رئيس «الموساد» يباشر اجتماعات في واشنطن لمناقشة «النووي» الإيراني

«الأمن القومي» الأميركي: المفاوضات تراوح مكانها

رئيس «الموساد» الإسرائيلي ديفيد برنياع (رويترز)
رئيس «الموساد» الإسرائيلي ديفيد برنياع (رويترز)
TT

رئيس «الموساد» يباشر اجتماعات في واشنطن لمناقشة «النووي» الإيراني

رئيس «الموساد» الإسرائيلي ديفيد برنياع (رويترز)
رئيس «الموساد» الإسرائيلي ديفيد برنياع (رويترز)

فور وصوله إلى قاعدة «آندروز» الجوية قرب العاصمة واشنطن، مساء الثلاثاء، باشر رئيس «الموساد» الإسرائيلي ديفيد برنياع، سلسلة من اللقاءات مع كبار المسؤولين في البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأميركية والبنتاغون، إضافة إلى لقائه ويليام بيرنز، مدير الاستخبارات المركزية الأميركية، وبعض المشرعين في لجان الاستخبارات بالكونغرس.
وتستهدف محادثات برنياع إقناع الجانب الأميركي بمخاطر التوصل إلى صفقة نووية «سيئة»، وتعزيز التنسيق الأمني والاستخباراتي مع الولايات المتحدة.
وتأتي زيارة برنياع إثر زيارات متعاقبة قام بها وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، ومستشار الأمن القومي إيال حولاتا، لواشنطن الشهر الماضي، كما تحدث رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لبيد مع الرئيس الأميركي جو بايدن الأسبوع الماضي.
وتجد تحذيرات إسرائيل من إبرام صفقة نووية سيئة مع إيران آذاناً صاغية؛ خصوصاً من أعضاء الكونغرس الأميركي، لكن قدرة إسرائيل على إحداث تغيير جذري في موقف إدارة بايدن من إعادة إحياء الصفقة تجد كثيراً من الجدل والشكوك، حيث تسعى الإدارة الأميركية إلى إنجاز انتصار دبلوماسي قبل انتخابات التجديد النصفي للكونغرس، كما ترغب في أن يحقق إبرام الصفقة ضخ النفط الإيراني في الأسواق العالمية بما يؤدي إلى خفض الأسعار، ومد الدول الأوروبية بمصادر طاقة بديلة عن الطاقة الروسية.
ولا يبدو من تصريحات المسؤولين في «الخارجية» الأميركية والبيت الأبيض أن التحذيرات الإسرائيلية ستغير جذرياً من حسابات الولايات المتحدة، فقد شددت كارين فان بيير، المتحدثة باسم البيت الأبيض، خلال المؤتمر الصحافي مساء الثلاثاء، على أن الرئيس بايدن سوف يبرم صفقة مع إيران فقط إذا كانت تحقق مصالح الأمن القومي الأميركي، وقالت: «لقد قلنا هذا مرات عديدة؛ لقد اتخذنا نهجاً مدروساً ومبدئياً لهذه المفاوضات منذ البداية، فإذا كانت إيران مستعدة للامتثال لالتزاماتها بموجب اتفاق 2015، فنحن على استعداد لفعل الشيء نفسه».
ولوحت المتحدثة باسم البيت الأبيض بالاستعدادات لسيناريوهات متعددة في المفاوضات الجارية مع إيران. وقالت: «تستعد الإدارة، جنباً إلى جنب مع حلفائنا، بسيناريوهات؛ مع أو من دون عودة متبادلة إلى التنفيذ الكامل». وأضافت: «لن يبرم الرئيس إلا صفقة تخدم مصلحة الأمن القومي للولايات المتحدة. مرة أخرى؛ لن نتفاوض ولن نجري محادثات أو افتراضات لما قد يحدث أو لا يحدث. لقد كنا واضحين للغاية بشأن ما نعتزم القيام به، وهو التأكد من أن إيران لا تمتلك سلاحاً نووياً».
من جانبه؛ أشار جون كيربي، منسق الاتصالات بمجلس الأمن القومي الأميركي، للصحافيين إلى وجود فجوات تشكل عائقاً أمام التوصل إلى توافق. وأوضح كيربي، خلال مؤتمر عبر الهاتف، مساء الثلاثاء، أن الجهود ما زالت جارية نحو إعادة العمل بالاتفاق النووي، مشيراً أن المفاوضات «تراوح في مكانها ذهاباً وإياباً»، ورفض أن يعطي تاريخاً محدداً لإنهاء هذه المفاوضات. وقال كيربي: «لقد قدمنا ردنا إلى الاتحاد الأوروبي، وقدم الإيرانيون ردهم، ولا تزال هناك فجوات، لكن هذا لا يعني أننا أقل التزاماً بالصفقة، ولا يعني أننا لا نزال نريد معرفة ما إذا كان بإمكاننا الوصول إلى هناك ولا يزال هناك الكثير من العمل الذي يتعين على الدبلوماسيين الأميركيين القيام به».
وحول إطلاق يد إسرائيل في القيام بأعمال دفاع عن النفس؛ قال كيربي: «الولايات المتحدة والرئيس بايدن أقوى مؤيد لحق إسرائيل في الدفاع عن النفس، ولن نتحدث عن افتراضات فيما يتعلق بإيران. كان الرئيس بايدن واضحاً في أننا لن نسمح لإيران بامتلاك أسلحة نووية، ويعتقد اعتقاداً راسخاً أن أفضل طريقة للقيام بذلك هي من خلال الدبلوماسية، لكن الرئيس كان واضحاً أيضاً في أنه يريد التأكد من أننا لدينا خيارات أخرى لمنع إيران من امتلاك قدرات أسلحة نووية».
وقال فيدنت باتيل، نائب المتحدث باسم «الخارجية» الأميركية، إن الرد الإيراني للاتحاد الأوروبي يوضح أن الفجوات لا تزال قائمة، وسبق أن وصفت واشنطن المطالب الإيرانية والتغييرات التي تقترح إجراءها على النص الأوروبي بأنها «غير بناءة».


