إثيوبيا: ترحيب دولي بإعلان «تيغراي» استعدادها الدخول في محادثات سلام

رجل يرتدي قميصاً بألوان علم إثيوبيا في أديس أبابا يوم 11 سبتمبر، وهو يوم عطلة بمناسبة السنة الإثيوبية الجديدة (أ.ف.ب)
رجل يرتدي قميصاً بألوان علم إثيوبيا في أديس أبابا يوم 11 سبتمبر، وهو يوم عطلة بمناسبة السنة الإثيوبية الجديدة (أ.ف.ب)
TT

إثيوبيا: ترحيب دولي بإعلان «تيغراي» استعدادها الدخول في محادثات سلام

رجل يرتدي قميصاً بألوان علم إثيوبيا في أديس أبابا يوم 11 سبتمبر، وهو يوم عطلة بمناسبة السنة الإثيوبية الجديدة (أ.ف.ب)
رجل يرتدي قميصاً بألوان علم إثيوبيا في أديس أبابا يوم 11 سبتمبر، وهو يوم عطلة بمناسبة السنة الإثيوبية الجديدة (أ.ف.ب)

قُوبل إعلان «الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي» الإثيوبية، التي تقاتل الحكومة المركزية، استعدادها لوقف إطلاق النار وبدء محادثات سلام، بترحيب دولي واسع، واعتبره الاتحاد الأفريقي «فرصة فريدة» للسلام، فيما دعت الأمم المتحدة الطرفين إلى «الالتزام بوقف فوري للأعمال العدائية».
وتخوض قوات إقليم تيغراي حرباً مع حكومة أديس أبابا، منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2020؛ حيث تتهم قوات الإقليم رئيس الوزراء آبي أحمد بتركيز السلطة في العاصمة على حساب الأقاليم، وهو ما نفاه آبي. فيما يتهم آبي قوات تيغراي - بقيادة «الجبهة الشعبية»، التي كانت في وقت من الأوقات القوة المهيمنة على الساحة السياسية في إثيوبيا - بمحاولة استعادة السلطة، وهو ما نفته أيضاً. وبعد أن تجدد القتال هناك الشهر الماضي، كاسراً هدنة استمرت 5 أشهر، قالت القوات في منطقة تيغراي إنها «مستعدة لوقف إطلاق النار والقبول بعملية سلام يقودها الاتحاد الأفريقي»، مضيفة في بيان: «نحن مستعدون للالتزام بوقف فوري للأعمال القتالية يتفق عليه الجانبان».
وجاء في البيان أن تيغراي شكلت فريق تفاوض على استعداد للعمل «دون تأخير».
وقال البيت الأبيض أمس إنه «يرحب» ببيان قوات إقليم تيغراي. وقالت كارين جان بيير المتحدثة باسم البيت الأبيض للصحافيين على متن طائرة الرئاسة الأميركية: «حان الوقت كي يوقف كل من الجانبين القتال والتحول إلى الحوار لحل خلافاتهما». وأضافت أن على إثيوبيا أن «تغتنم هذه اللحظة لإعطاء السلام فرصة» وأن «على إريتريا والآخرين البقاء خارج الصراع».
بدوره، قال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، في بيان، إن المنظمة الدولية مستعدة لدعم عملية السلام التي يقودها الاتحاد الأفريقي. وأضاف أن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش «يدعو الجانبين إلى انتهاز هذه الفرصة للسلام واتخاذ خطوات لإنهاء العنف نهائياً واختيار الحوار».
ووفق بيان قوات تيغراي، فإن «الخطوة التالية هي إتمام مفاوضات وقف إطلاق نار، وإجراء حوار سياسي شامل لحل القضايا الكامنة وراء الصراع الحالي»، مشيراً إلى أن «فريقه للتفاوض يضم جيتاشيو رضا، المتحدث باسم الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي، والجنرال تسادكان جبريتنساي».
من جهته، رحّب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي بإعلان متمردي تيغراي استعدادهم للانخراط في مفاوضات سلام مع أديس أبابا، معتبراً أن الخطوة تشكّل «فرصة فريدة» لوضع حد للنزاع الدائر منذ نحو سنتين في إثيوبيا. وحضّ رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موس فكي، في بيان، «الطرفين على العمل بصورة عاجلة من أجل التوصل إلى هدنة فورية والانخراط في محادثات مباشرة، في إطار عملية يقودها الاتحاد، تشمل الشركاء الدوليين المتفق عليهم». واعتبر وزير الدولة لشؤون السلام الإثيوبي، تاي دنديا، في تغريدة، أن موقف «جبهة تحرير شعب تيغراي» يشكل «تطوراً إيجابياً»، لكنّه شدد على وجوب «نزع سلاح ما يسمى قوات تيغراي قبل المضي قدماً في أي محادثات سلام».
وعلى مدار الأيام الماضية، توالت الضغوط الدولية على إثيوبيا من أجل الشروع في تهدئة للمواجهات.
وزار المبعوث الأميركي الجديد للقرن الأفريقي مايك هامر أديس أبابا، الأسبوع الماضي، بهدف إنهاء الصراع في إثيوبيا.


