قال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، في مؤتمر صحافي، الاثنين، خلال زيارته إلى المكسيك، إن الهجوم المضاد الأوكراني على القوات الروسية لا يزال في أيامه الأولى، لكن القوات الأوكرانية حققت «تقدماً كبيراً». وأضاف أن «ما فعلوه خطط له تخطيطاً منهجياً للغاية، واستفادوا بالطبع من الدعم الكبير من الولايات المتحدة وكثير من الدول الأخرى، للتأكد من أن أوكرانيا لديها العتاد الذي تحتاجه لمواصلة هذا الهجوم المضاد».
تأكيدات بلينكن هذه بأن الهجوم الأوكراني المضاد والمستمر، «لا يزال في مراحله الأولى»، تشير إلى أن أهدافه النهائية لم تحدد بعد، وعمّا إذا كانت لتحقيق «هزيمة نهائية» لروسيا، أو لإجبارها على الجلوس إلى «طاولة المفاوضات».
وهو ما حدا بقادة الولايات المتحدة، وعلى رأسهم الرئيس جو بايدن، بالحرص على عدم التحدث عن إعلان نصر سابق لأوانه، رغم إجبار القوات الروسية على الانسحاب الفوضوي من الشمال. ورغم احتفال المسؤولين الأوكرانيين بالنجاحات التي حققها الهجوم المضاد، في استعادة مناطق شاسعة في خاركيف، ومواصلة ضغوطهم لتحقيق نجاحات مماثلة في الجنوب، لاستعادة مدينة خيرسون المحتلة، فإن المسؤولين الأميركيين يدركون أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لا تزال لديه قوات وموارد للاستفادة منها، ولا تزال قواته تسيطر على مساحات شاسعة من الشرق والجنوب. ووصف مسؤول عسكري أميركي الهجوم حول خيرسون، بأنه أكثر محدودية مما حصل في الشمال الشرقي، ويحقق مكاسب محدودة أكثر، متجنباً التحدث بشكل مفصل عن سير العمليات هناك، «لأن الأوكرانيين يشاركون بنشاط في العمليات القتالية، والقوات الروسية لا تزال تقصف مناطق عدة». وقال المسؤول في إحاطة صحافية مساء الاثنين، إن روسيا، بحسب تقديرات الولايات المتحدة، تخلت إلى حد كبير عن مكاسبها بالقرب من خاركيف، واستعاد الجيش الأوكراني نحو ألفي كيلومتر مربع من الأراضي. وأضاف: «تشير تقديراتنا الميدانية بالقرب من خاركيف، إلى تخلي القوات الروسية إلى حد كبير عن مكاسبها للأوكرانيين وانسحابها إلى الشمال والشرق، وأن كثيراً من الجنود الروس عبروا الحدود إلى روسيا». وقال إن «القوات الأوكرانية سيطرت على الأرجح على كوبيانسك وإيزيوم، بالإضافة إلى قرى أصغر، ونحن على علم بالتقارير التي تتحدث عن تركهم معدات مهجورة، ما قد يشير إلى القيادة والسيطرة الروسية غير المنظمة».
وقال فيليب بريدلوف، الجنرال المتقاعد في القوات الجوية الأميركية، الذي تولى قيادة حلف شمال الأطلسي من 2013 إلى 2016، إنه لا ينبغي الاحتفال بالنصر السابق لأوانه، لأن «روسيا لا تزال لديها أوراق يمكنها لعبها». وأضاف: «أعتقد أنه إذا جهز الغرب أوكرانيا بشكل صحيح، فستكون قادرة على التمسك بمكاسبها في الشرق والشمال». وأشار بريدلوف إلى أنه على الرغم من خسائر المعارك الأخيرة، لا يزال لدى بوتين «كثير من الدبابات وكثير من الشاحنات وكثير من الجنود». وحذر من أن الشتاء قد يجلب أصعب التحديات، ومن المرجح أن تهدف تحركات بوتين لإغلاق إمدادات الغاز إلى أوروبا، والتي من المتوقع أن تؤدي إلى زيادة الأسعار، وإلى قلب الرأي العام الأوروبي على الحكومات. وأضاف: «على الرغم من أن جيش بوتين قد تعرض لضربة على الجبهة العسكرية، فإن لديه ورقة ضغط يمكن أن يستخدمها، ومن المحتمل أن تنعكس على مدى قوة أوروبا وتماسكها خلال فصل الشتاء». وقال بريدلوف: «أعتقد أن بوتين يحاول يائساً التمسك بفصل الشتاء، لأن أمله الكبير الآن هو فصل الشعب الأوروبي عن قيادته السياسية».
من جهته، قال المسؤول الدفاعي الرفيع إن الاجتماع الأخير لمجموعة الاتصال الدفاعية حول أوكرانيا، التي عقدت اجتماعها الأخير في قاعدة رامشتاين الجوية بألمانيا، وجمع 48 دولة ومنظمتين دوليتين، «وضع حداً لفكرة أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يمكنه ببساطة أن يتفوق على الغرب». وقال إن أحد أهداف الاجتماع هو ضمان امتلاك أوكرانيا للأنظمة التي تحتاجها للدفاع عن نفسها من الغزاة الروس. وأضاف: «في هذا الاجتماع، كان هناك تركيز قوي أيضاً على ما هو ضروري لتوفير قدرات أوكرانيا على المدى المتوسط إلى الطويل». وأكد قائلاً إن «هذا الالتزام هو رسالة أساسية لروسيا»... بوتين يحتاج إلى «فهم أن المجتمع الدولي يقف وراء أوكرانيا، وأن روسيا لا يمكنها الاعتماد بطريقة ما على الصمود والانتظار حتى يضعف المجتمع الدولي». وأضاف: «يوضح هذا الجزء الثاني أن المجتمع الدولي يفكر في تنشيط القواعد الصناعية الدفاعية لهذه الدول وتنسيقها، لضمان دفاع فعال لأوكرانيا وردع روسيا». وسيشمل هذا الدعم طويل المدى، تدريب القوات العسكرية الأوكرانية، «بما في ذلك التدريب الأساسي للمجندين الجدد ومناورات أكثر تعقيداً تشمل وحدات أكبر». وتقوم الولايات المتحدة ودول أخرى بالفعل بتدريب القوات الأوكرانية على بعض القدرات الأكثر حداثة التي تم تسليمها. وهذا يشمل صيانة وإصلاح واستدامة هذه القدرات. وقال المسؤول: «سنواصل بالتأكيد هذا المجال من التدريب، وناقش القادة الخطوة المنطقية التالية في هذا التقدم، وهي تدريب أعلى مستوى للوحدة».
بلينكن: الهجوم الأوكراني لا يزال في بداياته
بلينكن: الهجوم الأوكراني لا يزال في بداياته
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة