أميرة «ديزني» الجديدة سمراء

نسخة جديدة من «حورية البحر الصغيرة» تبهج ذوات البشرة السوداء

هالي بيلي تجسد شخصية «أريل» في ملصق فيلم ديزني الجديد «حورية البحر الصغيرة»
هالي بيلي تجسد شخصية «أريل» في ملصق فيلم ديزني الجديد «حورية البحر الصغيرة»
TT

أميرة «ديزني» الجديدة سمراء

هالي بيلي تجسد شخصية «أريل» في ملصق فيلم ديزني الجديد «حورية البحر الصغيرة»
هالي بيلي تجسد شخصية «أريل» في ملصق فيلم ديزني الجديد «حورية البحر الصغيرة»

في البداية كل ما تراه هو حفيف رواية قزحية الألوان وومضة خاطفة لشعر أحمر. إنها تنزل برفق عبر عالم تحت الماء بما فيه من أسماك ومرجان وسلاحف البحر وحطام سفن. تسمع الرنين المألوف لأغنية من أغاني عالم «ديزني»، وبينما تسبح نحو الضوء على السطح، تظهر الأميرة أخيراً. تسأل كيلونا شانكس، التي ستبلغ عامها الثامن الأسبوع المقبل: «هل هي ذات بشرة سوداء؟ رائع».
شخصية أريل، التي ظهرت في فيلم سابق من أفلام «ديزني» ببشرة بيضاء وشعر أحمر ناري وعينين زرقاوين، تظهر الآن بجدائل حمراء وبشرة سوداء. لقد كان رد فعل كيلونا جزءاً من لحظات كثيرة سجلها أبوها من خلال برنامج الـ«تيك توك» أثناء عرض المقطع المصور الترويجي لنسخة جديدة من فيلم «حورية البحر الصغيرة» على بناتهم ذوات البشرة السوداء.
تؤدي دور أريل هالي بيلي، التي تمثل نصف ثنائي غنائي ترشح للفوز بجائزة «غرامي» هما كلوي وهالي. يمثل دورها واحداً من أدوار قليلة لأميرات ديزني اللاتي ظهرن فيها كفتيات ذوات بشرة سوداء. تسجل المقاطع المصورة التي تعرض ردود الفعل اللحظية التي تشاهد فيها فتيات ذوات بشرة سوداء المقطع المصور الترويجي، وهن يرتدين المنامات، ويشاهدن للمرة الأولى أميرة في عالم «ديزني» تشبههن. قال ستيرلينغ شانكس، الذي سجل مشاهدة بناته كيلونا، ولاي آنا البالغة من العمر سبع سنوات، وإيالونا البالغة من العمر عامين، للمقطع المصور الترويجي: «إن رؤية تجسيد حقيقي لشيء تحبه وتشعر بالشغف تجاهه تجعل هذا الشيء أكثر واقعية، وتجعلك تشعر بالاحتواء، وهذا أملي بالنسبة إليهن. إن مشاهدة هالي بيلي تؤدي شخصية أريل الكرتونية تزيد احتمال تحقيق أمر يحبونه وتجعله ذا صلة بدرجة أكبر». وأضاف شانكس أن ردود فعلهن جعلت الدموع تنهمر من مقلتيه.
تحدث شانكس وبناته عن المقطع المصور الترويجي لساعات بعد مشاهدته صباح يوم السبت. وأوضح قائلاً: «أدرك من المحادثات التي خضتها معهن من قبل أنهن يتمنين بطريقتهن أن يتم تمثيلهن في الأعمال التي يشاهدنها والأمور التي يفعلنها». وأضاف قائلاً: «تتساءل لاي آنا متعجبة: «ألا تلاحظ أن لديها جدائل مثل التي نقوم بعملها أحياناً؟».

