الراعي يرفض تعطيل الدستور وشل لبنان

قال إن قاضي التحقيق في انفجار المرفأ مكبل اليدين

البطريرك الراعي (الوكالة الوطنية)
البطريرك الراعي (الوكالة الوطنية)
TT

الراعي يرفض تعطيل الدستور وشل لبنان

البطريرك الراعي (الوكالة الوطنية)
البطريرك الراعي (الوكالة الوطنية)

رفض البطريرك الماروني بشارة الراعي «تعطيل الدستور وعدم تشكيل الحكومة وإجراء الانتخابات الرئاسية كما استباحة الرئاسة»، داعيا إلى «انتخاب رئيس جديد جامع من البيئة الوطنية الاستقلالية»، ومتحدثا في الوقت عينه عن «تكبيل يدي المحقق العدلي في انفجار المرفأ طارق البيطار».
وقال الراعي في عظة الأحد: «لا يمكن العيش في جو من الأحقاد والكيديات والاتهامات والإساءات، على صعيد الأحزاب والتكتلات السياسية، كما يجري اليوم، بكل أسف، مثل هذا الجو يسم أجواء الحياة بين المواطنين، من دون أن يكونوا مسؤولين عن بخ هذا السم. مأساتنا في لبنان أن كثيرين لا يعترفون بأخطائهم وخطاياهم ولا يندمون عليها، فبتنا نعيش في (هيكلية خطيئة). وبلغ هذا الواقع تعطيل الحياة الدستورية والمؤسسات».
وأضاف «لذلك نحن لا نسكت بل نرفض. لا نسكت بل نرفض شل البلاد، لا نسكت بل نرفض تعطيل الدستور، لا نسكت بل نرفض الحؤول دون تشكيل حكومة، لا نسكت بل نرفض منع انتخاب رئيس جديد للجمهورية، لا نسكت بل نرفض فرض الشغور الرئاسي، لا نسكت بل نرفض استباحة رئاسة الجمهورية، لا نسكت بل نرفض الإجهاز على دولة لبنان وميزاتها ونموذجيتها ورسالتها في هذا الشرق وفي العالم».
وتوجه إلى اللبنانيين بالقول: «ننتظر من المواطنين المخلصين المؤمنين بلبنان - الرسالة أن يشاركونا في رفض هذه البدع، وأن يقفوا وقفة تضامن حتى تشكيل حكومة جديدة، وانتخاب رئيس جديد للجمهورية قبل الحادي والثلاثين من أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، يكون رئيسا من البيئة الوطنية الاستقلالية ورئيسا جامعا».
وتحدث عن التحقيقات في انفجار المرفأ وقرار تعيين قاض رديف للقاضي طارق البيطار، قائلا: «من المؤسف أن يصل اللبنانيون إلى حالة اللاثقة التي باتت تشكك في كل نية ولو صادقة، وإلى حالة التسييس التي ترى مسيسا كل قرار أو تدبير. وهاتان الحالتان تؤديان إلى التعطيل. هذه حال ما يحصل اليوم بين أهالي ضحايا تفجير مرفأ بيروت ووزير العدل. إنه نزاع تبرره حالتا اللاثقة والتسييس، ويؤدي إلى التعطيل وأصبح إبداء الرأي ولو كان موضوعيا محكوما عليه بالتشكيك والتسييس».
وتابع الراعي: «معروف أن قاضي التحقيق طارق البيطار ثابت في منصبه وممسك بملف التحقيق في تفجير المرفأ بحكم القانون، لكنه مكبل اليدين بسبب رفض وزير المالية توقيع مرسوم التشكيلات القضائية فيعطل تعيين رؤساء غرف التمييز الذين يشكلون الهيئة العامة لمحكمة التمييز فتتمكن هذه من إعادة الحياة القضائية التي بها يرتبط عمل قاضي التحقيق. هذا هو الموضوع الأساسي الذي يسمح حله بعودة القاضي البيطار إلى عمله. أما القضية التي يطرحها وزير العدل مع مجلس القضاء الأعلى بالإجماع، ولا تؤثر بشيء على صلاحية القاضي بيطار، فتتعلق بمعالجة الموقوفين منذ أكثر من سنتين، ويحق لهم بإخلاء سبيلهم بموجب المادة 108 من أصول المحاكمات الجزائية. ولكن القاضي البيطار لا يستطيع إصدار أي قرار بهذا الشأن بسبب تكبيل يديه»، من هنا اقترح الراعي «سماع رأي رؤساء مجلس القضاء الأعلى السابقين بشأن هذه القضية، من أجل بتها من جهة، وطمأنة أهالي ضحايا تفجير المرفأ من جهة ثانية. فتبقى العدالة والإنصاف مصونين».


مقالات ذات صلة

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

المشرق العربي رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

تُوفّي الموسيقار اللبناني إيلي شويري، عن 84 عاماً، الأربعاء، بعد تعرُّضه لأزمة صحية، نُقل على أثرها إلى المستشفى، حيث فارق الحياة. وأكدت ابنته كارول، لـ«الشرق الأوسط»، أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قبل أن تعلم به العائلة، وأنها كانت معه لحظة فارق الحياة.

المشرق العربي القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

وجّه المجلس التأديبي للقضاة في لبنان ضربة قوية للمدعية العامة في جبل لبنان القاضية غادة عون، عبر القرار الذي أصدره وقضى بطردها من القضاء، بناء على «مخالفات ارتكبتها في إطار ممارستها لمهمتها القضائية والتمرّد على قرارات رؤسائها والمرجعيات القضائية، وعدم الامتثال للتنبيهات التي وجّهت إليها». القرار التأديبي صدر بإجماع أعضاء المجلس الذي يرأسه رئيس محكمة التمييز الجزائية القاضي جمال الحجار، وجاء نتيجة جلسات محاكمة خضعت إليها القاضية عون، بناء على توصية صدرت عن التفتيش القضائي، واستناداً إلى دعاوى قدمها متضررون من إجراءات اتخذتها بمعرض تحقيقها في ملفات عالقة أمامها، ومخالفتها لتعليمات صادرة عن مرجع

يوسف دياب (بيروت)
المشرق العربي جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

رأى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أن فرص انتخاب مرشح قوى 8 آذار، رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، «باتت معدومة»، مشيراً إلى أن الرهان على الوقت «لن ينفع، وسيفاقم الأزمة ويؤخر الإصلاح». ويأتي موقف جعجع في ظل فراغ رئاسي يمتد منذ 31 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حيث فشل البرلمان بانتخاب رئيس، وحالت الخلافات السياسية دون الاتفاق على شخصية واحدة يتم تأمين النصاب القانوني في مجلس النواب لانتخابها، أي بحضور 86 نائباً في دورة الانتخاب الثانية، في حال فشل ثلثا أعضاء المجلس (86 نائباً من أصل 128) في انتخابه بالدورة الأولى. وتدعم قوى 8 آذار، وصول فرنجية إلى الرئاسة، فيما تعارض القوى المسيحية الأكثر

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

جدد سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان، وليد بخاري، تأكيد موقف المملكة من الاستحقاق الرئاسي اللبناني بوصفه «شأناً سياسياً داخلياً لبنانياً»، حسبما أعلن المتحدث باسم البطريركية المارونية في لبنان بعد لقاء بخاري بالبطريرك الماروني بشارة الراعي، بدأ فيه السفير السعودي اليوم الثاني من جولته على قيادات دينية وسياسية لبنانية. وفي حين غادر السفير بخاري بكركي من دون الإدلاء بأي تصريح، أكد المسؤول الإعلامي في الصرح البطريركي وليد غياض، أن بخاري نقل إلى الراعي تحيات المملكة وأثنى على دوره، مثمناً المبادرات التي قام ويقوم بها في موضوع الاستحقاق الرئاسي في سبيل التوصل إلى توافق ويضع حداً للفراغ الرئا

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

تأتي جولة سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا على المرجعيات الروحية والسياسية اللبنانية في سياق سؤالها عن الخطوات المطلوبة لتفادي الشغور في حاكمية مصرف لبنان بانتهاء ولاية رياض سلامة في مطلع يوليو (تموز) المقبل في حال تعذّر على المجلس النيابي انتخاب رئيس للجمهورية قبل هذا التاريخ. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر نيابية ووزارية أن تحرك السفيرة الأميركية، وإن كان يبقى تحت سقف حث النواب على انتخاب رئيس للجمهورية لما للشغور الرئاسي من ارتدادات سلبية تدفع باتجاه تدحرج لبنان من سيئ إلى أسوأ، فإن الوجه الآخر لتحركها يكمن في استباق تمدد هذا الشغور نحو حاكمية مصرف لبنان في حال استحال عل

محمد شقير (بيروت)

جنبلاط: دور الجيش أسقط «الأمن الذاتي»... وجعجع: لا عودة إلى ما قبل 7 أكتوبر

اجتماع تكتل «الجمهورية القوية» برئاسة رئيس «القوات» سمير جعجع (حزب القوات اللبنانية)
اجتماع تكتل «الجمهورية القوية» برئاسة رئيس «القوات» سمير جعجع (حزب القوات اللبنانية)
TT

جنبلاط: دور الجيش أسقط «الأمن الذاتي»... وجعجع: لا عودة إلى ما قبل 7 أكتوبر

اجتماع تكتل «الجمهورية القوية» برئاسة رئيس «القوات» سمير جعجع (حزب القوات اللبنانية)
اجتماع تكتل «الجمهورية القوية» برئاسة رئيس «القوات» سمير جعجع (حزب القوات اللبنانية)

قال الرئيس السابق لـ«الحزب التقدمي الاشتراكي»، وليد جنبلاط، إن الدور الذي قام به الجيش اللبناني خلال الحرب أسقط كل الادعاءات السخيفة ولكن الخطيرة بما يُسمى في الأمن الذاتي، في وقت عدّ فيه رئيس حزب «القوات اللبنانية»، سمير جعجع، أن «(حزب الله) ارتكب جريمة كبيرة بحق اللبنانيين»، مؤكداً أنه لا عودة إلى ما قبل 7 أكتوبر.

