لبيد يتفقد سرب «إف 35» ويوجه تحذيراً حاداً لإيران

مشرعون أميركيون يتعهدون من إسرائيل بتعقيد التصويت على الاتفاق النووي

صورة وزعتها الحكومة الإسرائيلية للبيد وقائد سلاح الجو اللواء تومير بار في قاعدة «نيفاتيم» الجوية اليوم
صورة وزعتها الحكومة الإسرائيلية للبيد وقائد سلاح الجو اللواء تومير بار في قاعدة «نيفاتيم» الجوية اليوم
TT

لبيد يتفقد سرب «إف 35» ويوجه تحذيراً حاداً لإيران

صورة وزعتها الحكومة الإسرائيلية للبيد وقائد سلاح الجو اللواء تومير بار في قاعدة «نيفاتيم» الجوية اليوم
صورة وزعتها الحكومة الإسرائيلية للبيد وقائد سلاح الجو اللواء تومير بار في قاعدة «نيفاتيم» الجوية اليوم

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، يائير لبيد، الثلاثاء، إنه اتفق مع الرئيس الأميركي جو بايدن على أن «تتمتع إسرائيل بحرية عمل كاملة للقيام بكل ما تراه مناسباً لمنع تحول إيران إلى تهديد نووي»، مشدداً على أنه «من السابق لأوانه أن نعرف ما إذا كنا سننجح حقاً في صد الاتفاق النووي، لكن إسرائيل مستعدة لمواجهة جميع التهديدات والسيناريوهات»، وذلك في وقت قال فيه السفير الأميركي لدى إسرائيل، توماس نايدس، إن البيت الأبيض أكد لإسرائيل أنه لن يسعى أبداً إلى منعها من حماية نفسها ضد إيران.
ووجه لبيد تحذيراً حاداً إلى طهران بينما يقف أمام سرب من مقاتلات «إف35» في قاعدة «نيفاتيم» الجوية، قائلاً: «إذا واصلت إيران اختبارنا؛ فإنها ستكتشف ذراع إسرائيل الطويلة وقدراتها». وأضاف: «سنواصل العمل على شتى الجبهات ضد الإرهاب وضد أولئك الذين يتمنون لنا الشر». وقال: «من السابق لأوانه أن نعرف ما إذا كنا سننجح حقاً في صد الاتفاق النووي، ولكن إسرائيل مستعدة لمواجهة جميع التهديدات والسيناريوهات».
وأفاد موقع الحكومة الإسرائيلية بأن لبيد تلقى إحاطة أمنية من قائد سلاح الجو، اللواء تومير بار، ومن قائد «السرب 140» الذي يتولى قيادة سرب طائرات «إف35».
وجاءت زيارة لبيد إلى القاعدة الجوية في وقت يجري فيه رئيس «الموساد»، ديفيد برنياع، مشاورات مع المسؤولين الأميركيين في واشنطن، في محاولة لإقناع إدارة جو بايدن بتعديل موقفها من إحياء الاتفاق النووي ورفع العقوبات الاقتصادية عن إيران، وهو ثالث مسؤول إسرائيلي يزور واشنطن بعد محادثات أجراها وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس ومستشار الأمن القومي إيال حولاتا.
وتعهدت إسرائيل بعدم السماح بامتلاك طهران سلاحاً نووياً، وأعلنت مراراً عن استعدادات للقيام بعمل عسكري ضد المنشآت النووية الإيرانية، وذلك في ضوء تصريحات المسؤولين في إيران بمحو الدولة العبرية من الوجود.
وقال لبيد إنه اتفق مع الرئيس الأميركي جو بايدن على أن «نتمتع بحرية عمل كاملة للقيام بكل ما نراه مناسباً من أجل منع احتمالية تحول إيران إلى تهديد نووي».
تأتي زيارة لبيد إلى القاعدة الجوية بعد أيام من توقيع إسرائيل صفقة مع شركة «بوينغ» الأميركية لشراء 4 طائرات متقدمة من طراز «بوينغ KC - 46A » للتزويد بالوقود جواً في إطار المساعدات العسكرية الأميركية لإسرائيل. وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن الجيش طلب تسليمه هذه الأجهزة في مهلة أقصر وإنه قد يرغب في استخدامها في حال حدوث هجوم ضد إيران.
وقبل لبيد بساعات، قال السفير الأميركي لدى إسرائيل، توماس نايدس، في مؤتمر صحافي بالقدس، إن الرئيس الأميركي جو بايدن طمأن رئيس الوزراء يائير لبيد في مكالمته الهاتفية الأسبوع الماضي بأن الولايات المتحدة «لن تسمح لإيران أبداً بامتلاك سلاح نووي»، بحسب موقع «تايمز أوف إسرائيل».
