30 سنة من منافسات دوري الأبطال تكشف احتكار أندية النخبة للقب

ريال مدريد حامل اللقب فرض نفسه الفريق الأبرز في الحقبة الأخيرة (أ.ف.ب)
ريال مدريد حامل اللقب فرض نفسه الفريق الأبرز في الحقبة الأخيرة (أ.ف.ب)
TT

30 سنة من منافسات دوري الأبطال تكشف احتكار أندية النخبة للقب

ريال مدريد حامل اللقب فرض نفسه الفريق الأبرز في الحقبة الأخيرة (أ.ف.ب)
ريال مدريد حامل اللقب فرض نفسه الفريق الأبرز في الحقبة الأخيرة (أ.ف.ب)

على وقع مرور ثلاثين عاماً على انطلاق دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، بصيغته الحالية بديلاً لكأس الأندية الأوروبية البطلة، ينطلق اليوم دور المجموعات من الموسم الجديد؛ حيث يبدأ ريال مدريد الإسباني حملة الدفاع عن لقبه القياسي الرابع عشر من الأراضي الاسكوتلندية، في وقت تظل فيه المنافسة على اللقب محصورة بين المجموعة الضيقة لأندية النخبة.
وكان مرسيليا الفرنسي أول بطل يتوج بلقب المسابقة بحلتها الجديدة موسم 1992-1993، وبقي منذ حينها الفريق الوحيد من بلاده الذي يحصل على هذا الشرف في صيغتي البطولة، رغم الأموال الطائلة التي أنفقها غريمه باريس سان جيرمان بقيادة مالكيه القطريين.
ومنذ أن تُوج بورتو البرتغالي عام 2004 بقيادة المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو، احتكرت أندية إنجلترا وإسبانيا وإيطاليا وألمانيا اللقب، ثم منذ فوز إنتر الإيطالي بقيادة مورينيو أيضاً بلقب 2010، رفعت 5 أندية فقط الكأس؛ حيث فاز بها كل من برشلونة الإسباني، وتشيلسي الإنجليزي، وبايرن ميونيخ الألماني مرتين، وليفربول الإنجليزي مرة واحدة.
وكانت حصة الأسد خلال هذه الفترة من نصيب ريال مدريد، الذي بعد فوزه في مايو (أيار) على ليفربول 1-صفر في باريس، رفع الكأس المرموقة للمرة الخامسة في غضون 9 أعوام، مؤكداً التألق الدائم للنجوم المخضرمين، مثل الكرواتي لوكا مودريتش والفرنسي كريم بنزيمة.
ويبدأ النادي الملكي بقيادة الإيطالي كارلو أنشيلوتي الذي بات في مايو أول مدرب يحرز الكأس 4 مرات في مسيرته، رحلته نحو نهائي يونيو (حزيران) في إسطنبول، ضمن مجموعة من المفترض ألا يواجه صعوبة في تجاوزها.
ويتواجه ريال مع: سلتيك الاسكوتلندي، ولايبزيغ الألماني، وشاختار دونيتسك الأوكراني، ضمن المجموعة السادسة، مدركاً تماماً أنه حتى الهزيمة -مثل التي تلقاها الموسم الماضي على أرضه أمام شيريف تيراسبول المولدوفي- أثبتت في نهاية المطاف أنها غير مكلفة.
وقال أنشيلوتي: «كان من المفترض أن تكون أسهل مباراة لنا العام الماضي ضد شيريف في (برنابيو) وخسرناها، وبالتالي علينا احترام كل الفرق». كما سارع للإشارة إلى عامل آخر يمكن أن يلعب دوره هذا الموسم، وهو الجدول الزمني للمباريات.
في العادة، يصل دور المجموعات إلى نهايته في ديسمبر (كانون الأول)؛ لكن كأس العالم المقررة نهاية العام في قطر أجبرت الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) على تعديل روزنامته. وسيكون برنامج دور المجموعات مضغوطاً؛ حيث تقام المراحل الست على مدى شهرين، مع تقديم موعد البداية.
وقال الألماني يورغن كلوب، مدرب ليفربول الذي يبدأ مشواره غداً (الأربعاء) خارج أرضه ضد نابولي الإيطالي: «يتوجب علينا أن نكون مستعدين؛ ليس فقط لقوة الخصم؛ بل أيضاً لأجل تحسين طريقتنا واللعب بوتيرة مختلفة».
وقد يكون التأثير الحقيقي لهذا التغيير محسوساً فقط عندما تبدأ الأدوار الإقصائية في فبراير (شباط)، حين يتعين على عديد من نجوم كبار الأندية في أوروبا أن يمرّوا بتجربة الاستنزاف البدني لإقامة كأس العالم في منتصف الموسم. ومع ذلك، فإن فكرة فوز أحد باللقب من خارج المجموعة الضيقة لأندية النخبة خيالية إلى حد كبير.
عندما يبدأ ريال حملة الدفاع عن لقبه، لن يكون الأوفر حظاً على الورق لتتويج آخر، في ظل وجود أندية مثل مانشستر سيتي الإنجليزي ونجمه الجديد النرويجي إرلينغ هالاند، أو باريس سان جيرمان الذي نشط مجدداً في سوق الانتقالات ضمن مسعاه لتحقيق الحلم المطلق، وهو الفوز باللقب القاري لأول مرة في تاريخه.
وقال المدرب الجديد لسان جيرمان كريستوف غالتييه: «دوري أبطال أوروبا يستخرج أفضل ما لدى اللاعبين والمشجعين والفرق. سيكون هناك استخفاف كبير إذا قلنا إن باريس سان جيرمان هو المرشح الأوفر حظاً».
كما سيكون ليفربول وبايرن من بين المرشحين للفوز باللقب، بينما تبدو حظوظ تشيلسي أو جاره توتنهام، وبرشلونة، أقل.
وبدءاً من 2024، سيتم توسيع دور المجموعات ليشمل 36 فريقاً، عوضاً عن 32، مع وضع جميع الفرق معاً في مجموعة واحدة، عوضاً عن التوزيع الحالي في 8 مجموعات من 4 فرق.
ومن المتوقع أن يؤدي هذا النظام الجديد إلى تغيير واقع دور المجموعات، بعدما بات التنبؤ بنتائجه أمراً سهلاً في ظل هيمنة الكبار. ولا يجب الانتظار حتى 2024 لاختبار صعوبة التنبؤ في ظل وجود بايرن وبرشلونة وإنتر في مجموعة واحدة (الثالثة) خلال النسخة الحالية، بجانب بطل تشيكيا، فيكتوريا بلزن الذي يواجه فرقاً متوجة معاً بما مجموعه 14 لقباً في المسابقة القارية الأم.
ومن المحتمل جداً أن يُقصى برشلونة من دور المجموعات للموسم الثاني توالياً، بعد صيف انشغل فيه ببيع أصوله وتوزيع ديونه الطائلة حتى يتمكن من تعزيز فريقه. وأقر مدرب الفريق الكاتالوني تشافي هرنانديز بأنه سيخوض منافسات صعبة، وقال: «لدينا مجموعة قوية للغاية. ربما تكون الأصعب خلال الأعوام العشرين الماضية».
وإذا كان برشلونة قد عزز صفوفه بالتحايل على ديونه، فإن الصعوبات المالية جعلت معظم أندية دوري أبطال أوروبا عاجزة عن الاحتفاظ بأفضل لاعبيها. فمنذ وقت ليس بالبعيد، كانت مجموعة تضم بوروسيا دورتموند الألماني، وإشبيلية الإسباني، مليئة بالمخاطر بالنسبة لمانشستر سيتي؛ لكن سيتي نفسه جرّد دورتموند من هدافه هالاند، بينما خسر إشبيلية ثنائي قلب دفاعه الفرنسي جول كونديه، والبرازيلي دييغو كارلوس، لصالح برشلونة وأستون فيلا الإنجليزي توالياً، وبات أضعف بكثير نتيجة ذلك.
هذا مجرد جزء من النمط السائد الذي دائماً ما يطال أياكس أمستردام الهولندي، أحد أطراف المجموعة الأولى مع ليفربول ونابولي ورينجرز الاسكوتلندي، إذ خسر مدربه إريك تن هاغ، ومدافعه الأرجنتيني ليساندرو مارتينيز، وجناحه البرازيلي أنتوني، لصالح مانشستر يونايتد الإنجليزي، وباع هدافه العاجي سيباستيان هالر إلى دورتموند.
بنفيكا البرتغالي الذي يواجه سان جيرمان ويوفنتوس الإيطالي ومكابي حيفا الإسرائيلي في المجموعة الثامنة، خسر جهود مهاجمه الأوروغوياني داروين نونيز لصالح ليفربول، بينما شهد منافسه سبورتينغ توجه نجمي وسطه ماثيوس نونيز وجواو بالينيا إلى إنجلترا، للدفاع عن ألوان ولفرهامبتون وفولهام.
كما خسر كل من بروغ البلجيكي وسالزبورغ النمساوي وكوبنهاغن الدنماركي أفضل هدافيه، كما حال فيكتوريا بلزن الذي انتقل مهاجمه الفرنسي جان-ديفيد بوغيل إلى الوحدة السعودي.
هذه الأندية كلها صغيرة في بركة دوري الأبطال، ومعظمها ستكون تكملة عدد وليس أكثر، ليستمر بذلك اتساع الهوة بين أندية النخبة والآخرين.


