يبدو أن جهود الحكومة الباكستانية للدخول في اتفاق سلام مع حركة طالبان الباكستانية في انحسار بعد تفجير مميت أسفر عن قتل زعيم جماعة مناهضة لطالبان في وادي سوات. وأعلنت طالبان باكستان مسؤوليتها عن الانفجار. وأسفر الانفجار عن مصرع ستة أشخاص، بينهم اثنان من رجال الشرطة. وبهذا الانفجار، تخلت طالبان الباكستانية بنفسها عن محادثات السلام ووقف إطلاق النار الثنائي القائم بين الجانبين منذ ديسمبر (كانون الأول) من العام الماضي. وأفاد خبراء أن الانفجار الأخير في سوات يشير إلى رغبة طالبان في تقويض المحادثات وجهود السلام من جانب واحد. جدير بالذكر أن ثمة تصاعدا في أعمال العنف في البلدات الحدودية الباكستانية ـ الأفغانية منذ أن سيطرت طالبان على العاصمة كابل في أغسطس (آب) 2020.
من ناحيتها، قررت الحكومة الباكستانية بعد تصاعد العنف عقد محادثات مع طالبان. وعملت حركة طالبان الأفغانية على تيسير المحادثات. وبدا أن المحادثات تؤتي ثمارها بعد أن وافقت حركة طالبان الباكستانية على وقف إطلاق النار في ديسمبر (كانون الأول) من العام الماضي.
جدير بالذكر، فرت حركة طالبان الباكستانية من الأراضي الباكستانية في 2017 بعد عملية عسكرية واسعة النطاق في المناطق القبلية». وجرى وقف عملية عسكرية واسعة النطاق في «ضرب عضب» عام 2017 بمجرد أن وجد كبار ضباط الجيش نتائج العملية مرضية بما يكفي لوقفها بعد ثماني سنوات من إطلاقها». وجرى الإبلاغ عن مقتل ما يقرب من 3500 مسلح، بينما فر عدد منهم عبر البلاد لسببين ـ العثور على مأوى والانضمام إلى حركة طالبان الأفغانية لتقديم الدعم الاستراتيجي في سعيهم للسيطرة على البلاد، في وقت كانت الولايات المتحدة بدأت بالفعل الحديث عن سحب قواتها من أفغانستان في 2014.
بمرور الوقت، تحولت عملية «ضرب عضب» إلى نعمة لطالبان الأفغانية التي تضاعفت قوتها بعدة آلاف من المسلحين بمجرد انضمام هؤلاء المقاتلين الباكستانيين إليهم.
إلا أن جهود الحكومة لتطبيع العلاقات مع حركة طالبان باكستان تلاشت عندما سقط عضو في لجنة السلام وحراسه من بين خمسة أشخاص لقوا حتفهم في انفجار «جرى التحكم فيه عن بعد» في منطقة بارا بانداي في سوات، الثلاثاء الماضي.
وجرى تحديد الهدف الظاهر للعملية باعتباره إدريس خان، عضو لجنة السلام ـ أو لجان الدفاع القروية ـ التي جرى تشكيلها عبر سوات بعد سيطرة طالبان على المنطقة بين عامي 2007 و2009. وتبعاً لما ذكره سكان محليون، فإن أعضاء هذه اللجان قاتلوا ضد مسلحي طالبان لحماية قراهم ومجالسهم.
بصورة إجمالية، قتل ستة أشخاص في انفجار القنبلة، التي أعلنت حركة طالبان الباكستانية مسؤوليتها في وقت لاحق. وقد أدى هذا إلى تبديد كل التوقعات بأن جهود الحكومة الباكستانية قد تنجح في إعادة الحياة الطبيعية إلى المدن الواقعة على الحدود بين باكستان وأفغانستان.
إسلام آباد: تفجير «سوات» يفضح جهود الحكومة لإحلال السلام في المناطق القبلية
مصرع 6 أشخاص... و«طالبان باكستان» أعلنت مسؤوليتها
إسلام آباد: تفجير «سوات» يفضح جهود الحكومة لإحلال السلام في المناطق القبلية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة