شركة جديدة لتمويل مختبر ذكاء صناعي متطور وابتكار وظائف للموهوبين السعوديين

وزارة الطاقة و«سدايا» لتطوير حلول الذكاء الصناعي للقطاع

جانب من أعمال «القمة العالمية للذكاء الصناعي» في الرياض (واس)
جانب من أعمال «القمة العالمية للذكاء الصناعي» في الرياض (واس)
TT

شركة جديدة لتمويل مختبر ذكاء صناعي متطور وابتكار وظائف للموهوبين السعوديين

جانب من أعمال «القمة العالمية للذكاء الصناعي» في الرياض (واس)
جانب من أعمال «القمة العالمية للذكاء الصناعي» في الرياض (واس)

أعلنت «الشركة السعودية للذكاء الاصطناعي (SCAI) »؛ المملوكة لـ«صندوق الاستثمارات العامة»، توقيع اتفاقية مع شركة «سنس تايم» الرائدة في مجال الذكاء الصناعي بالعالم، لإنشاء شركة جديدة في المملكة بقيمة استثمارية تقدر بـ776 مليون ريال لتمويل مختبر ذكاء صناعي متطور، وابتكار وظائف متميزة للسعوديين الموهوبين، لوضع البلاد في مركز الريادة بمجال تكنولوجيا الذكاء الصناعي في المنطقة.
جاء ذلك خلال مشاركة الشركة في أعمال «القمة العالمية للذكاء الصناعي» في نسختها الثانية المنعقدة في «مركز الملك عبد العزيز الدولي للمؤتمرات» بمدينة الرياض، خلال الفترة من 13 - 15 سبتمبر (أيلول) الحالي.
وستعمل «الشركة السعودية للذكاء الاصطناعي» مع شركة «سنس تايم» على تطوير حلول في مجالات المدينة الذكية وذكاء الأعمال التجارية والرعاية الصحية والتعليم، إضافة إلى توطين رؤيتها الكومبيوترية المتطورة، ومنصة للتعلم العميق من أجل إنشاء الملكيات الفكرية المملوكة للمملكة العربية السعودية، بينما سيكون مختبر الذكاء الصناعي عبارة عن مركز بحث وتطوير مختص بما يسمح للجيل المقبل من علماء البيانات بالاستفادة من نقل التكنولوجيا وخبرة «سنس تايم» الواسعة في هذا المجال.
وقال الرئيس التنفيذي لـ«الشركة السعودية للذكاء الاصطناعي» المهندس أيمن الراشد: «الاتفاقية الحالية تمثّل خطوة استراتيجية مهمة ضمن مسيرة الشركة لتطوير القدرات الوطنية وبناء نظام بيئي قوي للذكاء الصناعي مبني على الابتكار بالقدر الذي يتماشى مع تفويضنا للعمل محفزاً من شأنه أن يغير مستقبل التقنيات الناشئة في جميع أنحاء المنطقة»، معرباً عن تطلعه إلى «العمل بشكل وثيق لتوفير حلول ذكاء صناعي عالمية المستوى بحيث تسهم في نجاح مبادرات متنوعة للمدن الذكية وذكاء الأعمال والرعاية الصحية والتعليم، داخل وخارج المملكة».
من جهته؛ أعرب الرئيس التنفيذي لشركة «سنس تايم» الدكتور إكسو لي، عن «فخر الشركة بالتعاون مع (الشركة السعودية للذكاء الاصطناعي) بوصفها شريكاً موثوقاً لإطلاق شركة (سنس تايم الشرق الأوسط وأفريقيا)»، مبيناً أن «هذا المشروع المشترك الجديد سيكون أساساً متيناً لطموحات الشركة لتوسيع بصمة (سنس تايم) في المملكة»، متطلعاً إلى «تحالف طويل المدى لتعزيز خبرتنا معاً في مجال الرؤية الكومبيوترية للذكاء الصناعي».
يذكر أن «الشركة السعودية للذكاء الاصطناعي» أطلقت لدعم الأهداف الاستراتيجية لصندوق الاستثمارات العامة وتحقيق الأولويات الوطنية من خلال الدفع بعجلة الابتكار في قطاع الذكاء الصناعي، وعبر تقديم حلول جيدة للتعامل مع التحديات المعقدة من خلال مجموعة من التقنيات المتقدمة. وفي جزء من التزامها بالتركيز على العملاء والتعاون، عرضت الشركة خلال مشاركتها في القمة مجموعة من الحلول التي تركز على العملاء لتكون منصة ملهمة للحوار تجمع أصحاب المصلحة الرئيسيين من القطاع العام والأوساط الأكاديمية والقطاع الخاص لتشكيل مستقبل الذكاء الصناعي».
وواصلت «القمة العالمية للذكاء الصناعي» في نسختها الثانية جلساتها في اليوم الأول، وذلك بمقر القمة في «مركز الملك عبد العزيز الدولي للمؤتمرات» بمدينة الرياض.
وأكد نائب رئيس شركة«IBM» ، سكوت كراودر، في مستهل الجلسة الثالثة من جلسات القمة أن «الحوسبة الكميّة ستقود التقنيات الحديثة رغم اختلافها عن الأجهزة التقليدية من ناحية الذاكرة والمساحة»، مشيراً إلى أن «أحد التحديات التي يواجهها العالم يكمن في كيفية إيصال الحوسبة الكميّة للأيدي العاملة، وذلك لتمكينهم من بناء مهاراتهم واستغلالها في تطوير مهام العمل والوصول إلى الاستفادة القصوى منها».
وأوضح أن الوصول إلى «الأسلوب الأمثل لطريقة استخدام الحوسبة الكمية سيسهم في توفير البرمجيات لمطوري الخوارزميات لكتابة خوارزميات جديدة للذكاء الصناعي».
من جانبه؛ أكد أستاذ ورئيس قسم الهندسة الكهربائية وهندسة الكومبيوتر بجامعة جورج واشنطن، طارق الغزاوي، أن «الهندسيات التي نستخدمها اليوم تستدعينا للوصول لتقنيات أحدث، حيث تستهلك الطرق التقليدية وقتاً وجهداً أكبر».
وبيّن «وجود العديد من التوجهات التي يمكن للمجتمع البحثي النظر فيها في الحوسبة الكمية، وذلك باستخدام نماذج مختلفة، نظراً إلى أنها غير مستهلكة للطاقة بشكل كبير».
إلى ذلك، أعلنت وزارة الطاقة و«الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا)»، توقيع اتفاقية اليوم بين مركزهما المشترك (مركز الذكاء الاصطناعي للطاقة) مع شركة « «Siemens Advantaالعالمية، وذلك لتطوير حلول الذكاء الصناعي لقطاع الطاقة في المملكة من أجل المساهمة في زيادة كفاءة الطاقة وتعزيز تكامل مصادر الطاقة المتجددة.
جاء ذلك خلال أعمال «القمة العالمية للذكاء الصناعي» في نسختها الثانية المنعقدة في «مركز الملك عبد العزيز الدولي للمؤتمرات» بمدينة الرياض خلال الفترة من 13 – 15 سبتمبر الحالي.
ووقّع الاتفاقية الرئيس التنفيذي لـ«المركز الوطني للذكاء الاصطناعي (NCAI) » الدكتور ماجد التويجري، والرئيس التنفيذي لشركة «سيمنز السعودية» أحمد الهوساوي، بحضور مساعد الوزير لشؤون التطوير والتميز المهندس أحمد الزهراني.
وبموجب الاتفاقية؛ ستعمل شركة «سيمنز» مع «مركز الذكاء الاصطناعي للطاقة» في المملكة بشكل وثيق لتطوير حلول ذكاء صناعي قابلة للتطوير من شأنها أن تساعد في تحقيق فوائد اقتصادية واجتماعية وبيئية دائمة وتدعم تحقيق أهداف المملكة في أن تصبح رائدة في مجال الذكاء الصناعي.
وبهذه المناسبة؛ قال مساعد وزير الطاقة المهندس أحمد الزهراني: «هذه الاتفاقية تعدّ خطوة مهمة للاستفادة من الذكاء الاصطناعي لتطوير الحلول التقنية في قطاع الكهرباء والطاقة المتجددة بما يحقق مستهدفات المملكة الطموحة ضمن (رؤية 2030(».
من جهته؛ قال الدكتور ماجد التويجري: «(الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي - سدايا) تستهدف إنشاء اقتصاد يركز على البيانات بدعم من الذكاء الاصطناعي، ورسالتنا تتلخص في تعزيز قيمة البيانات من أجل تحقيق تطلعات (رؤية المملكة 2030)، وهذه الاتفاقية ستساعدنا في تحديد المجالات التي يمكن للمملكة من خلالها تطوير وتطبيق قدرات الذكاء الاصطناعي لدعم جهودنا للانضمام إلى رابطة النخبة العالمية للاقتصادات التي تعتمد على البيانات والذكاء الاصطناعي».
بدوره؛ أفاد الرئيس التنفيذي لشركة «سيمنز السعودية» بأن «هذه الاتفاقية ستدعم التحول الرقمي في المملكة لتكون واحدة من أكثر الدول تقدماً من الناحية التقنية»، معرباً عن تطلعه إلى «إنشاء حلول ذكاء اصطناعي مشتركة من خلال الاستفادة من معرفة وخبرة شركة (سيمنز) بالمجال الصناعي، وعبر بناء الكفاءات الوطنية في المجالات التي يركز عليها (مركز الذكاء الاصطناعي للطاقة)؛ بدءاً من قطاع الطاقة».