مقالات ذات صلة

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

المشرق العربي اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان. وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
شؤون إقليمية إيران تحتجز ناقلة نفط ثانية

إيران تحتجز ناقلة نفط ثانية

احتجز «الحرس الثوري» الإيراني، أمس، ناقلة نقط في مضيق هرمز في ثاني حادث من نوعه في غضون أسبوع، في أحدث فصول التصعيد من عمليات الاحتجاز أو الهجمات على سفن تجارية في مياه الخليج، منذ عام 2019. وقال الأسطول الخامس الأميركي إنَّ زوارق تابعة لـ«الحرس الثوري» اقتادت ناقلة النفط «نيوفي» التي ترفع علم بنما إلى ميناء بندر عباس بعد احتجازها، في مضيق هرمز فجر أمس، حين كانت متَّجهة من دبي إلى ميناء الفجيرة الإماراتي قبالة خليج عُمان. وفي أول رد فعل إيراني، قالت وكالة «ميزان» للأنباء التابعة للسلطة القضائية إنَّ المدعي العام في طهران أعلن أنَّ «احتجاز ناقلة النفط كان بأمر قضائي عقب شكوى من مدعٍ». وجاءت الو

«الشرق الأوسط» (طهران)
شؤون إقليمية سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

استهلَّ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، أمس، زيارة لدمشق تدوم يومين بالإشادة بما وصفه «الانتصارات الكبيرة» التي حقَّقها حكم الرئيس بشار الأسد ضد معارضيه. وفي خطوة تكرّس التحالف التقليدي بين البلدين، وقّع رئيسي والأسد اتفاقاً «استراتيجياً» طويل الأمد. وزيارة رئيسي للعاصمة السورية هي الأولى لرئيس إيراني منذ عام 2010، عندما زارها الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد، قبل شهور من بدء احتجاجات شعبية ضد النظام. وقال رئيسي، خلال محادثات موسَّعة مع الأسد، إنَّه يبارك «الانتصارات الكبيرة التي حققتموها (سوريا) حكومة وشعباً»، مضيفاً: «حقَّقتم الانتصار رغم التهديدات والعقوبات التي فرضت ضدكم».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
شؤون إقليمية باريس تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