أبطال فيلم «حورية البحر الصغيرة»

لم تكن بيلي متاحة للتعليق على الأمر، لكنها كتبت على حسابها على موقع «تويتر» أنها كانت «مذهولة» من رد الفعل الطاغي تجاه المقطع الترويجي المصور للفيلم. ومن المفترض أن يتم عرض الفيلم خلال شهر مايو (أيار) المقبل. وقد صرحت بيلي لمجلة «فاريتي»، في أغسطس (آب)، قائلة: «أريد للفتاة الصغيرة التي بداخلي والفتيات اللاتي يشبهنني، ويشاهدن الفيلم أن يعلمن أنهن متميزات، وأنه ينبغي أن يكنّ أميرات بكل الطرق. لا يوجد سبب يمنع ذلك، وقد كان هذا التأكيد أمراً أحتاج إليه».
كان رد الفعل المبتهج تجاه الفيلم يمثل تحولاً وتبدلاً حاداً من الموقف العنصري المناهض لذوي البشرة السوداء، الذي واجهته بيلي حين تم الإعلان عن اختيار أدوار الفيلم عام 2019. الجدير بالذكر أنه خلال تاريخ أفلام «ديزني» الذي يمتد لمائة عام، لم تكن هناك سوى أميرة واحدة ذات بشرة سوداء، وهي الأميرة تيانا في فيلم «الأميرة والضفدع»، وهو فيلم من أفلام الرسوم المتحركة تم إنتاجه عام 2009 بطولة أنيكا نوني روز. كذلك قامت المغنية براندي ببطولة نسخة تلفزيونية من فيلم «سندريلا» عام 1997، وهو إعادة تقديم للفيلم الموسيقي الذي كان من إبداع رودجرز وهاميرستين.
قال ويل فليمنغ، الذي صورت زوجته داريانا، ابنتهما ريلي البالغة من العمر عامين وهي تشاهد المقطع التصويري الترويجي للفيلم، إنه معجب بصعود الشقيقتين بيلي اللتين حققتا شهرة بعد أداء أغانٍ ذات شعبية على موقع «يوتيوب». عندما انتشرت النسخة التي قامتا بتأديتها لأغنية بيونسيه «بريتي هيرتس» على مواقع التواصل الاجتماعي منذ عقد، لاحظت النجمة الشهيرة حضورهما القوي، ووقعت معهما عقداً خاصاً باسمها التجاري «باركوود إنترتينمنت». كذلك ظهرت الشقيقتان في مسلسل «غرونيش». وتعد إعادة تقديم الفيلم، بالنسبة إلى فليمنغ والكثير من الآباء الآخرين الذين يتذكرون أريل كاسم له ذكرى في طفولتهم، أمراً ذا معنى كبير.
قال فليمنغ: «حقيقة انتشارها من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، ونشر الأعمال على الإنترنت، إلى أن أصبحت نجمة أحد أهم أفلام (ديزني)، وكونها ذات بشرة سوداء في أميركا، من الأمور الملهمة لي». وأوضح قائلاً: «للأسف يرى بعض الناس أن الفيلم الأصلي لم يكن من بطولة امرأة ذات بشرة سوداء، لكنني أرى أنهم لا يدركون المقصد والمغزى. إنه ضروري، وأشعر بالامتنان بوجه خاص لحصول شركة ديزني على فرصة القيام بذلك، حتى رغم شعورهم على الأرجح بمواجهة انتقادات عنيفة. من المهم لكل جيل ناشئ أن يرى ذلك».
يقول شانون لانير، إنه كان «متحمساً للغاية» حين سمع بأداء بيلي لدور شخصية أريل «لأنها امرأة ملونة وأنا أربي فتاتين وصبياً من ذوي البشرة الملونة، ومن المهم أن يكون هناك تمثيل لهم حتى يشعروا بالفخر بأنفسهم، ويستطيعوا تصور أن كل شيء ممكن حتى إذا كان الأمر يتعلق بقصة خيالية». لقد صرخت ابنته ماديسون البالغة من العمر أحد عشر عاماً وابتسمت في المقطع المصور الذي سجله لانير وقالت: «إنها سوداء، يا إلهي». وصاح أخوها كارتر البالغ من العمر ستة أعوام: «نعم، نعم»، في حين أضافت ماكنزي البالغة من العمر تسع سنوات: «لا أطيق انتظار مشاهدة الفيلم». وقالت ماديسون في مقابلة: «من المثير للحماسة رؤية حورية بحر ذات بشرة ملونة لأن ذلك يمثل مصدر إلهام لمزيد من الناس الملونين يدفعهم نحو تجربة الأمور. اعتقدت أن الأمر لطيف لأني لم أرَ مثل ذلك من قبل». وقال كارتر إنه لا يزال في انتظار مشاهدة أميرة ذات بشرة سوداء.
شاهدت نيكي لانغارو أحد المقاطع المصورة التي تسجل ردود الأفعال تجاه المقطع المصور الترويجي على برنامج «تيك توك»، واعتقدت أنه ينبغي لها تجربة الأمر نفسه مع ابنتها مايا إفيريج البالغة من العمر تسع سنوات، التي تجلس أمام التلفزيون بضفيرتيها المتدليتين على ظهرها. عندما ظهرت أريل اندهشت الفتاة ونظرت إلى لانغارو وكأنها لا تصدق عينيها. قالت لانغارو: «لقد كانت متحمسة بشكل مذهل لمشاهدة نفسها على الشاشة الكبيرة. لقد جاء هذا متأخراً، ولم يكن ينبغي أن يصبح حدثاً جللاً على هذا النحو. مع ذلك كان هذا بسبب عدم تمثيل ذوي البشرة السوداء والسكان الأصليين بشكل كافٍ في وسائل الإعلام. لقد حان وقت تألقهم». تعتقد مايا، التي تشمل أفلام «ديزني» المفضلة إليها فيلم «بوكاهونتاس» و«الأميرة والضفدع»، أن شخصية أريل الجديدة «كانت جميلة حقاً ولديها جدائل طويلة». وأضافت في مقابلة قائلة: «إنها تشبهني». وقالت لانغارو إنها ذهلت من «ذلك التأثير الكبير لتلك اللحظة جميلة».
تتفق بريشوس أفيري، التي صورت ابنتها إميري غارسيا البالغة من العمر ثلاثة أعوام، وهي تشاهد المقطع المصور الترويجي، مع لانغارو في الرأي. قالت أفيري: «أحب كون أنها تستطيع مشاهدة فتاة تشبهها. لقد أحبت النسخة السابقة من الفيلم، لكن الألق الذي ظهر في عينيها وهي تشاهد المقطع المصور الترويجي يؤكد مدى أهمية التمثيل». تخطط أفيري لاصطحاب إميري إلى متنزه «عالم ديزني» قريباً، وأخذت تفكر فيما يمكن أن يحدث إذا شاهدتا أريل في المتنزه. وأوضحت قائلة: «هذه هي الصورة التي تتوقع أن ترى أريل عليها». عندما أثارت أفيري تلك المسألة، قالت إميري إنها لا تعتقد أن تجد أريل هناك لأنها تعيش في الماء.
كذلك يتوجه شانكس إلى «عالم ديزني» مع زوجته وبناتهما الثلاث. لقد فكر في المحادثة هو الآخر، وقال إنه سوف يخبرهن بأنه لم يتم عرض الفيلم بعد، لذا من المرجح ألا تكون أريل ذات البشرة السوداء هناك. وأضاف قائلاً: «إنهن يحببن كل أميرات ديزني، أعتقد أنه من المفيد لهن معرفة أنهن سيصبحن من بين أولئك الأميرات».
- خدمة «نيويورك تايمز»


مقالات ذات صلة

«ديزني» تكشف أولى مشاهد «إنديانا جونز»

يوميات الشرق «ديزني» تكشف أولى مشاهد «إنديانا جونز»

«ديزني» تكشف أولى مشاهد «إنديانا جونز»

كشفت «ديزني» خلال مهرجان «سينماكون» المُقام في لاس فيغاس عن المشاهد الأولى من فيلميها المقبلين «إنديانا جونز» و«ذي ليتل ميرميد»، متجنبة التعليق على الأنباء الأخيرة عن المعارك القانونية والصرف الجماعي للموظفين. ورفعت المجموعة الأربعاء دعوى ضد حاكم فلوريدا رون دي سانتيس، متهمة إياه باستهدافها بـ«حملة انتقامية» من خلال إنهائه وضعية خاصة كانت تتمتع بها «ديزني» في الولاية وتعيين لجنة جديدة للإشراف على مستقبل المجموعة العملاقة في قطاع الترفيه. من جهة ثانية، بدأت الشركة هذا الأسبوع صرف مجموعة جديدة من موظفيها، كجزء من خطة أعلنت عنها في فبراير (شباط) وتتيح لها إلغاء 7 آلاف وظيفة. ولكن أمام أصحاب دور ا

«الشرق الأوسط» (لاس فيغاس)
يوميات الشرق بيانكا، بطلة فيلم Reflect (ديزني)

الباليرينا «بيانكا» تتحدّى المقاسات المألوفة لبطلات «ديزني»

فور انتهائها من مشاهدة فيلم الرسوم المتحرّكة «ريفلكت Reflect»، غرّدت ميغان معلّقة: «كنت بحاجة إلى هذا الفيلم القصير من ديزني في الـ16 من عمري، قبل أن أترك الباليه. لم أُرِد حينها أن أكون الفتاة السمينة في الصف». لم تكن ميغان المشاهدة الوحيدة التي لمس الفيلم قلبها وأثنت على مشروع «ديزني» الجديد، إذ بدا الإجماع كبيراً على «بيانكا»، الشخصية المحورية في الفيلم. ليست بيانكا بطلة اعتيادية، فهي راقصة باليه صغيرة سناً وكبيرة حجماً مقارنةً مع الفتيات من عمرها. ومع أنها لا تتمتع بالمقوّمات الجسدية المتعارف عليها لراقصات الباليه، فإن شغفها بهذا الفن كبير.

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق الشركة شهدت تنويعاً كبيراً في أنشطتها بما يشمل خصوصاً مجمعات ترفيهية ومنصة للبث التدفقي (رويترز)

برنامج حافل في مئوية «ديزني» الأولى العام المقبل

أعلنت استوديوهات «ديزني» الهوليوودية في لندن، أمس (الخميس)، عن سلسلة أحداث ستقيمها في أوروبا العام المقبل لمناسبة الذكرى المئوية الأولى لإطلاقها، مع برنامج يضم خصوصاً حفلة جوالة ستشهد أداء أشهر المقطوعات الموسيقية في تاريخ الشركة، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية. وفي 16 أكتوبر (تشرين الأول) 1923 أسس والت ديزني شركة «ديزني براذرز كارتون ستوديو»، أول استوديوهاته للرسوم المتحركة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق لم تذكر «ديزني» أسباب سحب فيلمها (رويترز)

«ديزني» تسحب أحدث أفلام «حرب النجوم» من قائمة إنتاجها

سحبت شركة «والت ديزني» فيلم «روغ سكوادرون»، أي (السرب المارق)، وهو أحد أفلام سلسلة «ستار وورز» (حرب النجوم)، من جدول أفلام العام المقبل، ولم تذكر متى ستصدر فيلماً جديداً في سلسلة أفلام الفضاء الناجحة. كان من المفترض أن يكون «روج سكوادرون» أول فيلم من أفلام «حرب النجوم» يُعرض في دور السينما، منذ عرض فيلم «ذا رايز أوف سكاي ووكر»، أي «صعود سكاي ووكر»، لأول مرة في ديسمبر (كانون الأول) 2019. والمعروف أن مخرجة الفيلم هي باتي جينكينز، مخرجة فيلم «واندر وومان» (المرأة المعجزة).

