الجفاف يطفئ «بهجة الحصاد» عالمياً

أدّى إلى خسائر كبيرة

قمر الحصاد (AP)
قمر الحصاد (AP)
TT

الجفاف يطفئ «بهجة الحصاد» عالمياً

قمر الحصاد (AP)
قمر الحصاد (AP)

مع اكتمال القمر بدراً في سبتمبر (أيلول) من كل عام، يكون المزارعون حول العالم على موعد مع مناسبة هامة، وهي «الحصاد»، الأمر الذي جعلهم منذ عقود يطلقون على قمر شهر سبتمبر المكتمل «قمر الحصاد».
وخرجت هذه التسمية من قبائل «الغونكوين» و«الإيروكوا» الأصليين في أميركا الشمالية، ثم سرعان ما انتشرت في أجزاء كبيرة من العالم، حيث يستغل المزارعون سطوع القمر للعمل تحت أنواره المميزة في متابعة الحصاد، وتجهيز الأرض لزراعة المحصول الجديد، وسط فرحة بحصاد نتاج الجهد والعرق، والاستعداد لموسم زراعي جديد.
ولم يخلف القمر كعادته موعده في الظهور، ولكن الجفاف الذي شهده العالم هذا الصيف تسبب في إطفاء فرحة الحصاد، حيث كان العالم على موعد مع موسم «استثنائي في الدمار» بسبب الارتفاعات غير المسبوقة في درجات الحرارة هذا الصيف، التي تسببت في جفاف، ترك أثره السلبي على إنتاجية المحاصيل.
ففي أميركا، تسببت ظروف الجفاف والطقس القاسي في دمار العديد من المحاصيل الصيفية والفواكه والخضراوات، ونقل تقرير لصحيفة «الواشنطن بوست» في 5 سبتمبر الجاري عن «اتحاد مكتب المزرعة الأميركية»، وهو لوبي يمثل الشركات الزراعية الكبيرة، قولهم إن «هذه المحاصيل انخفضت بما يصل إلى الثلث مقارنة مع العام الماضي».
ووفق التقرير، نقلت الصحيفة عن المحللين في «رابو بنك»، وهو شركة هولندية متعددة الجنسيات للخدمات المصرفية والمالية تجمع البيانات حول أسواق السلع الأساسية، قولهم إن «انخفاض إنتاج الذرة الأميركية هذا العام، يتجاوز انخفاضاً مماثلاً في الإنتاج بسبب الجفاف أيضاً عام 2012».
ولا يبدو الوضع في أوروبا أفضل حالاً، حيث يقول تقرير يوليو (تموز) الصادر عن مركز الأبحاث المشتركة التابع للمفوضية الأوروبية، إن إنتاج المحاصيل الأساسية، مثل دوار الشمس والحبوب، سيكون «أقل بكثير» من المستويات المعتادة.
ويقول المزارعون البلجيكيون في تقرير نشره موقع «بوليتيكو» الأميركي في 17 أغسطس (آب) الماضي، إن المحاصيل مثل البطاطس والفاصوليا «تحترق بفعل الشمس»، بينما يتوقع المزارعون في فرنسا ورومانيا، وكلاهما من كبار مصدري الحبوب في العالم، خسائر في الإنتاج تصل إلى 14 و35 في المائة على التوالي.
ونقل نفس التقرير عن اتحاد الزراعيين الإيطاليين «كولديريتي»، قوله إن «الجفاف تسبب في خسارة ما يصل إلى 30 في المائة من محصول الأرز».
وعانى المزارعون في الصين أيضاً، من وضع استثنائي بعد أن انخفض منسوب المياه في بحيرة «تاي» المحصورة بين مقاطعتي «تشونغتشينغ» و«سيشوان» في الجنوب الغربي، حيث انخفض إلى أدنى مستوياته منذ 20 عاماً.
وقالت وزارة المياه الصينية في 11 أغسطس إن الجفاف قد أثر بالفعل على ما يقرب 22 ألف كيلومتر مربع من الأراضي الصالحة للزراعة.
وفي المنطقة العربية، كانت المغرب من أكثر الدول المتأثرة بالجفاف، الذي سيترك أثره على حصاد الزيتون هذه الأيام، كما توقع رئيس منظمة الزيتون المغربية رشيد بنعلي، في تقرير نشره موقع «الزراعة المغربية» في 23 أغسطس الماضي.
ورغم أن الزيتون يتكيف مع المناخات الحارة والجافة فإنه يحتاج إلى الحد الأدنى من الأمطار في الشتاء والربيع، وهو ما لم يحدث هذا العام، لذلك فإن جميع مناطق الزيتون المغربية باستثناء المنطقة الشرقية، تعاني من انخفاض كبير في الإنتاج هذا العام، كما أوضح بنعلي.
ويعد الجفاف الذي شهده العالم هذا الصيف، أحد التداعيات الواضحة للتغيرات المناخية، وهو ما يفرض على دول العالم، ضرورة الوصول إلى حلول عملية في مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ في شرم الشيخ في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، كما يؤكد محمد الحجري، الباحث في مركز بحوث الصحراء في مصر، ورئيس أحد مشروعات مواجهة تداعيات تغير المناخ، وهو مشروع «حلول مبتكرة ومحسنة قائمة على الطبيعة لمياه حضرية مستدامة (NICE)، الممول من الاتحاد الأوروبي.
ولا يتوقع الحجري في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن تصل الدول إلى حلول في اتجاه خفض الانبعاثات في وقت تعود فيه بعض الدول الأوروبية إلى الطاقة التقليدية مثل الفحم، لمواجهة تداعيات القرار الروسي بقطع الغاز عن أوروبا، ولكن ما يطالب به الحجري هو «ضرورة توفير مساعدات عاجلة تعين المزارعين على تحمل تبعات الجفاف، الناتج عن تغيرات المناخ».
ويضيف: «قد تتمكن الدول الغنية من تقديم الدعم للمزارعين في بلدانهم، ولكن لا يجب أن تنسى مزارعي الدول الأخرى، لا سيما أنهم يدفعون ثمن تغيرات في المناخ، ليس لبلدانهم أي دور فيها».


