اتهامات للحوثيين بتهجير 4 قرى قسرياً في الحديدة

أغلقوا المنطقة بالكامل بغرض إحداث تغيير ديموغرافي

قياديان حوثيان متهمان بنهب أراضي اليمنيين جنوب محافظة الحديدة (تويتر)
قياديان حوثيان متهمان بنهب أراضي اليمنيين جنوب محافظة الحديدة (تويتر)
TT

اتهامات للحوثيين بتهجير 4 قرى قسرياً في الحديدة

قياديان حوثيان متهمان بنهب أراضي اليمنيين جنوب محافظة الحديدة (تويتر)
قياديان حوثيان متهمان بنهب أراضي اليمنيين جنوب محافظة الحديدة (تويتر)

بدأت الميليشيات الحوثية في اليمن حملة تغيير ديموغرافي واسعة النطاق، في المديريات الجنوبية لمحافظة الحديدة، بتهجير المئات من سكان أربع قرى، واستقدام مجاميع من عناصرها المنتمين لمحافظتي صعدة وحجة، لإحلالهم بدلاً عن السكان الذين يعيشون في هذه القرى منذ مئات السنين، في حادثة تكشف عن جزء بسيط من المخططات التي تنفذها الميليشيات لتغيير التركيبة الديموغرافية لسكان المناطق السنية تحديداً، كما فعلت قبل ذلك في العاصمة المحتلة صنعاء.
ووفق سكان ومصادر محلية في الساحل الغربي تحدثت لـ«الشرق الأوسط»، فإن الميليشيات الحوثية منذ فجر الثلاثاء الماضي قامت بعزل القرى الأربع التي يسكنها الآلاف، مستخدمة القوة المفرطة، ومنعت إسعاف الضحايا، وشنت حملة اعتقالات طالت أكثر من 70 شخصاً من السكان ومسؤولي القرى، بالتزامن مع التهجير القسري لمئات من السكان، ضمن خطة لمنح هذه القرى والأراضي الزراعية لآخرين يتم استقدامهم من محافظتي صعدة وحجة.
- اعتقالات ومصادرة عقارات
ذكرت المصادر أن قوات كبيرة من الميليشيات تنفذ عملية تهجير قسرية بحق سكان قرى: المعاريف، والحضارية، وبني السهل، بني الصباحي، والقرى المتناثرة في عزلة القصرة؛ حيث أغلقت المنطقة منذ ساعات الفجر، ومنعت الوصول إلى مفرق «الجروبة» على الطريق الرابط بين مدينة الحديدة ومنطقة الحسينية الواقعة جنوب مديرية بيت الفقيه، وهي المنطقة التي يوجد بها المشتل الزراعي ومركز الأبحاث الزراعية التابع لهيئة تطوير تهامة.
ووفق المصادر، أنذر المسلحون الحوثيون سكان تلك القرى بإخلاء منازلهم ومزارعهم، بحجة أن تلك الأراضي تابعة للأوقاف؛ لكنها تريد إجلاء السكان واستقدام آخرين من محافظتي صعدة وحجة، بعدما أبرمت عقود انتفاع وهمية بأسماء شخصيات نافذة في الحديدة تعمل لخدمة الميليشيات.
وطبقاً لمصادر محلية، فإن عشرات من العربات العسكرية المسلحة داهمت القرى، ونفذت حملة اعتقالات طالت أكثر من 70 شخصاً من سكان تلك القرى، من بينهم 12 من مسؤولي هذه القرى، وأن الميليشيات مستمرة في حملة الاعتقالات التي طالت كل من يرفض قرار الإخلاء، وأنها حولت جامع التقوى والمباني الملحقة به في جنوب مدينة بيت الفقيه إلى سجن للسكان المعارضين للحملة، كما منعت إسعاف المصابين وبينهم 18 امرأة؛ حيث يواصل السكان تحدي الحملة العسكرية، ويرفضون إخلاء مساكنهم ومزارعهم.
الحملة تضم 30 عربة عسكرية محملة بالمسلحين، ومصحوبة بـ8 جرافات قامت بجرف المزارع تحت غطاء كثيف من النيران التي أطلقت لإرهاب السكان العزل، ومنع أي محاولة لوقف مساعي تهجيرهم.
وتقدر المساحة التي تسعى الميليشيات لمصادرتها بنحو 10 كيلومترات مربعة -بحسب المصادر- ويعيش فيها أكثر من 5 آلاف نسمة توارثوها عن أجدادهم منذ مئات السنين. وأوضحت المصادر أن حملة التهجير يقودها القيادي الحوثي «أبو ياسين»، المنحدر من محافظة صعدة (معقل الميليشيات) وهو المسؤول الأمني عما يسمى المربع الجنوبي بمحافظة الحديدة، ومعه القيادي الحوثي أبو أحمد الهادي، وهو مسؤول لجنة الحشد للجبهات في الحديدة.
كما يشارك في حملة التهجير والتغيير الديموغرافي –وفق المصادر- «أبو أمين»، المسؤول الاستخباراتي عن المربع الجنوبي، ومعه «أبو عاطف» المشرف على مديرية بيت الفقيه.
- إدانة حكومية
وفي أول رد حكومي، استنكر وزير الإعلام والثقافة والسياحة معمر الإرياني، بأشد العبارات، هذه الانتهاكات، وقال في تصريحات رسمية: «إن ميليشيا الحوثي الإرهابية داهمت المنطقة بعشرات العربات والجرافات، واقتحمت عشرات المنازل، وأطلقت النار بشكل عشوائي على المواطنين، واعتقلت قرابة 70 منهم، بينهم وجهاء المنطقة وعدد من الأطفال، ضمن حملة واسعة لنهب الأراضي في المنطقة».
ووصف الإرياني ما حدث بـ«الجريمة النكراء» التي قال إنها «تأتي ضمن مخطط ميليشيا الحوثي الإرهابية لمصادرة أكثر من 10 كيلومترات مربعة من الأراضي، تعود ملكيتها لأبناء المنطقة، ويستفيد منها أكثر من 5 آلاف مواطن، وظلت تستخدم لعقود كمساقٍ ومراعٍ ومزارع».
واتهم الوزير اليمني الميليشيات الحوثية بإصدار تعليمات بمصادرة الأراضي وتحويلها إلى منطقة عسكرية، ومنع الاقتراب منها، مطالباً المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان والمبعوثين الأممي والأميركي «بإدانة الجريمة، وممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي الإرهابية، لوقف عمليات مصادرة أراضي وممتلكات المواطنين في مديريات محافظة الحديدة، والإفراج الفوري عن كافة المعتقلين، وإعادة المهجرين لمنازلهم».


