في رحلة تستغرق 6 ساعات... نعش الملكة إليزابيث يغادر بالمورال إلى إدنبره

العربة التي تحمل نعش الملكة إليزابيث الثانية تمضي وسط الحشود في طريقها إلى أدنبره (إ.ب.أ)
العربة التي تحمل نعش الملكة إليزابيث الثانية تمضي وسط الحشود في طريقها إلى أدنبره (إ.ب.أ)
TT

في رحلة تستغرق 6 ساعات... نعش الملكة إليزابيث يغادر بالمورال إلى إدنبره

العربة التي تحمل نعش الملكة إليزابيث الثانية تمضي وسط الحشود في طريقها إلى أدنبره (إ.ب.أ)
العربة التي تحمل نعش الملكة إليزابيث الثانية تمضي وسط الحشود في طريقها إلى أدنبره (إ.ب.أ)

غادر نعش الملكة إليزابيث الثانية الأحد قصر بالمورال المقرّ الملكي الصيفي في أسكوتنلدا، حيث توفيت الخميس عن 96 عامًا، في اتجاه إدنبره.
وعبر الموكب الجنائزي المؤلف من سبع سيارات تتقدمها سيارة تحمل النعش الملفوف بالعلم الملكي الأسكوتلندي والذي وُضعت عليه باقات من الورود، بوابات قصر بالمورال بعيد الساعة التاسعة بتوقيت غرينتش.

ومن المقرر أن يجتاز الموكب خلال النهار نحو 300 كلم في الريف الأسكوتلندي على أن يصل إلى قصر هوليرود هاوس، المقرّ الرسمي للعائلة الملكية في أسكوتلندا، ويقع في إدنبره، نحو الساعة الثالثة بتوقيت غرينتش. وسينقل نعش الملكة مساء الثلاثاء على متن طائرة إلى لندن.
وأثارت وفاة الملكة إليزابيث عن عمر 96 عاماً يوم الخميس، حزناً عميقاً وإشادات حارة، ليس فقط من المقربين في عائلتها والكثيرين في بريطانيا، ولكن أيضاً في جميع أنحاء العالم في انعكاس لحضورها الذي استمر على الساحة الدولية 70 عاماً.
وفي الساعة التاسعة صباحاً بتوقيت غرينتش اليوم (الأحد)، وُضع نعش إليزابيث، المصنوع من خشب البلوط والمغطى بالراية الملكية لاسكوتلندا ويعلوه إكليل من الزهور في قاعة بقلعة بالمورال، في عربة على يد ستة حراس.
https://twitter.com/aawsat_News/status/1568917271929561088
وتجمع عشرات الآلاف عند قصور ملكية خلال الأيام الماضية منذ وفاة الملكة إليزابيث يوم الخميس لوضع الزهور وإبداء الاحترام والتعازي.
وقال ابنها الملك تشارلز في مراسم تنصيبه رسمياً أمس (السبت): «أعلم مدى عمق تأثركم، وتأثر الأمة بأكملها، وأعتقد أنه يمكنني القول إن العالم أجمع يتعاطف معي في تلك الخسارة الفادحة التي تكبدناها جميعاً».
وتابع قائلاً: «أعظم ما يواسيني هو أن أعلم ما عبر عنه الكثيرون من التعاطف لشقيقتي وشقيقيَّ، وأن مثل هذا الحب الجارف والدعم يشمل أسرتنا بأكملها في حزنها».

وعلى الرغم من أن وفاة إليزابيث لم تكن مفاجأة بالكامل في عمرها، وحقيقة تدهور صحتها في الفترة الأخيرة ورحيل زوجها الأمير فيليب العام الماضي بعد زواج دام 73 عاماً، اتسم استقبال النبأ بنوع من الصدمة.
وقال حفيدها الأمير ويليام، الذي أصبح الآن وريث العرش، للمعزّين، أمس، لدى لقائه الحشود عند قلعة وندسور: «كنا جميعاً نظن أنها لا تُقهر».

جنازة
أعلن مسؤولون أن الجنازة الرسمية لإليزابيث ستقام في كنيسة وستمنستر في لندن يوم الاثنين 19 سبتمبر (أيلول)، الذي سيكون عطلة رسمية في بريطانيا. وقال الرئيس الأميركي جو بايدن إنه سيحضر الجنازة، على الرغم من عدم الكشف بعد عن التفاصيل الكاملة للحدث والحضور.
وقبل ذلك، سيُحمل النعش جواً إلى لندن حيث يظل في قصر باكنغهام ثم يُنقل في اليوم التالي إلى قاعة وستمنستر ويبقى هناك مكشوفاً لأربعة أيام.

