النظام السوري يحتفظ بسجناء أنهوا محكوميتهم في سجن حمص المركزي.. ومتشددون فيه يطالبون بـ«داعش»

عبد الرحمن: المعتقلون داخل الأفرع الأمنية يموتون في كل لحظة

النظام السوري يحتفظ بسجناء أنهوا محكوميتهم في سجن حمص المركزي.. ومتشددون فيه يطالبون بـ«داعش»
TT

النظام السوري يحتفظ بسجناء أنهوا محكوميتهم في سجن حمص المركزي.. ومتشددون فيه يطالبون بـ«داعش»

النظام السوري يحتفظ بسجناء أنهوا محكوميتهم في سجن حمص المركزي.. ومتشددون فيه يطالبون بـ«داعش»

أعادت تظاهرة السجناء في سجن حمص المركزي أمس، فتح النقاش في سوريا مجددًا حول قضية السجناء الذين لا يزالون قيد الاعتقال رغم انتهاء محكوميتهم، وكذلك قضية المعتقلين في الأفرع الأمنية من دون تحويلهم إلى القضاء، إضافة إلى توثيق اختفاء 20 ألف مفقود داخل المعتقلات السورية، لا يعرف عنهم أي خبر، إلى جانب اعتقال 200 ألف آخرين، وفق تصريح مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبد الرحمن لـ«الشرق الأوسط».
هذا، ولقد خرجت تظاهرة في سجن حمص المركزي أمس، طالب فيها المتظاهرون بتنظيم «داعش» وزعيمه «أبو بكر البغدادي»، إذ أظهر الشريط السجناء داخل السجن وهم يهتفون: «الشعب يريد الدولة الإسلامية»، كما نادى السجناء المتظاهرون بشعار: «الجيش السوري حرامي». وحسب كلام عبد الرحمن فإن منفذي التظاهرة، هم من المحكومين المتشدّدين في السجن، و«خرجوا بهذه التظاهرة بعدما عرفوا أن التنظيم المتشدد تقدم إلى منطقة تدمر في شرق حمص»، وتابع مدير «المرصد» أن السجن يخلو حاليًا من الناشطين المدنيين والمعتقلين على خلفية المشاركة في الاحتجاجات المدنية «لأن جميع هؤلاء موجودون في المعتقلات والأفرع الأمنية، ولم يحالوا إلى القضاء السوري بعد، كما لم تصدر بحقهم أحكام تلزم السلطات على نقلهم إلى السجون».
«المرصد» كان قد أكد في تقارير سابقة، أن عشرات السجناء والمعتقلين في سجن حمص المركزي، انتهت فترة محكومياتهم، علمًا أن بعضهم ممن حكم عليهم بالسجن مدى الحياة على خلفية خروجهم في مظاهرات قبل نحو 3 سنوات. كذلك يضم السجن قسمًا من السجناء الجنائيين ممن انقضت فترة محكومياتهم في عام 2011، ولم يُخلَ سبيلهم من قبل سلطات النظام بحجة ضياع ملفاتهم. وأعلن السجناء والمعتقلون المُضربون عن الطعام وقتها، أنهم مستمرون في إضرابهم بسبب سوء معاملة سلطات السجن للسجناء والمعتقلين، وقلة الغذاء والدواء وبسبب رفض طلبات إخلاء السبيل، وإلى أن يأتي وزير المصالحة الوطنية في حكومة النظام علي حيدر ويلبّي مطالبهم.
وما يجدر ذكره أن السجن لا يُعد فرعًا من فروع المخابرات السورية، كون السجناء معروفة ملفاتهم، وصادرة بحقهم أحكام قضائية، لكن الاستمرار بالسجن «يعود إلى مخاوف النظام من ثورة هؤلاء على النظام، أو خروجهم مرة أخرى ضد النظام»، بحسب عبد الرحمن، مشيرًا إلى أن قضية المعتقلين في أنحاء سوريا «أكثر تعقيدًا، في ظل وجود ما يزيد عن 200 ألف معتقل، بينهم 20 ألف معتقل في عداد المفقودين، ولا يعترف النظام بهم». وقال إن استمرار احتجاز المعتقلين المتهمين بالخروج على النظام، والثورة ضده، والاستمرار بإيداعهم في الفروع الأمنية «هو مشكلة تتضاعف يوميًا».
وراهنًا، كما تشير مصادر معارضة، هناك 30 ألف معتقل فقط، من أصل أكثر من 150 ألف معتقل، أحيلوا إلى محكمة الإرهاب خلال خمس سنوات، وثمة نحو عشرين ألفًا محالين للمحاكم الميدانية العسكرية، بينما يقبع أكثر من 100 ألف معتقل في المعتقلات والأفرع الأمنية، من دون محاكمتهم، علمًا أن النظام السوري لم يسمح للصليب الأحمر ولا لسائر المنظمات الدولية بالدخول إلى المعتقلات التابعة للأفرع الأمنية.
وشرح عبد الرحمن في تصريحه لـ«الشرق الأوسط» أن المعتقلين داخل الفروع الأمنية «يموتون في كل لحظة، ويتعرّضون للتعذيب والخوف والألم بما يتخطى (الشهداء) الذين يقتلون خارج السجون... ونحن نتحدث يوميًا عن معاناتهم، وعن الذين (يستشهدون) تحت التعذيب، وتدعى عائلته لتسلم جثته من دون الحصول على شهادة وفاة له».