مقالات ذات صلة

بعد 18 عام زواج... زوجة كيفين كوستنر تتقدم بطلب للطلاق

يوميات الشرق بعد 18 عام زواج... زوجة كيفين كوستنر تتقدم بطلب للطلاق

بعد 18 عام زواج... زوجة كيفين كوستنر تتقدم بطلب للطلاق

تقدمت كريستين باومغارتنر، الزوجة الثانية للممثل الأميركي كيفين كوستنر، بطلب للطلاق، بعد زواجٍ دامَ 18 عاماً وأثمر عن ثلاثة أطفال. وذكرت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية أن الانفصال جاء بسبب «خلافات لا يمكن حلُّها»، حيث تسعى باومغارتنر للحضانة المشتركة على أطفالهما كايدين (15 عاماً)، وهايس (14 عاماً)، وغريس (12 عاماً). وكانت العلاقة بين كوستنر (68 عاماً)، وباومغارتنر (49 عاماً)، قد بدأت عام 2000، وتزوجا عام 2004.

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس)
يوميات الشرق متحف «المركبات» بمصر يحيي ذكرى الملك فؤاد الأول

متحف «المركبات» بمصر يحيي ذكرى الملك فؤاد الأول

افتتح متحف المركبات الملكية بمصر معرضاً أثرياً مؤقتاً، اليوم (الأحد)، بعنوان «صاحب اللقبين فؤاد الأول»، وذلك لإحياء الذكرى 87 لوفاة الملك فؤاد الأول التي توافق 28 أبريل (نيسان). يضم المعرض نحو 30 قطعة أثرية، منها 3 وثائق أرشيفية، ونحو 20 صورة فوتوغرافية للملك، فضلاً عن فيلم وثائقي يتضمن لقطات «مهمة» من حياته. ويشير عنوان المعرض إلى حمل فؤاد الأول للقبين، هما «سلطان» و«ملك»؛ ففي عهده تحولت مصر من سلطنة إلى مملكة. ويقول أمين الكحكي، مدير عام متحف المركبات الملكية، لـ«الشرق الأوسط»، إن المعرض «يسلط الضوء على صفحات مهمة من التاريخ المصري، من خلال تناول مراحل مختلفة من حياة الملك فؤاد».

نادية عبد الحليم (القاهرة)
يوميات الشرق وضع تسلسل كامل لجينوم «اللبلاب» المقاوم لتغير المناخ

وضع تسلسل كامل لجينوم «اللبلاب» المقاوم لتغير المناخ

قام فريق بحثي، بقيادة باحثين من المعهد الدولي لبحوث الثروة الحيوانية بكينيا، بوضع تسلسل كامل لجينوم حبة «فول اللبلاب» أو ما يعرف بـ«الفول المصري» أو «الفول الحيراتي»، المقاوم لتغيرات المناخ، بما يمكن أن يعزز الأمن الغذائي في المناطق المعرضة للجفاف، حسب العدد الأخير من دورية «نيتشر كومينيكيشن». ويمهد تسلسل «حبوب اللبلاب»، الطريق لزراعة المحاصيل على نطاق أوسع، ما «يجلب فوائد غذائية واقتصادية، فضلاً على التنوع الذي تشتد الحاجة إليه في نظام الغذاء العالمي».

حازم بدر (القاهرة)
يوميات الشرق «الوثائقية» المصرية تستعد لإنتاج فيلم عن «كليوباترا»

«الوثائقية» المصرية تستعد لإنتاج فيلم عن «كليوباترا»

في رد فعل على فيلم «الملكة كليوباترا»، الذي أنتجته منصة «نتفليكس» وأثار جدلاً كبيراً في مصر، أعلنت القناة «الوثائقية»، التابعة لـ«الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية بمصر»، اليوم (الأحد)، «بدء التحضير لإنتاج فيلم وثائقي عن كليوباترا السابعة، آخر ملوك الأسرة البطلمية التي حكمت مصر في أعقاب وفاة الإسكندر الأكبر». وأفاد بيان صادر عن القناة بوجود «جلسات عمل منعقدة حالياً مع عدد من المتخصصين في التاريخ والآثار والأنثروبولوجيا، من أجل إخضاع البحوث المتعلقة بموضوع الفيلم وصورته، لأقصى درجات البحث والتدقيق». واعتبر متابعون عبر مواقع التواصل الاجتماعي هذه الخطوة بمثابة «الرد الصحيح على محاولات تزييف التار

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق مؤلفا «تحت الوصاية» لـ«الشرق الأوسط»: الواقع أصعب مما طرحناه في المسلسل

مؤلفا «تحت الوصاية» لـ«الشرق الأوسط»: الواقع أصعب مما طرحناه في المسلسل

أكد خالد وشيرين دياب مؤلفا مسلسل «تحت الوصاية»، أن واقع معاناة الأرامل مع «المجلس الحسبي» في مصر: «أصعب» مما جاء بالمسلسل، وأن بطلة العمل الفنانة منى زكي كانت معهما منذ بداية الفكرة، و«قدمت أداء عبقرياً زاد من تأثير العمل». وأثار المسلسل الذي تعرض لأزمة «قانون الوصاية» في مصر، جدلاً واسعاً وصل إلى ساحة البرلمان، وسط مطالبات بتغيير بعض مواد القانون. وأعلنت شركة «ميديا هب» المنتجة للعمل، عبر حسابها على «إنستغرام»، أن «العمل تخطى 61.6 مليون مشاهدة عبر قناة (DMC) خلال شهر رمضان، كما حاز إشادات عديدة عبر مواقع التواصل الاجتماعي». وكانت شيرين دياب صاحبة الفكرة، وتحمس لها شقيقها الكاتب والمخرج خالد د

انتصار دردير (القاهرة)

«كلب» من القرن الـ18 بمليونَي إسترليني

«الكلب الإسباني» (سوذبيز)
«الكلب الإسباني» (سوذبيز)
TT

«كلب» من القرن الـ18 بمليونَي إسترليني

«الكلب الإسباني» (سوذبيز)
«الكلب الإسباني» (سوذبيز)

لم يشاهد الجمهور لوحة «الكلب الإسباني» منذ عام 1972، عندما بِيعت بمبلغ 30 ألف جنيه إسترليني. ومن المقرَّر عرض هذه اللوحة الشهيرة لجورج ستابس، للبيع، في مزاد علني تنظّمه دار «سوذبيز» للمرّة الأولى منذ ذلك العام.

ووفق «الغارديان»، تُعرض اللوحة العائدة إلى القرن الـ18، للبيع بسعر يتراوح بين مليون و500 ألف، ومليونَي جنيه إسترليني؛ وقد بِيعت آخر مرّة في مزاد بمبلغ 30 ألف جنيه إسترليني عام 1972. وقبل ذلك، بِيعت بـ11 جنيهاً إسترلينياً عندما طُرحت بمزاد عام 1802.

يشتهر الفنان المولود في ليفربول، والراحل عن 81 عاماً عام 1806، بإنجازه أقل من 400 لوحة طوال حياته المهنية؛ وهو يُعرف برسم الحيوانات، خصوصاً الخيول.

وإذ يُعتقد أنّ لوحة «الكلب الإسباني» رُسمت بين 1766 و1768؛ وهي أقدم لوحة للكلاب أبدعها الفنان، يُعدُّ عقد ستينات القرن الـ18 غزير الإنتاج بمسيرة ستابس المهنية. ففيها أبدع بعض أشهر لوحاته، منها لوحة «ويسل جاكيت» المعروضة في المعرض الوطني.

اللافت أنّ لوحة «الكلب الإسباني» لم تُعرض رسمياً سوى مرّة واحدة فقط في لندن عام 1948، ضمن المعرض الوطني للرياضة والتسلية. أما المرّة الأخيرة التي أُتيحت للجمهور فرصة مشاهدتها، فكانت عام 1972 داخل دار «سوذبيز» للمزادات.

وشهد القرن الـ18 اهتماماً لافتاً بالكلاب في الثقافة البريطانية، بفضل تفاقُم شعبية الرياضات الميدانية، خصوصاً الرماية الشائعة بين النخب الثرية آنذاك.

في هذا الصدد، قال المتخصِّص في اللوحات البريطانية، المدير الأول بـ«سوذبيز»، جوليان جاسكوين: «الأمر مثيرٌ لعدة أسباب؛ أولاً لأنها لوحة مفقودة، إنْ رغبنا في استخدام وصف درامي، منذ السبعينات».

وأضاف أنّ حالتها كانت لا تزال «رائعة»، بعكس كثير من أعمال ستابس التي «لم تصمد أمام اختبار الزمن».

وتابع: «تعود إلى العقد الأول من حياته المهنية؛ منتصف ستينات القرن الـ18؛ الفترة التي شكَّلت ذروة حياته المهنية، ففيها رسم لوحة (ويسل جاكيت)، وعدداً من لوحاته الأكثر شهرة؛ وكان استخدامه الفنّي للطلاء أكثر صلابة. بفضل ذلك، حافظت هذه اللوحة على حالة جميلة، وهو ما لم يحدُث مع كثير من أعماله الأخرى».

ومن المقرَّر عرض اللوحة للمشاهدة، مجاناً، ضمن جزء من معرض للوحات الأساتذة القدامى والقرن الـ19 في دار «سوذبيز» بغرب لندن، من 29 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي إلى 4 ديسمبر (كانون الأول) المقبل.