عودة إلى المضادات الحيوية كبديل لإزالة الزائدة الدودية

تجارب واختبارات لمقارنة فاعليتها مقارنة بالإجراءات الجراحية

الدكتور الجراح ديفيد فلام يخطط لإجراء تجارب على فاعلية المضادات الحيوية في إزالة التهاب الزائدة الدودية
الدكتور الجراح ديفيد فلام يخطط لإجراء تجارب على فاعلية المضادات الحيوية في إزالة التهاب الزائدة الدودية
TT

عودة إلى المضادات الحيوية كبديل لإزالة الزائدة الدودية

الدكتور الجراح ديفيد فلام يخطط لإجراء تجارب على فاعلية المضادات الحيوية في إزالة التهاب الزائدة الدودية
الدكتور الجراح ديفيد فلام يخطط لإجراء تجارب على فاعلية المضادات الحيوية في إزالة التهاب الزائدة الدودية

يهرول 300 ألف مواطن أميركي كل عام إلى أقسام الطوارئ في المستشفيات إثر إصابتهم بالتهاب الزائدة الدودية. ويقال لأكثرهم إنه إذا لم تجرِ جراحة لاستئصال الزائدة فسوف تنفجر داخل الجسم – مما قد يؤدي إلى عواقب قاتلة.
ولكن الآن، يقول بعض الأطباء إنه قد يكون هناك خيار آخر: المضادات الحيوية.
وتشير خمس دراسات طبية أوروبية محدودة النطاق شملت 1000 مريض فقط إلى أن المضادات الحيوية يمكنها علاج بعض مرضى التهاب الزائدة الدودية. وقد تناول 70 في المائة منهم الأقراص ولم تجرَ لهم عمليات جراحية للتخلص من الألم.

* أقراص بدل الجراحة
وأولئك الذين خضعوا لجراحة استئصال الزائدة الدودية بعد تناول أقراص المضادات الحيوية لم يعانوا من مزيد من التعقيدات مثل تلك التي واجهها أولئك الذين خضعوا للجراحة فقط.
يقول الطبيب ديفيد تالان، وهو متخصص في طب الطوارئ والأمراض المعدية لدى جامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس: «يبدو أن تلك الدراسات تشير إلى أن المضادات الحيوية بإمكانها علاج التهاب الزائدة الدودية لدى الكثير من المرضى. ولدى المريض الآن على أقل تقدير الفرصة لتجنب إجراء الجراحة بالكلية».
يخطط تالان برفقة غيره من الباحثين إلى إجراء تجربة إكلينيكية كبيرة لمقارنة مرضى التهاب الزائدة الدودية الذين تلقوا المضادات الحيوية أو الذين خضعوا للجراحة.
وقضى تالان وزميله الطبيب ديفيد فلوم، وهو جراح لدى جامعة واشنطن، معظم العام الماضي في الإعداد وسؤال المرضى إذا ما كانوا يرغبون في المشاركة في تلك التجربة.
ولقد وافق ما يقرب من نصف المرضى على المشاركة. وفي دراسة أخرى، قال ما يقرب من ثلاثة أرباع المرضى الذين خضعوا لجراحة استئصال الزائدة الدودية إنهم كانوا يفضلون تجربة المضادات الحيوية أولا.
ووفقا لاقتراح العلاج البديل بالمضادات الحيوية، فإن الباحثين يتجاوزون تقليدا طبيا طويل الأمد.

* جراحة الزائدة الدودية
بدأت العمليات الجراحية في علاج التهاب الزائدة الدودية منذ عام 1880، حينما كانت الجراحة ذاتها فكرة حديثة تماما. ولقد جاهد الأطباء وقتها للوقوف على أي المرضى الذين يجب إجراء الجراحة لهم، وذلك لخطورة العملية الجراحية آنذاك ولأنهم علموا بأن بعض المرضى قد تتحسن حالتهم الصحية من دونها. ثم تحسنت العمليات الجراحية والتخدير بمرور الوقت، ومع ذلك، تحولت جراحة استئصال الزائدة الدودية إلى الخيار الأول للمرضى. ووفقا لمنهج التفكير الطبي في ذلك الوقت، كان أمرا منطقيا.
ولسنوات كثيرة، ظن الأطباء أن الزائدة الدودية – وهي أنبوب صغير على شكل دودة معلق على الجانب الأيمن من القولون – يصيبها الالتهاب نظرا لانسدادها بسبب قطعة صغيرة من البراز الصلب. ولكن كما اتضح لاحقا، رغم ذلك، أن الغالبية العظمى من المرضى بالتهاب الزائدة الدودية لا يتكون لديهم ذلك الانسداد.
يقول الطبيب جيمس بارون، رئيس قسم الجراحة المتقاعد لدى مستشفى ستامفورد في كونيتيكت ومستشفى لينكولن في برونكس: «لا يعلم أحد السبب الحقيقي لالتهاب الزائدة الدودية».
كما أن التهاب الزائدة الدودية، كما يظن الكثير من الناس، ليس شبيها بالقنبلة الموقوتة. في حين أن انفجار الزائدة يحدث لدى 15 إلى 25 في المائة من المرضى، إلا أن الباحثين يفترضون أن أولئك الذين تنفجر لديهم الزائدة قد تكون لديهم استجابة مناعية مهيأة أو عدوى بأنواع معينة من البكتيريا. وفي حالات أخرى، ينقضي أثر التهاب الزائدة الدودية من تلقاء نفسه.
ولا ترتبط الفترة الزمنية التي تلتهب فيها الزائدة الدودية بالضرورة بخطر انفجارها. فمعظم الأشخاص المصابين بالزائدة الدودية الممزقة كانت قد تمزقت زائدتهم الدودية بالفعل قبل وصولهم لغرفة الطوارئ بالمستشفى.
ولكن الاندهاش الناتج عن أثر المضادات الحيوية في علاج ذلك، لا يوحي بأنها المرة الأولى التي استخدمت فيها كبديل محتمل لعلاج التهاب الزائدة الدودية.
عندما صارت المضادات الحيوية متاحة للجمهور في الأربعينات والخمسينات من القرن الماضي، بدأ الأطباء في إنجلترا في وصفها لمرضى التهاب الزائدة الدودية، مما عاد بنتائج ممتازة. وأثناء فترة الحرب الباردة، عندما قضى البحارة الأميركيون ستة أشهر أو يزيد على متن الغواصات النووية غير المسموح لها بالطفو على سطح الماء، كان أولئك الذين يمرضون بالتهاب الزائدة الدودية يعالجونها بالمضادات الحيوية.
يقول الطبيب فلوم: «كان بحارة الغواصات رجالا عظماء، ولم يرفع أي تقرير بوفاة أي منهم جراء ذلك». غير أن ذلك لم يضف جديدا إلى اعتقاد أن الجراحة هي العلاج الفعال في ذلك. في عام 1961، ذهب الطبيب الروسي، ليونيد روغوزوف، المتمركز وقتها في القارة القطبية الجنوبية، إلى استئصال زائدته الدودية بنفسه حينما التهبت. ولقد كتب في مذكراته يقول: «إنني أعمل بصورة رئيسية عن طريق اللمس. لقد كان النزيف ثقيلا للغاية، ولكنني أخذت ما يكفي من الوقت. لقد صرت ضعيفا للغاية، وبدأت رأسي في الدوران. وأخيرا، ها هي ذا، الزائدة اللعينة».