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس)
يوميات الشرق أشخاص يرتدون شخصيتي «ميكي ماوس» و«ميني ماوس» في متنزه «ديزني» بشنغهاي (رويترز)

«ديزني» قد تفقد «ميكي ماوس» قريباً

نتيجة لقانون حقوق النشر في الولايات المتحدة، قد تفقد شركة الترفيه العملاقة «ديزني» قريباً الحقوق الحصرية لبعض الشخصيات الأكثر انتشاراً والتصاقاً بعلامتها التجارية، بما في ذلك الشخصية الشهيرة «ميكي ماوس» التي تعد بمثابة «التميمة». وستصبح شخصية «ميكي ماوس» متاحة لـ«الاستخدام العام» في عام 2024، أي بعد 95 عاماً تقريباً من اختراعها في 1 أكتوبر (تشرين الأول) 1928، وهي المدة الزمنية التي تنتهي بعدها حقوق الطبع والنشر الحصرية لها، وفق ما ذكرته صحيفة «الغارديان» البريطانية. وقال دانيال ماييدا، المحامي الإعلامي والترفيهي والمدير المساعد للقسم القانوني للأفلام الوثائقية في كلية الحقوق بجامعة كاليفورنيا

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

الرئيس الفرنسي يزور معالم العُلا الأثرية ومكوناتها التاريخية

الرئيس الفرنسي خلال جولته في منطقة «الحِجر» التاريخية في العُلا (واس)
الرئيس الفرنسي خلال جولته في منطقة «الحِجر» التاريخية في العُلا (واس)
TT

الرئيس الفرنسي يزور معالم العُلا الأثرية ومكوناتها التاريخية

الرئيس الفرنسي خلال جولته في منطقة «الحِجر» التاريخية في العُلا (واس)
الرئيس الفرنسي خلال جولته في منطقة «الحِجر» التاريخية في العُلا (واس)

شهدت زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، محافظة العُلا (شمال غربي السعودية)، الأربعاء، إطلاق مشروع «فيلا الحِجر»، أحدث مشروعات الشراكة الاستراتيجية بين الهيئة الملكية للمحافظة العُلا، والوكالة الفرنسية لتطوير العُلا، وتعدّ أول مؤسسة ثقافية سعودية - فرنسية تقام في المملكة، لتعزيز الدبلوماسية الثقافية على نطاق عالمي من خلال التعاون والإبداع المشترك، بما يسهم في تمكين المجتمعات ودعم الحوار الثقافي.

الرئيس الفرنسي وأمير المدينة المنورة ووزراء الثقافة والخارجية والتجارة ومسؤولون من الجانبين في صورة جماعية بمنطقة «الحِجر» التاريخية (واس)

الشراكة السعودية - الفرنسية

واستعرض الرئيس الفرنسي خلال جولة قام بها في «معرض الشراكة السعودية - الفرنسية» في قاعة مرايا، بحضور الأمير سلمان بن سلطان، أمير منطقة المدينة المنورة، والأمير بدر بن عبد الله بن فرحان، وزير الثقافة، محافظ الهيئة الملكية لمحافظة العُلا، والأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية، ووزير التجارة الدكتور ماجد القصبي (الوزير المرافق)، وعدد من المسؤولين من الجانبين السعودي والفرنسي، مجالات الشراكة الاستراتيجية بين السعودية وفرنسا التي انطلقت في عام 2018 لتطوير العُلا بصفتها وجهة عالمية، مع الالتزام بحماية تراثها الثقافي والتاريخي الغني.

وتجول الرئيس ماكرون في المعرض الذي يضم نماذج ولوحات مصورة من عدة مواقع في العُلا، تجسد الشراكات والتعاون بين الجانبين في مجالات الثقافة، والفنون، والتنمية الزراعية المستدامة، والتدريب، والتبادل المعرفي، والرياضة، وصناعة الأفلام، والتعاون في مجالات السياحة والضيافة والنقل، وتبادل الخبرات والتدريب في مجالات حفظ المقتنيات الأثرية وإدارتها.

كما استعرضت الزيارة، العلاقة طويلة الأمد والمتطورة بين الهيئة الملكية لمحافظة العُلا وشركائها الفرنسيين، بالإضافة إلى الطموحات المشتركة التي تشمل التنمية البيئية والتراثية والثقافية والاجتماعية، مع التركيز على مواصلة الالتزام المتبادل بالتطوير المسؤول والمستدام للعُلا.

