غضب في تونس إثر مقتل شاب برصاص «الحرس الديواني»

TT

غضب في تونس إثر مقتل شاب برصاص «الحرس الديواني»

خلف مقتل شاب تونسي إثر إطلاق النار عليه من قبل عنصر من «الحرس الديواني» في فضاء معروف بكثافة الحركة وتنوع الأنشطة التجارية، حالة من الجدل السياسي والغضب الحقوقي حول حدود استعمال الأسلحة النارية وأسباب إطلاق النار في منطقة سكنية، علاوة على تساؤلات حول مدى احترام القوات الحاملة للسلاح مبدأ التدرج في استعمال تلك الأسلحة.
وحتى لا تتسع دائرة الغضب بين الحقوقيين وعائلة الضحية من ناحية وقوات الأمن من ناحية أخرى، أذنت النيابة العامة التونسية بفتح تحقيق قضائي عهدت به إلى المصالح الأمنية المختصة، وتم للغرض الاحتفاظ بأعوان الدورية الأمنية على ذمة الأبحاث في انتظار صدور نتائج الاختبار «البالستي» وتقرير الطب الشرعي لتحديد أسباب الوفاة. كما تم إخضاع عون ديوانة أصيب في المواجهات إلى تدخل جراحي، بعد أن تبين حصول كسور على مستوى الجمجمة والأنف والفكين، علاوة على تسجيل أضرار على مستوى شبكية العين. وإثر المواجهة التي جدت بين الطرفين، تبادلت جهات عدة الاتهامات. وأوضحت الإدارة العامة للديوانة التونسية (الطرف الحكومي) ملابسات الحادثة وفق روايتها الرسمية للحادثة بقولها إن «مصالح (الحرس الديواني) في تونس تحصلت على معلومات حول وجود سيارة محملة بكمية كبيرة من السجائر المهربة في جهة الباساج (وسط العاصمة التونسية)، فتم توجيه دورية على متن سيارة نظامية إلى عين المكان حيث تم ضبط السيارة المشبوهة وسائقها وتمت مباشرة إجراءات حجزها، إلا إن مجموعة كبيرة من المهربين تجمهرت في المكان واعتدت على الدورية بالعنف وبالمقذوفات لمساعدة سيارة التهريب على الفرار»؛ على حد تعبيرها.
وأضافت: «نتج عن هذا الاعتداء إصابة أحد أعوان الدورية إصابة بليغة على مستوى الرأس سقط على أثرها أرضاً، وحاول سائق سيارة التهريب دهسه؛ مما أجبر أحد زملائه على إطلاق أعيرة نارية تحذيرية في الهواء وعلى عجلات السيارة أصابت إحداها السائق» الذي نقل إلى المستشفى وتوفي إثر ذلك.
وفي هذا الشأن، عدّت منظمة «أنا يقظ» (منظمة حقوقية مستقلة) أن «حق الإنسان في الحياة هو حق مقدس، وأن استعمال السلاح والرصاص الحي في وجه مواطنين عزل جريمة إنسانية»، مطالبة بـ«محاسبة المتورطين في هذه الجرائم والكف عن إهانة الشباب والتنكيل بهم». وأكدت أن «الإفلات من العقاب سيساهم في مزيد تقويض السلم الاجتماعي، وتكريس ثقافة الإفلات من العقاب وتقوية شعور الأفراد بالظلم والنقمة»؛ على حد تعبيرها.
وعددت المنظمة الحقوقية الاعتداءات والقضايا السابقة التي تعلقت بعناصر أمنية، فأشارت إلى «مقتل الشاب كريم السياري بجهة تينجة من ولاية (محافظة) بنزرت (شمال تونس) جراء تعرضه للتعذيب داخل مركز الأمن، ومحسن الزياني من ولاية (محافظة) القصرين (وسط غربي تونس)على يد أعوان (الحرس الديواني) في ساحة الباساج، إضافة إلى تعرض مالك السليمي من حي الانطلاقة لإصابات بدنية جسيمة».
وكانت العاصمة التونسية قد شهدت الليلة قبل الماضية مواجهات عقب مقتل البائع المتجول بالرصاص على يد عناصر الجمارك وسط العاصمة. وتناقلت وسائل إعلام محلية مقاطع فيديو لحادثة مقتل الشاب على يد عنصر من قوات «الحرس الديواني» في منطقة الباساج. وإثر الحادث الخطير شهد محيط مستشفى «شارل نيكول» بالعاصمة التونسية؛ حيث تم نقل الشاب بعد إصابته بالرصاص، حالة من الاحتقان لدى عائلة الضحية وعدد من الحقوقيين الذين استنكروا استعمال الرصاص الحي ضد بائع أعزل.


