لا مرشح لباريس للرئاسة اللبنانية... وتدعو لإنجاز الانتخابات في موعدها

من لقاء سابق بين الرئيس ميشال عون والسفيرة الفرنسية آن غريو (دالاتي ونهرا)
من لقاء سابق بين الرئيس ميشال عون والسفيرة الفرنسية آن غريو (دالاتي ونهرا)
TT

لا مرشح لباريس للرئاسة اللبنانية... وتدعو لإنجاز الانتخابات في موعدها

من لقاء سابق بين الرئيس ميشال عون والسفيرة الفرنسية آن غريو (دالاتي ونهرا)
من لقاء سابق بين الرئيس ميشال عون والسفيرة الفرنسية آن غريو (دالاتي ونهرا)

عودة سفيرة فرنسا لدى لبنان آن غريو، إلى بيروت بعد أن أمضت إجازتها في الربوع الفرنسية وشاركت في اللقاء السنوي الذي يعقده الرئيس إيمانويل ماكرون مع سفراء فرنسا في الخارج لا تعني بالضرورة أنها تشكّل رافعة لانطلاق الحراك الرئاسي في ضوء التحرّك الذي باشره نواب تكتل «قوى التغيير» باتجاه زملائهم النواب أكانوا من المستقلين أو المنتمين إلى الكتل النيابية في محاولة للتفاهم على مقاربة مشتركة تسمح بانتخاب رئيس جمهورية توافقي قبل انتهاء ولاية الرئيس الحالي ميشال عون في 31 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.
فالسفيرة الفرنسية لم تحمل معها كلمة السر لتسهيل إنجاز الاستحقاق الرئاسي في موعده، وهي تدعو للتوافق على رئيس لديه القدرة على جمع اللبنانيين ويشكّل نقطة تلاقٍ تلتفُّ حوله الكتل النيابية لإعادة الاعتبار لمشروع الدولة، وبالتالي يخطئ من يراهن على أن عودتها من باريس تتلازم مع تزخيم الدور الفرنسي للتقريب بين القوى المحلية الرئيسية المعنية بانتخاب الرئيس بمقدار ما أنها تدعو إلى إنجاز الاستحقاق الرئاسي في موعده لتأمين انتظام المؤسسات الدستورية من جهة ولفتح الطريق أمام إحداث تغيير يعيد الاعتبار لمشروع الدولة.
وتُجمع مصادر مقربة من القيادات التي التقت السفيرة غريو فور عودتها من باريس، على القول إن ليس للدولة الفرنسية أي مرشح لرئاسة الجمهورية، وإنها لا علاقة لحكومتها بطرح أسماء معينة من المرشحين المقيمين في فرنسا، وإن ما يهمها إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها بانتخاب رئيس توافقي يجمع بين اللبنانيين.
وتنفي غريو ما تردّد بأن لديها لائحة بأسماء المرشحين للرئاسة يَلقون الدعم من حكومتها وأنها كانت قد طرحتهم قبل أن تغادر إلى باريس لقضاء عطلتها السنوية، وتؤكد في المقابل أنها لم تتسلم من البطريرك الماروني بشارة الراعي لائحة بأسماء مرشحين تدعمهم بكركي، وأن كل ما في الأمر أنها استمعت منه إلى المواصفات التي كان قد حدّدها وطالب بأن يتمتع بها رئيس الجمهورية الجديد. وتطرّقت، حسب المصادر لـ«الشرق الأوسط»، إلى ما دار في اللقاء السعودي - الفرنسي الذي عُقد أخيراً في باريس، وأكدت أنه لا صحة لكل ما قيل حول وجود مرشح للرئاسة يحظى بتوافق بين باريس والرياض، ولفتت إلى أن الاجتماع يأتي في إطار اللقاءات الدورية التي تُعقد بين البلدين والتي تُخصص لتوفير الخدمات الإنسانية للبنانيين من خلال الجمعيات العاملة في الحقل المدني.
ورأت أن اللقاءات الدورية تأتي في سياق ما تم الاتفاق عليه بين ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، والرئيس إيمانويل ماكرون في القمة السعودية - الفرنسية التي عُقدت في المملكة. وكشفت أن البلدين على موقفهما بدعم الاستقرار في لبنان وبضرورة تكثيف المساعدات الإنسانية للمؤسسات العاملة في المجالات الصحية والتربوية والاجتماعية وإجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها واستجابة لبنان الرسمي لشروط صندوق النقد الدولي لمساعدته للنهوض من أزماته.
وأكدت غريو، كما تقول المصادر، أن اللقاء السعودي - الفرنسي تطرّق إلى الاستحقاق الرئاسي من زاوية إنجازه في موعده وانتخاب رئيس يجمع بين اللبنانيين من دون الدخول في أسماء المرشحين، فيما كشفت مصادر دبلوماسية عربية لـ«الشرق الأوسط» أن الدول العربية القادرة على مساعدة لبنان تربط توفير الدعم له بانتخاب رئيس يتمايز عن عون بمبادرته إلى تصحيح علاقات لبنان بمحيطه العربي ومنع استخدام لبنان منصة لتهديد أمن وسلامة الدول العربية الشقيقة وزعزعة استقرارها وإلحاق لبنان بمحور الممانعة بدلاً من تحييده عن صراعات المنطقة.
ولفتت المصادر العربية إلى أن الدول العربية تعلّق أهمية على تشكيل الحكومة الجديدة فور انتخاب الرئيس للتأكّد من أن قرار الحرب والسلم يبقى بيد الدولة وبلا مشاركة من «حزب الله» الحليف لإيران الذي يتفرّد باتخاذ القرار كأن الدولة غير موجودة، وقالت إن ما يهم مباشرة العهد الرئاسي الجديد بالتعاون مع الحكومة لتحقيق الإصلاحات السياسية المطلوبة لأن الإصلاحات المالية والإدارية المطلوبة من صندوق النقد الدولي لا تكفي ما لم تتلازم مع إصلاحات سياسية تتيح للدولة ضبط حدودها ومكافحة أشكال التهريب، إضافةً إلى ضبط الموانئ اللبنانية وعدم استخدام لبنان منصة لاستهداف الأشقاء العرب.
لذلك فإن باريس ليست في وارد التصرّف كأنها تنوب عن القوى السياسية في انتخاب رئيس جديد، خصوصاً أن تجربتها مع المبادرة الإنقاذية التي أطلقها ماكرون فور الانفجار في مرفأ بيروت والجزء الأكبر من العاصمة لم تكن مشجّعة بعد أن وافقت على تجويفها من مضامينها وأمّنت الغطاء لتشكيل حكومة بأي ثمن بعد أن اعتذر رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري، عن عدم تشكيلها بسبب خلافه مع عون ووريثه السياسي رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل.
وبكلام آخر فإن باريس كانت وراء سحب المواصفات التي حدّدتها لتشكيل حكومة إنقاذية من وزراء مستقلين من أصحاب الاختصاص، بينما تمسّك بها الحريري.
وعليه فإن دور باريس في الملف الرئاسي، كما تقول مصادر سياسية بارزة لـ«الشرق الأوسط»، يبقى في إطار مواكبة الحراك الرئاسي لأن لا قدرة لديها على التدخّل بفاعلية بعد أن افتقرت إلى شركائها اللبنانيين واقتصر دورها على توفير الدعم للحكومة الحالية قبل أن تتحوّل إلى حكومة لتصريف الأعمال.


مقالات ذات صلة

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

المشرق العربي رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

تُوفّي الموسيقار اللبناني إيلي شويري، عن 84 عاماً، الأربعاء، بعد تعرُّضه لأزمة صحية، نُقل على أثرها إلى المستشفى، حيث فارق الحياة. وأكدت ابنته كارول، لـ«الشرق الأوسط»، أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قبل أن تعلم به العائلة، وأنها كانت معه لحظة فارق الحياة.

المشرق العربي القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

وجّه المجلس التأديبي للقضاة في لبنان ضربة قوية للمدعية العامة في جبل لبنان القاضية غادة عون، عبر القرار الذي أصدره وقضى بطردها من القضاء، بناء على «مخالفات ارتكبتها في إطار ممارستها لمهمتها القضائية والتمرّد على قرارات رؤسائها والمرجعيات القضائية، وعدم الامتثال للتنبيهات التي وجّهت إليها». القرار التأديبي صدر بإجماع أعضاء المجلس الذي يرأسه رئيس محكمة التمييز الجزائية القاضي جمال الحجار، وجاء نتيجة جلسات محاكمة خضعت إليها القاضية عون، بناء على توصية صدرت عن التفتيش القضائي، واستناداً إلى دعاوى قدمها متضررون من إجراءات اتخذتها بمعرض تحقيقها في ملفات عالقة أمامها، ومخالفتها لتعليمات صادرة عن مرجع

يوسف دياب (بيروت)
المشرق العربي جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

رأى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أن فرص انتخاب مرشح قوى 8 آذار، رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، «باتت معدومة»، مشيراً إلى أن الرهان على الوقت «لن ينفع، وسيفاقم الأزمة ويؤخر الإصلاح». ويأتي موقف جعجع في ظل فراغ رئاسي يمتد منذ 31 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حيث فشل البرلمان بانتخاب رئيس، وحالت الخلافات السياسية دون الاتفاق على شخصية واحدة يتم تأمين النصاب القانوني في مجلس النواب لانتخابها، أي بحضور 86 نائباً في دورة الانتخاب الثانية، في حال فشل ثلثا أعضاء المجلس (86 نائباً من أصل 128) في انتخابه بالدورة الأولى. وتدعم قوى 8 آذار، وصول فرنجية إلى الرئاسة، فيما تعارض القوى المسيحية الأكثر

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

جدد سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان، وليد بخاري، تأكيد موقف المملكة من الاستحقاق الرئاسي اللبناني بوصفه «شأناً سياسياً داخلياً لبنانياً»، حسبما أعلن المتحدث باسم البطريركية المارونية في لبنان بعد لقاء بخاري بالبطريرك الماروني بشارة الراعي، بدأ فيه السفير السعودي اليوم الثاني من جولته على قيادات دينية وسياسية لبنانية. وفي حين غادر السفير بخاري بكركي من دون الإدلاء بأي تصريح، أكد المسؤول الإعلامي في الصرح البطريركي وليد غياض، أن بخاري نقل إلى الراعي تحيات المملكة وأثنى على دوره، مثمناً المبادرات التي قام ويقوم بها في موضوع الاستحقاق الرئاسي في سبيل التوصل إلى توافق ويضع حداً للفراغ الرئا

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

تأتي جولة سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا على المرجعيات الروحية والسياسية اللبنانية في سياق سؤالها عن الخطوات المطلوبة لتفادي الشغور في حاكمية مصرف لبنان بانتهاء ولاية رياض سلامة في مطلع يوليو (تموز) المقبل في حال تعذّر على المجلس النيابي انتخاب رئيس للجمهورية قبل هذا التاريخ. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر نيابية ووزارية أن تحرك السفيرة الأميركية، وإن كان يبقى تحت سقف حث النواب على انتخاب رئيس للجمهورية لما للشغور الرئاسي من ارتدادات سلبية تدفع باتجاه تدحرج لبنان من سيئ إلى أسوأ، فإن الوجه الآخر لتحركها يكمن في استباق تمدد هذا الشغور نحو حاكمية مصرف لبنان في حال استحال عل

محمد شقير (بيروت)

حشود ساحة الأمويين تبايع «سوريا الجديدة»

ساحة الأمويين غصت بآلاف السوريين المحتفين بـ"جمعة النصر" (رويترز)
ساحة الأمويين غصت بآلاف السوريين المحتفين بـ"جمعة النصر" (رويترز)
TT

حشود ساحة الأمويين تبايع «سوريا الجديدة»

ساحة الأمويين غصت بآلاف السوريين المحتفين بـ"جمعة النصر" (رويترز)
ساحة الأمويين غصت بآلاف السوريين المحتفين بـ"جمعة النصر" (رويترز)

فيما وصف بأنَّه «مبايعة» لـ«سوريا الجديدة»، خرج عشرات آلاف السوريين إلى الساحات في دمشق وكل المدن الرئيسية، ليحتفلوا بـ«جمعة النصر» بعد أيام من سقوط بشار الأسد «اللاجئ» في موسكو، حيث يستعد لـ«رفاهية المنفى».

وتوافد آلاف السوريين إلى باحة الجامع الأموي في دمشق، قبيل صلاة الجمعة التي شارك فيها قائد «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع المكنى «أبو محمد الجولاني»، الذي يقود فصيله السلطة الجديدة في دمشق، ورئيس الحكومة المؤقتة محمد البشير.

وللمرة الأولى في تاريخ سوريا، ألقى البشير، خطبة الجمعة في الجامع الأموي ذي المكانة الدينية التاريخية بالعاصمة، بحضور أكثر من 60 ألف مُصلٍّ، حسب وسائل إعلام محلية. وتحدث البشير عن «تغيير الظلم الذي لحق بالسوريين، والدمشقيين تحديداً»، مشدداً على «الوحدة بين مختلف أطياف الشعب السوري».

وبعد الصلاة تدفق السوريون إلى ساحة الأمويين، التي طالما حلم المحتجون عام 2011 بالوصول إليها لتكون مكاناً جامعاً يرابطون فيه حتى إسقاط نظام بشار الأسد، إلا أن هذا الحلم كان ثمنه غالياً جداً، دفع بعشرات الآلاف من ضحايا النظام والمعتقلين في زنازينه، إضافة إلى ملايين اللاجئين إلى بلاد العالم.

وفي روسيا، لم يتم بعد، رسمياً، تحديد وضع الرئيس السوري المخلوع، بشار الأسد، لكنَّه قد يصبح أول صاحب حق باللجوء السياسي في روسيا منذ عام 1992، كما تُشير صحيفة «كوميرسانت»، ورغم حديث بعض المصادر عن أنَّ وجوده «مؤقت». لكن الأسد، لن يحتاج إلى كل تلك التعقيدات، إذ يكفي منحه سنداً قانونياً للإقامة فقط، وستكون أمامه حياة طويلة مرفهة وباذخة في مدينة الثلوج.

وتزامن ذلك، مع مواصلة إسرائيل قضم مساحات في الجولان المحتل، في حين أصدر وزير دفاعها يسرائيل كاتس، أوامر لجيشه بالاستعداد للبقاء طوال فصل الشتاء في الجولان.