باريس تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

نددت فرنسا باحتجاز البحرية التابعة لـ«الحرس الثوري» الإيراني ناقلة النفط «نيوفي» التي ترفع علم بنما في مضيق هرمز الاستراتيجي، وذلك صبيحة الثالث من مايو (أيار)، وفق المعلومات التي أذاعها الأسطول الخامس التابع للبحرية الأميركية وأكدها الادعاء الإيراني. وأعربت آن كلير لوجندر، الناطقة باسم الخارجية الفرنسية، في مؤتمرها الصحافي، أمس، أن فرنسا «تعرب عن قلقها العميق لقيام إيران باحتجاز ناقلة نفطية» في مياه الخليج، داعية طهران إلى «الإفراج عن الناقلات المحتجزة لديها في أسرع وقت».

ميشال أبونجم (باريس)
شؤون إقليمية منظمات تندد بـ«إصرار» فرنسا «على رغبتها بترحيل» إيرانيين

منظمات تندد بـ«إصرار» فرنسا «على رغبتها بترحيل» إيرانيين

قالت منظمات غير حكومية إن فرنسا احتجزت العديد من الإيرانيين في مراكز اعتقال في الأسابيع الأخيرة، معتبرة ذلك إشارة إلى أنّ الحكومة «تصر على رغبتها في ترحيلهم إلى إيران» رغم نفي وزير الداخلية جيرالد دارمانان. وكتبت منظمات العفو الدولية، و«لا سيماد»، و«إيرانيان جاستس كوليكتيف» في بيان الأربعاء: «تواصل الحكومة إبلاغ قرارات الترحيل إلى إيران مهددة حياة هؤلاء الأشخاص وكذلك حياة عائلاتهم». واعتبرت المنظمات أن «فرنسا تصرّ على رغبتها في الترحيل إلى إيران»، حيث تشن السلطات قمعاً دامياً يستهدف حركة الاحتجاج التي اندلعت إثر وفاة الشابة الإيرانية الكردية مهسا أميني في سبتمبر (أيلول)، أثناء احتجازها لدى شرط

«الشرق الأوسط» (باريس)

إسرائيل تعلن مقتل 2 من المشاركين في هجوم 7 أكتوبر

جانب من الدمار جراء القصف الإسرائيلي على قطاع غزة (أ.ف.ب)
جانب من الدمار جراء القصف الإسرائيلي على قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل تعلن مقتل 2 من المشاركين في هجوم 7 أكتوبر

جانب من الدمار جراء القصف الإسرائيلي على قطاع غزة (أ.ف.ب)
جانب من الدمار جراء القصف الإسرائيلي على قطاع غزة (أ.ف.ب)

قال الجيش الإسرائيلي، اليوم (الأربعاء)، إنه قتل شخصين شمال قطاع غزة ممن شاركوا في هجمات حركة «حماس» المباغتة في إسرائيل قبل أكثر من 14 شهراً.

وذكر الجيش الإسرائيلي أن أحدهما قاد هجوماً على موقع عسكري إسرائيلي قرب الحدود مع قطاع غزة، أسفر عن مقتل 14 جندياً إسرائيلياً.

وأشار إلى أن الرجل هاجم قوات إسرائيلية أيضاً في قطاع غزة في الحرب التي أعقبت الهجوم.

وأضاف الجيش الإسرائيلي أن القوات الجوية الإسرائيلية قتلته في مبنى مدرسة سابقة في مدينة غزة.

ولفت الجيش إلى أنه قتل رئيس وحدة الطيران المظلي بالحركة، الذي قاد تحرك الحركة في الأراضي الإسرائيلية في 7 أكتوبر (تشرين الأول) جواً، في ضربة منفصلة في جباليا.

ولم يحدد الجيش وقت مقتل الرجلين بالتحديد.

كانت عملية «طوفان الأقصى» التي شنّتها «حماس» قد أسفرت عن مقتل 1200 جندي ومدني إسرائيلي واحتجاز قرابة 240 رهينة تم اقتيادهم إلى قطاع غزة، ورداً على ذلك شنّت إسرائيل هجمات وغزواً برياً للقطاع تسبب في كارثة إنسانية وتدمير البنية التحتية ونقص شديد في المواد الغذائية والأدوية ومقتل وإصابة أكثر من 150 ألف شخص.