مقالات ذات صلة

نزيف بشري للجماعة الحوثية رغم توقف المعارك

العالم العربي جانب من سور أكبر المستشفيات في العاصمة صنعاء وقد حولته الجماعة الحوثية معرضاً لصور قتلاها (الشرق الأوسط)

نزيف بشري للجماعة الحوثية رغم توقف المعارك

تتزايد أعداد القتلى من قيادات الجماعة الحوثية الذين يجري تشييعهم دون الإشارة إلى أماكن سقوطهم، بالتوازي مع مقتل مشرفين حوثيين على أيدي السكان.

وضاح الجليل (عدن)
أوروبا مدنيون يرتدون زياً عسكرياً يشاركون في تدريب عسكري من قبل جنود أوكرانيين في كييف (أ.ف.ب)

تقرير: بمساعدة الحوثيين... روسيا تجند يمنيين للقتال في أوكرانيا

أفاد تقرير صحافي أن روسيا تقوم بتجنيد رجال من اليمن لإرسالهم إلى الجبهة في أوكرانيا بمساعدة من الحوثيين في اليمن.

«الشرق الأوسط» (لندن )
العالم العربي مالكو الكسارات في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية يشتكون من الابتزاز والإتاوات (فيسبوك)

حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

فرضت الجماعة الحوثية إتاوات جديدة على الكسارات وناقلات حصى الخرسانة المسلحة، وأقدمت على ابتزاز ملاكها، واتخاذ إجراءات تعسفية؛ ما تَسَبَّب بالإضرار بقطاع البناء.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
تحليل إخباري الجماعة الحوثية استقبلت انتخاب ترمب بوعيد باستمرار الهجمات في البحر الأحمر وضد إسرائيل (غيتي)

تحليل إخباري ماذا ينتظر اليمن في عهد ترمب؟

ينتظر اليمنيون حدوث تغييرات في السياسات الأميركية تجاه بلادهم في ولاية الرئيس المنتخب دونالد ترمب.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي رئيس الحكومة اليمنية أحمد عوض بن مبارك (سبأ)

وعود يمنية بإطلاق عملية شاملة لإعادة بناء المؤسسات الحكومية

وعد رئيس الحكومة اليمنية، أحمد عوض بن مبارك، بإطلاق عملية شاملة لإعادة بناء المؤسسات، ضمن خمسة محاور رئيسة، وفي مقدمها إصلاح نظام التقاعد.

«الشرق الأوسط» (عدن)

سكان العراق أكثر من 45 مليون نسمة... نصفهم من النساء وثلثهم تحت 15 عاماً

عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)
عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)
TT

سكان العراق أكثر من 45 مليون نسمة... نصفهم من النساء وثلثهم تحت 15 عاماً

عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)
عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)

يزيد عدد سكان العراق على 45 مليون نسمة، نحو نصفهم من النساء، وثلثهم تقل أعمارهم عن 15 عاماً، وفق ما أعلن رئيس الحكومة، محمد شياع السوداني، اليوم (الاثنين)، حسب الأرقام غير النهائية لتعداد شامل هو الأول منذ عقود.

وأجرى العراق الأسبوع الماضي تعداداً شاملاً للسكان والمساكن على كامل أراضيه لأول مرة منذ 1987، بعدما حالت دون ذلك حروب وخلافات سياسية شهدها البلد متعدد العرقيات والطوائف.

وقال السوداني، في مؤتمر صحافي: «بلغ عدد سكان العراق 45 مليوناً و407 آلاف و895 نسمة؛ من ضمنهم الأجانب واللاجئون».

ونوّه بأن «الأسر التي ترأسها النساء تشكّل 11.33 في المائة» بالبلد المحافظ، حيث بلغ «عدد الإناث 22 مليوناً و623 ألفاً و833 بنسبة 49.8 في المائة» وفق النتائج الأولية للتعداد.

ووفق تعداد عام 1987، كان عدد سكان العراق يناهز 18 مليون نسمة.

وشمل تعداد السنة الحالية المحافظات العراقية الـ18، بعدما استثنى تعداد أُجري في 1997، المحافظات الثلاث التي تشكل إقليم كردستان المتمتع بحكم ذاتي منذ 1991.

وأعلن الإقليم من جهته الاثنين أن عدد سكانه تخطى 6.3 مليون نسمة؛ من بينهم الأجانب، طبقاً للنتائج الأولية، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وأرجئ التعداد السكاني مرات عدة بسبب خلافات سياسية في العراق الذي شهد نزاعات وحروباً؛ بينها حرب ما بعد الغزو الأميركي في 2003، وسيطرة تنظيم «داعش» في 2014 على أجزاء واسعة منه.

ولفت السوداني إلى أن نسبة السكان «في سنّ العمل» الذين تتراوح أعمارهم بين «15 و64 سنة بلغت 60.2 في المائة»، مؤكداً «دخول العراق مرحلة الهبّة الديموغرافية».

وأشار إلى أن نسبة الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 15 عاماً تبلغ 36.1 في المائة، فيما يبلغ «متوسط حجم الأسرة في العراق 5.3 فرد».

وأكّد السوداني أن «هذه النتائج أولية، وسوف تكون هناك نتائج نهائية بعد إكمال باقي عمليات» التعداد والإحصاء النوعي لخصائص السكان.

وأظهرت نتائج التعداد أن معدّل النمو السنوي السكاني يبلغ حالياً 2.3 في المائة؛ وذلك «نتيجة لتغيّر أنماط الخصوبة في العراق»، وفق ما قال مستشار صندوق الأمم المتحدة للسكان في العراق، مهدي العلاق، خلال المؤتمر الصحافي.