الرئيس الفرنسي مع وزير الثقافة السعودي خلال زيارته منطقة «الحِجر» في العُلا (واس)

مجالات التعاون

وتضمنت مجالات التعاون والشراكة بين الجانبين إطلاق برامج تمهيدية لـ«فيلا الحِجر» خلال عامي 2023 و2024، بالتعاون مع شركاء فرنسيين، إذ ركزت المرحلة الأولية من البرامج على الشباب ومجتمع العُلا وشملت عروضاً سينمائية، وحفلات موسيقية رقمية، وورش عمل إبداعية، بالإضافة إلى برامج تبادل طلابي وأبحاث أكاديمية.

واطَّلع الرئيس الفرنسي على التقدم والإنجازات والمعالم البارزة منذ بدء الاتفاق الحكومي في عام 2018، من خلال معرض أُقيم في قاعة مرايا، مستوحى من المناظر الطبيعية للعُلا. ونوقشت الشراكة الأكاديمية بين الهيئة الملكية لمحافظة العُلا وجامعة «باريس 1 بانثيون سوربون»، والاكتشافات الأثرية، وتقدم العمل في بناء منتجع «شرعان» ومركز القمة الدولي، بتصميم من المعماري الفرنسي «جان نوفيل».

وكان قد أُعلن رسمياً عن الشراكة الأكاديمية بين الهيئة الملكية لمحافظة العُلا وجامعة «باريس 1 بانثيون سوربون» العام الماضي، وتتمحور في مرحلتها الأولى على الكرسي الأكاديمي «جوسين وسافينياك» لتعزيز روابط مشتركة في التعليم والبحث وبناء القدرات، بالإضافة إلى توفير الفرص للشباب في العُلا لدراسة موضوعات كثيرة.

الرئيس الفرنسي خلال زيارته أول موقع تراثي سعودي يُسجَّل ضمن قائمة «اليونسكو» (واس)

وعُرضت أحدث الأبحاث عن الاكتشاف الأثري في واحة خيبر، التي أظهرت مدينة تعود إلى العصر البرونزي تُعرف باسم «النطاة»، مما يُعد دليلاً على وجود مجتمعات متحضرة مستقرة في شمال غربي شبه الجزيرة العربية خلال العصر البرونزي، مما يُغير المفاهيم السابقة حول طبيعة الحياة في تلك الفترة.

واطَّلع الرئيس الفرنسي على التحديثات الخاصة ببناء منتجع «شرعان» ومركز القمة الدولي، الذي سيُنحت بعناية داخل جبل من الحِجر الرملي يعود تاريخه إلى 500 مليون عام، حيث يُجسد المشروع الابتكار في التصميم والهندسة المعمارية، ويستخدم أحدث التقنيات السعودية والفرنسية مع مراعاة المعايير البيئية والثقافية للمنطقة.

عمق التعاون

وأكد الأمير بدر بن عبد الله، عمق التعاون الثقافي بين السعودية وفرنسا، مبيناً أن هذه الشراكة الاستراتيجية بين البلدين في محافظة العُلا تجسّد قدرة التعاون الثقافي الدولي بين الأصدقاء على فتح مساحات أرحب للإبداع الثقافي باعتبار الثقافة مساهمة في تعزيز التنمية المستدامة.

وأشار إلى أن ما تحقق في العُلا على أثر الشراكة السعودية - الفرنسية، يفتح الباب لإنجازات أكبر، بقيادة وتوجيه الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي رئيس مجلس إدارة الهيئة الملكية لمحافظة العُلا، مشيراً إلى أن مشروع مؤسسة «فيلا الحِجر من شأنه تحويل العُلا إلى منصة عالمية للإبداع والحوار الثقافي، بما يعزز الحفاظ على التراث الإنساني، ويفتح للعالم منافذ جديدة للإبداع الثقافي».

الرئيس الفرنسي لدى وصوله إلى محافظة العُلا وفي مقدمة مستقبليه أمير المدينة المنورة ووزيرا الثقافة والخارجية وعدد من المسؤولين (واس)

كان الرئيس ماكرون قد استهل زيارته لـ«العُلا» بجولة في منطقة «الحجر» التاريخية التي تعد أول موقع تراثي سعودي يسجّل ضمن قائمة المنظمة العالمية للتراث والعلوم والثقافة «يونسكو»، حيث اطلع خلالها على أبرز المعالم والمواقع الأثرية التي يعود تاريخها لآلاف السنين، وشُيدت خلال حقب زمنية ماضية.