وأضاف نايدس أن بايدن وعد أيضاً لبيد بـ«أننا لن نكبل يد إسرائيل أبداً». وصرح أيضاً: «نحن نفهم عدوان إيران، وإن (بايدن) كان واضحاً جداً لرئيس الوزراء في هذا الاعتقاد».
وقال نايدس إن الولايات المتحدة تريد التوصل إلى اتفاق دبلوماسي لاستعادة اتفاق 2015 الذي يحد من برنامج إيران النووي، ولكن بموجب شروط معينة. وأضاف أن هناك «فجوات كثيرة» باقية بين الأطراف عقب انتكاسة في المفاوضات الأسبوع الماضي حدثت وسط تكهنات بإمكانية التوصل إلى اتفاق قريباً.
* رسائل الكونغرس
ويزور وفد من أعضاء الكونغرس من الحزبين الجمهوري والديمقراطي إسرائيل. وقال السيناتور الديمقراطي بوب مننديز، رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، في مؤتمر صحافي الاثنين، إن إدارة بايدن التزمت بعرض أي اتفاق يجري التوصل إليه بخصوص البرنامج النووي على الكونغرس لمراجعته.
وأشار إلى أن مثل هذه المراجعة ستجريها لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، مضيفاً أنه سيعقد تصويتاً داخل مجلس الشيوخ حول أي اتفاق، لكنه بدا «غير متأكد» مما كانت نتيجة التصويت ستعرقل الاتفاق النووي، معرباً عن شكوكه في الوقت نفسه حول فكرة أن تكون الصفقة الجديدة بمثابة تحسين وخطوة للأمام للاتفاق المبرم في 2015، حسبما أورد موقع «تايمز أوف إسرائيل».
كما دعا مننديز إلى مواصلة تحقيق «الوكالة الدولية للطاقة الذرية» بشأن آثار اليورانيوم في 3 مواقع إيرانية.
بدوره، تعهد السيناتور ليندسي غراهام بأن تكون هناك معارضة من الحزبين لأي اتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني.
وقال غراهام للصحافيين في القدس إن أحد الأهداف الرئيسية للزيارة بخلاف جمع معلومات تتعلق بالبرنامج النووي الإيراني، التأكيد أن دعم الولايات المتحدة لإسرائيل سيبقى دون تغيير بغض النظر عن نتائج انتخابات الكونغرس النصفية المقررة في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.
وأشار غراهام إلى الانتخابات الإسرائيلية المقررة في نوفمبر أيضاً، وقال: «بغض النظر عن نتيجة الانتخابات، فلن يكون هناك تغيير كبير في دعم إسرائيل»، لافتاً إلى أن الزيارة تهدف إلى «طمأنة الحكومة الإسرائيلية - اليسار، واليمين، والوسط - بأن العلاقة أساسية لكلا البلدين، وبغض النظر عما يحدث في نوفمبر، فإن المساعدة التي تحظى بها إسرائيل من الحكومة الأميركية ستستمر».
في غضون ذلك، قالت صحيفة «جيروزاليم بوست» إن قدرة إسرائيل على التأثير على الاتفاق «ضئيلة»، فيما يرى خبراء أن الفرصة «شبه معدومة».
وقال شاك فريليش، المستشار السابق لنائب جهاز الأمن القومي الإسرائيلي، لموقع «ميديا أونلاين»، إن إسرائيل تسعى وراء 3 أهداف: «تأجيل الاتفاق قدر الإمكان» و«منع إغلاق تحقيق الوكالة الدولية للطاقة الذرية» و«استمرار العقوبات على (الحرس الثوري) الإيراني».
من جانبه، قال مناحيم مرحافي، خبير الشؤون الإيرانية في «معهد هاري س. ترومان» بالقدس، إن إيران «تتباطأ الآن؛ لأن عدم الالتزام بالاتفاق ملائم للنظام بطريقة ما». وقال إن «الإيرانيين يريدون رفع العقوبات، مما من شأنه أن يكشف عن الحقيقة»، مضيفاً أن الاقتصاد الإيراني «مدمر ليس فقط بسبب العقوبات؛ ولكن بسبب الفساد، ولهذا؛ فإن النظام الإيراني لديه الكثير ليخسره من الاتفاق الجديد».


