«يونيفيل» تؤكد تعاونها الوثيق مع الجيش اللبناني رغم تعديلات مهامها

حمادة: «حزب الله» يتخوف من تبعات القرار الأخير لمجلس الأمن

دورية مشتركة لجنود لبنانيين مع قوة من «يونيفيل» قرب بلدة شبعا الحدودية في الأسبوع الماضي (إ.ب.أ)
دورية مشتركة لجنود لبنانيين مع قوة من «يونيفيل» قرب بلدة شبعا الحدودية في الأسبوع الماضي (إ.ب.أ)
TT

«يونيفيل» تؤكد تعاونها الوثيق مع الجيش اللبناني رغم تعديلات مهامها

دورية مشتركة لجنود لبنانيين مع قوة من «يونيفيل» قرب بلدة شبعا الحدودية في الأسبوع الماضي (إ.ب.أ)
دورية مشتركة لجنود لبنانيين مع قوة من «يونيفيل» قرب بلدة شبعا الحدودية في الأسبوع الماضي (إ.ب.أ)

بعثت قوات حفظ السلام العاملة في جنوب لبنان (يونيفيل) برسالة تطمين عملية، بعد تجديد ولايتها في 31 أغسطس (آب) الماضي، عبر إعلانها عن مواصلة العمل «عن كثب مع القوات المسلحة اللبنانية، كما اعتدنا أن نفعل منذ صدور قرار مجلس الأمن الدولي 1701»، فيما ينظر لبنانيون إلى التعديلات التي طرأت، بالنصّ، على مهامها، بوصفها «لم تتخطّ إطارها النظري» حتى الآن، رغم أن دلالاتها السياسية «أثارت مخاوف حزب الله»، حسب ما يقول نائب لبناني لـ«الشرق الأوسط».
وأثار قرار مجلس الأمن 2650 الصادر في نهاية الشهر الماضي والقاضي بتمديد ولاية يونيفيل، جدلاً في الساحة اللبنانية، حيث رأى لبنانيون أنه تضمن للمرة الأولى تعديلات في ولاية البعثة، بالقول إن يونيفيل «لا تحتاج إلى إذن مسبق أو إذن من أي شخص للاضطلاع بالمهام الموكلة إليها»، وأنه «يُسمح لها بإجراء عملياتها بشكل مستقل»، ما دفع «حزب الله» لمهاجمة القرار.
لكن «يونيفيل» تؤكد أن «لا شيء تغيّر في التنسيق والتعاون مع الجيش اللبناني»، مشددة على أنها تستكمل مهامها وعملياتها «كما كنا في السابق» بمرافقة الجيش اللبناني أو من دونه، علماً بأن قواتها تنظم أكثر من 430 دورية يومياً في منطقة عملياتها، ولا يشترك الجيش اللبناني في بعضها نتيجة النقص في عديده وضعف موارده، وهي نقطة لحظها قرار مجلس الأمن لجهة الطلب من «يونيفيل» بمواصلة تقديم المساعدات للجيش، للسنة الثانية على التوالي.
وأوضح الناطق الرسمي باسم «يونيفيل» في بيان أنه «طالما كان ليونيفيل تفويض للقيام بدوريات في منطقة عملياتها، مع القوات المسلحة اللبنانية أو بدونها». ومع ذلك، «تستمر أنشطتنا العملياتية، بما في ذلك الدوريات، بالتنسيق مع القوات المسلحة اللبنانية، حتى عندما لا يرافقوننا». وقال: «تم تأكيد حرية حركتنا في قرارات مجلس الأمن التي جددت ولاية يونيفيل، بما في ذلك القرار 1701 في عام 2006، واتفاقية وضع القوات ليونيفيل الموقعة في عام 1995». وشدد على «أننا نعمل بشكل وثيق مع القوات المسلحة اللبنانية بشكل يومي، وهذا لم يتغير».
وثبتت البعثة الدولية هذا الأمر، بالممارسة عملياً، فيما بدا أنها رسالة تطمين رداً على النقاش اللبناني. وأفادت «يونيفيل» في بيان أمس الثلاثاء بأن جنود حفظ السلام «يواصلون العمل عن كثب مع القوات المسلحة اللبنانية، كما اعتدنا أن نفعل منذ صدور قرار مجلس الأمن الدولي 1701» الصادر في عام 2006. وأشارت إلى دورية مشتركة ضمن الدوريات المنتظمة، مع الجيش اللبناني، وهي واحدة من الدوريات المجدولة التي تم تنسيقها سابقاً بين الطرفين. وشارك العميد إغناسيو أولزابال إلورز، قائد القطاع الشرقي وقائد الكتيبة الإسبانية التابعة ليونيفيل، في هذه الدورية «لدعم وتعزيز علاقة العمل الوثيقة بين وحدات يونيفيل والجيش اللبناني».
غير أن العبارات التي ظهرت في قرار مجلس الأمن الأخير بشكل واضح للمرة الأولى، ينظر إليها مسؤولون لبنانيون على أنها «تعديلات» لكنهم يرون أنها «نظرية حتى الآن»، ناتجة بشكل أساسي عن «ممارسات بدأت منذ 16 عاماً ساهمت في تقييد حركة القوات الدولية»، حسب ما يقول عضو كتلة «اللقاء الديمقراطي» النائب مروان حمادة الذي يرى أن حزب الله «تصرف على راحته في الجنوب، خلافاً للقرار 1701»، مضيفاً أن الحزب «يقيد الحركة الاعتيادية للقوات الدولية ويمنع أي مداهمة، ويوظف بعض الخلايا القروية لتعطيل عمل القوات الدولية».
ويقول حمادة لـ«الشرق الأوسط»: «عاماً بعد عام، تراكمت الشكاوى، وكان بعض قادة القوات الدولية يهملون هذا الواقع أو يتساهلون معه، بينما كان آخرون يشكونه بتقاريرهم الدورية للأمين العام للأمم المتحدة بوصف هذا الوضع مخالفاً تماماً لمضمون الـ1701».
ويرى حمادة أن «حزب الله» أفرغ القرار من مضمونه خصوصاً لجهة نقل الأسلحة لمنطقة العمليات في جنوب الليطاني، مضيفاً أن القرار «يعطي حرية حركة للقوات الدولية بالتنسيق مع الجيش، لكن الجيش لم يقم بأي خطوة من الخطوات التي ينص عليها القرار، بل ما قام به لم يكن أكثر من (فك اشتباك) عندما تتعرض الدوريات لإشكالات مع المدنيين في القرى».
وبناء على هذا الواقع، يقول حمادة إن الأمم المتحدة، في التعديلات التي وردت على ولاية يونيفيل بموجب القرار الأخير رقم 2650، «استخدمت عصا أغلظ مما كانت عليه في القرار 1701، ودعم التصويت في مجلس الأمن هذه العصا القاسية»، معتبراً أن «التصويت كان لافتاً خلافاً لمرات سابقة، بالنظر إلى أن الروس والصينيين باتوا يرون أن تفريغ القرار من مضمونه ووضع القوات الدولية وكأنها شاهد زور على ما يجري، لم يعد مقبولاً من قبل الدول التي تشارك في البعثة الأممية ولا من ممولي العملية، وهي بأكثريتها دول غربية».
ولا يرى حمادة مخاطر تترتب على هذا التعديل حتى الآن بالنظر إلى أنه «لا يزال نظرياً، ويقتصر على النص، طالما أن القوة المتمادية بالسيطرة على الجنوب (حزب الله) لا تزال قوية»، لكنه قال إن هذا القرار «بوسعه أن يجرّ تدابير عملية في حال تدهور الوضع» في إشارة إلى أي تطور عسكري أو أمني أو إطلاق نار ولو مؤقت مع إسرائيل أو أي كباش بحري تترتب عليه مواجهة، مضيفاً: «عند حدوث تطور مشابه، يمكن أن تُعطى القوات الدولية دوراً أكبر من دون الحاجة إلى جهد كبير لتعديل الدور»، مشيراً إلى أن القرار بصيغته الجديدة «لم يصل إلى الفصل السابع، لكنه اقترب منه».
وعليه، يرى حمادة أن حزب الله «يخشى في الأفق البعيد أن تتوسع المهمة إلى كامل الحدود لمواجهة لنقل الأسلحة عبر الحدود»، مشيراً إلى أن الحدود اللبنانية في الأصل «مراقبة، كذلك حدوده البحرية». ويضيف: «حزب الله يخاف من إسقاطات هذا القرار، فأي تعديل إضافي سينقله إلى الفصل السابع، خلافاً لما تم إقراره الذي يُفسر على أنه تحت الفصل السادس وأقصى بقليل منه، لذلك يمضي الحزب إلى التصعيد ضد التعديلات». ويرى أن هذا التعديل «يطمئن السياديين في لبنان بأن تقوم القوات الدولية في يوم من الأيام بمهمة أوسع ضمن إطار الـ1701، لأن القرار 1701 بمفهومه الأضيق لم يُطبّق الآن».


مقالات ذات صلة

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

المشرق العربي رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

تُوفّي الموسيقار اللبناني إيلي شويري، عن 84 عاماً، الأربعاء، بعد تعرُّضه لأزمة صحية، نُقل على أثرها إلى المستشفى، حيث فارق الحياة. وأكدت ابنته كارول، لـ«الشرق الأوسط»، أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قبل أن تعلم به العائلة، وأنها كانت معه لحظة فارق الحياة.

المشرق العربي القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

وجّه المجلس التأديبي للقضاة في لبنان ضربة قوية للمدعية العامة في جبل لبنان القاضية غادة عون، عبر القرار الذي أصدره وقضى بطردها من القضاء، بناء على «مخالفات ارتكبتها في إطار ممارستها لمهمتها القضائية والتمرّد على قرارات رؤسائها والمرجعيات القضائية، وعدم الامتثال للتنبيهات التي وجّهت إليها». القرار التأديبي صدر بإجماع أعضاء المجلس الذي يرأسه رئيس محكمة التمييز الجزائية القاضي جمال الحجار، وجاء نتيجة جلسات محاكمة خضعت إليها القاضية عون، بناء على توصية صدرت عن التفتيش القضائي، واستناداً إلى دعاوى قدمها متضررون من إجراءات اتخذتها بمعرض تحقيقها في ملفات عالقة أمامها، ومخالفتها لتعليمات صادرة عن مرجع

يوسف دياب (بيروت)
المشرق العربي جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

رأى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أن فرص انتخاب مرشح قوى 8 آذار، رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، «باتت معدومة»، مشيراً إلى أن الرهان على الوقت «لن ينفع، وسيفاقم الأزمة ويؤخر الإصلاح». ويأتي موقف جعجع في ظل فراغ رئاسي يمتد منذ 31 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حيث فشل البرلمان بانتخاب رئيس، وحالت الخلافات السياسية دون الاتفاق على شخصية واحدة يتم تأمين النصاب القانوني في مجلس النواب لانتخابها، أي بحضور 86 نائباً في دورة الانتخاب الثانية، في حال فشل ثلثا أعضاء المجلس (86 نائباً من أصل 128) في انتخابه بالدورة الأولى. وتدعم قوى 8 آذار، وصول فرنجية إلى الرئاسة، فيما تعارض القوى المسيحية الأكثر

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

جدد سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان، وليد بخاري، تأكيد موقف المملكة من الاستحقاق الرئاسي اللبناني بوصفه «شأناً سياسياً داخلياً لبنانياً»، حسبما أعلن المتحدث باسم البطريركية المارونية في لبنان بعد لقاء بخاري بالبطريرك الماروني بشارة الراعي، بدأ فيه السفير السعودي اليوم الثاني من جولته على قيادات دينية وسياسية لبنانية. وفي حين غادر السفير بخاري بكركي من دون الإدلاء بأي تصريح، أكد المسؤول الإعلامي في الصرح البطريركي وليد غياض، أن بخاري نقل إلى الراعي تحيات المملكة وأثنى على دوره، مثمناً المبادرات التي قام ويقوم بها في موضوع الاستحقاق الرئاسي في سبيل التوصل إلى توافق ويضع حداً للفراغ الرئا

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

تأتي جولة سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا على المرجعيات الروحية والسياسية اللبنانية في سياق سؤالها عن الخطوات المطلوبة لتفادي الشغور في حاكمية مصرف لبنان بانتهاء ولاية رياض سلامة في مطلع يوليو (تموز) المقبل في حال تعذّر على المجلس النيابي انتخاب رئيس للجمهورية قبل هذا التاريخ. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر نيابية ووزارية أن تحرك السفيرة الأميركية، وإن كان يبقى تحت سقف حث النواب على انتخاب رئيس للجمهورية لما للشغور الرئاسي من ارتدادات سلبية تدفع باتجاه تدحرج لبنان من سيئ إلى أسوأ، فإن الوجه الآخر لتحركها يكمن في استباق تمدد هذا الشغور نحو حاكمية مصرف لبنان في حال استحال عل

محمد شقير (بيروت)

نعيم قاسم: نتنياهو لديه مشروع يتخطى غزة ولبنان إلى الشرق الأوسط

نعيم قاسم الأمين العام لـ«حزب الله» (لقطة من فيديو لكلمته)
نعيم قاسم الأمين العام لـ«حزب الله» (لقطة من فيديو لكلمته)
TT

نعيم قاسم: نتنياهو لديه مشروع يتخطى غزة ولبنان إلى الشرق الأوسط

نعيم قاسم الأمين العام لـ«حزب الله» (لقطة من فيديو لكلمته)
نعيم قاسم الأمين العام لـ«حزب الله» (لقطة من فيديو لكلمته)

قال نعيم قاسم الأمين العام لـ«حزب الله» اللبناني، الأربعاء، إنه «لم يعد مهماً كيف بدأت الحرب، وما الذرائع التي سببتها»، واصفاً الحرب بأنها «حرب إسرائيلية عدوانية على لبنان».

وتابع قاسم، في كلمة تلفزيونية، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو لديه مشروع يتخطى غزة وفلسطين ولبنان ويمتد للشرق الأوسط».

وشرح أن خطة نتنياهو ترتكز على 3 بنود هي: «إنهاء وجود (حزب الله)، واحتلال لبنان ولو عن بُعد وجعل لبنان شبيهاً بالضفة الغربية، والعمل على خريطة الشرق الأوسط».

وأشار إلى أن إسرائيل «ستصرخ من الصواريخ. ولا يوجد مكان بعيد على قصفه»، على حد تعبيره. مؤكداً أن الحزب سيجعل «إسرائيل هي مَن تسعى إلى وقف العدوان»، وشكك في إمكانية «إنهاء الحرب عبر أي فعل سياسي».

وقال: «لدينا عشرات الآلاف من المقاتلين المدربين الذين يستطيعون المواجهة والثبات، ليسوا كلهم على الحدود الآن، ولدينا الإمكانات اللازمة لفترة طويلة».

بخصوص واقعة الإنزال الإسرائيلي في البترون واعتقال شخص لبناني، طالب نعيم الجيش اللبناني «بإعلان موقفه وطبيعة الحدث، ويسأل (اليونيفيل) وخصوصاً البعثة الألمانية عن معلوماتها».

يذكر أن الجيش الإسرائيلي أكد، السبت، أن وحدة من القوات الخاصة البحرية المعروفة باسم «شايطيت 13» اعتقلت مسؤولاً في «حزب الله» خلال عملية إغارة على شمال لبنان.

وأفاد موقع «تايمز أوف إسرائيل» بأن الجيش يعد مسؤول «حزب الله»، عماد أمهز، «مصدراً مهماً للمعلومات في قوات البحرية» التابعة للحزب اللبناني.

وأشار الموقع إلى أن القوات الخاصة وصلت البترون عن طريق البحر، وداهمت استراحة كان أمهز بداخلها، واعتقلته وغادرت المنطقة باستخدام زوارق سريعة.

وشدد نعيم قاسم، في كلمته، الأربعاء، على أن محاولة إسرائيل لإحداث فتنة بين النازحين ومستقبليهم فشلت.

وأضاف أن إسرائيل لديها «قدرة جوية استثنائية، وبالتالي تتحكم بالجو ومعها شبكة اتصالات ما يعطيها قوة مهمة، خصوصاً أن هذه القدرة مرتبطة أيضاً بمدد لا نهاية له من أميركا».

ولفت إلى أن إسرائيل «وجدت مستوى المواجهة كبيراً جداً؛ فأصبحت تخشى من الالتحام، لذا اقتصر عملها حتى الآن على هذه الجبهة الأمامية، وتعلن أنه لم يعد لديها أهداف إضافية لأنها واجهت مقاومة صلبة».

وبالتزامن مع بث كلمة الأمين العام لـ«حزب الله»، أصدر الجيش الإسرائيلي تعليمات إخلاء جديدة لسكان منطقتين في الضاحية الجنوبية لبيروت.