أكدت تركيا أنها لا تزال تشعر بالحساسية من «تحرشات» اليونان بمقاتلاتها فوق بحر إيجة والبحر المتوسط، معلنة استياءها من الموقف الأوروبي الرافض لتهديدات الرئيس رجب طيب إردوغان بالحرب ضد اليونان بسبب هذه التحرشات بعدما وصف الاتحاد الأوروبي تصريحاته ضد اليونان بـ«العدائية».
في مؤتمر صحافي عقده في مطار أسن بوغا بالعاصمة أنقرة أمس الثلاثاء قبل توجهه إلى البوسنة والهرسك في أولى محطات جولة في البلقان تشمل أيضًا صربيا وكرواتيا، قال إردوغان إن بلاده «ما زالت تشعر بالحساسية من تحرشات اليونان بالمقاتلات التركية، واليونان بدأت تضبط نفسها بعد أن أدركت ذلك». وأوضح أن وزارة الدفاع التركية تتواصل مع قيادة حلف شمال الأطلسي (الناتو) لبحث المضايقات اليونانية للمقاتلات التركية.
أضاف: «أعتقد أن اليونان ستفكر ملياً قبل أن تقرر ماهية علاقاتها مع تركيا، وأقول مجدداً يمكن أن نأتي بغتة ذات ليلة».
والأسبوع الماضي، قال إردوغان إن اليونان تحتل جزر بحر إيجة. ولوح بالحرب ضد اليونان على خلفية التوتر بسبب ما قالت أنقرة إنه تحرش واستفزازات من جانب اليونان بمقاتلات تركية من طراز «إف 16» لدى عودتها من مهمة لـ«الناتو» في 23 أغسطس (آب) الماضي فوق بحر إيجة وكذلك تهديدها بتوجيه رادارات منظومة «إس 300» روسية الصنع المملوكة لليونان والمتمركزة في جزيرة كريت في البحر المتوسط.
وكرر الرئيس التركي، في تصريحات عقب ترؤسه اجتماع مجلس الوزراء التركي ليل الاثنين – الثلاثاء، أن «اليونان ليست نداً لتركيا لا سياسياً ولا اقتصادياً ولا عسكرياً، ولذلك فهي ليست جهة نحاورها».
وأعرب الاتحاد الأوروبي عن قلقه الشديد إزاء تصريحات إردوغان، التي وصفها بـ«العدائية». وقال بيتر ستانو، المتحدث باسم الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والشؤون الأمنية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، الاثنين، إن «التصريحات العدائية المستمرة من جانب القيادة السياسية لتركيا ضد اليونان تثير مخاوف كبيرة وتتناقض تماماً مع جهود التهدئة التي تشتد الحاجة إليها في شرق البحر المتوسط... التهديدات والخطابات العدائية غير مقبولة ويجب أن تتوقف... الاتحاد الأوروبي يطالب بتسوية الخلافات سلمياً وفي ظل الاحترام الكامل للقانون الدولي».
في المقابل، اعتبر المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية، تانجو بيلجيتش، أن دعم الاتحاد الأوروبي «المطلق» لليونان في خلافات بحري إيجة والمتوسط بذريعة التضامن مع الدول الأعضاء، يتعارض مع مكتسبات الاتحاد الأوروبي والقانون الدولي.
وقال بيلجيتش، في بيان الثلاثاء رداً على تصريحات صادرة عن وزارة الخارجية التشيكية التي تتولى حالياً الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي بشأن تصريحات إردوغان حول اليونان، إن تلك التصريحات الأوروبية «لا قيمة أو معنى لها بالنسبة لتركيا»، منتقداً صمت من أدلوا بتصريحات ضد تركيا إزاء موقف اليونان تجاهها.
وأكد أن هذا الموقف يزيد من تمادي اليونان ويشجع على عدم الحل ويدعم سعي أثينا لتحقيق مطالبها «المتطرفة»، مضيفاً قائلاً: «إنه لأمر مثير للحيرة أن يتجاهل هؤلاء الذين أدلوا بهذه التصريحات انتهاكات اليونان ومضايقاتها وتهديداتها ضد بلدنا وأفعالها وخطاباتها الاستفزازية، وعدم مبالاتهم بأفعالها وممارساتها ضد القانون الدولي».
وشدد المتحدث التركي على أن تركيا ستواصل بحزم حماية حقوقها ومصالحها المشروعة في بحري إيجة والمتوسط، قائلاً إنه «إذا أرادت الرئاسة الدورية لتشيكيا أو الاتحاد الأوروبي تشجيع الحوار، فيجب تجنيب العلاقات التركية - الأوروبية استغلال حق النقض اليوناني والقبرصي ضيق الأفق الذي يقوض تضامن الاتحاد الأوروبي ومصالحه المشتركة.
تركيا: اليونان بدأت تضبط نفسها بعد إدراك حساسيتنا تجاه التحرشات
رفضت موقف الاتحاد الأوروبي واعتبرته منافياً للقانون الدولي
تركيا: اليونان بدأت تضبط نفسها بعد إدراك حساسيتنا تجاه التحرشات
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة