الوطن الملتبس في رواية «الحفيدة الأميركية»

مقدمة لقلق بات مألوفاً عند المهاجر العربي المعاصر

الوطن الملتبس في رواية «الحفيدة الأميركية»
TT

الوطن الملتبس في رواية «الحفيدة الأميركية»

الوطن الملتبس في رواية «الحفيدة الأميركية»

عند اقتراب رواية «الحفيدة الأميركية» لإنعام كجه جي من نهايتها تطالعنا هذه العبارة: «ليس في وسعي سوى أن أكون أميركية. عراقيتي تخلت عني». سنكون في تلك المرحلة من الرواية قد مررنا بكثير من العبارات المشابهة التي تؤكد إشكالية الانتماء بصور مختلفة، أو ما أشير إليه بالوطن الملتبس. ففي هذه الرواية التي صدرت لأول مرة عام 2008 كأنها مقدمة لقلق بات مألوفاً في المهاجر العربي المعاصر: ازدواجية الانتماء. بعد «الحفيدة الأميركية» جاءت رواية إنعام المميزة أيضاً «طشاري» (2013)، وكان من مؤشرات تميز الروايتين صدورهما بترجمات لعدة لغات، وإن تفوقت رواية «الحفيدة» بعدد أكبر، فقد ترجمت إلى الفارسية والصينية والإيطالية إلى جانب الإنجليزية والفرنسية. هذا الانتشار يبرر في تقديري أهمية الموضوع السياسية والإنسانية، كارثة العراق التي تلت مأساة الحادي عشر من سبتمبر (أيلول)، وما أدى إليه ذلك من تفاقم للهجرة أو «التطشير» كما عبرت إنعام كجه جي بلهجتها العراقية. ذلك التطشير لم يتبقَّ من الشعوب التي لم تعِش مآسيه إلا القليل، لذا هو ظاهرة عالمية بقدر ما هو مأساة مشتركة.
كان من الطبيعي لوضع كالذي نجم عن كوارث الحروب والاحتلال، ومن أقدمها وأسوئها ما عاشه ويعيشه الشعب الفلسطيني على يد الاحتلال الإسرائيلي، أن تزداد حدة الوعي بإشكاليات الانتماء وأن تتكاثر الأسئلة حول معاني الوطن والهوية. تلك المعاني ليست جديدة بالطبع، فقد عرفتها البشرية منذ تألفت المجتمعات واتضح أن الأكثرية في كل مجتمع إنما كان ائتلافها على حساب أقليات لم تستطع الاندماج، إما لأنها مرفوضة من قبل الأكثرية أو لأنها لم ترغب بالذوبان حفاظاً على هوية. في رواية «الحفيدة الأميركية» تجتمع هذه الإشكاليات، إشكالية التطشير الإنساني الناجم عن الحروب والاحتلال، وإشكالية الانتماء الأقلّي أو الأقلوي. فزينة الأميركية - العراقية هي أيضاً مسيحية من كلدانيي العراق وهي من ثم مأزومة بمأزق مضاعف. المأزق الذي تتمحور حوله الرواية هو أن زينة، (هي راوية الحكاية) التي هاجر أبواها إلى أميركا بعد الاحتلال، تعود إلى العراق مترجمة للجيش الأميركي المحتل طبعاً، وذلك لكي يسهل حصولها على الجنسية الأميركية المشتهاة من قبل المهاجرين إلى الولايات المتحدة عامة. هذا الوضع الصعب تتنقل المترجمة بين مآزقه أو لسعاته الكثيرة بخفة تارة ووعي مأساوي تارة أخرى. تتأتى الخفة من حس كوميدي لاذع وآسر لدى إنعام كجه جي (المقيمة في باريس منذ سنوات). إنه الضحك في قلب العاصفة والقدرة الأسلوبية الفذة على اجتراح الطرافة والابتسامة حيث لا متسع سوى للأسى والبكاء. تعتمد الرواية حيلة الميتافكشن، أو الرواية الصادرة عن وعي معلن بكونها رواية، كما الحال في كثير من روايات ما بعد الحداثة. هنا نجد راوية ومؤلفة ضمنية للرواية، لكني سأعود إلى هذه الحيلة لاحقاً. ما يهمني الآن هو متابعة مسألة الالتباس.
بعودتها إلى العراق مع فرقة من القوات الأميركية تستعيد المترجمة زينة علاقتها بأسرتها وبصفة خاصة جدتها رحمة. تلتقي الحفيدة بالجدة لتواجه غضب المرأة العجوز مما رأته خيانة عظمى ترتكبها حفيدتها العائدة من أميركا. لكن الحفيدة تقابل ذلك باللطف والنكتة حتى وهي ترسم صور المعاناة المنتشرة حولها. تروي الحفيدة أن الجدة رحمة تتذكر زوجها الذي رحل وتركها وحيدة وكيف ظلت تلقي باللائمة عليه وعلى القديسين معاً: «إنها تنقم عليه. حين يضيق خلقها، لأنه راح وخلاها، وتنقم على العذراء والقديسين الذين يتأخرون في الامتثال لمرادها، وتشتم الأولاد الذين تركوها وهجّوا، وتذرف دمعتها الروتينية الجاهزة دائماً وأبداً، ثم تمخط في منشفة صغيرة وتقوم إلى المطبخ».
ومع سعي الحفيدة لاستعادة علاقتها بجدتها تسعى أيضاً إلى استعادة علاقتها بأقاربها، طاووس وعبد المهيمن وحيدر وغيرهم. وحين أعجبت بأحدهم ثم أحبته اتضح أن أمه طاووس كانت قد أرضعتها فلا يجوز لها أن تعيش معه علاقة عاطفية ناهيك بأن تتزوجه. لكن المهم ليس هذا وإنما في علاقة أولئك بالعراق، بالوطن، مقارنة بعلاقة الحفيدة بذلك الوطن: «أنا غريبة حتى عن جدتي، أم أمي. إن حيدر ومهيمن وطاووس أقرب إليها مني لأنهم ظلوا مثلها، عراقيين خلصاً. ذهب ليرة. لا تشوب وطنيتهم جنسية أخرى. يندفع الدم إلى شرايينهم حين يذكر اسم العراق». ثم يتحول وصف العلاقة الجاد إلى سخرية مبطنة من خلال المبالغة في وصف عمق العلاقة التي تربط أولئك بالوطن: «يغنون لبغداد بانخطاف دراويش يدورون حول أنفسهم وأصواتهم غائرة من التهجد. كأنهم مأخوذون إلى نقطة قصية. أرواحهم شاخصة إليها. مدينة السلام، المدورة، الزوراء، موطن ألف ليلة وليلة، بغدااااد قلعة الأسود...»، لكن تلك السخرية التي تصعد في اللغة إلى أدبية مؤثرة سرعان ما تفضي إلى مساءلة لا تهكم فيها: «لم يردني حليبي إلى بغداد. سلختني منها الكارثة وأعادتني إليها الكارثة. فمن له الحق في حسابي؟».
الإجابة عن سؤال الحساب هي الذات طبعاً، ذات الحفيدة، أو ذات الكاتبة من ورائها، فهي التي تحاسب هنا. الرواية كلها، في وجه من وجوهها، حساب تمتزج فيه المأساة بالكوميديا، الجد بالسخرية، الواقع بالحلم. تقول لنفسها مرة مبررة ذهابها مع الجيش الأميركي: «إنها فرصتي لرد الجميل للبلد الذي احتضنني منذ أول الصبا وفتح لي ولأسرتي صدره»، لتعود بعد ذلك تحاسب نفسها على ذلك الرد للجميل حين تتذكر أبيات الشعر واللغة التي كان أبوها يدرسها لأطفاله، حين تتذكر قصيدة «دجلة الخير» للجواهري، فتقارن حماستها للذهاب مجندة أميركية إلى العراق بما في تلك الأبيات من حب للوطن: «هل ذهبت كل تلك الدروس الصباحية عبثاً؟ ألهذا علمني أبي اللغة ودربني على الاهتمام بمخارج الحروف لكي أنتهي مترجمة معتمدة لدى الجيش الأميركي؟».
ينتهي ذلك التردد وتتوارى المحاسبة، أو هكذا يبدو، والرواية تقترب من نهايتها حين ترى المترجمة - المجندة أن ثمة ما يبرر البزة العسكرية التي تلبسها («لكل منا بزته التعيسة التي يرتديها تحت جلده»)، وأن العراقيين لم يروا قيمة لما يفعله الأميركيون. هنا تتخلى الحفيدة عن عراقيتها، أو هكذا تقنع نفسها وهي تخاطب قريبها الذي أحبته وقال لها إنها أخته: «جئنا لنقوم بعمل عظيم، وهم أفسدوا كل شيء. تقيأتم على سلة الورد التي قدمناها إليكم... سأبقى مترجمة الاحتلال ولن أكون أختك. لا بالحليب ولا بالدم. الدم الذي حفر خنادق بيننا، جعلني أقول (نحن وأنتم). ليس في قدرتي سوى أن أكون أميركية. عراقيتي تخلت عني... حاولت أن أكون الاثنتين ولم أفلح».
من الصعب القول من الذي تخلى عن الثاني، أو ربما هكذا تود لنا الراوية، أو إنعام كجه جي، أو المؤلفة التي صنعتها، أن نتساءل. وأظنه التساؤل الذي يقوله أو يخطر ببال كثير ممن تشردوا عن أوطانهم فصارت أوطاناً ملتبسة أو صار الانتماء إليها كذلك.
بقي أن أقول إن حيلة الميتافكشن التي تطالعنا في الرواية، ببناء السرد على راوية ومؤلفة ضمنية، ربما أرادت منها كجه جي أن تخفف من وقع الحرج الناجم عن تساؤلات الرواية أو مضامينها الموجعة. تقول الحفيدة - الراوية: «لذلك لا أرغب في الاستجابة لهذه المؤلفة اللجوج التي تزاحمني على الكومبيوتر وتجلس لصقي، الكتف بالكتف... وأنا لا أريد هذه المؤلفة إلى جواري. أدفعها عني وأتمرد على محاولاتها وأنقر على لمسات تمسح المكتوب على الشاشة». غير أن حضور تلك المؤلفة أضعف في تقديري من أن يكون له دور يذكر، يظل هو الآخر حضوراً ملتبساً.