الجيش الأميركي يتبنى قصف 15 هدفاً حوثياً

غارات أميركية استهدفت معسكراً للحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
غارات أميركية استهدفت معسكراً للحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

الجيش الأميركي يتبنى قصف 15 هدفاً حوثياً

غارات أميركية استهدفت معسكراً للحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
غارات أميركية استهدفت معسكراً للحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

غداة سلسلة من الغارات التي ضربت مواقع في صنعاء وثلاث محافظات يمنية خاضعة للجماعة الحوثية المدعومة من إيران، الجمعة، أعلن الجيش الأميركي تبني هذه الضربات، التي قال إنها طالت 15 هدفاً للجماعة، في سياق الحد من قدراتها الهجومية ضد السفن.

وتشن واشنطن ضربات على الأرض منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي، ضد الجماعة الحوثية، وشاركتها بريطانيا في 4 مرات على الأقل، رداً على الهجمات التي تنفذها الجماعة ضد السفن في البحرين الأحمر والعربي.

وأوضحت القيادة المركزية الأميركية في بيان على منصة «إكس»، أن قواتها نفذت ضربات على 15 هدفاً حوثياً في المناطق الخاضعة لسيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

وشملت هذه الأهداف -بحسب البيان- قدرات عسكرية هجومية للحوثيين، إذ اتخذت هذه الإجراءات (الضربات) لحماية حرية الملاحة وجعل المياه الدولية أكثر أمناً وأماناً للسفن الأميركية وقوات التحالف والسفن التجارية.

وكانت الجماعة الحوثية أقرت، الجمعة، بسلسلة من الغارات وصفتها بـ«الأميركية - البريطانية»، وقالت إنها استهدفت «معسكر الصيانة» في صنعاء، وموقعاً في جنوبي ذمار، ومواقع في مديرية مكيراس التابعة لمحافظة البيضاء، فضلاً عن ضربات استهدفت مواقع عسكرية في مدينة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، ومناطق المطار والجبانة والكثيب.

ولم يشر الحوثيون إلى حجم خسائرهم جراء هذه الضربات التي استهدفت مواقع سبق استهدافها خلال الأشهر الماضية، في حين رجح مراقبون أن الغارات استبقت هجمات كانت تعد لها الجماعة ضد السفن.

وتشن الجماعة هجماتها ضد السفن منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة، إذ تدعي محاولة منع ملاحة السفن المرتبطة بإسرائيل بغض النظر عن جنسيتها إلى جانب السفن الأميركية والبريطانية.