مقالات ذات صلة

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

شمال افريقيا «أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

نقلت سفينة «أمانة» السعودية، اليوم (الخميس)، نحو 1765 شخصاً ينتمون لـ32 دولة، إلى جدة، ضمن عمليات الإجلاء التي تقوم بها المملكة لمواطنيها ورعايا الدول الشقيقة والصديقة من السودان، إنفاذاً لتوجيهات القيادة. ووصل على متن السفينة، مساء اليوم، مواطن سعودي و1765 شخصاً من رعايا «مصر، والعراق، وتونس، وسوريا، والأردن، واليمن، وإريتريا، والصومال، وأفغانستان، وباكستان، وأفغانستان، وجزر القمر، ونيجيريا، وبنغلاديش، وسيريلانكا، والفلبين، وأذربيجان، وماليزيا، وكينيا، وتنزانيا، والولايات المتحدة، وتشيك، والبرازيل، والمملكة المتحدة، وفرنسا، وهولندا، والسويد، وكندا، والكاميرون، وسويسرا، والدنمارك، وألمانيا». و

«الشرق الأوسط» (جدة)
الخليج السعودية تطلق خدمة التأشيرة الإلكترونية في 7 دول

السعودية تطلق خدمة التأشيرة الإلكترونية في 7 دول

أطلقت السعودية خدمة التأشيرة الإلكترونية كمرحلة أولى في 7 دول من خلال إلغاء لاصق التأشيرة على جواز سفر المستفيد والتحول إلى التأشيرة الإلكترونية وقراءة بياناتها عبر رمز الاستجابة السريعة «QR». وذكرت وزارة الخارجية السعودية أن المبادرة الجديدة تأتي في إطار استكمال إجراءات أتمتة ورفع جودة الخدمات القنصلية المقدمة من الوزارة بتطوير آلية منح تأشيرات «العمل والإقامة والزيارة». وأشارت الخارجية السعودية إلى تفعيل هذا الإجراء باعتباره مرحلة أولى في عددٍ من بعثات المملكة في الدول التالية: «الإمارات والأردن ومصر وبنغلاديش والهند وإندونيسيا والفلبين».