مقالات ذات صلة

مقتل مستشار ثانٍ لـ«الحرس» الإيراني بعد هجوم إسرائيلي في سوريا

شؤون إقليمية مقتل مستشار ثانٍ لـ«الحرس» الإيراني بعد هجوم إسرائيلي في سوريا

مقتل مستشار ثانٍ لـ«الحرس» الإيراني بعد هجوم إسرائيلي في سوريا

أفادت وكالة أنباء «مهر» الإيرانية شبه الرسمية، اليوم الأحد، بأن مستشاراً عسكرياً لـ«الحرس الثوري» الإيراني توفي متأثراً بجروحه بعد هجوم جوي إسرائيلي بالقرب من العاصمة السورية. وتنفذ إسرائيل منذ سنوات هجمات ضد ما تقول إنها أهداف مرتبطة بإيران في سوريا، حيث يتنامى نفوذ طهران التي تدعم نظام الرئيس بشار الأسد.

«الشرق الأوسط» (لندن)
المشرق العربي الضربة الإسرائيلية على مطار حلب أوقعت 3 قتلى بينهم ضابط سوري

الضربة الإسرائيلية على مطار حلب أوقعت 3 قتلى بينهم ضابط سوري

قُتل 3 أشخاص بينهم ضابط سوري في محيط مطار حلب الدولي جراء ضربة إسرائيلية فجر الثلاثاء، على ما أعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان». وكانت وزارة الدفاع السورية قد أعلنت في وقت سابق عن تعرض المطار لضربة إسرائيلية أدت إلى خروجه عن الخدمة، لكن دون الإعلان عن سقوط قتلى. ويُستخدم مطار حلب الدولي، منذ الزلزال المدمر الذي ضرب سوريا وتركيا المجاورة في السادس من فبراير (شباط)، محطة رئيسية للطائرات المحمّلة بالمساعدات الإنسانية التي تدفقت إلى سوريا من دول عدة لإغاثة المناطق المنكوبة. وقال المرصد، ومقره في المملكة المتحدة، إن القتلى هم «ضابط سوري الجنسية، وآخران مجهولا الجنسية».

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي إسرائيل: إيران خلف هجمة «السيبر» على معهد «التخنيون» قبل أسابيع

إسرائيل: إيران خلف هجمة «السيبر» على معهد «التخنيون» قبل أسابيع

أعلن رئيس «مركز الأمن السيبراني الإسرائيلي»، غابي فورتنوي، أن الحرب السيبرانية تستعر بين إسرائيل وإيران. وقال إن «السنة الماضية (2022)، شهدت نحو 3 آلاف هجوم تم إحباط معظمها، بينها 53 هجوماً على مؤسسات جامعية»، متوقعاً أن المستقبل يحمل في طياته «تصعيداً غير قليل». التصريح جاء في أعقاب الكشف في تل أبيب، عن أن وزارة الدفاع الإيرانية هي التي تقف وراء الهجوم السيبراني الذي حصل قبل 3 أسابيع، عندما اخترق قراصنة أنظمة معهد «التخنيون» في مدينة حيفا.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي قصف إسرائيلي سابق لضواحي دمشق (رويترز)

قصف إسرائيلي يخرج مطار حلب الدولي من الخدمة

أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) نقلاً عن مصدر عسكري بأن ضربة جوية إسرائيلية على مطار حلب الدولي دمرت مدرجه وأدت إلى «خروجه من الخدمة»، وفق ما نقلته وكالة «رويترز» للأنباء. وقالت وكالة «سانا» إن الدفاعات الجوية السورية اعترضت صواريخ أُطلقت من اتجاه البحر المتوسط غرب مدينة اللاذقية الساحلية في الساعة 2:07 فجراً بالتوقيت المحلي.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (إ.ب.أ)

نتنياهو: تصريحات غروسي بشأن أي هجوم إسرائيلي أو أميركي على إيران «بلا قيمة»

استخفت إسرائيل اليوم (الأحد) بتصريحات أدلى بها المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي عندما قال إن أي هجوم إسرائيلي أو أميركي على المنشآت النووية الإيرانية سيكون غير قانوني، واصفة التصريحات بأنها «بلا قيمة». ووفقا لوكالة «رويترز» للأنباء، فقد قال غروسي أمس (السبت) خلال زيارته لطهران في محاولة لتيسير المحادثات المتعثرة بشأن تجديد الاتفاق النووي المبرم بين إيران والقوى العالمية عام 2015 إن «أي هجوم عسكري على المنشآت النووية محظور». ووردت تصريحات غروسي ردا على سؤال لأحد الصحافيين حول تهديدات إسرائيل والولايات المتحدة بمهاجمة منشآت نووية إيرانية إذا ما اعتبرتا أن السبل الدبلوماسي

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)

تصريحات ميتسوتاكيس تُعيد إشعال التوتر بين أثينا وأنقرة بعد أشهر من الهدوء

إردوغان مستقبلاً ميتسوتاكيس خلال زيارته لأنقرة في مايو الماضي (الرئاسة التركية)
إردوغان مستقبلاً ميتسوتاكيس خلال زيارته لأنقرة في مايو الماضي (الرئاسة التركية)
TT

تصريحات ميتسوتاكيس تُعيد إشعال التوتر بين أثينا وأنقرة بعد أشهر من الهدوء

إردوغان مستقبلاً ميتسوتاكيس خلال زيارته لأنقرة في مايو الماضي (الرئاسة التركية)
إردوغان مستقبلاً ميتسوتاكيس خلال زيارته لأنقرة في مايو الماضي (الرئاسة التركية)

أشعل رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس توتراً جديداً مع تركيا، بعد أشهر من الهدوء تخللتها اجتماعات وزيارات متبادلة على مستويات رفيعة للبناء على الأجندة الإيجابية للحوار بين البلدين الجارين.

وأطلق ميتسوتاكيس، بشكل مفاجئ، تهديداً بالتدخل العسكري ضد تركيا في ظل عدم وجود إمكانية للتوصل إلى حل بشأن قضايا المنطقة الاقتصادية الخالصة والجرف القاري.

تلويح بالحرب

نقلت وسائل إعلام تركية، السبت، عن ميتسوتاكيس قوله، خلال مؤتمر حول السياسة الخارجية عُقد في أثينا، إن «الجيش يمكن أن يتدخل مرة أخرى إذا لزم الأمر». وأضاف: «إذا لزم الأمر، فسيقوم جيشنا بتنشيط المنطقة الاقتصادية الخالصة. لقد شهدت أوقاتاً تدخّل فيها جيشنا في الماضي، وسنفعل ذلك مرة أخرى إذا لزم الأمر، لكنني آمل ألا يكون ذلك ضرورياً».

رئيس الوزراء اليوناني ميتسوتاكيس (رويترز - أرشيفية)

ولفت رئيس الوزراء اليوناني إلى أنه يدرك أن وجهات نظر تركيا بشأن «الوطن الأزرق» (سيطرة تركيا على البحار التي تطل عليها) لم تتغير، وأن اليونان تحافظ على موقفها في هذه العملية. وقال ميتسوتاكيس: «في السنوات الأخيرة، زادت تركيا من نفوذها في شرق البحر المتوسط. قضية الخلاف الوحيدة بالنسبة لنا هي الجرف القاري في بحر إيجه وشرق البحر المتوسط. إنها مسألة تعيين حدود المنطقة الاقتصادية الخالصة، وعلينا أن نحمي جرفنا القاري».

من ناحية أخرى، قال ميتسوتاكيس إن «هدفنا الوحيد هو إقامة دولة موحّدة في قبرص... قبرص موحّدة ذات منطقتين ومجتمعين (تركي ويوناني)، حيث لن تكون هناك جيوش احتلال (الجنود الأتراك في شمال قبرص)، ولن يكون هناك ضامنون عفا عليهم الزمن (الضمانة التركية)».

ولم يصدر عن تركيا رد على تصريحات ميتسوتاكيس حتى الآن.

خلافات مزمنة

تسود خلافات مزمنة بين البلدين الجارين العضوين في حلف شمال الأطلسي (ناتو) حول الجرف القاري، وتقسيم الموارد في شرق البحر المتوسط، فضلاً عن النزاعات حول جزر بحر إيجه.

وتسعى اليونان إلى توسيع مياهها الإقليمية إلى ما هو أبعد من 6 أميال، والوصول إلى 12 ميلاً، استناداً إلى «اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار» لعام 1982 التي ليست تركيا طرفاً فيها.

وهدّد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان من قبل، مراراً، بالرد العسكري على اليونان إذا لم توقف «انتهاكاتها للمياه الإقليمية التركية»، وتسليح الجزر في بحر إيجه. وأجرت تركيا عمليات تنقيب عن النفط والغاز في شرق البحر المتوسط في عام 2020 تسبّبت في توتر شديد مع اليونان وقبرص، واستدعت تحذيراً وعقوبات رمزية من الاتحاد الأوروبي، قبل أن تتراجع تركيا وتسحب سفينة التنقيب «أوروتش رئيس» في صيف العام ذاته.

سفن حربية تركية رافقت سفينة التنقيب «أوروتش رئيس» خلال مهمتها في شرق المتوسط في 2020 (الدفاع التركية)

وتدخل حلف «الناتو» في الأزمة، واحتضن اجتماعات لبناء الثقة بين البلدين العضوين.

أجندة إيجابية وحوار

جاءت تصريحات رئيس الوزراء اليوناني، بعد أيام قليلة من تأكيد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، في كلمة له خلال مناقشة البرلمان، الثلاثاء، موازنة الوزارة لعام 2025، أن تركيا ستواصل العمل مع اليونان في ضوء الأجندة الإيجابية للحوار.

وقال فيدان إننا «نواصل مبادراتنا لحماية حقوق الأقلية التركية في تراقيا الغربية، ونحمي بحزم حقوقنا ومصالحنا في بحر إيجه وشرق البحر المتوسط، ​​سواء على الأرض أو في المفاوضات».

وعُقدت جولة جديدة من اجتماعات الحوار السياسي بين تركيا واليونان، في أثينا الأسبوع الماضي، برئاسة نائب وزير الخارجية لشؤون الاتحاد الأوروبي، محمد كمال بوزاي، ونظيرته اليونانية ألكسندرا بابادوبولو.

جولة من اجتماعات الحوار السياسي التركي - اليوناني في أثينا الأسبوع الماضي (الخارجية التركية)

وذكر بيان مشترك، صدر في ختام الاجتماع، أن الجانبين ناقشا مختلف جوانب العلاقات الثنائية، وقاما بتقييم التطورات والتوقعات الحالية؛ استعداداً للدورة السادسة لمجلس التعاون رفيع المستوى، التي ستُعقد في تركيا العام المقبل.

ولفت البيان إلى مناقشة قضايا إقليمية أيضاً خلال الاجتماع في إطار العلاقات التركية - الأوروبية والتطورات الأخيرة بالمنطقة.

وجاء الاجتماع بعد زيارة قام بها فيدان إلى أثينا في 8 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أكد البلدان خلالها الاستمرار في تعزيز الحوار حول القضايا ذات الاهتمام المشترك.

لا أرضية للتوافق

وقال ميتسوتاكيس، في مؤتمر صحافي عقده بعد القمة غير الرسمية للاتحاد الأوروبي في بودابست في 9 نوفمبر، إن الحفاظ على الاستقرار في العلاقات بين بلاده وتركيا سيكون في مصلحة شعبيهما.

وأشار إلى اجتماع غير رسمي عقده مع إردوغان في بودابست، مؤكداً أن هدف «التطبيع» يجب أن يكون الأساس في العلاقات بين البلدين، وتطرق كذلك إلى المحادثات بين وزيري خارجية تركيا واليونان، هاكان فيدان وجيورجوس جيرابيتريتيس، في أثنيا، قائلاً إنه جرى في أجواء إيجابية، لكنه لفت إلى عدم توفر «أرضية للتوافق بشأن القضايا الأساسية» بين البلدين.

وزير الخارجية اليوناني يصافح نظيره التركي في أثينا خلال نوفمبر الماضي (رويترز)

وسبق أن التقى إردوغان ميتسوتاكيس، في نيويورك على هامش مشاركتهما في أعمال الدورة 79 للجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر (أيلول) الماضي، وأكد أن تركيا واليونان يمكنهما اتخاذ خطوات حازمة نحو المستقبل على أساس حسن الجوار.

وزار ميتسوتاكيس تركيا، في مايو (أيار) الماضي، بعد 5 أشهر من زيارة إردوغان لأثينا في 7 ديسمبر (كانون الأول) 2023 التي شهدت عودة انعقاد مجلس التعاون الاستراتيجي بين البلدين، بعدما أعلن إردوغان قبلها بأشهر إلغاء المجلس، مهدداً بالتدخل العسكري ضد اليونان بسبب تسليحها جزراً في بحر إيجه.