كشفت مصادر سياسية في تل أبيب، أن مجموعة من أبرز أعضاء الكونغرس الأميركي في مجلس الشيوخ، اكتشفوا أن رئيس المعارضة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، وضع كاميرا خفية لتسجيل لقائه بهم واستخدام المواد في دعايته الانتخابية من دون علمهم ومن دون التشاور معهم.
وكاد الأمر يتسبب في أزمة معهم، لولا أنه وافق على وقف تشغيل الكاميرات. وقالت هذه المصادر إن الحادثة تركت أثرا سيئا عند الأميركيين، وتسببت في حرج لنتنياهو.
ووقعت هذه الحادثة يوم الاثنين الفائت، عندما حضر وفد رفيع من أعضاء الكونغرس الأميركي الديمقراطيين والجمهوريين إلى إسرائيل، للتباحث مع قادتها حول التنسيق بين البلدين في مواجهة المشروع النووي الإيراني وأسباب رفض تل أبيب للاتفاق النووي بين طهران والدول الكبرى.
نظم الوفد وترأسه عضو الكونغرس من الحزب الجمهوري ليندسي غراهام، الذي يعتبر أحد كبار أصدقاء إسرائيل في الولايات المتحدة وتربطه علاقات صداقة حميمة مع نتنياهو. وضم الوفد رئيس لجنة الخارجية في مجلس الشيوخ روبرت مانديز وآخرين. والتقوا مع كل من رئيس الوزراء يائير لبيد، ورئيس المخابرات الخارجية (الموساد) ديفيد بارنياع ومسؤولين آخرين.
وحرص أعضاء الوفد على لقاء نتنياهو أيضا بصفته رئيسا للمعارضة. وحضر اللقاءات معهم السفير الأميركي لدى إسرائيل توم نايدس.
وعندما بدأ اللقاء، لاحظ السفير توماس نايدس أن نتنياهو يخبئ تحت ربطة عنقه ميكرفونا صغيرا، فسأله عن السبب. فارتبك نتنياهو. عندها، لاحظ غراهام بأن هناك أيضا كاميرا سرية صغيرة موضوعة في إحدى زوايا الطاولة التي تفصل بين الطرفين، وقد قام أحد مستشاري نتنياهو بتشغيلها، بطريقة فهلوية.
اعترض غراهام وتساءل عن سبب وجودها. فأجاب نتنياهو: «لا شيء. مجرد توثيق». فأجابوه بأن الجلسة حددت منذ البداية على أنها سرية، ولا يجوز تسجيلها أو اقتباس أي شيء يدور فيها». ورفضوا بدء الجلسة قبل أن تزال كل أجهزة التسجيل، ثم تبين أن هناك عدة كاميرات وميكروفونات في الغرفة، وقد تمت إزالتها.
وحسب موقع «واللا» الإسرائيلي الإخباري، فإن الحرج وعدم الارتياح خيما على اللقاء بسبب هذه الحادثة، خصوصا بعدما أوضح مصدر مطلع على التفاصيل، أن «نتنياهو أراد توثيق اللقاء من أجل استخدامه ضمن الدعاية في حملته الانتخابية». واعتبرها الأميركيون «قصة غريبة ومستهجنة». ومع أن نتنياهو رفض التعليق على الحادث، إلا أن مكتبه اعترف بها وقال إن «أي لقاء مع نتنياهو يتم توثيقه، واللقاء مع أعضاء الكونغرس والسفير الأميركي لم يكن استثناء».
وقام المكتب المسؤول عن الدعاية الانتخابية لنتنياهو بنشر شريط فيديو يظهر ما تمكنوا من تصويره من اللقاء، ويظهر فيه أعضاء الوفد وهم يدخلون المكتب ويصافحون نتنياهو بحرارة، من دون أي إشارة إلى فحوى اللقاء والحادثة الدبلوماسية التي كادت تنسفه.
كاميرات خفية في لقاء نتنياهو مع أعضاء الكونغرس
بغرض استخدام المواد في دعايته الانتخابية
كاميرات خفية في لقاء نتنياهو مع أعضاء الكونغرس
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة