت افتتاحية رئيس تحرير صحيفة «القوات المسلحة»، (الاثنين) الماضي عن اقتراب «ساعة الصفر» ردود فعل واسعة، اعتبرتها المعارضة تهديداً واضحاً لها.
وقال البيان المزيّل باسم المتحدث الرسمي للجيش، نبيل عبد الله، إن القوات المسلحة تتفهم جيداً التحديات التي تجابه البلاد في هذه المرحلة وأخطرها محاولات اتخاذها مطية لتحقيق مأربها في الوصول للسلطة دون تفويض شعبي.
وأكد، أنه ليس بمقدور أحد التلاعب بالقوات المسلحة وتجييرها لخدمة أجندته الذاتية.
وذكر، أن القوات المسلحة تعرف جيداً كيف تحصّن أفرادها ضد أي اختراقات وتتعامل مع التحديات الراهنة بحكمة ودراية تامة بأهداف الفاعلين في الملعب السياسي الراهن.
وقال البيان، إن القوات المسلحة منصرفة تماماً لتجويد أدائها ومنتبهة لواجباتها، وفي الوقت ذاته تعمل على تأمين الفترة الانتقالية من أي اختطاف دون أن تتدخل بشكل مباشر في المعترك السياسي. وأشار إلى أن القوات المسلحة مدرسة قديمة حنّكتها التجارب والتقلبات التي مرت بالبلاد وتعرف كيف تتعامل بطريقة مناسبة مع التحديات الأمنية الحالية والمستقبلية بالبلاد، وأنها تتعامل مع متغيرات اتفاقية جوبا للسلام طبقاً لرؤية واضحة تتمثل في المضي قدماً في إنفاذ الترتيبات الأمنية الشاملة بما يحفظ أمن الوطن من أي تداعيات محتملة.
وكان تحالف المعارضة (قوى التغيير) أشار في بيان إلى أن هنالك حملة ممنهجة تقودها عناصر النظام البائد، ترمي لخلق شُقة واسعة بين المؤسسة العسكرية والمدنيين من جهة، والدفع للصدام داخل المؤسسة العسكرية نفسها من جهة أخرى.
وأضاف، أن الحملة مرتبة ومعلومة الدوافع، يسعى من خلالها النظام المعزول للعودة إلى المشهد السياسي مرة أخرى، حتى لو كلف البلاد حرباً طاحنة بين مكوناته المختلفة.
وأوضحت المعارضة، أن القوات المسلحة تضررت من مغامرات الانقلابين الذين استغلوا اسمها لتمرير مشاريع سياسية لا علاقة لها بمهامها المنصوص عليها في الدستور والقانون. وأكدت «قوى التغيير» أنها ستقف ضد المجموعات الانقلابية، والنأي بالمؤسسة العسكرية عن أي أجندة سياسية حزبية. وأشار البيان إلى أن من يستهدف المؤسسة العسكرية، من يزج بها في أتون الصراع السياسي، وأنها حريصة على إبعادها عن أي شكل من أشكال الاستقطاب السياسي.
وقال التحالف المعارض، إن النظام البائد يعمل على خلق استقطاب حاد بين الجيش وقوات الدعم السريع والحركات المسلحة، سيقود البلاد لحرب أهلية طاحنة.
وأكد، أنه على الرغم من الخلاف السياسي مع قادة الجيش، فإنه يميز بينهم وبين المؤسسة العسكرية، ولن يكون طرفاً في هذه المعادلة الاستقطابية.
وقال البيان، إن «قوى التغيير» تضع قضية الوصول لجيش وأحد قومي ومهني أولوية قصوى لا يجب أن تسقط من أي مشروع انتقال مدني ديمقراطي.
وأكد التحالف المعارض، أن الوصول إلى الجيش الواحد تتم بالتوافق بين العسكريين والمدنيين على خطة شاملة للإصلاح الأمني والعسكري، يشمل دمج كل القوات الموازية في الجيش، لإنهاء كل الأنشطة السياسية والحزبية داخل المؤسسات العسكرية والأمنية.
وفي 25 من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي استولى الجيش السوداني على السلطة بعد الانقلاب على السلطة المدنية؛ ما خلف أزمة سياسية حادة في البلاد.
ومنذ عزل نظام الرئيس المعزول، عمر البشير، في أبريل (نيسان) 2019 أحبط الجيش السوداني، أكثر من أربع محاولات انقلابية، اشترك فيها كبار الضباط بالجيش ويخضعون لمحاكم عسكرية.


مقالات ذات صلة

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

شمال افريقيا «أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

نقلت سفينة «أمانة» السعودية، اليوم (الخميس)، نحو 1765 شخصاً ينتمون لـ32 دولة، إلى جدة، ضمن عمليات الإجلاء التي تقوم بها المملكة لمواطنيها ورعايا الدول الشقيقة والصديقة من السودان، إنفاذاً لتوجيهات القيادة. ووصل على متن السفينة، مساء اليوم، مواطن سعودي و1765 شخصاً من رعايا «مصر، والعراق، وتونس، وسوريا، والأردن، واليمن، وإريتريا، والصومال، وأفغانستان، وباكستان، وأفغانستان، وجزر القمر، ونيجيريا، وبنغلاديش، وسيريلانكا، والفلبين، وأذربيجان، وماليزيا، وكينيا، وتنزانيا، والولايات المتحدة، وتشيك، والبرازيل، والمملكة المتحدة، وفرنسا، وهولندا، والسويد، وكندا، والكاميرون، وسويسرا، والدنمارك، وألمانيا». و

«الشرق الأوسط» (جدة)
شمال افريقيا مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

بعد 3 أيام عصيبة قضتها المسنة السودانية زينب عمر، بمعبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان، وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على غر

شمال افريقيا الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

أعلنت الأمم المتحدة، الخميس، أنها تحتاج إلى 445 مليون دولار لمساعدة 860 ألف شخص توقعت أن يفروا بحلول أكتوبر (تشرين الأول) المقبل من القتال الدامي في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع. وأطلقت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين هذا النداء لجمع الأموال من الدول المانحة، مضيفة أن مصر وجنوب السودان سيسجّلان أكبر عدد من الوافدين. وستتطلب الاستجابة للأزمة السودانية 445 مليون دولار حتى أكتوبر؛ لمواجهة ارتفاع عدد الفارين من السودان، بحسب المفوضية. وحتى قبل هذه الأزمة، كانت معظم العمليات الإنسانية في البلدان المجاورة للسودان، التي تستضيف حالياً الأشخاص الفارين من البلاد، تعاني نقصاً في التمو

«الشرق الأوسط» (جنيف)
شمال افريقيا الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

وجّه الصراع المحتدم الذي يعصف بالسودان ضربة قاصمة للمركز الرئيسي لاقتصاد البلاد في العاصمة الخرطوم. كما عطّل طرق التجارة الداخلية، مما يهدد الواردات ويتسبب في أزمة سيولة. وفي أنحاء مساحات مترامية من العاصمة، تعرضت مصانع كبرى ومصارف ومتاجر وأسواق للنهب أو التخريب أو لحقت بها أضرار بالغة وتعطلت إمدادات الكهرباء والمياه، وتحدث سكان عن ارتفاع حاد في الأسعار ونقص في السلع الأساسية. حتى قبل اندلاع القتال بين طرفي الصراع في 15 أبريل، عانى الاقتصاد السوداني من ركود عميق بسبب أزمة تعود للسنوات الأخيرة من حكم الرئيس السابق عمر البشير واضطرابات تلت الإطاحة به في عام 2019.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)
شمال افريقيا فيصل بن فرحان وغوتيريش يبحثان وقف التصعيد في السودان

فيصل بن فرحان وغوتيريش يبحثان وقف التصعيد في السودان

بحث الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، اليوم (الخميس)، الجهود المبذولة لوقف التصعيد العسكري بين الأطراف في السودان، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين السودانيين والمقيمين على أرضه. وأكد الأمير فيصل بن فرحان، خلال اتصال هاتفي أجراه بغوتيريش، على استمرار السعودية في مساعيها الحميدة بالعمل على إجلاء رعايا الدول التي تقدمت بطلب مساعدة بشأن ذلك. واستعرض الجانبان أوجه التعاون بين السعودية والأمم المتحدة، كما ناقشا آخر المستجدات والتطورات الدولية، والجهود الحثيثة لتعزيز الأمن والسلم الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