مقالات ذات صلة

«تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر في تشجيع الشباب على القراءة

يوميات الشرق «تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر  في تشجيع الشباب على القراءة

«تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر في تشجيع الشباب على القراءة

كشفت تقارير وأرقام صدرت في الآونة الأخيرة إسهام تطبيق «تيك توك» في إعادة فئات الشباب للقراءة، عبر ترويجه للكتب أكثر من دون النشر. فقد نشرت مؤثرة شابة، مثلاً، مقاطع لها من رواية «أغنية أخيل»، حصدت أكثر من 20 مليون مشاهدة، وزادت مبيعاتها 9 أضعاف في أميركا و6 أضعاف في فرنسا. وأظهر منظمو معرض الكتاب الذي أُقيم في باريس أواخر أبريل (نيسان) الماضي، أن من بين مائة ألف شخص زاروا أروقة معرض الكتاب، كان 50 ألفاً من الشباب دون الخامسة والعشرين.

أنيسة مخالدي (باريس)
يوميات الشرق «تيك توك» يقلب موازين النشر... ويعيد الشباب إلى القراءة

«تيك توك» يقلب موازين النشر... ويعيد الشباب إلى القراءة

كل التقارير التي صدرت في الآونة الأخيرة أكدت هذا التوجه: هناك أزمة قراءة حقيقية عند الشباب، باستثناء الكتب التي تدخل ضمن المقرّرات الدراسية، وحتى هذه لم تعد تثير اهتمام شبابنا اليوم، وهي ليست ظاهرة محلية أو إقليمية فحسب، بل عالمية تطال كل مجتمعات العالم. في فرنسا مثلاً دراسة حديثة لمعهد «إبسوس» كشفت أن شاباً من بين خمسة لا يقرأ إطلاقاً. لتفسير هذه الأزمة وُجّهت أصابع الاتهام لجهات عدة، أهمها شبكات التواصل والكم الهائل من المضامين التي خلقت لدى هذه الفئة حالةً من اللهو والتكاسل.

أنيسة مخالدي (باريس)
يوميات الشرق آنية جزيرة تاروت ونقوشها الغرائبية

آنية جزيرة تاروت ونقوشها الغرائبية

من جزيرة تاروت، خرج كم هائل من الآنية الأثرية، منها مجموعة كبيرة صنعت من مادة الكلوريت، أي الحجر الصابوني الداكن.

يوميات الشرق خليل الشيخ: وجوه ثلاثة لعاصمة النور عند الكتاب العرب

خليل الشيخ: وجوه ثلاثة لعاصمة النور عند الكتاب العرب

صدور كتاب مثل «باريس في الأدب العربي الحديث» عن «مركز أبوظبي للغة العربية»، له أهمية كبيرة في توثيق تاريخ استقبال العاصمة الفرنسية نخبةً من الكتّاب والأدباء والفنانين العرب من خلال تركيز مؤلف الكتاب د. خليل الشيخ على هذا التوثيق لوجودهم في العاصمة الفرنسية، وانعكاسات ذلك على نتاجاتهم. والمؤلف باحث وناقد ومترجم، حصل على الدكتوراه في الدراسات النقدية المقارنة من جامعة بون في ألمانيا عام 1986، عمل أستاذاً في قسم اللغة العربية وآدابها في جامعة اليرموك وجامعات أخرى. وهو يتولى الآن إدارة التعليم وبحوث اللغة العربية في «مركز أبوظبي للغة العربية». أصدر ما يزيد على 30 دراسة محكمة.

