غانتس يعرض وثائق لمصانع أسلحة إيرانية في سوريا ولبنان واليمن

تحدث عن مبانٍ في قلب الأحياء السكنية تعرّض المدنيين للخطر

صورة من مواقع لاندلاع حريق بعد غارة جوية اسرائيلية على مركز البحوث في مصياف 25 اغسطس
صورة من مواقع لاندلاع حريق بعد غارة جوية اسرائيلية على مركز البحوث في مصياف 25 اغسطس
TT

غانتس يعرض وثائق لمصانع أسلحة إيرانية في سوريا ولبنان واليمن

صورة من مواقع لاندلاع حريق بعد غارة جوية اسرائيلية على مركز البحوث في مصياف 25 اغسطس
صورة من مواقع لاندلاع حريق بعد غارة جوية اسرائيلية على مركز البحوث في مصياف 25 اغسطس

كشفت مصادر أمنية في تل أبيب عن أن وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني غانتس، حمل معه إلى مقر الأمم المتحدة في نيويورك، العديد من الوثائق عن النشاط الإيراني في الشرق الأوسط. ومن بين أبرز هذه الوثائق ملف يحتوي على صور وتقارير تبين أن إيران تبني مصانع أسلحة صاروخية وذخائر متطورة وطائرات مسيّرة، في كل من سوريا ولبنان واليمن.
وقالت المصادر إن وثائق غانتس أوضحت أن هذه المصانع كانت تقتصر على سوريا، لكنها في الشهور الأخيرة دربت طواقم من «حزب الله» اللبناني ومن الحوثيين اليمينيين، وباشروا صنع هذه المواد القتالية في بلديهما أيضاً.
وكان غانتس قد تكلم بنفسه حول هذا الموضوع خلال محاضرة له أمام المؤتمر السنوي الذي عقدته صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية الصادرة باللغة الإنجليزية، الاثنين والثلاثاء، فقال إن عام 2022 شهد ارتفاعاً كبيراً في النشاط الحربي الإيراني، الموجه ليس فقط ضد إسرائيل؛ بل ضد دول المنطقة وحتى أوروبا.
وقال إن إيران تقيم صناعة أسلحة متطورة في سوريا لخدمة مخططاتها الحربية ولتزويد الميليشيات المسلحة التابعة لها، ولكن الضربات التي تلقتها على هذه المصانع في سوريا (نتيجة للغارات الإسرائيلية وفقاً لمصادر أجنبية)، جعلتها تفتش عن حلول أخرى، فنقلت قسماً من هذه المصانع إلى لبنان واليمن، لافتاً إلى أنها «تستخدم مباني في قلب الأحياء السكنية في بلدات لبنانية ويمنية عدة، مما يهدد حياة المدنيين الآمنين». علماً بأنها تصرف اليوم نحو مليار دولار في السنة على تعزيز النشاط العسكري لمبعوثيها.
وقال غانتس: «إيران هي أكبر عامل زعزعة للاستقرار في الشرق الأوسط، ويمكن أن يؤدي نشاطها إلى مضاعفة الإرهاب وسباق التسلح ويهدد نشاطها الاقتصاد العالمي وموارد الطاقة ويؤثر على أسعار الغذاء والتجارة وحرية الملاحة والاستقرار في الشرق الأوسط». ولكنه أعرب عن اعتقاده بأنه يمكن منع الأمر، وأن وقت العمل قد حان.
من جهته، ادعى رئيس «شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي (أمان)»، أهارون حليوة، أن لبنان كان سيصبح جزءاً من «اتفاقات أبراهام» لولا وجود «حزب الله». وقال حليوة في المؤتمر السنوي لـ«معهد سياسة مكافحة الإرهاب» في جامعة «رايخمان»: «(حزب الله) يتخذ القرارات مع الإيرانيين، وهناك احتمال أن ينضم في بعض الأحداث إلى دائرة التصعيد إلى جانب إيران». كما أعرب عن أمله في ألا يرتكب «حزب الله» خطأ في تقييم الرد الإسرائيلي.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن «الحرس الثوري» الإيراني يشرف على عدد من مراكز تصنيع الأسلحة وتطويرها، في عدة مواقع على اختلاف رقعة المناطق التي ينتشر فيها في سوريا.
يقول مدير المرصد رامي عبد الرحمن، لـ«لشرق الأوسط»، إن ما لا يقل عن 8 مواقع تنتشر في سوريا لمراكز تصنيع الأسلحة من طائرات مسيرة وراجمات صواريخ وصواريخ محلية الصنع، تتوزع تحت إشراف خبراء وضباط تابعين للحرس، وإن هذه المراكز تنتشر في المناطقة التالية: مدينة مصياف بريف حماة الغربي، اللواء 47 في مدينة حماة، منطقة الديماس بمحافظة ريف دمشق، منطقة الكسوة بمحافظة ريف دمشق، ريف حلب الشرقي، مدينة دير الزور، محيط مدينة الميادين بريف دير الزور الشرقي، وريف حمص الجنوبي الغربي.
وشدد عبد الرحمن، على أنه لا يملك مصدر من مصادر المرصد السوري داخل النظام، أي معلومات حول وجود مراكز تابعة لإيران لصناعة وتطوير الأسلحة الكيميائية والنووية، وأن المعلومات المتوفرة حول الصواريخ والمسيرات فقط.
وعن مركز البحوث العلمية في مصياف الذي تعرض في الفترات الأخيرة لقصف قيل إنه إسرائيلي، قال إنه يتم فيه تصنيع صواريخ متوسطة المدى تحت إشراف ضباط من الحرس الثوري الإيراني. وقد تسببت الضربات الإسرائيلية التي طالته بتدمير عدد كبير من هذه الصواريخ تقدر بنحو 1000 صاروخ إضافة لعدة أبنية.
ورصدت مصادر المرصد، تضرر تسعة مبان جراء الضربات الإسرائيلية الأخيرة في 25 أغسطس (آب) المنصرم، وقد استمرت الانفجارات لأكثر من 6 ساعات بسبب وجود عدد كبير من هذه الصواريخ داخل مستودعات مخصصة لها.


مقالات ذات صلة

مقتل مستشار ثانٍ لـ«الحرس» الإيراني بعد هجوم إسرائيلي في سوريا

شؤون إقليمية مقتل مستشار ثانٍ لـ«الحرس» الإيراني بعد هجوم إسرائيلي في سوريا

مقتل مستشار ثانٍ لـ«الحرس» الإيراني بعد هجوم إسرائيلي في سوريا

أفادت وكالة أنباء «مهر» الإيرانية شبه الرسمية، اليوم الأحد، بأن مستشاراً عسكرياً لـ«الحرس الثوري» الإيراني توفي متأثراً بجروحه بعد هجوم جوي إسرائيلي بالقرب من العاصمة السورية. وتنفذ إسرائيل منذ سنوات هجمات ضد ما تقول إنها أهداف مرتبطة بإيران في سوريا، حيث يتنامى نفوذ طهران التي تدعم نظام الرئيس بشار الأسد.

«الشرق الأوسط» (لندن)
المشرق العربي الضربة الإسرائيلية على مطار حلب أوقعت 3 قتلى بينهم ضابط سوري

الضربة الإسرائيلية على مطار حلب أوقعت 3 قتلى بينهم ضابط سوري

قُتل 3 أشخاص بينهم ضابط سوري في محيط مطار حلب الدولي جراء ضربة إسرائيلية فجر الثلاثاء، على ما أعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان». وكانت وزارة الدفاع السورية قد أعلنت في وقت سابق عن تعرض المطار لضربة إسرائيلية أدت إلى خروجه عن الخدمة، لكن دون الإعلان عن سقوط قتلى. ويُستخدم مطار حلب الدولي، منذ الزلزال المدمر الذي ضرب سوريا وتركيا المجاورة في السادس من فبراير (شباط)، محطة رئيسية للطائرات المحمّلة بالمساعدات الإنسانية التي تدفقت إلى سوريا من دول عدة لإغاثة المناطق المنكوبة. وقال المرصد، ومقره في المملكة المتحدة، إن القتلى هم «ضابط سوري الجنسية، وآخران مجهولا الجنسية».

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي إسرائيل: إيران خلف هجمة «السيبر» على معهد «التخنيون» قبل أسابيع

إسرائيل: إيران خلف هجمة «السيبر» على معهد «التخنيون» قبل أسابيع

أعلن رئيس «مركز الأمن السيبراني الإسرائيلي»، غابي فورتنوي، أن الحرب السيبرانية تستعر بين إسرائيل وإيران. وقال إن «السنة الماضية (2022)، شهدت نحو 3 آلاف هجوم تم إحباط معظمها، بينها 53 هجوماً على مؤسسات جامعية»، متوقعاً أن المستقبل يحمل في طياته «تصعيداً غير قليل». التصريح جاء في أعقاب الكشف في تل أبيب، عن أن وزارة الدفاع الإيرانية هي التي تقف وراء الهجوم السيبراني الذي حصل قبل 3 أسابيع، عندما اخترق قراصنة أنظمة معهد «التخنيون» في مدينة حيفا.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي قصف إسرائيلي سابق لضواحي دمشق (رويترز)

قصف إسرائيلي يخرج مطار حلب الدولي من الخدمة

أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) نقلاً عن مصدر عسكري بأن ضربة جوية إسرائيلية على مطار حلب الدولي دمرت مدرجه وأدت إلى «خروجه من الخدمة»، وفق ما نقلته وكالة «رويترز» للأنباء. وقالت وكالة «سانا» إن الدفاعات الجوية السورية اعترضت صواريخ أُطلقت من اتجاه البحر المتوسط غرب مدينة اللاذقية الساحلية في الساعة 2:07 فجراً بالتوقيت المحلي.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (إ.ب.أ)

نتنياهو: تصريحات غروسي بشأن أي هجوم إسرائيلي أو أميركي على إيران «بلا قيمة»

استخفت إسرائيل اليوم (الأحد) بتصريحات أدلى بها المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي عندما قال إن أي هجوم إسرائيلي أو أميركي على المنشآت النووية الإيرانية سيكون غير قانوني، واصفة التصريحات بأنها «بلا قيمة». ووفقا لوكالة «رويترز» للأنباء، فقد قال غروسي أمس (السبت) خلال زيارته لطهران في محاولة لتيسير المحادثات المتعثرة بشأن تجديد الاتفاق النووي المبرم بين إيران والقوى العالمية عام 2015 إن «أي هجوم عسكري على المنشآت النووية محظور». ووردت تصريحات غروسي ردا على سؤال لأحد الصحافيين حول تهديدات إسرائيل والولايات المتحدة بمهاجمة منشآت نووية إيرانية إذا ما اعتبرتا أن السبل الدبلوماسي

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)

التقى هاليفي وكاتس... كوريلا بحث في إسرائيل الوضع بسوريا والمنطقة

قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال مايكل كوريلا (رويترز)
قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال مايكل كوريلا (رويترز)
TT

التقى هاليفي وكاتس... كوريلا بحث في إسرائيل الوضع بسوريا والمنطقة

قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال مايكل كوريلا (رويترز)
قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال مايكل كوريلا (رويترز)

زار قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال مايكل كوريلا، إسرائيل، من الأربعاء إلى الجمعة، حيث التقى بمسؤولين من الجيش الإسرائيلي، وناقش الوضع في سوريا وعدداً من المواضيع الأخرى المتعلقة بمنطقة الشرق الأوسط، وفق «رويترز».

وقالت القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم) إن الجنرال كوريلا التقى رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، ووزير الدفاع يسرائيل كاتس.

وحثت واشنطن إسرائيل على التشاور الوثيق مع الولايات المتحدة بشأن مستجدات الأوضاع في سوريا، بعد أن أنهى مقاتلو المعارضة بقيادة أحمد الشرع، المكنى أبو محمد الجولاني، قبل أيام، حكم عائلة الأسد الذي استمر 50 عاماً عقب فرار الرئيس المخلوع بشار الأسد من البلاد.

ويراقب العالم لمعرفة ما إذا كان بمقدور حكام سوريا الجدد تحقيق الاستقرار في البلاد التي شهدت على مدى أكثر من 10 سنوات حرباً أهلية سقط فيها مئات الآلاف من القتلى، وأثارت أزمة لاجئين كبيرة.

وفي أعقاب انهيار الحكومة السورية، قال الجيش الإسرائيلي إن طائراته نفذت مئات الضربات في سوريا، ودمرت الجزء الأكبر من مخزونات الأسلحة الاستراتيجية لديها.

وأمر كاتس القوات الإسرائيلية بالاستعداد للبقاء خلال فصل الشتاء على جبل الشيخ، وهو موقع استراتيجي يطل على دمشق، في إشارة جديدة إلى أن الوجود الإسرائيلي في سوريا سيستمر لفترة طويلة.

وقال بيان القيادة المركزية الأميركية: «ناقش القادة مجموعة من القضايا الأمنية الإقليمية، بما في ذلك الوضع المستمر بسوريا، والاستعداد ضد التهديدات الاستراتيجية والإقليمية الأخرى».

وقالت القيادة المركزية الأميركية إن كوريلا زار أيضاً الأردن وسوريا والعراق ولبنان في الأيام القليلة الماضية.

ورحبت إسرائيل بسقوط الأسد، حليف عدوتها اللدودة إيران، لكنها لا تزال متشككة إزاء الجماعات التي أطاحت به، والتي ارتبط كثير منها بتنظيمات إسلاموية.

وفي لبنان، زار كوريلا بيروت لمراقبة انسحاب القوات الإسرائيلية الأولى بموجب اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه الشهر الماضي، في حرب تسببت في مقتل الآلاف ونزوح أكثر من مليون شخص.

وتشن إسرائيل حرباً منفصلة في قطاع غزة الفلسطيني منذ نحو 14 شهراً. وحصدت هذه الحرب أرواح عشرات الآلاف، وقادت إلى اتهامات لإسرائيل بارتكاب إبادة جماعية وجرائم حرب وهو ما تنفيه إسرائيل.