وعيد يمني بتجفيف منابع الإرهاب غداة هجوم «القاعدة» في أبين

وزير الدفاع اليمني محسن الداعري لدى تفقده القوات البحرية في مدينة عدن (سبتمبر نت)
وزير الدفاع اليمني محسن الداعري لدى تفقده القوات البحرية في مدينة عدن (سبتمبر نت)
TT

وعيد يمني بتجفيف منابع الإرهاب غداة هجوم «القاعدة» في أبين

وزير الدفاع اليمني محسن الداعري لدى تفقده القوات البحرية في مدينة عدن (سبتمبر نت)
وزير الدفاع اليمني محسن الداعري لدى تفقده القوات البحرية في مدينة عدن (سبتمبر نت)

أثار هجوم تنظيم «القاعدة» (الثلاثاء) في محافظة أبين (جنوب) غضباً يمنياً على المستويات الشعبية والحزبية والحكومة، وسط وعيد بتجفيف منابع الإرهاب، ومطاردة العناصر الضالعة في الهجوم الذي خلَّف 21 قتيلاً و7 جرحى، عند أحد الحواجز الأمنية.
وذكرت المصادر اليمنية أن رئيس مجلس الوزراء معين عبد الملك، اطلع على تقرير أولي حول «العملية الإرهابية الغادرة» التي استهدفت نقطة أمنية في مديرية أحور بمحافظة أبين، وأدت إلى مقتل 21 جندياً من أفراد قوات الحزام الأمني، وإصابة 7 آخرين، ومقتل 8 من العناصر الإرهابيين.
وبحسب ما أوردته وكالة «سبأ» الرسمية، استمع رئيس الحكومة خلال اتصال هاتفي أجراه مع محافظ أبين اللواء أبو بكر حسين، إلى «الجهود الجارية لمطاردة وتعقب العناصر الإرهابية، والضربات الموجعة التي تلقتها خلال الأيام الماضية، والتنسيق القائم لاستمرار ملاحقتها وضبطها وتطهير المحافظة من شرورها».
وأضافت الوكالة أن عبد الملك اطلع «على الخطط الأمنية المعدة بالتنسيق مع السلطة المحلية، لضبط الأمن والاستقرار في المحافظة، وتجفيف منابع الإرهاب وتتبع عناصره الضالة»، وأنه «شدد بهذا الخصوص على الدور الشعبي لدعم جهود تحقيق الأمن والاستقرار، والإبلاغ عن أوكار الإرهابيين، وضبط أي اختلالات أو أعمال خارجة عن النظام والقانون».
ونقلت المصادر الرسمية أن رئيس الوزراء «وجه بتعزيز اليقظة الأمنية والاستمرار في ملاحقة العناصر الإرهابية ومتابعتها وضبطها، داعياً المواطنين إلى التعاون مع قوات الأمن في الإبلاغ عن هذه العناصر الإرهابية وتحركاتها».
في السياق نفسه، قال وزير الدفاع اليمني الفريق الركن محسن الداعري: «إن الهجوم الإرهابي الغادر (...) لن يثني القوات المسلحة عن محاربة التنظيمات الإرهابية وملاحقة عناصرها إلى أوكارها، وتطهير الوطن من عبثها وإجرامها، لينعم الجميع بالأمن والاستقرار والسكينة».
وذكرت المصادر الرسمية أن الفريق الداعري شدد في اتصال هاتفي أجراه بمحافظ أبين قائد المحور اللواء أبو بكر حسين: «على اليقظة ورفع الجاهزية القتالية والاستنفار، للتصدي لأي تهديدات أو عمليات إرهابية مماثلة تستهدف القوات المسلحة والأمن».
وأكد الداعري «ضرورة التنسيق بين مختلف الوحدات العسكرية والأمنية، حتى تتمكن من مواجهة الإرهاب، وردع كل من تسول له نفسه زعزعة الاستقرار في المحافظات المحررة»، وفق ما ذكرته وكالة «سبأ».
وأضاف بالقول: «إن العملية الإرهابية الجبانة تشير بوضوح إلى التعاون الوثيق بين التنظيمين الإرهابيين: (القاعدة) والحوثي المدعوم إيرانياً». وأكد أن المؤسسة العسكرية في بلاده «لن تتوانى عن مواجهتهما وهزيمتهما معاً».
من جهته، كان وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني قد دان الهجوم الذي وصفه بـ«الإرهابي الغادر والجبان»، وقال إنه «يؤكد من جديد التخادم بين ميليشيا الحوثي التابعة لإيران، والتنظيمين الإرهابيين (داعش) و(القاعدة)، والتنسيق الميداني القائم بينها، للتخطيط وتنفيذ العمليات الإرهابية التي تستهدف الأجهزة الأمنية والإضرار بالأمن والاستقرار في المناطق المحررة».
وإضافة إلى ذلك، قالت وزارة حقوق الإنسان اليمنية في بيان: «إن هذه الأعمال الإرهابية الموجهة ضد رجال الأمن تهدف لزعزعة الأمن والاستقرار في المناطق المحررة، وهي تتخادم بشكل وقح وسافر مع أهداف ميليشيا الحوثي الإرهابية». وأضافت: «إن هذه الجرائم لم ولن تسقط بالتقادم، وإن مرتكبيها سينالون جزاءهم العادل أمام القضاء، وإن الشعب ومؤسساته الشرعية لن يتوانوا عن التصدي لمخططات الإرهاب وأهدافه القميئة».
كما دعت الوزارة في بيانها «كافة المنظمات الجماهيرية والسياسية والحقوقية لإدانة مثل هذه الجرائم، وإسناد الأجهزة الأمنية في مساعيها لضبط الأمن والاستقرار في كافة المناطق المحررة».
يشار إلى أن وزارة الداخلية اليمنية كانت قد أوضحت في بيان رسمي أن الهجوم الذي ترجح مسؤولية «أنصار الشريعة» عنه، وهي التسمية المحلية لتنظيم «القاعدة» في اليمن، أدى إلى مقتل 21 جندياً من أفراد الحزام الأمني وإصابة 7، إلى جانب مقتل 8 من العناصر الإرهابية.
وأكدت الداخلية اليمنية أنها «لن تألو جهداً للوصول إلى من يقف خلف العملية الإجرامية»، ووجهت أجهزتها الأمنية باليقظة والتوحد في مواجهة العناصر الإرهابية، وتكثيف التحريات والمتابعة لضبط جميع العناصر ومن يؤويهم.
ووجَّه البيان تحذيرات إلى «كل من يعمل على إيواء تلك العناصر والتستر عليها من المساءلة القانونية»، وشدد «على تعزيز التعاون مع الشرطة والإبلاغ عن التحركات المشبوهة في المحافظات المحررة، حتى تتمكن الأجهزة الأمنية من محاربة الإرهاب والتطرف».
ولم تنسَ الداخلية اليمنية أن تذكِّر بصلة الحوثيين بالتنظيمات الإرهابية؛ حيث أكدت أن الهجوم الأخير في أبين «يؤكد حالة التماهي والتخادم الحاصل بين العناصر المتطرفة وميليشيات الحوثي الإرهابية».


مقالات ذات صلة

باكستان: جهود لتطهير المناطق الاستراتيجية على الحدود الأفغانية من المسلحين

آسيا جندي باكستاني يقف حارساً على الحدود الباكستانية الأفغانية التي تم تسييجها مؤخراً (وسائل الإعلام الباكستانية)

باكستان: جهود لتطهير المناطق الاستراتيجية على الحدود الأفغانية من المسلحين

الجيش الباكستاني يبذل جهوداً كبرى لتطهير المناطق الاستراتيجية على الحدود الأفغانية من المسلحين.

عمر فاروق (إسلام آباد)
أفريقيا وحدة من جيش بوركينا فاسو خلال عملية عسكرية (صحافة محلية)

دول الساحل تكثف عملياتها ضد معاقل الإرهاب

كثفت جيوش دول الساحل الثلاث؛ النيجر وبوركينا فاسو ومالي، خلال اليومين الماضيين من عملياتها العسكرية ضد معاقل الجماعات الإرهابية.

الشيخ محمد (نواكشوط)
أفريقيا سيدة في إحدى قرى بوركينا فاسو تراقب آلية عسكرية تابعة للجيش (غيتي)

تنظيم «القاعدة» يقترب من عاصمة بوركينا فاسو

أعلنت «جماعة نصرة الإسلام والمسلمين»، الموالية لتنظيم «القاعدة»، أنها سيطرت على موقع عسكري متقدم تابع لجيش بوركينا فاسو.

الشيخ محمد ( نواكشوط)
أفريقيا رئيس تشاد يتحدث مع السكان المحليين (رئاسة تشاد)

الرئيس التشادي: سنلاحق إرهابيي «بوكو حرام» أينما ذهبوا

قال الرئيس التشادي محمد إدريس ديبي، في مقطع فيديو نشرته الرئاسة التشادية، إنه سيلاحق مقاتلي «بوكو حرام» «أينما ذهبوا، واحداً تلو الآخر، وحتى آخر معاقلهم».

الشيخ محمد (نواكشوط)
أفريقيا آثار هجوم إرهابي شنَّته «بوكو حرام» ضد الجيش التشادي (إعلام محلي)

«الإرهاب» يصعّد هجماته في دول الساحل الأفريقي

تصاعدت وتيرة الهجمات الإرهابية في منطقة الساحل الأفريقي، خصوصاً بعد أن أعلنت تشاد أن أربعين جندياً قُتلوا في هجوم إرهابي.

الشيخ محمد (نواكشوط)

«حماس» تُرحّب بمذكرتي توقيف نتنياهو وغالانت وتصفهما بخطوة «تاريخية»

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)
TT

«حماس» تُرحّب بمذكرتي توقيف نتنياهو وغالانت وتصفهما بخطوة «تاريخية»

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)

رحبت حركة «حماس»، اليوم (الخميس)، بإصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت، معتبرة أنه خطوة «تاريخية مهمة».

وقالت الحركة في بيان إنها «خطوة ... تشكل سابقة تاريخيّة مهمة، وتصحيحاً لمسار طويل من الظلم التاريخي لشعبنا»، من دون الإشارة إلى مذكرة الاعتقال التي أصدرتها المحكمة بحق محمد الضيف، قائد الجناح المسلح لـ«حماس».

ودعت الحركة في بيان «محكمة الجنايات الدولية إلى توسيع دائرة استهدافها بالمحاسبة، لكل قادة الاحتلال».

وعدّت «حماس» القرار «سابقة تاريخية مهمة»، وقالت إن هذه الخطوة تمثل «تصحيحاً لمسار طويل من الظلم التاريخي لشعبنا، وحالة التغاضي المريب عن انتهاكات بشعة يتعرض لها طيلة 46 عاماً من الاحتلال».

كما حثت الحركة الفلسطينية كل دول العالم على التعاون مع المحكمة الجنائية في جلب نتنياهو وغالانت، «والعمل فوراً لوقف جرائم الإبادة بحق المدنيين العزل في قطاع غزة».

وفي وقت سابق اليوم، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت؛ لتورطهما في «جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب»، منذ الثامن من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وقال القيادي بحركة «حماس»، عزت الرشق، لوكالة «رويترز» للأنباء، إن أمر الجنائية الدولية يصب في المصلحة الفلسطينية.

وعدّ أن أمر «الجنائية الدولية» باعتقال نتنياهو وغالانت يكشف عن «أن العدالة الدولية معنا، وأنها ضد الكيان الصهيوني».

من الجانب الإسرائيلي، قال رئيس الوزراء السابق، نفتالي بينيت، إن قرار المحكمة بإصدار أمري اعتقال بحق نتنياهو وغالانت «وصمة عار» للمحكمة. وندد زعيم المعارضة في إسرائيل، يائير لابيد، أيضاً بخطوة المحكمة، ووصفها بأنها «مكافأة للإرهاب».

ونفى المسؤولان الإسرائيليان الاتهامات بارتكاب جرائم حرب. ولا تمتلك المحكمة قوة شرطة خاصة بها لتنفيذ أوامر الاعتقال، وتعتمد في ذلك على الدول الأعضاء بها.