يوميات الشرق عمارة القاهرة... قصة المجد والغدر

عمارة القاهرة... قصة المجد والغدر

على مدار العقود الثلاثة الأخيرة حافظ الاستثمار العقاري في القاهرة على قوته دون أن يتأثر بأي أحداث سياسية أو اضطرابات، كما شهد في السنوات الأخيرة تسارعاً لم تشهده القاهرة في تاريخها، لا يوازيه سوى حجم التخلي عن التقاليد المعمارية للمدينة العريقة. ووسط هذا المناخ تحاول قلة من الباحثين التذكير بتراث المدينة وتقاليدها المعمارية، من هؤلاء الدكتور محمد الشاهد، الذي يمكن وصفه بـ«الناشط المعماري والعمراني»، حيث أسس موقع «مشاهد القاهرة»، الذي يقدم من خلاله ملاحظاته على عمارة المدينة وحالتها المعمارية.

عزت القمحاوي

إنجاز علمي جديد... «ناسا» ترصد «مدينة تحت الجليد» مدفونة في غرينلاند

صورة رادارية تكشف عن قاعدة عسكرية مهجورة في غرينلاند (ناسا)
صورة رادارية تكشف عن قاعدة عسكرية مهجورة في غرينلاند (ناسا)
TT

إنجاز علمي جديد... «ناسا» ترصد «مدينة تحت الجليد» مدفونة في غرينلاند

صورة رادارية تكشف عن قاعدة عسكرية مهجورة في غرينلاند (ناسا)
صورة رادارية تكشف عن قاعدة عسكرية مهجورة في غرينلاند (ناسا)

كشفت صورة رادارية التقطها علماء «ناسا» أثناء تحليقهم فوق غرينلاند عن «مدينة» مهجورة من حقبة الحرب الباردة مدفونة تحت الجليد.

التقط العلماء والمهندسون صورة الرادار في أبريل (نيسان) 2024 أثناء تحليقهم فوق شمال غرينلاند على متن طائرة «ستريم 3» التابعة لناسا.

والمدينة المهجورة هي قاعدة عسكرية تسمى كامب سينتشري، تم بناؤها في عام 1959 عن طريق قطع شبكة من الأنفاق تحت طبقة قريبة من السطح من الغطاء الجليدي في غرينلاند، حسبما أفادت صحيفة «إندبندنت» البريطانية.

ويقول الباحثون إن الثلوج والجليد تراكمت فوق المخيم الذي هُجر في عام 1967، حيث أصبحت الهياكل الصلبة للمنشأة الآن على عمق 30 متراً (100 قدم) على الأقل تحت السطح.

وقال أليكس جاردنر من مختبر الدفع النفاث التابع لوكالة ناسا: «كنا نبحث عن طبقة الجليد وخرج معسكر سينتشري. لم نكن نعرف ما هو في البداية».

وقد أنتجت المسوحات الجوية السابقة للكتلة الأرضية صورة ثنائية الأبعاد للغطاء الجليدي، على النقيض من التحليق فوق الكوكب في أبريل (نيسان) عندما استخدم الباحثون أداة (رادار الفتحة الاصطناعية للمركبات الجوية غير المأهولة) التابعة لوكالة ناسا والمثبتة على بطن الطائرة، والقادرة على إنتاج «خرائط ذات أبعاد أكثر».

وقال تشاد غرين، وهو عالم من وكالة ناسا: «في البيانات الجديدة، تظهر الهياكل الفردية في المدينة السرية بطريقة لم يسبق لها مثيل من قبل».

كشفت الخريطة الأخيرة عن التصميم المخطط للقاعدة، بما في ذلك الهياكل الموازية التي يبدو أنها تتوافق مع الأنفاق التي تم بناؤها لإيواء العديد من المرافق.

وقد تم استخدام الخرائط التي تم رسمها باستخدام الرادار التقليدي لتأكيد تقديرات عمق معسكر سينتشري، ويساعد هذا في تحديد متى يمكن للجليد الذائب أن يعيد تعريض المعسكر وأي نفايات بيولوجية وكيميائية وإشعاعية متبقية مدفونة معه.

ويأمل الباحثون أن يساعد هذا النهج باستخدام مثل هذه الأدوات العلماء في قياس سمك الصفائح الجليدية في بيئات مماثلة في القارة القطبية الجنوبية وتقييد تقديرات ارتفاع مستوى سطح البحر في المستقبل.

وأضاف الدكتور غرين: «كان هدفنا هو إثبات وفهم قدرات وقيود الطائرات من دون طيار لرسم خرائط الطبقات الداخلية للغطاء الجليدي وواجهة طبقة الجليد». وقال غرين: «من دون معرفة تفصيلية بسمك الجليد، من المستحيل معرفة كيف ستستجيب الصفائح الجليدية للمحيطات والغلاف الجوي التي ترتفع درجة حرارتها بسرعة، مما يحد بشكل كبير من قدرتنا على توقع معدلات ارتفاع مستوى سطح البحر».

يأمل العلماء أن تمكن نتائج المسح التجريبي الأخيرة الجيل القادم من رسم الخرائط الجوية في غرينلاند والقارة القطبية الجنوبية وما بعد ذلك.