مصر تعرض نسخة من «حجر رشيد» للمرة الأولى

في ظل مطالبات باستعادة «الأصل» من بريطانيا

نسخة طبق الأصل من حجر رشيد تعرض في متحف الحضارة (وزارة السياحة والآثار)
نسخة طبق الأصل من حجر رشيد تعرض في متحف الحضارة (وزارة السياحة والآثار)
TT

مصر تعرض نسخة من «حجر رشيد» للمرة الأولى

نسخة طبق الأصل من حجر رشيد تعرض في متحف الحضارة (وزارة السياحة والآثار)
نسخة طبق الأصل من حجر رشيد تعرض في متحف الحضارة (وزارة السياحة والآثار)

في إطار احتفال مصر بمرور 200 عام على فك رموز الكتابة المصرية القديمة، ونشأة علم المصريات، يعرض متحف «الحضارة» بمنطقة الفسطاط بالقاهرة، للمرة «الأولى» نسخة طبق الأصل من حجر رشيد، الذي كان أحد المفاتيح الرئيسية لفك رموز الكتابة المصرية القديمة. يأتي ذلك في الوقت الذي يستعد فيه الدكتور زاهي حواس، وزير الآثار الأسبق، لإطلاق «حملة شعبية» للمطالبة باسترداد الحجر الأصلي من بريطانيا مع مجموعة من القطع الأثرية الأخرى.
وقال الدكتور ميسرة عبد الله، نائب رئيس هيئة متحف الحضارة للشؤون الأثرية، في بيان صحافي الاثنين، إن «المتحف يعرض حالياً ولأول مرة نسخة طبق الأصل من حجر رشيد، لإتاحة الفرصة لزائري المتحف التعرف على قصة اكتشافه، والقيمة الأثرية والتاريخية له، كأحد المفاتيح الرئيسية التي ساعدت على فك رموز اللغة المصرية القديمة ونشأة علم الآثار المصرية».
يأتي عرض نسخة من الحجر ضمن مجموعة من الفعاليات بدأت مصر تنظيمها مؤخراً، لإحياء ذكرى مرور 200 سنة على فك رموز اللغة المصرية القديمة، التي توافق 27 سبتمبر (أيلول) الجاري، التي تتضمن أيضاً عدداً من الأنشطة في المتاحف، من بينها فعاليات تراثية وثقافية وتعليمية داخل «متحف الحضارة»، تحت عنوان «حكايات وأسرار»، تهدف إلى «إبراز عظمة الحضارة المصرية القديمة وما تتمتع به من مميزات وسمات جعلتها من أهم حضارات العالم وأعظمها» بحسب عبد الله.
ويعود تاريخ اكتشاف حجر رشيد إلى يوليو (تموز) 1799، حين عثر عليه أحد ضباط الحملة الفرنسية بمدينة رشيد، وكان جزءاً من لوح حجري أكبر حجماً، عثر عليه مكسوراً، وغير مكتمل. وبعد خروج الحملة الفرنسية بقيادة نابليون بونابرت من مصر، انتقلت ملكية الحجر، ومجموعة أخرى من الآثار التي عثر عليها الفرنسيون، إلى بريطانيا، بموجب شروط معاهدة الإسكندرية عام 1801، التي تنص في الفقرة 14 منها على «تنازل فرنسا عن الحجر وجميع القطع الأثرية التي اكتشفتها في مصر لصالح بريطانيا»، ليصبح الحجر جزءاً من معروضات المتحف البريطاني بلندن منذ عام 1802. وعن طريق الكتابات المختلفة الموجودة على الحجر استطاع عالم الآثار الفرنسي جان فرنسوا شامبليون في 27 سبتمبر (أيلول) 1822، فك رموز اللغة المصرية القديمة وقراءة العلامات المصرية القديمة قراءة صحيحة، وهو ما مهد لنشأة علم المصريات.
بدوره، يستعد عالم المصريات ووزير الآثار الأسبـق، زاهي حواس، لإطلاق حملة شعبية لاستعادة حجر رشيد، وقال في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إنه «يعتزم الدعوة إلى حملة توقيعات شعبية تضم مثقفين وآثاريين، وشخصيات عامة، يوقعون على عريضة للمطالبة باسترداد آثار مصرية خرجت دون وجه حق، ومن بينها حجر رشيد». مضيفاً أن «هناك صحوة في الضمير العالمي وعلينا الاستفادة منها لاستعادة آثارنا من المتاحف العالمية». موضحاً أن «الحملة ستشمل إلى جانب حجر رشيد، كلا من رأس نفرتيتي من متحف برلين، والقبة السماوية بمتحف اللوفر».
وهذه ليست المرة الأولى التي يطالب فيها حواس باستعادة الآثار المصرية «الفريدة» من الخارج، فقد سبق أن وجه دعوة مماثلة، وبحسب تصريحات سابقة له، فإنه قد وجه خطاباً رسمياً بتاريخ 2 يناير (كانون الثاني) 2010، وكان وقتها أميناً عاماً للمجلس الأعلى للآثار، إلى متحف برلين، طالب فيه باستعادة تمثال رأس نفرتيتي، وهو الطلب الذي قوبل بالرفض. وفي خطابه في عيد الآثاريين، عام 2010 أكد حواس مطالبته «باستعادة خمس قطع أثرية، تشمل تمثال نفرتيتي، وتمثالي باني الهرم الأكبر (حميو انو) من ألمانيا، وتمثال مهندس وباني الهرم الثاني (عنخ خاف) من أميركا، وحجر رشيد من بريطانيا، والقبة السماوية (الزودياك) من فرنسا».
بالتزامن مع حملة حواس دشن عالم المصريات الدكتور بسام الشماع، مؤخراً، حملة مماثلة على الإنترنت، يدعو خلالها المهتمين بتوجيه خطابات إلى المتحف البريطاني للمطالبة باسترداد حجر رشيد من المتحف البريطاني. تحت عنوان «أعيدوا إلينا حجر رشيد»، مطالباً بأن تطالب مصر «رسمياً» باسترداده.