مقالات ذات صلة

ما مستقبل الخلاف بين متمردي «أوروميا» والحكومة الإثيوبية؟

العالم ما مستقبل الخلاف بين متمردي «أوروميا» والحكومة الإثيوبية؟

ما مستقبل الخلاف بين متمردي «أوروميا» والحكومة الإثيوبية؟

أثار عدم التوصل إلى اتفاق، بعد محادثات سلام أولية بين الحكومة المركزية الإثيوبية، ومتمردي إقليم «أوروميا»، تساؤلات حول مستقبل تلك المحادثات، واحتمالات نجاحها، وأسباب تعثرها من البداية. ورأى خبراء أن «التعثر كان متوقعاً؛ بسبب عمق الخلافات وتعقيدها»، في حين توقّعوا أن «تكون المراحل التالية شاقة وصعبة»، لكنهم لم يستبعدوا التوصل إلى اتفاق. وانتهت الجولة الأولى من المحادثات التمهيدية بين الطرفين، دون اتفاق، وفق ما أعلنه الطرفان، الأربعاء.

العالم رئيس الحكومة الإثيوبية يُعلن مقتل عضو بارز في الحزب الحاكم

رئيس الحكومة الإثيوبية يُعلن مقتل عضو بارز في الحزب الحاكم

أعلن رئيس الحكومة الإثيوبية آبي أحمد اليوم (الخميس) مقتل مسؤول الحزب الحاكم في منطقة أمهرة الواقعة في شمال البلاد. وقال آبي أحمد عبر «فيسبوك»، إنّ «أولئك الذين لم يتمكّنوا من كسب الأفكار بالأفكار، أخذوا روح شقيقنا جيرما يشيتيلا». واتهم أحمد، وفقا لما نقلته وكالة «الصحافة الفرنسية»، «متطرّفين يتسمون بالعنف» بالوقوف وراء هذا العمل الذي وصفه بـ«المخزي والمروّع».

«الشرق الأوسط» (أديس أبابا)
العالم محادثات سلام «غير مسبوقة» بين حكومة إثيوبيا ومتمردي «أورومو»

محادثات سلام «غير مسبوقة» بين حكومة إثيوبيا ومتمردي «أورومو»

تنطلق في تنزانيا، الثلاثاء، محادثات سلام غير مسبوقة بين الحكومة الفيدرالية الإثيوبية ومتمردي إقليم أوروميا، ممثلين في «جبهة تحرير أورومو» التي تخوض معارك مع القوات الحكومية بشكل متقطع منذ عقود. وتسعى أديس أبابا لإبرام اتفاق سلام دائم مع متمردي الإقليم، الذي يشغل معظم مناطق وسط البلاد، ويضم مجموعة من الفصائل المسلحة التابعة لقومية الأورومو، على غرار ما حدث في «تيغراي» شمالاً، قبل 5 أشهر، خشية دخول البلاد في حرب جديدة مع تصاعد التوتر بين الجانبين. وأعلن رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، الذي زار مدينة نكيمتي بالإقليم مؤخراً، أن «جولة مفاوضات ستبدأ معهم (جيش تحرير أورومو) الثلاثاء في تنزانيا»، في أ

