«الاجتماعي الديمقراطي» يفوز بانتخابات السويد

اليمين المتطرف حصد أكثر من 20% من الأصوات

الفرز النهائي للأصوات في ستوكهولم (رويترز)
الفرز النهائي للأصوات في ستوكهولم (رويترز)
TT

«الاجتماعي الديمقراطي» يفوز بانتخابات السويد

الفرز النهائي للأصوات في ستوكهولم (رويترز)
الفرز النهائي للأصوات في ستوكهولم (رويترز)

صدقت التوقعات بفوز الحزب الاجتماعي الديمقراطي في الانتخابات العامة السويدية التي أجريت الأحد الفائت، لكنها خابت كلّياً بالنسبة للنتيجة التي حققها اليمين المتطرف الذي حصد ما يزيد على 20 في المائة من الأصوات في واحدة من أكثر الدول الأوروبية اعتدالاً، متقدماً بفارق كبير على الحزب المحافظ، وموجهاً تحذيرات ورسائل مثيرة للقلق في الجوار الأوروبي المقبل على استحقاقات انتخابية، خصوصاً في إيطاليا، حيث بات اليمين المتطرف قريباً من الوصول إلى الحكم في انتخابات نهاية الأسبوع المقبل.
وحصل الحزب الاجتماعي الديمقراطي الذي تقوده رئيسة الوزراء الحالية ماغدالينا أندرسون على 30 في المائة من الأصوات، ما يضمن له نحو ثلث المقاعد في البرلمان، حيث بإمكانه أن يجدد الأغلبية بفضل التحالف مع الوسط والبيئيين واليسار الذي يدعم الحكومة الراهنة منذ خريف العام الفائت، لكن شرط ألا تحصل مفاجآت في نتائج فرز أصوات السويديين المقيمين في الخارج التي لن تظهر قبل نهاية الأسبوع الجاري، علماً بأن النتائج النهائية لأصوات الداخل لن تعطي التحالف الحاكم أغلبية تزيد على ثلاثة مقاعد حداً أقصى.
وتجدر الإشارة إلى أن حزب اليمين المتطرف «ديمقراطيو السويد» تشكّل من فلول النازيين الجدد، ودخل البرلمان للمرة الأولى عام 2010، ويقوم خطابه السياسي بشكل حصري تقريباً على رفض الهجرة التي يتهمها بأنها وراء ارتفاع معدلات الإجرام والاغتيالات في السويد.
وخلافاً لجميع الانتخابات العامة السابقة كان المحافظون والليبراليون والحزب الديمقراطي المسيحي يطمحون، في هذه الانتخابات، للوصول إلى الحكم بدعم مباشر، أو غير مباشر، من اليمين المتطرف الذي جاءت نتيجته وحده لتتجاوز ما حصلت عليه الأحزاب الثلاثة مجتمعة.
وكان اليمين المتطرف قد توصل إلى اتفاق مع المحافظين أواخر العام الماضي لطرح مشروع موازنة عامة بديل عن المشروع الذي قدمته الحكومة، ما شكّل رفعاً للحظر الذي كانت الأحزاب البرلمانية فرضته عليهم طوال عشر سنوات، رافضة أي تعاون معهم. ويجدر التذكير أن الأحزاب اليمينية لم تحكم في السويد سوى ثلاث مرات فقط منذ عام 1932.
وكانت السويد دخلت في مرحلة من الشلل السياسي غير المسبوق بعد انتخابات عام 2018 إلى أن تشكّلت حكومة ائتلافية بقيادة الحزب الاجتماعي الديمقراطي ومشاركة حزب الخضر والشيوعيين السابقين.
ويتيح النظام السويدي لرئيس الوزراء أن يشكّل حكومة من غير الحصول على أغلبية مطلقة في البرلمان، لكن شرط أن لا يصوّت ضده 175 من الأعضاء، ما يعطي حزب الوسط، وهو الحزب اليميني الوحيد الذي ما زال يرفض التعاون مع النازيين الجدد، دوراً أساسياً في تجديد ولاية رئيسة الوزراء الحالية. ويذكر أن جميع الأحزاب المحافظة كانت قد شددت طوال الحملة الانتخابية على ضرورة منع اليمين المتطرف من التأثير على الحكومة الجديدة؛ خصوصاً في ضوء المواجهة الحالية بين الاتحاد الأوروبي وروسيا والعلاقات التي تربط اليمين المتطرف السويدي بموسكو.
لكن الائتلاف الذي يدعم رئيسة الحكومة الحالية، وهي أول امرأة تصل إلى هذا المنصب في تاريخ السويد، والذي من المفترض أن يجدد لها دعمه في البرلمان، يعاني من خلافات حادة بين أطرافه على موضوعات عديدة، أبرزها انضمام السويد إلى الحلف الأطلسي الذي يعارضه الشيوعيون بشدة، كما يعارضون أي تجاوب مع الشروط التي فرضتها تركيا لرفع الفيتو على طلب الانضمام إلى الحلف العسكري الأطلسي.
ومن المنتظر في هذه الأجواء أن يستغرق تشكيل الحكومة السويدية الجديدة عدة أسابيع، وليس مستبعداً أن تتوصل الأحزاب البرلمانية إلى معادلة جديدة تقصي الحزب الاجتماعي الديمقراطي عن الرئاسة، وزعيمته ماغدالينا أندرسون التي تجمع الاستطلاعات على اعتبارها الشخصية الأكثر شعبية وتقديراً في البلاد. وتجدر الإشارة إلى أن الحزب الاجتماعي الديمقراطي السويدي يحمل رقماً قياسياً في أوروبا، إذ إنه فاز في جميع الانتخابات العامة التي أجريت في البلاد منذ عام 1914.