* فاعلية المضادات الحيوية
تحاول التجارب الإكلينيكية المخطط لها مقارنة المضادات الحيوية بالإجراءات الجراحية إلى الإجابة عن أسئلة مهمة: هل المضادات الحيوية بمثل جودة وفعالية العمليات الجراحية من حيث علاج التهاب الزائدة الدودية؟ هل يمكنها فعلا أن تحل محل العمليات الجراحية مما يخفض من التكاليف، ويجنب إقامة المرضى بالمستشفيات عقب الجراحة؟
ما هي النسبة الغالبة لمعاودة الإصابة بالتهاب الزائدة الدودية عقب علاجها أول مرة بالمضادات الحيوية؟ وهل سوف يهرع المرضى الذين عولجوا بالمضادات الحيوية في وقت لاحق إلى غرف الطوارئ بالمستشفيات في كل مرة يشعرون بألم في البطن؟
وليس من الواضح حتى الآن كيفية تناول تلك المضادات الحيوية.
وفي التجارب الأوروبية المذكورة، خضع المرضى ليوم أو يومين من الحقن الوريدي في المستشفى، ثم انتقلوا إلى منازلهم ليستمروا في تناول الأقراص لمدة أسبوع آخر. ولكن، كما يقول الطبيب تالان، هناك الآن المضادات الحيوية بالحقن الوريدي طويلة المفعول والتي قد تسمح للمريض بزيارة بسيطة للطبيب ليومين فقط ثم تناول الأقراص – في حين تجنب الإقامة في المستشفيات لذات الغرض.
وهناك نقاش يدور حاليا في المحيط الطبي حول ما إذا كان يصح إخبار المرضى عن خيار المضادات الحيوية، وإذا ما عرفوا به، فأي المرضى يجب إخبارهم.
سوف تناقش الطبيبة جيانا ديفيدسون، وهي طبيبة الجراحة العامة لدى جامعة واشنطن، مسألة المضادات الحيوية مع مرضى التهاب الزائدة الدودية الذين يسألون عنها، ولكن تعتريهم الشكوك حول جدواها كعلاج لمرضهم.
وأضافت تقول: «ليست لدينا الإجابات عن الأسئلة التي تهم المرضى. ما هي فرص عودة المرض مجددا؟ وإذا ما أصبت بألم في البطن، ما الذي يجعلني أعاود زيارة المستشفى؟»، كما أنها تابعت تقول: «يساورني الكثير من التردد من جانبي للانتقال الكامل عن جراحة تستغرق 30 دقيقة وتزيل الخطر تماما من حياتهم».
أما الطبيب فيليب إس. باري، رئيس تحرير مجلة «العدوى الجراحية» وأستاذ الجراحة لدى كلية طب ويل كورنيل، فلا يذكر المضادات الحيوية بصفة روتينية لمرضاه، ويقول إنه يفضل رؤية النتائج الناجمة عن التجارب الإكلينيكية الوطنية أولا. ويستطرد قائلا: «لا أدرج ذلك الخيار ضمن الموافقة المسبقة على الجراحة كخيار بديل لها».

* طلبات المرضى
ولكن المرضى بدأوا يعثرون على الإجابات من تلقاء أنفسهم، فقد استيقظ ريتشارد ريديلفس (40 عاما) وهو مدير شركة للوحدات السكنية والاتحادات المنزلية في أدموندز بواشنطن، صباح يوم مع ألم في البطن قبل بضع سنوات. وأخبر طبيب غرفة الطوارئ السيد ريديلفس بأنه في حاجة إلى جراحة فورية لاستئصال الزائدة الدودية.
لكن السيد ريديلفس لم يكن مؤمنا عليه طبيا، وأخبر طبيب الطوارئ بأنه قد قرأ ذات مرة مقالا على الإنترنت حول أن المضادات الحيوية قد تكون بديلا ناجحا في حالته.
وأضاف السيد ريديلفس يقول: «فور علمه بأنه ليس لدي تأمين صحي، كان من السهل إقناعه بأن يصف لي المضادات الحيوية كدواء». ولقد شعر بتحسن على الفور تقريبا. ولكن بعد مرور ستة شهور، شعر ريديلفس بوخز في بطنه وعاد إلى المستشفى مجددا. ولكنه هذه المرة كان يحمل تأمينه الطبي. وقال إنه أصيب بالتهاب الزائدة الدودية مرة أخرى وطالب بإجراء الجراحة!
* خدمة «نيويورك تايمز»



«يوم 13» يطارد «هارلي» في سباق إيرادات «الفطر السينمائي» بمصر

أحمد داود في لقطة من الفيلم
أحمد داود في لقطة من الفيلم
TT

«يوم 13» يطارد «هارلي» في سباق إيرادات «الفطر السينمائي» بمصر

أحمد داود في لقطة من الفيلم
أحمد داود في لقطة من الفيلم

حقق فيلم الرعب والإثارة «يوم 13» مفاجأة خلال الأيام الماضية في شباك التذاكر بمصر، حيث حصد أعلى إيراد يومي متفوقاً على فيلم «هارلي» لمحمد رمضان، الذي لا يزال محتفظاً بالمركز الأول في مجمل إيرادات أفلام موسم عيد الفطر محققاً ما يزيد على 30 مليون جنيه مصري حتى الآن (نحو مليون دولار أميركي)، بينما يطارده في سباق الإيرادات «يوم 13» الذي حقق إجمالي إيرادات تجاوزت 20 مليون جنيه حتى الآن.
ويعد «يوم 13» أول فيلم عربي بتقنية ثلاثية الأبعاد، وتدور أحداثه في إطار من الرعب والإثارة من خلال عز الدين (يؤدي دوره الفنان أحمد داود) الذي يعود من كندا بعد سنوات طويلة باحثاً عن أهله، ويفاجأ بعد عودته بالسمعة السيئة لقصر العائلة المهجور الذي تسكنه الأشباح، ومع إقامته في القصر يكتشف مغامرة غير متوقعة. الفيلم من تأليف وإخراج وائل عبد الله، وإنتاج وتوزيع شركته وشقيقه لؤي عبد الله «أوسكار»، ويؤدي بطولته إلى جانب أحمد داود كل من دينا الشربيني، وشريف منير، وأروى جودة، كما يضم عدداً من نجوم الشرف من بينهم محمود عبد المغني، وفرح، وأحمد زاهر، ومحمود حافظ، وجومانا مراد، ووضع موسيقاه هشام خرما.
وقال مخرج الفيلم وائل عبد الله في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إنه ليس متفاجئاً بالإيرادات التي حققها الفيلم، ولكنه كان متخوفاً من الموسم نفسه ألا يكون جيداً، قائلاً إن «إقبال الجمهور حطم مقولة إن جمهور العيد لا يقبل إلا على الأفلام الكوميدية، وإنه يسعى للتنوع ولوجود أفلام أخرى غير كوميدية، وإن الفيصل في ذلك جودة الفيلم، مؤكداً أن الفيلم احتل المركز الأول في الإيرادات اليومية منذ انتهاء أسبوع العيد».
وكشف عبد الله أن الفيلم استغرق عامين، خلاف فترات التوقف بسبب جائحة كورونا، وأنه تضمن أعمال غرافيك كبيرة، ثم بعد ذلك بدأ العمل على التقنية ثلاثية الأبعاد التي استغرق العمل عليها عشرة أشهر كاملة، مؤكداً أنه درس طويلاً هذه التقنية وأدرك عيوبها ومميزاتها، وسعى لتلافي الأخطاء التي ظهرت في أفلام أجنبية والاستفادة من تجارب سابقة فيها.
وواصل المخرج أنه كان يراهن على تقديم الفيلم بهذه التقنية، لا سيما أن أحداً في السينما العربية لم يقدم عليها رغم ظهورها بالسينما العالمية قبل أكثر من عشرين عاماً، موضحاً أسباب ذلك، ومن بينها ارتفاع تكلفتها والوقت الذي تتطلبه، لذا رأى أنه لن يقدم على هذه الخطوة سوى أحد صناع السينما إنتاجياً وتوزيعياً، مشيراً إلى أن «ميزانية الفيلم وصلت إلى 50 مليون جنيه، وأنه حقق حتى الآن إيرادات وصلت إلى 20 مليون جنيه».
ورغم عدم جاهزية بعض السينمات في مصر لاستقبال الأفلام ثلاثية الأبعاد، فقد قام المخرج بعمل نسخ «2 دي» لبعض دور العرض غير المجهزة، مؤكداً أن استقبال الجمهور في القاهرة وبعض المحافظات للفيلم لم يختلف، منوهاً إلى أن ذلك سيشجع كثيراً على تقديم أفلام بتقنية ثلاثية الأبعاد في السينما العربية.