الهلال الأحمر: غرق 4 في انقلاب قاربي مهاجرين قبالة سواحل ليبيا

عناصر من الهلال الحمر الليبي ينتشلون جثث مهاجرين غير نظاميين غرق قاربهم قبالة سواحل ليبيا (الهلال الأحمر الليبي عبر «فيسبوك»)
عناصر من الهلال الحمر الليبي ينتشلون جثث مهاجرين غير نظاميين غرق قاربهم قبالة سواحل ليبيا (الهلال الأحمر الليبي عبر «فيسبوك»)
TT

الهلال الأحمر: غرق 4 في انقلاب قاربي مهاجرين قبالة سواحل ليبيا

عناصر من الهلال الحمر الليبي ينتشلون جثث مهاجرين غير نظاميين غرق قاربهم قبالة سواحل ليبيا (الهلال الأحمر الليبي عبر «فيسبوك»)
عناصر من الهلال الحمر الليبي ينتشلون جثث مهاجرين غير نظاميين غرق قاربهم قبالة سواحل ليبيا (الهلال الأحمر الليبي عبر «فيسبوك»)

أفاد الهلال الأحمر الليبي، اليوم (السبت)، بغرق أربعة أشخاص على الأقل جراء انقلاب قاربين كانا يقلان 95 مهاجراً غير نظامي قبالة سواحل مدينة الخمس الساحلية الليبية، يوم الخميس.

وأوضح الهلال الأحمر، في بيان له على موقع «فيسبوك»، أن القارب الأول كان يقل 26 مهاجراً من بنغلاديش، لقي أربعة منهم حتفهم.

وأضاف، وفقاً لوكالة «رويترز»، أن القارب الثاني كان يقل 69 مهاجراً، بينهم مصريان وعشرات السودانيين، دون تحديد مصيرهم.

وتقع الخُمس على بعد نحو 118 كيلومترا شرقي العاصمة طرابلس.

وأعلنت المنظمة الدولية للهجرة، يوم الأربعاء، أن ما لا يقل عن 42 مهاجرا صاروا في عداد المفقودين ويُعتقد أنهم لقوا حتفهم بعد انقلاب قارب مطاطي قرب حقل البوري النفطي، وهو منشأة بحرية تقع شمال غربي الساحل الليبي.

وتحولت ليبيا لطريق عبور للمهاجرين الفارين من الصراعات والفقر إلى أوروبا عبر البحر المتوسط ​​منذ سقوط معمر القذافي عام 2011 إثر انتفاضة دعمها حلف شمال الأطلسي.

وأظهرت صور نشرها الهلال الأحمر بالخمس صفا من الجثث في أكياس بلاستيكية سوداء ملقاة على الأرض، بينما يُرى المتطوعون وهم يقدمون إسعافات أولية للناجين.

وعرضت صور أخرى مهاجرين يجلسون على الأرض بعد إنقاذهم وهم يغطون أنفسهم بدثر حرارية.

وذكر بيان الهلال الأحمر أن فريق الطوارئ التابع له «شارك في عملية الإنقاذ بالتعاون مع جهاز حرس السواحل وأمن الموانئ (في) الخمس، إلى جانب انتشال جثث الضحايا والتعامل مع الحالات وفق الإجراءات المتبعة».

وجرى في منتصف أكتوبر (تشرين الأول) انتشال مجموعة من 61 جثة لمهاجرين على الساحل غرب العاصمة الليبية طرابلس. وذكرت المنظمة الدولية للهجرة في سبتمبر (أيلول) أن ما لا يقل عن 50 شخصا لقوا حتفهم إثر اندلاع حريق في سفينة كانت تقل 75 لاجئا سودانيا قبالة سواحل ليبيا.

وحثت عدة دول من بينها بريطانيا وإسبانيا والنرويج وسيراليون ليبيا في اجتماع للأمم المتحدة بجنيف الأسبوع الماضي على إغلاق مراكز الاحتجاز التي تقول جماعات حقوقية إن المهاجرين واللاجئين يتعرضون فيها للتعذيب وسوء المعاملة وأحيانا القتل.