مقالات ذات صلة

«السوبر الإسباني»: الريال والبرشا يشعلان الرياض بـ«كلاسيكو الأرض»

الرياضة من تدريبات الريال استعدادا للنهائي (رويترز)

«السوبر الإسباني»: الريال والبرشا يشعلان الرياض بـ«كلاسيكو الأرض»

تتجه أنظار الملايين من عشاق الكرة العالمية، مساء اليوم، صوب العاصمة السعودية، الرياض، وذلك لمتابعة القمة المرتقبة و«الكلاسيكو» التاريخي المتجدد (كلاسيكو الأرض)

سلطان الصبحي ( الرياض)
رياضة عالمية ميشيل مدرب جيرونا ولاعبيه يحتفلون بالانتصار على اوساسونا وانتزاع قمة الترتيب (ا ف ب)

جيرونا... «مفاجأة الموسم» يتحدى عمالقة إسبانيا على الصدارة

مع معاناة ريال مدريد وبرشلونة وأتلتيكو مدريد للحفاظ على ثبات المستوى وإهدار نقاط ثمينة في الأسابيع القليلة الماضية، تقدم جيرونا للصدارة وتربع على قمة ترتيب

«الشرق الأوسط» ( مدريد)
رياضة عالمية المهاجم الدولي أليخاندرو (أ.ب)

غوميز نجم الأرجنتين يرفض الاتهامات بتعاطي المنشطات

نفى المهاجم الدولي الأرجنتيني أليخاندرو (بابو) غوميز، الأحد، تعاطيه المنشطات، وذلك رغم إيقافه لمدة عامين.

«الشرق الأوسط» (روما)
رياضة عالمية مجلس مدينة مدريد طلب من السكان البقاء في منازلهم وعدم الخروج إلا للضرورة (لاليغا)

تأجيل مباراة أتلتيكو مدريد وإشبيلية بسبب الأمطار

أجلت رابطة الدوري الإسباني لكرة القدم مباراة أتلتيكو مدريد وضيفه إشبيلية الأحد في ختام منافسات المرحلة الرابعة، بسبب سوء الأحوال الجوية والأمطار الغزيرة.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
رياضة عالمية بيلينغهام  (رويترز)

أنشيلوتي يثني على تألق بيلينغهام في الـ«ريمونتادا»

أشاد الإيطالي كارلو أنشيلوتي المدير الفني لريال مدريد بفوز فريقه على مضيفه ألميريا 3-1 في الجولة الثانية من الدوري الإسباني لكرة القدم. وتقدم ألميريا بهدف

«الشرق الأوسط» (مدريد)

«البريميرليغ»: بعشرة لاعبين... سيتي يتعادل من جديد

مانشستر سيتي اكتفى بنقطة التعادل أمام مستضيفه كريستال بالاس (رويترز)
مانشستر سيتي اكتفى بنقطة التعادل أمام مستضيفه كريستال بالاس (رويترز)
TT

«البريميرليغ»: بعشرة لاعبين... سيتي يتعادل من جديد

مانشستر سيتي اكتفى بنقطة التعادل أمام مستضيفه كريستال بالاس (رويترز)
مانشستر سيتي اكتفى بنقطة التعادل أمام مستضيفه كريستال بالاس (رويترز)

سجَّل ريكو لويس لاعب مانشستر سيتي هدفاً في الشوط الثاني، قبل أن يحصل على بطاقة حمراء في الدقائق الأخيرة ليخرج سيتي بنقطة التعادل 2 - 2 أمام مستضيفه كريستال بالاس في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، السبت.

كما سجَّل إرلينغ هالاند هدفاً لسيتي بقيادة المدرب بيب غوارديولا، الذي ظلَّ في المركز الرابع مؤقتاً في جدول الدوري برصيد 27 نقطة بعد 15 مباراة، بينما يحتل بالاس المركز الـ15.

وضع دانييل مونوز بالاس في المقدمة مبكراً في الدقيقة الرابعة، حين تلقى تمريرة من ويل هيوز ليضع الكرة في الزاوية البعيدة في مرمى شتيفان أورتيغا.

وأدرك سيتي التعادل في الدقيقة 30 بضربة رأس رائعة من هالاند.

وأعاد ماكسينس لاكروا بالاس للمقدمة على عكس سير اللعب في الدقيقة 56، عندما أفلت من الرقابة ليسجِّل برأسه في الشباك من ركلة ركنية نفَّذها ويل هيوز.

لكن سيتي تعادل مرة أخرى في الدقيقة 68 عندما مرَّر برناردو سيلفا كرة بينية جميلة إلى لويس الذي سدَّدها في الشباك.

ولعب سيتي بعشرة لاعبين منذ الدقيقة 84 بعد أن حصل لويس على الإنذار الثاني؛ بسبب تدخل عنيف على تريفوه تشالوبا، وتم طرده.