العليمي إلى ألمانيا للضغط على الحوثيين والبحث عن إسناد للتنمية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي يصل إلى برلين في زيارة رسمية (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي يصل إلى برلين في زيارة رسمية (سبأ)
TT

العليمي إلى ألمانيا للضغط على الحوثيين والبحث عن إسناد للتنمية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي يصل إلى برلين في زيارة رسمية (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي يصل إلى برلين في زيارة رسمية (سبأ)

وسط مساعٍ أممية وأميركية لتحسين الهدنة القائمة في اليمن وإطلاق عملية سياسية شاملة، ذكرت المصادر اليمنية الرسمية أن رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي غادر إلى ألمانيا في زيارة رسمية، في مسعى - كما يبدو - لتكثيف الضغوط على الميليشيات الحوثية للقبول بالسلام إلى جانب السعي للحصول على إسناد اقتصادي وتنموي.
زيارة العليمي إلى برلين أُعلن رسمياً أنها ستستمر عدة أيام، وسط ترجيحات بأنه سيتوجه إلى الولايات المتحدة الأميركية هذا الشهر لحضور الاجتماع السنوي للجمعية العامة للأمم المتحدة.
وفي الوقت الذي يسابق فيه المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، الزمن قبل أسبوعين من انتهاء التمديد الثاني للهدنة الإنسانية والعسكرية، يأمل المبعوث الأميركي تيم ليندركينغ والدوائر الغربية والدولية أن تفضي الجهود إلى موافقة الحكومة الشرعية والحوثيين على تحسين الهدنة وتمديدها والشروع في مفاوضات سلام متعددة المسارات، ولا سيما الجوانب الأمنية والاقتصادية.
وذكرت المصادر اليمنية أن رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي سيلتقي خلال زيارته إلى برلين الرئيس الألماني فرانك شتاينماير، والمستشار أولاف شولتز، وعدداً من المسؤولين الألمان؛ حيث سيبحث معهم مستجدات الوضع في بلاده والجهود الدولية والإقليمية، لتخفيف المعاناة الإنسانية، وتحقيق السلام والاستقرار في اليمن. ونقلت وكالة سبأ الرسمية عن العليمي أنه أشاد بالعلاقات المتميزة مع ألمانيا، وبموقف الأخيرة الداعم للشرعية الدستورية في اليمن، وجهودها الرامية لاستئناف العملية السياسية، واستعادة مؤسسات الدولة، وإنهاء انقلاب الميليشيات الحوثية المدعومة من النظام الإيراني.
وأعرب العليمي عن ثقته في أن تفتح زيارته آفاقاً أوسع للتدخلات الإنمائية التي قادتها المؤسسات الألمانية الدولية الرائدة على مدى عقود من التنمية والإعمار في اليمن.
وكان الرئيس اليمني السابق عبد ربه منصور هادي أصدر في 7 أبريل (نيسان) الماضي مرسوماً نقل عبره السلطة إلى مجلس قيادة رئاسي، يتزعمه العليمي، ويضم إلى جانبه 7 أعضاء، يمثلون القوى السياسية الفاعلة على الأرض في مواجهة الميليشيات الحوثية، وذلك بالتزامن مع التوافق على هدنة إنسانية وعسكرية، بدأت في الثاني من الشهر نفسه، برعاية الأمم المتحدة، لمدة شهرين، قبل أن يتم تمديدها مرتين بنفس الشروط.
وفي حين أوفت الحكومة اليمنية بالتزاماتها بموجب الهدنة، من خلال وقف الأعمال العسكرية والسماح بتدفق الوقود إلى ميناء الحديدة وتشغيل مطار صنعاء تجارياً، رفضت الميليشيات الحوثية كل المقترحات الأممية المتعلقة بإنهاء الحصار على تعز وفتح الطرقات، وهي الجزئية التي لا تزال تشكل معضلة أمام تمديد الهدنة أو توسيعها، كما يطمح المبعوث الأممي والمجتمع الإقليمي والدولي.
ويوم الإثنين الماضي، رحّب مجلس الأمن الدولي بالإجراءات الاستثنائية التي اتخذتها الحكومة اليمنية لتلافي نقص الوقود في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون، إثر أوامر حوثية أثّرت على العملية المعمول بها لتخليص سفن الوقود، ودعوا الحوثيين إلى الامتناع عن مثل هذه الأعمال في المستقبل.
وندّد مجلس الأمن، في بيان صحافي له حول اليمن، بهجمات الحوثيين الأخيرة على تعز، والاستعراض العسكري الأخير في الحديدة. داعياً إلى وضع حد لجميع أشكال الاستعراضات العسكرية التي تنتهك اتفاق الحديدة. كما أعرب المجلس عن قلقه إزاء عدم إحراز تقدم في فتح طرق تعز، بما يتماشى مع مقترحات الأمم المتحدة الأخيرة، وكرر دعوته للحوثيين للعمل بمرونة في المفاوضات وفتح طرق تعز الرئيسية على الفور.
إلى ذلك، شجع مجلس الأمن الدولي المانحين على التمويل الكامل لخطة الأمم المتحدة للاستجابة الإنسانية ودعم جهود الحكومة اليمنية لتحقيق الاستقرار الاقتصادي.
يأتي هذا في وقت يكافح فيه مجلس القيادة الرئاسي اليمني والحكومة الشرعية من أجل تحقيق الاستقرار الاقتصادي وتثبيت الأمن في المناطق المحررة، مع السعي لتثبيت أركان حكم المجلس عبر إعادة تنظيم قوات الجيش والأمن وإصلاح المؤسسات الحكومية وتحسين الموارد ومحاربة الفساد.


مقالات ذات صلة

93 يمنياً في الحديدة ضحايا ألغام الحوثيين خلال عام

العالم العربي عضو في فريق يمني لمكافحة الألغام خلال حملة توعوية بمحافظة الحديدة (أ.ف.ب)

93 يمنياً في الحديدة ضحايا ألغام الحوثيين خلال عام

كشفت بعثة الأمم المتحدة لتنفيذ اتفاق ستوكهولم الخاص بالحديدة ومنظمتان حقوقيتان في مأرب عن سقوط أكثر من 150 ضحية للألغام خلال العامين الماضيين.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي  فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

بينما تفرج الجماعة الحوثية عن عدد من المختطفين في سجونها، تختطف مئات آخرين بتهمة التخابر وتبث اعترافات مزعومة لخلية تجسسية.

وضاح الجليل (عدن)
خاص الرئيس اليمني رشاد العليمي خلال استقبال سابق للسفيرة عبدة شريف (سبأ)

خاص سفيرة بريطانيا في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»: مؤتمر دولي مرتقب بنيويورك لدعم اليمن

تكشف السفيرة البريطانية لدى اليمن، عبدة شريف، عن تحضيرات لعقد «مؤتمر دولي في نيويورك مطلع العام الحالي لحشد الدعم سياسياً واقتصادياً للحكومة اليمنية ومؤسساتها».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

أظهرت بيانات حديثة، وزَّعتها الأمم المتحدة، تراجعَ مستوى دخل الأسر في اليمن خلال الشهر الأخير مقارنة بسابقه، لكنه كان أكثر شدة في مناطق سيطرة الحوثيين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي أكاديميون في جامعة صنعاء يشاركون في تدريبات عسكرية أخضعهم لها الحوثيون (إعلام حوثي)

الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

ضاعفت الجماعة الحوثية من استهدافها الأكاديميين اليمنيين، وإخضاعهم لأنشطتها التعبوية، في حين تكشف تقارير عن انتهاكات خطيرة طالتهم وأجبرتهم على طلب الهجرة.

وضاح الجليل (عدن)

مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

أعلنت وزارة الخارجية المصرية، السبت، أن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ستشهد إطلاق حركة «حماس» سراح 33 محتجزاً إسرائيلياً مقابل 1890 فلسطينياً.

وعبرت الوزارة، في بيان، عن أملها في أن يكون الاتفاق البداية لمسار يتطلب تكاتف الجهود الإقليمية والدولية لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني.

ودعت مصر المجتمع الدولي، خاصة الولايات المتحدة، لدعم وتثبيت الاتفاق والوقف الدائم لإطلاق النار، كما حثت المجتمع الدولي على تقديم كافة المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، ووضع خطة عاجلة لإعادة إعمار غزة.

وشدد البيان على «أهمية الإسراع بوضع خارطة طريق لإعادة بناء الثقة بين الجانبين، تمهيداً لعودتهما لطاولة المفاوضات، وتسوية القضية الفلسطينية، في إطار حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس».

وأشارت الخارجية المصرية إلى التزامها بالتنسيق مع الشركاء: قطر والولايات المتحدة، للعمل على التنفيذ الكامل لبنود اتفاق وقف إطلاق النار من خلال غرفة العمليات المشتركة، ومقرها مصر؛ لمتابعة تبادل المحتجزين والأسرى، ودخول المساعدات الإنسانية وحركة الأفراد بعد استئناف العمل في معبر رفح.

وكانت قطر التي أدت مع مصر والولايات المتحدة وساطة في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، أعلنت أن 33 رهينة محتجزين في غزة سيتم الإفراج عنهم في إطار المرحلة الأولى من الاتفاق.

وكانت وزارة العدل الإسرائيلية أعلنت أن 737 معتقلا فلسطينيا سيُطلق سراحهم، إنما ليس قبل الساعة 14,00 ت غ من يوم الأحد.

ووقف إطلاق النار المفترض أن يبدأ سريانه الأحد هو الثاني فقط خلال 15 شهرا من الحرب في قطاع غزة. وقُتل أكثر من 46899 فلسطينيا، معظمهم مدنيون من النساء والأطفال، في الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، وفق بيانات صادرة عن وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقا بها.

وأعربت الخارجية المصرية في البيان عن «شكرها لدولة قطر على تعاونها المثمر»، كما ثمّنت «الدور المحوري الذي لعبته الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لإنهاء الأزمة إلى جانب الرئيس الأميركي جو بايدن».