مبعوث ترمب لشؤون أفريقيا: الحرب في السودان «أكبر أزمة إنسانية في العالم»

نازحون سودانيون فروا من الفاشر بعد سقوط المدينة في قبضة «قوات الدعم السريع» (أ.ف.ب)
نازحون سودانيون فروا من الفاشر بعد سقوط المدينة في قبضة «قوات الدعم السريع» (أ.ف.ب)
TT

مبعوث ترمب لشؤون أفريقيا: الحرب في السودان «أكبر أزمة إنسانية في العالم»

نازحون سودانيون فروا من الفاشر بعد سقوط المدينة في قبضة «قوات الدعم السريع» (أ.ف.ب)
نازحون سودانيون فروا من الفاشر بعد سقوط المدينة في قبضة «قوات الدعم السريع» (أ.ف.ب)

وصف مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترمب لشؤون أفريقيا، مسعد بولس، الحرب في السودان بأنها «أكبر أزمة إنسانية في العالم»، معرباً لوكالة الصحافة الفرنسية عن أمله بأن تحرز الجهود الدبلوماسية تقدّماً نحو السلام.

منذ اندلاع الحرب في أبريل (نيسان) 2023 بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان و«قوات الدعم السريع» بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو، قُتل عشرات آلاف الأشخاص ونزح نحو 12 مليوناً.

في نهاية أكتوبر (تشرين الأول)، سيطرت «قوات الدعم السريع» على الفاشر، بعد حصار استمر 18 شهراً للمدينة ذات الأهمية الاستراتيجية والواقعة في إقليم دارفور بغرب السودان، وسط تقارير عن عمليات قتل جماعي وأعمال عنف جنسي.

أطفال نزحوا في مخيم طويلة لجأوا إليه هرباً من القتال في الفاشر يوم 3 نوفمبر (أ.ب)

وقال بولس لوكالة الصحافة الفرنسية، في مقابلة أجريت معه في الدوحة، إن «النزاع في السودان، الجانب الإنساني من هذا النزاع، هو أكبر أزمة إنسانية في العالم اليوم، وأكبر كارثة إنسانية في العالم».

وأضاف: «خصوصاً ما حدث في الفاشر في الأسبوعين أو الأسابيع الثلاثة الأخيرة. لقد شاهدنا جميعاً تلك الفيديوهات. لقد رأينا تلك التقارير. تلك الفظائع غير مقبولة على الإطلاق. هذا الأمر يجب أن يتوقف سريعاً جداً».

تحضّ واشنطن الطرفين المتحاربين على إرساء هدنة في السودان.

وأشارت الحكومة السودانية الموالية للجيش إلى أنها ستمضي قدماً في الحرب، بعد اجتماع عقدته بشأن مقترح أميركي لوقف إطلاق النار.

وفي حين أعلنت «قوات الدعم السريع» موافقتها على مقترح الهدنة الإنسانية الذي قدّمه الوسطاء، تواصل هي أيضاً القتال.

وقال بولس إن الولايات المتحدة تدعو مع شركائها الوسطاء في السودان، الطرفين إلى الموافقة على «هدنة إنسانية لمدة ثلاثة أشهر».

وأوضح المبعوث الأميركي أن الهدنة «قيد النقاش والتفاوض... نحن نحضّهما على قبول هذا المقترح وتنفيذه فوراً، دون تأخير».

عناصر من «الدعم السريع» في الفاشر (أ.ف.ب)

في سبتمبر (أيلول)، وجّهت الولايات المتحدة والسعودية والإمارات ومصر دعوة مشتركة لإرساء هدنة إنسانية على أن يليها وقف دائم لإطلاق النار وعملية انتقالية نحو حكم مدني، لكن الدعوة نصت على عدم مشاركة أي من الطرفين المتحاربين في العملية الانتقالية.

ولفت بولس إلى أن الولايات المتحدة تأمل، مع شركائها، في «إحراز بعض التقدم في الأسابيع المقبلة» على مسار الخطة الأشمل، بما في ذلك الانتقال إلى حكم مدني.

وشدّد على أن «الأولوية القصوى تبقى حالياً الجانب الإنساني والهدنة الإنسانية».