مقالات ذات صلة

25 حزباً موريتانياً تتنافس في انتخابات «توافقية» سابقة لأوانها

العالم 25 حزباً موريتانياً تتنافس في انتخابات «توافقية» سابقة لأوانها

25 حزباً موريتانياً تتنافس في انتخابات «توافقية» سابقة لأوانها

انطلقت فجر أمس، الحملة الانتخابية للاستحقاقات التشريعية والجهوية والمحلية، التي تنظم بشكل متزامن في موريتانيا يوم 13 مايو (أيار) المقبل، والتي يتنافسُ فيها 25 حزباً سياسياً ضمن أكثر من ألفي لائحة انتخابية، لنيل ثقة 1.7 مليون ناخب موريتاني. وكان من المفترض أن تنظم الانتخابات في شهر أغسطس (آب) المقبل، لكن تم تعجيلها إلى شهر مايو، بموجب اتفاق سياسي بين أحزاب الموالاة والمعارضة، تفادياً لتنظيمها في موسم الأمطار، حيث تنتشر الفيضانات والعواصف، ما يمنع الوصول إلى مناطق نائية من البلد، وهو ما تسبب في مشاكل كبيرة خلال الانتخابات السابقة (2018). وبموجب الاتفاق السياسي نفسه الذي أشرفت عليه وزارة الداخلية

الشيخ محمد (نواكشوط)
العالم 25 حزباً موريتانياً تتنافس في انتخابات «توافقية» مبكرة

25 حزباً موريتانياً تتنافس في انتخابات «توافقية» مبكرة

انطلقت فجر اليوم (الجمعة) الحملة الانتخابية للاستحقاقات التشريعية والجهوية والمحلية، التي تنظم بشكل متزامن في موريتانيا يوم 13 مايو (أيار) المقبل، والتي يتنافسُ فيها 25 حزباً سياسياً ضمن أكثر من ألفي لائحة انتخابية، لنيل ثقة 1.7 مليون ناخب موريتاني. وكان من المفترض أن تنظم الانتخابات في شهر أغسطس (آب) المقبل، لكن جرى تعجيلها إلى شهر مايو، بموجب اتفاق سياسي بين أحزاب الموالاة والمعارضة، تفادياً لتنظيمها في موسم الأمطار، حين تكثر الفيضانات والعواصف، ما يمنع الوصول إلى مناطق نائية من البلاد، وهو ما تسبب في مشكلات كبيرة خلال الانتخابات السابقة (2018). وبموجب الاتفاق السياسي نفسه الذي أشرفت عليه وز

الشيخ محمد (نواكشوط)
العالم «تجمع الأحرار» المغربي يفوز بمقعد نيابي في انتخابات جزئية

«تجمع الأحرار» المغربي يفوز بمقعد نيابي في انتخابات جزئية

فاز حزب «التجمع الوطني للأحرار» المغربي، متزعم الائتلاف الحكومي، بمقعد نيابي جديد عقب الانتخابات الجزئية، التي أُجريت أمس بالدائرة الانتخابية في مدينة بني ملال، الواقعة جنوب شرقي الدار البيضاء. وحصل مرشح الحزب عبد الرحيم الشطبي على أعلى عدد من الأصوات، حسب النتائج التي أعلنت عنها السلطات مساء (الخميس)، حيث حصل على 17 ألفاً و536 صوتاً، في حين حصل مرشح حزب الاتحاد الاشتراكي المعارض على 2972 صوتاً، بينما حل مرشح «الحركة الشعبية» في المرتبة الثالثة بـ2259. ويشغل الشطبي، الذي فاز بمقعد نيابي، منصب المنسق الجهوي لحزب التجمع الوطني للأحرار في جهة بني ملال - خنيفرة. وشهدت الانتخابات الجزئية مشاركة ضعي