مقالات ذات صلة

كوكتيلات مخدرة وطقوس سحرية: كشف أسرار أكواب المصريين القدماء

يوميات الشرق إناء شرب على شكل رأس بيس من واحة الفيوم في مصر يعود إلى العصر البطلمي - الروماني (القرن الرابع قبل الميلاد - القرن الثالث الميلادي)... (جامعة جنوب فلوريدا)

كوكتيلات مخدرة وطقوس سحرية: كشف أسرار أكواب المصريين القدماء

كشف الباحثون عن استخدام أكواب خاصة لتقديم مزيج من العقاقير المخدرة، والسوائل الجسدية، والكحول.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق مشهد من جامع بيبرس الخياط الأثري في القاهرة (وزارة السياحة والآثار المصرية)

بعد 5 قرون على إنشائه... تسجيل جامع بيبرس الخياط القاهري بقوائم الآثار الإسلامية

بعد مرور نحو 5 قرون على إنشائه، تحوَّل جامع بيبرس الخياط في القاهرة أثراً إسلامياً بموجب قرار وزاري أصدره وزير السياحة والآثار المصري شريف فتحي.

فتحية الدخاخني (القاهرة )
يوميات الشرق كلب ضال أمام هرم خوفو في منطقة أهرامات الجيزة (أ.ف.ب)

بفضل «أبولو»... «كلاب الأهرامات» تجذب السياح وتنشِّط المبيعات

مقطع مصور غير اعتيادي لكلب يتسلق الهرم يجذب الزوار والسائحين.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق طريقة بناء الأهرامات تُمثل لغزاً كبيراً (الشرق الأوسط)

فيديو مولد بالذكاء الاصطناعي يُجدد الجدل بشأن طريقة بناء الأهرامات المصرية

جدّد مقطع فيديو قصير مُولد بالذكاء الاصطناعي، يشرح طريقة بناء الأهرامات، الجدلَ بشأن نظريات تشييد هذه الآثار الضخمة.

عبد الفتاح فرج (القاهرة)
يوميات الشرق اكتشاف عدد من اللقى الأثرية والأدوات الشخصية للجنود (وزارة السياحة والآثار المصرية)

مصر: اكتشاف ثكنات عسكرية ومخازن أسلحة أثرية بالدلتا

أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية، الخميس، عن اكتشاف «ثكنات عسكرية ومخازن أسلحة» أثرية تعود لعصر الدولة الحديثة.

فتحية الدخاخني (القاهرة)

سلوفينية تبلغ 12 عاماً تُنقذ مشروعاً لإعادة «الزيز» إلى بريطانيا

أحدثت الفارق وغيَّرت النتيجة (صندوق استعادة الأنواع)
أحدثت الفارق وغيَّرت النتيجة (صندوق استعادة الأنواع)
TT

سلوفينية تبلغ 12 عاماً تُنقذ مشروعاً لإعادة «الزيز» إلى بريطانيا

أحدثت الفارق وغيَّرت النتيجة (صندوق استعادة الأنواع)
أحدثت الفارق وغيَّرت النتيجة (صندوق استعادة الأنواع)

عندما سافر علماء بيئة بريطانيون إلى سلوفينيا هذا الصيف على أمل التقاط ما يكفي من صراصير «الزيز» المغرِّدة لإعادة إدخال هذا النوع إلى غابة «نيو فورست» في بريطانيا، كانت تلك الحشرات صعبة المنال تطير بسرعة كبيرة على ارتفاع بين الأشجار. لكنَّ فتاة تبلغ 12 عاماً قدَّمت عرضاً لا يُفوَّت.