محمد عبده حسنين (القاهرة)
شمال افريقيا هل تستغل إثيوبيا اضطرابات السودان لحسم «الخلاف الحدودي»؟

هل تستغل إثيوبيا اضطرابات السودان لحسم «الخلاف الحدودي»؟

عاد الخلاف الحدودي بين إثيوبيا والسودان، بشأن منطقة «الفشقة»، إلى الواجهة، بعد أنباء سودانية عن نشاط «غير اعتيادي» للقوات الإثيوبية ومعسكراتها، في المنطقة المتنازع عليها، منذ بداية الاضطرابات الأخيرة في السودان.

محمد عبده حسنين (القاهرة)
أفريقيا إثيوبيا: متمردو تيغراي يُظهرون «جدية» في تنفيذ اتفاق السلام

إثيوبيا: متمردو تيغراي يُظهرون «جدية» في تنفيذ اتفاق السلام

أظهر متمردو إقليم «تيغراي» شمال إثيوبيا، «جدية» في تنفيذ اتفاق السلام، الموقَّع قبل نحو 5 أشهر، مع الحكومة الفيدرالية بأديس أبابا، وذلك بتسليمهم مزيداً الأسلحة، ضمن عملية نزع سلاح الإقليم ودمج مقاتليه في الجيش الوطني. وحسب نائب مفوض «إعادة التأهيل الوطني»، العميد ديريبي ميكوريا، اليوم (الخميس)، فإن «الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي سلمت الدفعة الأولى من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة المتنوعة التي تم جمعها حول منطقة دينقولات في إقليم تيغراي». وأنهى اتفاق السلام، الموقّع في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، حرباً عنيفة استمرت عامين، راح ضحيتها الآلاف، حسب منظمات دولية.

محمد عبده حسنين (القاهرة)

14 قتيلاً على الأقل جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
TT

14 قتيلاً على الأقل جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)

سقط ما لا يقل عن 14 قتيلاً في أرخبيل مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي الذي ضربه السبت إعصار شيدو القوي جداً، على ما أظهرت حصيلة مؤقتة حصلت عليها «وكالة الصحافة الفرنسية» اليوم (الأحد) من مصدر أمني.

صور التقطتها الأقمار الصناعية للمعهد التعاوني لأبحاث الغلاف الجوي (CIRA) في جامعة ولاية كولورادو ترصد الإعصار شيدو فوق مايوت غرب مدغشقر وشرق موزمبيق (أ.ف.ب)

وقال عبد الواحد سومايلا، رئيس بلدية مامودزو، كبرى مدن الأرخبيل، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، إن 9 أشخاص أصيبوا بجروح خطرة جداً، ونقلوا إلى مركز مايوت الاستشفائي، في حين أن 246 إصابتهم متوسطة.

الأضرار التي سبَّبها الإعصار شيدو في إقليم مايوت الفرنسي (رويترز)

وترافق الإعصار مع رياح زادت سرعتها على 220 كيلومتراً في الساعة. وكان شيدو الإعصار الأعنف الذي يضرب مايوت منذ أكثر من 90 عاماً؛ حسب مصلحة الأرصاد الجوية الفرنسية (فرنس- ميتيو).

آثار الدمار التي خلفها الإعصار (أ.ف.ب)

وضربت رياح عاتية جداً الأرخبيل، ما أدى إلى اقتلاع أعمدة كهرباء وأشجار وأسقف منازل. ويقيم ثلث سكان الأرخبيل في مساكن هشة.