«الشرق الأوسط» (الرباط)
العالم ما الدور المرتقب للقبائل الليبية في الانتخابات المُنتظرة؟

ما الدور المرتقب للقبائل الليبية في الانتخابات المُنتظرة؟

أعادت التحركات الجارية في ليبيا حالياً باتجاه السعي لإجراء الانتخابات العام الجاري، القبائل إلى دائرة الضوء، وسط توقع سياسيين بأنه سيكون لها دور في السباق المنتظر، إذا توفر التوافق المطلوب بين الأفرقاء، والذي تعمل عليه البعثة الأممية. ويرى سياسيون أن الاستحقاق المنتظر يعد بوابة للقبائل في عموم ليبيا، لاستعادة جزء من نفوذها الذي فقدته خلال السنوات الماضية على خلفية انخراطها في حسابات الصراع السياسي والعسكري.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
العالم إردوغان يلغي أنشطته الانتخابية اليوم بسبب إنفلونزا المعدة

إردوغان يلغي أنشطته الانتخابية اليوم بسبب إنفلونزا المعدة

قطع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، أمس (الثلاثاء)، مقابلة تلفزيونية مباشرة قبل أن يعود ويعتذر متحدثاً عن إصابته بإنفلونزا المعدة، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية. ألقى الزعيم البالغ التاسعة والستين ثلاثة خطابات انتخابية، أمس، قبل انتخابات رئاسية وتشريعية في 14 مايو (أيار) تبدو نتائجها غير محسومة. وكان مقرراً أن يُنهي إردوغان الأمسية بمقابلة مباشرة مشتركة مع قناتي «Ulke» و«Kanal 7»، وقد بدأ ظهوره التلفزيوني بعد تأخير لأكثر من 90 دقيقة، ثم قطعه بعد عشر دقائق خلال طرح سؤال عليه. وعاد إردوغان بعد 15 دقيقة واعتذر قائلاً إنه أصيب بوعكة. وأوضح: «أمس واليوم كان هناك عمل كثير.

«الشرق الأوسط» (أنقرة)

عطل يضرب تطبيقي «فيسبوك» و«إنستغرام»

انقطعت خدمة منصة «إنستغرام» عن أكثر من 23 ألف مستخدم (د.ب.أ)
انقطعت خدمة منصة «إنستغرام» عن أكثر من 23 ألف مستخدم (د.ب.أ)
TT

عطل يضرب تطبيقي «فيسبوك» و«إنستغرام»

انقطعت خدمة منصة «إنستغرام» عن أكثر من 23 ألف مستخدم (د.ب.أ)
انقطعت خدمة منصة «إنستغرام» عن أكثر من 23 ألف مستخدم (د.ب.أ)

أظهر موقع «داون ديتيكتور» الإلكتروني لتتبع الأعطال أن منصتي «فيسبوك» و«إنستغرام» المملوكتين لشركة «ميتا» متعطلتان لدى آلاف من المستخدمين في الولايات المتحدة، اليوم (الأربعاء).

وأبلغ أكثر من 27 ألف شخص عن وجود أعطال في منصة «فيسبوك»، وما يزيد على 28 ألفاً عن وجود أعطال في «إنستغرام»، وبدأ العطل في نحو الساعة 12:50 مساء بتوقيت شرق الولايات المتحدة.

وذكر موقع «داون ديتيكتور» أن «واتساب»، تطبيق التراسل المملوك لـ«ميتا»، توقف عن العمل أيضاً لدى أكثر من ألف مستخدم. وتستند أرقام «داون ديتيكتور» إلى بلاغات مقدمة من مستخدمين.

وربما يتفاوت العدد الفعلي للمستخدمين المتأثرين بالأعطال. وقالت «ميتا» إنها على علم بالمشكلة التقنية التي تؤثر في قدرة المستخدمين على الوصول إلى تطبيقاتها. وذكرت في منشور على منصة التواصل الاجتماعي «إكس»: «نعمل على إعادة الأمور إلى طبيعتها بأسرع ما يمكن ونعتذر عن أي إزعاج».

وكتب بعض مستخدمي «فيسبوك» و«إنستغرام» على منصة «إكس» منشورات تفيد بمواجهتهم عطلاً يعرض لهم رسالة «حدث خطأ ما»، وأن «ميتا» تعمل على إصلاح العطل. وأدّت مشكلة تقنية في وقت سابق من العام الحالي إلى عطل أثّر في مئات الألوف من مستخدمي «فيسبوك» و«إنستغرام» عالمياً. وواجهت المنصتان عطلاً آخر في أكتوبر (تشرين الأول)، لكنهما عادتا إلى العمل إلى حدّ كبير في غضون ساعة.