وتأتي مواقف جنبلاط وجعجع مع ارتفاع الأصوات في لبنان، بعد وقف إطلاق النار، الرافضة لما يقول «حزب الله» على لسان مسؤوليه إنه «انتصار»، لا سيما في ظل الخسائر البشرية والاقتصادية والاجتماعية التي نتجت عن الحرب التي استمرت أكثر من شهرين.

وتحدّث جنبلاط، في لقاء موسع مع حزبيين، عن اتفاق وقف إطلاق النار الأخير والقرارات الدولية السابقة، قائلاً: «بانتظار الانسحاب الإسرائيلي الكامل من الأرض اللبنانية، وتطبيق كل القرارات الدولية من (1701) إلى اتفاق الهدنة، لا بد من الأخذ بعين الاعتبار أن القرار الدولي (242)، الصادر في عام 1967، لا يشمل لبنان، أي أن مزارع شبعا وتلال كفرشوبا هي عملياً أراضٍ سورية محتلة، إلى أن يجري الترسيم بين الدولة اللبنانية والدولة السورية، وعندها تصبح لبنانية. لكن في الوقت الحاضر ليست لبنانية، والقرار (242) لا يشمل لبنان».

وأضاف: «بانتظار أن تعود إلى الدولة اللبنانية حصرية امتلاك السلاح، وحصرية إعلان قرار الحرب والسلم»، موجهاً التحية إلى «رئيس البرلمان نبيه بري الصديق الكبير والحليف التاريخي، ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي؛ اللذين عملا على إنجاح وقف إطلاق النار عبر الوسيط الأميركي آموس هوكستين، وأيضاً الاهتمام الدائم والكبير للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون».

رئيس «الاشتراكي» السابق وليد جنبلاط (رويترز)

من جهته، تحدّث جعجع عن سقوط نظرية «وحدة الساحات»، مشيراً إلى أن نتائج «حرب الإسناد» التي فتحها «حزب الله» كانت دمار غزة كلياً ودمار لبنان، ومنتقداً كلام مسؤولي «حزب الله» عن «الانتصار بمنطق عجيب غريب لا يمت إلى الواقع بصلة».

رئيس حزب «القوات» سمير جعجع (حزب القوات)

وقال جعجع، بعد اجتماع استثنائي عقده تكتل «الجمهورية القوية» والهيئة التنفيذية في حزب «القوات»، لمناقشة اتفاق وقف إطلاق النار: «(حزب الله) أخذ لبنان إلى حرب كان غالبية اللبنانيين ضدها، وبُذلت جهود كثيرة لإيقافها طوال الأشهر الماضية، عبر وزراء خارجية؛ لإقناعه بوقفها، لكنه تمسّك بموقفه وأصر على الاستمرار بما يقوم به».

ورأى أن «(حزب الله) ارتكب جريمة كبيرة في حق اللبنانيين، وفي حق سكان البقاع والجنوب والضاحية، وكنا في غنى عن استشهاد أكثر من 4000، وعن تهجير من تهجّر وتدمير ما تدمّر، ورغم كل هذه الكوارث لا يزال نواب الحزب يتحدثون عن (انتصار) بمنطق عجيب غريب لا يمت إلى الواقع بصلة».

وأضاف: «على جماعة (حزب الله) أن يكونوا صادقين مع أنفسهم، وعليهم الاجتماع مع قيادة الجيش ووضع خطة لتفكيك بنيتهم العسكرية شمال الليطاني»، مجدداً تأكيد عدم شرعية سلاح «الحزب»، وقال: «نحن في الأساس، لا نعد أن سلاح (حزب الله) شرعي، والقرار الذي وافق عليه الحزب بنفسه لوقف إطلاق النار يشكّل أكبر دليل على عدم شرعية هذا السلاح»، مشدداً: «لا يمكن العودة إلى الوضعية التي كنا عليها قبل السابع من أكتوبر في لبنان».

وأضاف: «ولّى زمن عدم تنفيذ الاتفاقات والتعهدات. الحكومة ومجلس النواب، كما (حزب الله)، يجب أن يقفوا أمام مسؤولياتهم، ويعملوا على تنفيذ ما تم الاتفاق عليه، بما يخدم مصلحة لبنان ويؤمن استقراره. ووفق الاتفاق، السلاح يجب أن يبقى في يد الجيش اللبناني والقوى الأمنية فقط».

وعبّر جعجع في المقابل «عن التعاطف مع العائلات التي فقدت أحد أفرادها ومع الجرحى، وكل من فقد منزلاً أو رزقه، وكل من اضطر إلى ترك منزله».

وأكد جعجع أن «جميع اللبنانيين مع القضية الفلسطينية؛ لأنها قضية حق، ولا يمكن لأحد أن يزايد على الآخر في هذا الشأن، ولكن الكارثة تكمن في زجّ لبنان في المشكلات عبر المتاجرة بهذه القضية، وكأن لبنان هو من يستطيع حلها».