وشملت الزيارة «قصر الفريد» الذي يعدّ أحد أبرز المعالم الأثرية القديمة في منطقة «الحجر» بالعُلا، وموقع «الديوان» وهو أحد المعالم التاريخية في شمال شرقي منطقة الحِجر، وعدداً من المواقع والشواهد التاريخية القديمة التي تزخر بها محافظة العُلا، وتشكل مقصداً لكثير من السياح من مختلف الدول.

كانت السعودية وفرنسا قد عززت التعاون الثقافي بين البلدين، الثلاثاء، بإبرام 9 برامج تنفيذية بين عدد من الهيئات الثقافية في البلدين، وذلك خلال زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، لحي الطريف التاريخي في الدرعية.

ووقّع وزير الثقافة السعودية، ونظيرته الفرنسية رشيدة داتي، في حي البجيري بالدرعية، على البرامج التنفيذية المشتركة، بحضور ماكرون، على هامش زيارته الرسمية للمملكة.

السعودية وفرنسا تعززان التعاون الثقافي بـ9 برامج تنفيذية (واس)

وأوضحت عبير العقل، الرئيس التنفيذي المكلف للهيئة الملكية للعلا، أن زيارة الرئيس الفرنسي تجسّد فرصة لعرض منجزات بُنِيَت على إرث من التعاون المتبادل، والالتزام بطموح مشترك، وابتكار مستقبل مستدام من النجاح.

من جانبه، أفاد جان إيف لودريان، رئيس الوكالة الفرنسية لتطوير العُلا، بأن الزيارة الرسمية للرئيس ماكرون تشكّل خطوة مهمة في تعزيز علاقات الصداقة والتعاون بين فرنسا والسعودية، وتأتي بالتزامن مع توقيع اتفاقيات جديدة في المجال الثقافي في الرياض، مما يوفر فرصة للاحتفاء بالإنجازات السابقة وإطلاق المرحلة الثانية من هذه الشراكة الثنائية المميزة، وقد أُسّست الوكالة الفرنسية لتطوير العُلا في عام 2018 لتحقيق أهداف طموحة تدعم هذه الجهود.

فيلا الحِجر

يشار إلى أن مؤسسة «فيلا الحِجر»، التي أُطلقت خلال الزيارة، تُعد أول مؤسسة ثقافية فرنسية سعودية على أرض المملكة، ومثالاً بارزاً على هذه الجهود، إذ تتضمن هذه المبادرة مجموعة من المشاريع الطموحة المدعومة بالخبرات الفرنسية في مجالات البحوث والفنون والسياحة والابتكار والتدريب والهندسة المتقدمة والتنمية المستدامة.

وتتميز المرحلة الثانية من الشراكة بين الهيئة والوكالة الفرنسية لتطوير العُلا بزيادة كبيرة وتنوع في العروض الفنية والثقافية في محافظة العُلا، مع التركيز على السياحة المستدامة والمسؤولة، وتحقيق إنجازات واسعة النطاق في جميع المجالات دعماً لـ«رؤية المملكة 2030».

تأتي اتفاقيات وشراكات التعاون بين الهيئة الملكية لمحافظة العُلا وفرنسا ضمن الجهود الرامية إلى تعزيز مكانة العُلا بصفتها أيقونة ثقافية عالمية، وتحقيق رؤية متكاملة تعزز التفاهم الثقافي، وإيجاد فرص جديدة للإبداع والابتكار، مما يجعل العُلا نموذجاً ملهماً للتنمية الثقافية والاقتصادية المستدامة.

رافق الرئيس الفرنسي خلال زيارته العلا وفد ضمّ وزراء ومسؤولين من بينهم وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، ووزير القوات المسلحة سيباستيان ليكورنو، ووزيرة الثقافة الفرنسية، ورئيس الوكالة الفرنسية لتطوير العُلا جان إيف لودريان.