وقالت المتحدثة باسم رئيسة الوزراء ليز تراس، للصحافيين: «من البدهي القول إننا يمكن أن نتوقع أعداداً كبيرة من الناس».
وتنضم تراس، التي كان تعيينها رئيسة للوزراء يوم الثلاثاء الماضي آخر عمل علني للملكة، إلى الملك تشارلز ليقوم الرئيس الجديد للدولة ورئيسة الوزراء بجولة في دول المملكة المتحدة الأربع في الأيام القليلة المقبلة.
وفي عام 2002 اصطف أكثر من 200 ألف شخص لتقديم احترامهم لوالدة إليزابيث بينما كانت ترقد في نعش مكشوف، وقال مساعدون في وقت سابق إن هناك توقعات بأن الملايين قد يرغبون في زيارتها.
https://twitter.com/aawsat_News/status/1567962582136274945
وخلف تشارلز (73 عاماً) والدته على الفور لكن تم تنصيبه ملكاً أمس (السبت)، في مراسم مليئة بالأبهة الملكية التي يعود تاريخها إلى قرون من الزمن بعد اجتماع لمجلس الخلافة في قصر سانت جيمس، وهو قصر ملكي بُني من أجل الملك هنري الثامن في ثلاثينات القرن السادس عشر.
وأصبح تشارلز الملك رقم 41 الذي يعتلي عرش بريطانيا من سلسلة تعود أصولها إلى الملك النورماندي ويليام الأول الفاتح الذي استولى على عرش إنجلترا عام 1066.
https://twitter.com/aawsat_News/status/1568620310542393346
وكللت وفاة إليزابيث عامين اتسما بالصعوبة على العائلة المالكة التي شهدت فقدان الأمير فيليب، زوج الملكة، واتهام ابنها الثاني الأمير آندرو بارتكاب انتهاكات جنسية نفاها جميعاً، وتخلي الحفيد الأمير هاري وزوجته ميغان عن واجباتهما الملكية للانتقال إلى كاليفورنيا.
وتم عزل هاري وميغان عن بقية الأسرة منذ ذلك الحين، وقيل إن هاري وشقيقه ويليام بالكاد يتحدثان. لكن وفاة جدتهما أعطتهما فرصة لمّ الشمل، وظهرا مع زوجتيهما خارج قلعة وندسور للقاء الحشود، أمس.
ووصف مصدر ملكي ذلك بأنه استعراض مهم للوحدة في وقت بالغ الصعوبة تمر به العائلة.


مقالات ذات صلة

الملكة إليزابيث كانت تعتقد أن كل إسرائيلي «إما إرهابي أو ابن إرهابي»

شؤون إقليمية الملكة البريطانية الراحلة إليزابيث الثانية (رويترز)

الملكة إليزابيث كانت تعتقد أن كل إسرائيلي «إما إرهابي أو ابن إرهابي»

كشف الرئيس الإسرائيلي السابق، رؤوفين ريفلين، عن توتر العلاقات التي جمعت إسرائيل بالملكة إليزابيث الثانية خلال فترة حكمها الطويلة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الولايات المتحدة​ دونالد ترمب يلتقي الأمير وليام في غرفة الصالون الأصفر بمقر إقامة سفراء المملكة المتحدة في باريس (أ.ف.ب)

ترمب: الأمير ويليام أبلغني أن الملك تشارلز «يكافح بشدة» بعد إصابته بالسرطان

صرّح الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب بأن محادثات جرت مؤخراً مع وليام، أمير ويلز، ألقت الضوء مجدداً على صحة الملك تشارلز الثالث.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق وصول الملك تشارلز الثالث والملكة كاميلا لاستقبال السلك الدبلوماسي في القصر (أ.ب)

هاري يخيب آمال تشارلز بتصريحاته عن طفليه

تحدث الأمير هاري عن تجربته في تربية طفليه، آرتشي وليلبيت، مع زوجته ميغان ماركل في الولايات المتحدة، ما يبدو أنه خيَّب آمال والده، الملك تشارلز الثالث.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق رغم محاولاتها أن تُصبح أيقونة موضة لا تزال ميغان تستمد بريقها وقوة تأثيرها من ارتباطها بالأمير هاري (أ.ف.ب)

الأمير هاري يسخر من إشاعات الطلاق

سخر الأمير هاري، دوق أوف ساسكس، من الإشاعات المتكررة حول حياته الشخصية وزواجه من ميغان ماركل. جاء ذلك خلال مشاركته في قمة «DealBook» السنوية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق كيت أميرة ويلز (د.ب.أ)

الأميرة كيت: الحب أعظم هدية

قالت أميرة ويلز البريطانية كيت ميدلتون إن الحب هو أعظم هدية يمكن أن يقدمها الناس بعضهم لبعض، في رسالة إلى الضيوف الذين سيحضرون قداس ترانيم عيد الميلاد السنوي.

«الشرق الأوسط» (لندن)

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».