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق «ملتقى النقد السينمائي» نظرة فاحصة على الأعمال السعودية

«ملتقى النقد السينمائي» نظرة فاحصة على الأعمال السعودية

تُنظم هيئة الأفلام السعودية، في مدينة الظهران، الجمعة، الجولة الثانية من ملتقى النقد السينمائي تحت شعار «السينما الوطنية»، بالشراكة مع مهرجان الأفلام السعودية ومركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء). ويأتي الملتقى في فضاءٍ واسع من الحوارات والتبادلات السينمائية؛ ليحل منصة عالمية تُعزز مفهوم النقد السينمائي بجميع أشكاله المختلفة بين النقاد والأكاديميين المتخصصين بالدراسات السينمائية، وصُناع الأفلام، والكُتَّاب، والفنانين، ومحبي السينما. وشدد المهندس عبد الله آل عياف، الرئيس التنفيذي للهيئة، على أهمية الملتقى في تسليط الضوء على مفهوم السينما الوطنية، والمفاهيم المرتبطة بها، في وقت تأخذ في

«الشرق الأوسط» (الظهران)
الاقتصاد مطارات السعودية تستقبل 11.5 مليون مسافر خلال رمضان والعيد

مطارات السعودية تستقبل 11.5 مليون مسافر خلال رمضان والعيد

تجاوز عدد المسافرين من مطارات السعودية وإليها منذ بداية شهر رمضان وحتى التاسع من شوال لهذا العام، 11.5 مليون مسافر، بزيادة تجاوزت 25% عن العام الماضي في نفس الفترة، وسط انسيابية ملحوظة وتكامل تشغيلي بين الجهات الحكومية والخاصة. وذكرت «هيئة الطيران المدني» أن العدد توزع على جميع مطارات السعودية عبر أكثر من 80 ألف رحلة و55 ناقلاً جوياً، حيث خدم مطار الملك عبد العزيز الدولي بجدة النسبة الأعلى من المسافرين بـ4,4 مليون، تلاه مطار الملك خالد الدولي في الرياض بـ3 ملايين، فيما خدم مطار الأمير محمد بن عبد العزيز الدولي بالمدينة المنورة قرابة المليون، بينما تم تجاوز هذا الرقم في شركة مطارات الدمام، وتوز

«الشرق الأوسط» (الرياض)
شمال افريقيا فيصل بن فرحان وغوتيريش يبحثان وقف التصعيد في السودان

فيصل بن فرحان وغوتيريش يبحثان وقف التصعيد في السودان

بحث الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، اليوم (الخميس)، الجهود المبذولة لوقف التصعيد العسكري بين الأطراف في السودان، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين السودانيين والمقيمين على أرضه. وأكد الأمير فيصل بن فرحان، خلال اتصال هاتفي أجراه بغوتيريش، على استمرار السعودية في مساعيها الحميدة بالعمل على إجلاء رعايا الدول التي تقدمت بطلب مساعدة بشأن ذلك. واستعرض الجانبان أوجه التعاون بين السعودية والأمم المتحدة، كما ناقشا آخر المستجدات والتطورات الدولية، والجهود الحثيثة لتعزيز الأمن والسلم الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

«مؤتمر الأطراف الـ16» في الرياض يضع أسساً لمواجهة التصحر والجفاف عالمياً

استطاع «كوب 16 - الرياض» تأسيس مسارات عالمية جديدة لمكافحة التصحر والجفاف (الشرق الأوسط)
استطاع «كوب 16 - الرياض» تأسيس مسارات عالمية جديدة لمكافحة التصحر والجفاف (الشرق الأوسط)
TT

«مؤتمر الأطراف الـ16» في الرياض يضع أسساً لمواجهة التصحر والجفاف عالمياً

استطاع «كوب 16 - الرياض» تأسيس مسارات عالمية جديدة لمكافحة التصحر والجفاف (الشرق الأوسط)
استطاع «كوب 16 - الرياض» تأسيس مسارات عالمية جديدة لمكافحة التصحر والجفاف (الشرق الأوسط)

بعد أسبوعين من المباحثات المكثفة، وضع «مؤتمر الأطراف السادس عشر (كوب 16)» لـ«اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر» الذي يعدّ الأكبر والأوسع في تاريخ المنظمة واختتم أعماله مؤخراً بالعاصمة السعودية الرياض، أسساً جديدة لمواجهة التصحر والجفاف عالمياً، حيث شهد المؤتمر تقدماً ملحوظاً نحو تأسيس نظام عالمي لمكافحة الجفاف، مع التزام الدول الأعضاء باستكمال هذه الجهود في «مؤتمر الأطراف السابع عشر»، المقرر عقده في منغوليا عام 2026.

وخلال المؤتمر، أُعلن عن تعهدات مالية تجاوزت 12 مليار دولار لمكافحة التصحر وتدهور الأراضي والجفاف، مع التركيز على دعم الدول الأشد تضرراً، كما شملت المخرجات الرئيسية إنشاء تجمع للشعوب الأصلية وآخر للمجتمعات المحلية، إلى جانب إطلاق عدد من المبادرات الدولية الهادفة إلى تعزيز الاستدامة البيئية.

وشهدت الدورة السادسة عشرة لـ«مؤتمر الأطراف» مشاركة نحو 200 دولة من جميع أنحاء العالم، التزمت كلها بإعطاء الأولوية لإعادة إصلاح الأراضي وتعزيز القدرة على مواجهة الجفاف في السياسات الوطنية والتعاون الدولي، بوصف ذلك استراتيجية أساسية لتحقيق الأمن الغذائي والتكيف مع تغير المناخ.

ووفق تقرير للمؤتمر، فإنه جرى الاتفاق على «مواصلة دعم واجهة العلوم والسياسات التابعة لـ(اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر) من أجل تعزيز عمليات اتخاذ القرار، بالإضافة إلى تشجيع مشاركة القطاع الخاص من خلال مبادرة (أعمال تجارية من أجل الأرض)».

ويُعدّ «مؤتمر الأطراف السادس عشر» أكبر وأوسع مؤتمر لـ«اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر» حتى الآن، حيث استقطب أكثر من 20 ألف مشارك من مختلف أنحاء العالم، بمن فيهم نحو 3500 ممثل عن منظمات المجتمع المدني. كما شهد المؤتمر أكثر من 600 فعالية ضمن إطار أول أجندة عمل تهدف إلى إشراك الجهات غير الحكومية في أعمال الاتفاقية.

استدامة البيئة

وقدم «مؤتمر الأطراف السادس عشر» خلال أعماله «رسالة أمل واضحة، تدعو إلى مواصلة العمل المشترك لتحقيق الاستدامة البيئية». وأكد وزير البيئة السعودي، عبد الرحمن الفضلي، أن «الاجتماع قد شكّل نقطة فارقة في تعزيز الوعي الدولي بالحاجة الملحة لتسريع جهود إعادة إصلاح الأراضي وزيادة القدرة على مواجهة الجفاف». وأضاف: «تأتي استضافة المملكة هذا المؤتمر المهم امتداداً لاهتمامها بقضايا البيئة والتنمية المستدامة، وتأكيداً على التزامها المستمر مع الأطراف كافة من أجل المحافظة على النظم البيئية، وتعزيز التعاون الدولي لمكافحة التصحر وتدهور الأراضي، والتصدي للجفاف. ونأمل أن تسهم مخرجات هذه الدورة في إحداث نقلة نوعية تعزز الجهود المبذولة للمحافظة على الأراضي والحد من تدهورها، وبناء القدرات لمواجهة الجفاف، والإسهام في رفاهية المجتمعات في مختلف أنحاء العالم».

التزامات مالية تاريخية لمكافحة التصحر والجفاف

وتطلبت التحديات البيئية الراهنة استثمارات ضخمة، حيث قدرت «اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر» الحاجة إلى 2.6 تريليون دولار بحلول عام 2030 لإصلاح أكثر من مليار هكتار من الأراضي المتدهورة. ومن بين أبرز التعهدات المالية خلال المؤتمر «شراكة الرياض العالمية لمواجهة الجفاف» حيث جرى تخصيص 12.15 مليار دولار لدعم 80 دولة من الأشد ضعفاً حول العالم، و«مبادرة الجدار الأخضر العظيم»، حيث تلقت دعماً مالياً بقيمة 11 مليون يورو من إيطاليا، و3.6 مليون يورو من النمسا، لتعزيز جهود استصلاح الأراضي في منطقة الساحل الأفريقي، وكذلك «رؤية المحاصيل والتربة المتكيفة» عبر استثمارات بقيمة 70 مليون دولار لدعم أنظمة غذائية مستدامة ومقاومة للتغير المناخي.

وأكدت نائبة الأمين العام للأمم المتحدة، أمينة محمد: «عملنا لا ينتهي مع اختتام (مؤتمر الأطراف السادس عشر). علينا أن نستمر في معالجة التحديات المناخية؛ وهذه دعوة مفتوحة للجميع لتبني قيم الشمولية، والابتكار، والصمود. كما يجب إدراج أصوات الشباب والشعوب الأصلية في صلب هذه الحوارات، فحكمتهم وإبداعهم ورؤيتهم تشكل أسساً لا غنى عنها لبناء مستقبل مستدام، مليء بالأمل المتجدد للأجيال المقبلة».

مبادرات سعودية

لأول مرة، يُعقد «مؤتمر الأطراف» في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مما أتاح فرصة لتسليط الضوء على التحديات البيئية الخاصة بالمنطقة. وضمن جهودها القيادية، أعلنت السعودية عن إطلاق 5 مشروعات بيئية بقيمة 60 مليون دولار ضمن إطار «مبادرة السعودية الخضراء»، وإطلاق مرصد دولي لمواجهة الجفاف، يعتمد على الذكاء الاصطناعي؛ لتقييم وتحسين قدرات الدول على مواجهة موجات الجفاف، ومبادرة لرصد العواصف الرملية والترابية، لدعم الجهود الإقليمية بالتعاون مع «المنظمة العالمية للأرصاد الجوية».

دعم الشعوب الأصلية والشباب

وفي خطوة تاريخية، أنشأ «مؤتمر (كوب 16) الرياض» تجمعاً للشعوب الأصلية والمجتمعات المحلية لضمان تمثيلهم في صنع القرار بشأن إدارة الأراضي والجفاف. وفي هذا السياق، قال أوليفر تيستر، ممثل الشعوب الأصلية: «حققنا لحظة فارقة في مسار التاريخ، ونحن واثقون بأن أصواتنا ستكون مسموعة»، كما شهد المؤتمر أكبر مشاركة شبابية على الإطلاق، دعماً لـ«استراتيجية مشاركة الشباب»، التي تهدف إلى تمكينهم من قيادة المبادرات المناخية.

تحديات المستقبل... من الرياض إلى منغوليا

ومع اقتراب «مؤتمر الأطراف السابع عشر» في منغوليا عام 2026، أقرّت الدول بـ«ضرورة إدارة المراعي بشكل مستدام وإصلاحها؛ لأنها تغطي نصف الأراضي عالمياً، وتعدّ أساسية للأمن الغذائي والتوازن البيئي». وأكد الأمين التنفيذي لـ«اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر»، إبراهيم ثياو: «ناقشنا وعاينّا الحلول التي باتت في متناول أيدينا. الخطوات التي اتخذناها اليوم ستحدد ليس فقط مستقبل كوكبنا؛ بل أيضاً حياة وسبل عيش وفرص أولئك الذين يعتمدون عليه». كما أضاف أن هناك «تحولاً كبيراً في النهج العالمي تجاه قضايا الأرض والجفاف»، مبرزاً «التحديات المترابطة مع قضايا عالمية أوسع مثل تغير المناخ، وفقدان التنوع البيولوجي، والأمن الغذائي، والهجرة القسرية، والاستقرار العالمي»