مقالات ذات صلة

تونس تحقق مع 4 محامين في قضية «التآمر على أمن الدولة»

شمال افريقيا تونس تحقق مع 4 محامين في قضية «التآمر على  أمن الدولة»

تونس تحقق مع 4 محامين في قضية «التآمر على أمن الدولة»

وجه القطب القضائي لمكافحة الإرهاب طلبا رسميا إلى رئيس الفرع الجهوي للمحامين بتونس لبدء تحقيق ضدّ المحامين بشرى بلحاج حميدة، والعيّاشي الهمّامي، وأحمد نجيب الشابي، ونور الدين البحيري، الموقوف على ذمة قضايا أخرى، وذلك في إطار التحقيقات الجارية في ملف «التآمر على أمن الدولة». وخلفت هذه الدعوة ردود فعل متباينة حول الهدف منها، خاصة أن معظم التحقيقات التي انطلقت منذ فبراير (شباط) الماضي، لم تفض إلى اتهامات جدية. وفي هذا الشأن، قال أحمد نجيب الشابي، رئيس جبهة الخلاص الوطني المعارضة، وأحد أهم رموز النضال السياسي ضد نظام بن علي، خلال مؤتمر صحافي عقدته اليوم الجبهة، المدعومة من قبل حركة النهضة، إنّه لن

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

بحثت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع نظيرها الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها اليوم الخميس إلى الجزائر، في فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الاشخاص، بعد سنوات طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والامنية في ليبيا.

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا الرئيس التونسي يؤكد «احترام حرية التعبير»

الرئيس التونسي يؤكد «احترام حرية التعبير»

أعلنت نقابة الصحافيين التونسيين أمس رصد مزيد من الانتهاكات ضد حرية التعبير، مع تعزيز الرئيس قيس سعيد لسلطاته في الحكم، وذلك ردا على نفي الرئيس أول من أمس مصادرة كتب، وتأكيده أن «الحريات لن تهدد أبدا»، معتبرا أن الادعاءات مجرد «عمليات لتشويه تونس». وكان سحب كتاب «فرانكشتاين تونس» للروائي كمال الرياحي من معرض تونس الدولي للكتاب قد أثار جدلا واسعا في تونس، وسط مخاوف من التضييق على حرية الإبداع. لكن الرئيس سعيد فند ذلك خلال زيارة إلى مكتبة الكتاب بشارع الحبيب بورقيبة وسط تونس العاصمة قائلا: «يقولون إن الكتاب تم منعه، لكنه يباع في مكتبة الكتاب في تونس...

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا تشكيل أول كتلة نيابية في البرلمان التونسي الجديد

تشكيل أول كتلة نيابية في البرلمان التونسي الجديد

بعد مصادقة البرلمان التونسي المنبثق عن انتخابات 2022، وما رافقها من جدل وقضايا خلافية، أبرزها اتهام أعضاء البرلمان بصياغة فصول قانونية تعزز مصالحهم الشخصية، وسعي البرلمانيين لامتلاك الحصانة البرلمانية لما تؤمِّنه لهم من صلاحيات، إضافة إلى الاستحواذ على صلاحيات مجلس الجهات والأقاليم (الغرفة النيابية الثانية)، وإسقاط صلاحية مراقبة العمل الحكومي، يسعى 154 نائباً لتشكيل كتل برلمانية بهدف خلق توازنات سياسية جديدة داخل البرلمان الذي يرأسه إبراهيم بودربالة، خلفاً للبرلمان المنحل الذي كان يرأسه راشد الغنوشي رئيس حركة «النهضة». ومن المنتظر حسب النظام الداخلي لعمل البرلمان الجديد، تشكيل كتل برلمانية قبل

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا تونس: الشركاء الأجانب أصدقاؤنا... لكن الاستقرار خط أحمر

تونس: الشركاء الأجانب أصدقاؤنا... لكن الاستقرار خط أحمر

أكد وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج نبيل عمار أمس، الاثنين، أنه لا مجال لإرساء ديكتاتورية في تونس في الوقت الحالي، مشيراً إلى أن التونسيين «لن ينتظروا أي شخص أو شريك للدفاع عن حرياتهم»، وفق ما جاء في تقرير لـ«وكالة أنباء العالم العربي». وأشار التقرير إلى أن عمار أبلغ «وكالة تونس أفريقيا للأنباء» الرسمية قائلاً: «إذا اعتبروا أنهم مهددون، فسوف يخرجون إلى الشوارع بإرادتهم الحرة للدفاع عن تلك الحريات». وتتهم المعارضة الرئيس التونسي قيس سعيد بوضع مشروع للحكم الفردي، وهدم مسار الانتقال الديمقراطي بعد أن أقر إجراءات استثنائية في 25 يوليو (تموز) 2021 من بينها حل البرلمان.

المنجي السعيداني (تونس)

قارب يقل 130 شخصاً ينقلب جنوب الشابة في تونس

شخصان غرقا عندما انقلب قارب جنوب مدينة الشابة التونسية (أرشيفية - رويترز)
شخصان غرقا عندما انقلب قارب جنوب مدينة الشابة التونسية (أرشيفية - رويترز)
TT

قارب يقل 130 شخصاً ينقلب جنوب الشابة في تونس

شخصان غرقا عندما انقلب قارب جنوب مدينة الشابة التونسية (أرشيفية - رويترز)
شخصان غرقا عندما انقلب قارب جنوب مدينة الشابة التونسية (أرشيفية - رويترز)

قالت شركة «أمبري» البريطانية، اليوم (الأربعاء)، إن شخصين غرقا عندما انقلب قارب على متنه 130 شخصاً جنوب مدينة الشابة التونسية.