ارتفاع الأسعار يقود عائلات مصرية لتغيير وسائل التنقل

ارتفاع أسعار الوقود يغير سلوكيات المصريين تجاه وسائل النقل (وزارة النقل)
ارتفاع أسعار الوقود يغير سلوكيات المصريين تجاه وسائل النقل (وزارة النقل)
TT

ارتفاع الأسعار يقود عائلات مصرية لتغيير وسائل التنقل

ارتفاع أسعار الوقود يغير سلوكيات المصريين تجاه وسائل النقل (وزارة النقل)
ارتفاع أسعار الوقود يغير سلوكيات المصريين تجاه وسائل النقل (وزارة النقل)

تركت الزيادات المتتالية في أسعار الوقود وارتفاع خدمات صيانة السيارات تأثيراتها على سلوكيات المصريين المرتبطة بالتنقل، وانعكس ذلك على مزيد من التوجه لاستقلال وسائل المواصلات العامة أو الاستعانة بـ«الدراجات البخارية» أو «التوك توك»، والمشي لبعض المسافات إذا استدعى الأمر ذلك.

لم يعد أسامة سيد، وهو رجل أعمال في الخمسينات من عمره يعمل بمجال المقاولات، محبذاً لاستخدام ثلاث سيارات خاصة به وبزوجته وثالثة للأبناء، ورغم أنه يقطن في أحد «الكمباوندات» الراقية بمنطقة الشيخ زايد في محافظة الجيزة، لكنه يشجع أبناءه الثلاثة الآن على استقلال وسائل النقل العامة أو «الحافلات الحديثة المكيفة»، ويعدّها أقل كلفة من استهلاك وقود لثلاث سيارات بشكل يومي.

ينتقل سيد يومياً من منزله إلى مدينة السادس من أكتوبر، حيث عمله، وفي طريقه يصطحب معه ابنته وهي الثانية في ترتيب الأخوات، إلى إحدى الجامعات الخاصة بالمدينة ذاتها، وفي أحيان عديدة ينتظرها في طريق عودته.

وفي المقابل، فإن زوجته التي تعمل مُعلمة بإحدى المدارس الحكومية في منطقة فيصل الشعبية تتكفل بنقل ابنها الذي تخرج حديثاً ويعمل بإحدى الشركات الخاصة في منطقة وسط القاهرة، لكنها تُقله إلى أقرب نقطة يستقل منها إما «ميكروباص جماعي» أو «إحدى الحافلات المكيفة»، أو «مترو الأنفاق»، وهو الوضع ذاته بالنسبة لبنته الصغيرة الثالثة التي تكون مع والدتها لتوصيلها إلى المدرسة واصطحابها معها في طريق العودة، بحسب ما يؤكد سيد.

ويوضح لـ«الشرق الأوسط» أنه «من الصعب تحمل دفع فاتورة وقود يومية لثلاث سيارات تنتقل إلى مناطق متفرقة يومياً وقد تصل في تلك الحالة إلى 1000 جنيه (الدولار يساوي 47 جنيه تقريباً)، بالإضافة إلى تكلفة الصيانة التي تضاعفت، وفي كل شهر تحتاج السيارات الثلاث إلى ما يقرب من 5000 آلاف جنيه نظير تغيير (زيت الموتور) فقط.

«مترو الأنفاق» خيار جيد للمصريين مع ارتفاع الأسعار (وزارة النقل)

وفي الوقت ذاته، هناك وسائل مواصلات عامة متطورة يمكن استقلالها، توفر الوقت والمال أيضاً، خاصة «مترو الأنفاق»، والأمر سيأخذ مزيداً من التغيير في سلوك التنقل مع وصول الخط الرابع للمترو إلى السادس من أكتوبر، ومع بدء تشغيل (المونوريل)، وفقاً لأسامه سيد.

وشهدت مصر تطوراً في منظومة النقل على مدار السنوات العشر الماضية، حيث تم دعم المدن بمحاور ربط إضافية، وتحديث وسائل النقل بشكل عام، بعد إضافة وسائل نقل جديدة تعمل في مصر لأول مرة مثل، (المونوريل والقطار السريع)، بجانب التوسع في استخدام المترو في القاهرة، وفق بيانات صادرة عن وزارة النقل المصرية.

أما محمد سمير، مدير عام بـ«الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي» (حكومية)، في نهاية الخمسينات من عمره ويقطن في منطقة فيصل بالجيزة، فإنه يترك سيارته في أحد الجراجات القريبة من منزله لاستخدامها فقط للضرورة، ويتنقل أبنائه الأربعة بين وسائل النقل المختلفة.

ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «أستقل أنا وأبنائي مترو الأنفاق وحافلات المواصلات العامة من (ميكروباصات) أو (حافلات) للانتقال إلى جامعاتهم ومدارسهم، أما سيارتي الخاصة فتحولت لوسيلة نقل جماعي في المناسبات العامة أو للتنزه»، مشيراً إلى أنه في السابق كان يستقل سيارته للذهاب إلى عمله بمنطقة وسط القاهرة بالقرب من ميدان رمسيس؛ لكنه توقف عن ذلك منذ أربع سنوات، ويعتمد على حافلة جماعية توفرها الشركة.

في السابق كان يشترك لأبنائه في حافلات لتوصيلهم إلى المدرسة؛ لكنه توقف عن ذلك، حيث يعتمد على أن ابنه الثالث أضحى في الصف الثالث الإعدادي، لاصطحاب أخته الصغيرة معه إلى المدرسة الرسمية التي يلتحقون بها، لكنهما يحتاجان يومياً إلى 40 جنيهاً نظير استقلال «توك توك» إلى الشارع الرئيسي ومنه حافلة جماعية إلى المدرسة والعودة كذلك، وفق سمير.

ويحتاج الموظف المصري يومياً إلى 200 جنيه أو أكثر للانتقالات فقط، وهو يشمل انتقالات أبنائه الكبار إلى جامعتي القاهرة وعين شمس وصغاره إلى المدرسة، مضيفاً أن «تكاليف النقل تصل شهرياً إلى 7000 جنيه، وهو ما يشكل نصف راتبي الذي أحصل عليه من عملي الحكومي».

وسجلت أسعار المواصلات زيادة بنسبة 33.7 في المائة خلال أبريل (نيسان) الماضي، مقارنة بالشهر نفسه من العام السابق، إلى جانب زيادة شهرية بلغت 7.5 في المائة عن مارس (آذار)، بحسب بيانات «الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء».

«المونوريل» أداة نقل جماعية حديثة في مصر (وزارة النقل)

أما فتحي محمود، أربعيني يعمل موظفاً بإحدى شركات بيع الأجهزة الكهربائية الخاصة، فهو يبحث عن الأقل سعراً لاستقلاله بحثاً عن الوصول إلى عمله في ضاحية التجمع الخامس (شرق القاهرة)، ويجد ضالته في «الميكروباص» الذي يستقله من بيته القريب من ميدان السيدة عائشة بالقرب من وسط القاهرة إلى شارع التسعين الرئيسي بـ«التجمع»؛ لكنه يحتاج إلى أن يستقل «دراجة بخارية» يطلبها من إحدى التطبيقات الرقمية للوصول إلى الشركة.

ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «تبقى المهمة الأصعب بالنسبة لزوجتي وهي تعمل بـ(مشغل خياطة) خاص بالقرب من منطقة الهضبة الوسطى التابعة لحي المقطم، وهي تستقل (توك توك) و(ميكروباص)، ثم تسير ما يقرب من كيلومتر سيراً على الأقدام لمدة تقترب من ثلث ساعة، وفي بعض الأحيان تستغنى عن (التوك توك) لتوفير 20 جنيهاً يومياً».

خبير الاقتصاد السياسي، كريم العمدة، يرى أن تغير سلوكيات المواطنين تجاه وسائل الانتقال يعود إلى أن تكلفة استخدام السيارات الخاصة مرتفعة للغاية مع تزايد خدمات الصيانات، إلى جانب الإرهاق البدني والعقلي بالنسبة للأماكن البعيدة مع التوسع في تدشين طرق ومدن جديدة على أطراف العاصمة القاهرة، ويبقى مترو الأنفاق بديلاً جيداً للغاية، إلى جانب وسائل مواصلات أخرى منتشرة وتتماشى مع ظروفهم الاقتصادية.

وأوضح لـ«الشرق الأوسط» أن الحكومة مطالبة بالتعامل مع هذه التغيرات عبر تخفيض قيمة الوقوف لدى الجراجات العامة وتوفيرها بالقرب من محطات «مترو الأنفاق»، وهو ما سيشجع المزيد من المواطنين على استقلال وسائل النقل العامة.