ينتظرون لساعات طويلة... الآلاف يمرون أمام نعش الملكة لوداعها في لندن

العديد من الناس ينتظرون في طابور لوضع الزهور أمام قصر باكنغهام في لندن (أ.ب)
العديد من الناس ينتظرون في طابور لوضع الزهور أمام قصر باكنغهام في لندن (أ.ب)
TT

ينتظرون لساعات طويلة... الآلاف يمرون أمام نعش الملكة لوداعها في لندن

العديد من الناس ينتظرون في طابور لوضع الزهور أمام قصر باكنغهام في لندن (أ.ب)
العديد من الناس ينتظرون في طابور لوضع الزهور أمام قصر باكنغهام في لندن (أ.ب)

مر المشيعون تباعاً طوال الليل أمام نعش الملكة إليزابيث في قاعة وستمنستر القديمة في لندن لوداع الملكة الأطول بقاءً على عرش بريطانيا قبل جنازتها المقررة يوم الاثنين، وفقاً لوكالة «رويترز».
وبعد مواكب ومراسم استمرت على مدى أيام، مع إحضار جثمان الملكة إليزابيث من بالمورال في أسكوتلندا، حيث توفيت الخميس الماضي عن عمر يناهز 96 عاماً، إلى لندن، أتيحت الفرصة للمواطنين العاديين للمشاركة بشكل مباشر في أحد المراسم. وذرف كثيرون الدموع وهم يمرون أمام النعش.
https://twitter.com/aawsat_News/status/1569774263636205572?s=20&t=HU_rtqYCd4Ttd3aH6-amMw
ويتوقع المسؤولون توافد ما يصل إلى 750 ألفاً من المعزين لإلقاء نظرة الوداع على نعش الملكة في قاعة وستمنستر حتى الساعة 6:30 صباحاً (07:30 بتوقيت غرينتش) يوم الاثنين.

وامتد الطابور عدة أميال من الضفة الجنوبية لنهر التيمز ومروراً بمعالم مثل جسر البرج ونسخة طبق الأصل من مسرح شكسبير غلوب، وعبر جسر لامبث وحتى اقترابه من قاعة وستمنستر. وانتظر الناس ساعات طويلة.
https://twitter.com/aawsat_News/status/1570400254570151937
وقال توماس هيوز (20 عاماً) الذي انتظر قرابة 14 ساعة مع شقيقه لمشاهدة نعش الملكة: «تفعل كل هذا لأنك تريد أن تعبر عن احترامك لهذه السيدة... كان شعوراً غامراً للغاية... عندما تضع نفسك في هذا الموقف كله، ثم تصل للحظة التي كنت تنتظرها تشعر بمزيد من التأثر». وكان معظم المودعين من البريطانيين والبعض من خارج البلاد.
كانوا صغاراً وكباراً، وبينهم جنود سابقون يضعون أوسمة عسكرية وأطفال يحملهم آباؤهم. وتوقف كثيرون عند النعش ونكسوا رؤوسهم وذرف آخرون الدموع.

وجاء بعضهم نيابة عن آبائهم المسنين بينما جاء آخرون ليشهدوا التاريخ ويشكروا امرأة ظلت حتى قبل يومين فحسب من وفاتها تعقد اجتماعات رسمية للحكومة رغم اعتلائها العرش منذ عام 1952.
ووضع نعش الملكة إليزابيث في وسط قاعة وستمنستر على منصة أرجوانية فوق منصة حمراء. وهو مغطى بالعلم الملكي الأسكوتلندي ويعلوه التاج الإمبراطوري موضوعاً على وسادة، إلى جانب إكليل من الزهور.
ووقف جنود وحراس في معاطف حمراء، الذين يقفون عادة في حراسة برج لندن، برؤوس منحنية.

وكان كينيث تيلور (72 عاماً) بين أول من دخلوا القاعة. وجاء من ريدينج في وسط إنجلترا مع أحد جيرانه ومكث طوال الليل في خيمة في الطابور. وقال إنه شعر بالحزن عندما رأى نعش الملكة وشعر بغصة في حلقه. وأضاف: «فقدنا شخصاً مميزاً. كانت خدمتها لهذا البلد حقاً مخلصة وراسخة. كانت على الأرجح ما يمكن أن أصفه بملكة الملكات».
ونُقل النعش من قصر بكنغهام على عربة مدفع ورافقه جنود يرتدون الزي الرسمي القرمزي في موكب رسمي بعد ظهر أمس (الأربعاء).
https://twitter.com/aawsat_News/status/1570065813486374912?s=20&t=HU_rtqYCd4Ttd3aH6-amMw
ووراء النعش سار الملك تشارلز وابناه الأميران ويليام وهاري وغيرهم من كبار أفراد العائلة المالكة في مشهد كئيب. واتحد الأميران في الحزن على جدتهما الملكة رغم الخلاف بينهما. ويحل اليوم عيد ميلاد هاري الثامن والثلاثين.
ومن المرجح أن تكون المراسم الكاملة للجنازة من أكبر المراسم التي شهدتها البلاد على الإطلاق وستشكل تحدياً أمنياً كبيراً. ومن المتوقع أن يحضر أفراد من العائلات الملكية ورؤساء وزعماء آخرين من أنحاء العالم الجنازة، لكن هناك شخصيات وزعماء من دول بعينها لم تتم دعوتهم مثل زعماء روسيا وأفغانستان وسوريا.
وقال البيت الأبيض إن الرئيس الأميركي جو بايدن، الذي أعلن أنه سيحضر الجنازة، تحدث إلى الملك تشارلز يوم الأربعاء و«عبر عن الإعجاب الشديد الذي يكنه الشعب الأميركي للملكة».



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».