دخان يتصاعد في صنعاء بعد ضربات أميركية استهدفت مواقع حوثية (أ.ف.ب)

وأطلقت واشنطن، في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ما سمّته «تحالف حارس الازدهار»؛ لحماية الملاحة البحرية، قبل أن تبدأ ضرباتها الجوية على الأرض في 12 يناير الماضي، بمشاركة بريطانيا.

وتلقّت الجماعة الحوثية نحو 720 غارة غربية في مناطق يمنية عدة خاضعة لها، بما فيها صنعاء، لكن أكثر الضربات تركّزت على المناطق الساحلية في محافظة الحديدة الساحلية، وأدت، في مجملها، إلى مقتل أكثر من 60 عنصراً.

ضربات غير مجدية

تقول الحكومة اليمنية إن الضربات الغربية ضد الجماعة الحوثية غير مجدية، وإن الحل الأنجع هو دعم القوات الشرعية لاستعادة الحديدة وموانئها وصولاً إلى إنهاء الانقلاب الحوثي واستعادة العاصمة المختطفة صنعاء.

ووجدت الجماعة المدعومة من إيران في الحرب الإسرائيلية على غزة فرصة للهروب من استحقاقات السلام مع الحكومة اليمنية، إذ كان الطرفان وافقا أواخر العام الماضي على خريطة سلام توسطت فيها السعودية وعمان، قبل أن تنخرط الجماعة في هجماتها ضد السفن وتعلن انحيازها إلى المحور الإيراني.

عناصر حوثيون في صنعاء متضامنون مع «حزب الله» اللبناني (أ.ف.ب)

وبخلاف ما تزعمه الجماعة الحوثية من مساندة للفلسطينيين، ترى الحكومة اليمنية أن الجماعة تزايد بالقضية الفلسطينية في مسعى لتبييض جرائمها بحق اليمنيين خلال العشر سنوات الماضية مستغلة العاطفة الشعبية.

وأقر عبد الملك الحوثي في خطاب حديث بأن جماعته نجحت خلال أشهر التصعيد البحري من تجنيد وتعبئة نحو 500 ألف شخص، وسط مخاوف في الشارع اليمني من استغلال هذه التعبئة الواسعة لمهاجمة المناطق المحررة الخاضعة للحكومة اليمنية.

وتبنت الجماعة الحوثية إطلاق المئات من الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل خلال الأشهر العشرة الماضية، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي باستثناء مسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها في شقة بتل أبيب في 19 يونيو (حزيران) الماضي.

واستدعت الهجمات الحوثية إسرائيل للرد في 20 يوليو (تموز) الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكررت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، على مستودعات الوقود في ميناءي الحديدة ورأس عيسى، كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة إضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

صورة وزعها الحوثيون لاستهداف ناقلة نفط بريطانية في البحر الأحمر بزورق مسيّر (إ.ب.أ)

ومِن بين نحو 188 سفينة تبنّت الجماعة مهاجمتها، أدى هجوم، في 18 فبراير (شباط) الماضي، إلى غرق السفينة البريطانية «روبيمار» في البحر الأحمر، قبل غرق السفينة اليونانية «توتور»، التي استهدفتها الجماعة في 12 يونيو الماضي.

كما أدى هجوم صاروخي حوثي، في 6 مارس (آذار) الماضي، إلى مقتل 3 بحّارة، وإصابة 4 آخرين، بعد أن استهدف سفينة «ترو كونفيدنس» الليبيرية في خليج عدن.

وإلى جانب الإصابات، التي لحقت عدداً من السفن، لا تزال الجماعة تحتجز السفينة «غالاكسي ليدر»، التي قرصنتها في 19 نوفمبر الماضي، واقتادتها مع طاقمها إلى ميناء الصليف، شمال الحديدة، وحوّلتها مزاراً لأتباعها.