وذكرت «الغارديان» أنّ كريستينا كيندا، ابنة الموظّف في شركة «إير بي إن بي»؛ الموقع الذي يتيح للأشخاص تأجير واستئجار أماكن السكن، والذي وفَّر الإقامة لمدير مشروع «صندوق استعادة الأنواع» دوم برايس، ومسؤول الحفاظ على البيئة هولي ستانوورث، هذا الصيف؛ اقترحت أن تضع شِباكاً لالتقاط ما يكفي من صراصير «الزيز» لإعادتها إلى بريطانيا.

قالت: «سعيدة للمساعدة في هذا المشروع. أحبّ الطبيعة والحيوانات البرّية. الصراصير جزء من الصيف في سلوفينيا، وسيكون جيّداً أن أساعد في جَعْلها جزءاً من الصيف في إنجلترا أيضاً».

كان صرصار «نيو فورست» الأسود والبرتقالي هو النوع الوحيد من الصراصير الذي وُجِد في بريطانيا. في الصيف، يصدح الذكور بأغنية عالية النغمات لجذب الإناث التي تضع بيضها في الأشجار. وعندما يفقس الصغار، تسقط إلى أرض الغابة وتحفر في التربة، حيث تنمو ببطء تحت الأرض لمدّة 6 إلى 8 سنوات قبل ظهورها على شكل كائنات بالغة.

صرصار «نيو فورست» الأسود والبرتقالي (صندوق استعادة الأنواع)

اختفى هذا النوع من الحشرات من غابة «نيو فورست»، فبدأ «صندوق استعادة الأنواع» مشروعاً بقيمة 28 ألف جنيه إسترليني لإعادته.

نصَّت الخطة على جمع 5 ذكور و5 إناث من متنزه «إيدريا جيوبارك» في سلوفينيا بتصريح رسمي، وإدخالها في حضانة صراصير «الزيز» التي تضمّ نباتات محاطة في أوعية أنشأها موظّفو حديقة الحيوانات في متنزه «بولتون بارك» القريب من الغابة.

ورغم عدم تمكُّن برايس وستانوورث من التقاط صراصير «الزيز» البالغة، فقد عثرا على مئات أكوام الطين الصغيرة التي صنعها صغار «الزيز» وهي تخرج من الأرض بالقرب من مكان إقامتهما، وتوصّلا إلى أنه إذا كانا يستطيعان نصب خيمة شبكية على المنطقة قبل ظهور صراصير «الزيز» في العام المقبل، فيمكنهما إذن التقاط ما يكفي منها لإعادتها إلى بريطانيا. لكنهما أخفقا في ترك الشِّباك طوال فصل الشتاء؛ إذ كانت عرضة للتلف، كما أنهما لم يتمكنا من تحمُّل تكلفة رحلة إضافية إلى سلوفينيا.

لذلك، عرضت كريستينا، ابنة مضيفيهما كاتارينا وميتشا، تولّي مهمّة نصب الشِّباك في الربيع والتأكد من تأمينها. كما وافقت على مراقبة المنطقة خلال الشتاء لرصد أي علامات على النشاط.

قال برايس: «ممتنون لها ولعائلتها. قد يكون المشروع مستحيلاً لولا دعمهم الكبير. إذا نجحت هذه الطريقة، فيمكننا إعادة أحد الأنواع الخاصة في بريطانيا، وهو الصرصار الوحيد لدينا وأيقونة غابة (نيو فورست) التي يمكن للسكان والزوار الاستمتاع بها إلى الأبد».

يأمل الفريق جمع شحنته الثمينة من الصراصير الحية. الخطة هي أن تضع تلك البالغة بيضها على النباتات في الأوعية، بحيث يحفر الصغار في تربتها، ثم تُزرع النباتات والتربة في مواقع سرّية في غابة «نيو فورست»، وتُراقب، على أمل أن يظهر عدد كافٍ من النسل لإعادة إحياء هذا النوع من الحشرات.

سيستغرق الأمر 6 سنوات لمعرفة ما إذا كانت الصغار تعيش تحت الأرض لتصبح أول جيل جديد من صراصير «نيو فورست» في بريطانيا.