انطلاق محاكمة المتهمين الثمانية لصلتهم بهجوم نيس عام 2016

من المقرر أن تستمر ثلاثة أشهر ونصف الشهر

انطلاق محاكمة المتهمين الثمانية لصلتهم بهجوم نيس عام 2016
TT

انطلاق محاكمة المتهمين الثمانية لصلتهم بهجوم نيس عام 2016

انطلاق محاكمة المتهمين الثمانية لصلتهم بهجوم نيس عام 2016

بعد ستة أعوام من وقوع هجوم إرهابي في مدينة نيس الفرنسية أسفر عن مقتل 86 شخصاً وإصابة أكثر من 200 آخرين، مَثُل ثمانية أشخاص وُجّهت لهم تهمة تسهيل ارتكاب الهجوم أمام المحكمة في باريس أمس (الاثنين). افتتح القاضي لوران رافوت المحاكمة، المقرر أن تستمر ثلاثة أشهر ونصف الشهر مساء أمس في قصر العدل في العاصمة الفرنسية، ويواجه المتهمون، وهم سبعة رجال وامرأة، عقوبات تتراوح ما بين السجن خمسة أعوام والسجن مدى الحياة. كما يواجه ثلاثة آخرون اتهامات بالانتماء لمنظمة إرهابية. وقد قام محمد الحويج بوهلال (31 عاماً)، في يوم 14 يوليو (تموز) 2016 بالاصطدام بحشود يحتفلون بيوم الباستيل بشاحنة. وقد تم قتل بوهلال في أعقاب الهجوم.
وتجري المحاكمة في غياب منفذ الهجوم (31 عاماً) الذي قتلته الشرطة في الموقع بعدما أطلق النار على القوى الأمنية. وينظر قضاة محكمة الجنايات الخاصة برئاسة لوران رافيو في مسؤولية سبعة رجال وامرأة تراوح أعمارهم بين 27 و48 عاماً، هم مقربون منه أو وسطاء ضالعون في الاتجار بأسلحة كانت موجهة إليه. وهم من جنسيات فرنسية - تونسية وتونسية وألبانية. وفي بادرة تحمل دلالة رمزية، تجري جلسات المحاكمة في القاعة التي أقيمت «خصيصاً لمحاكمة اعتداءات 13 نوفمبر (تشرين الثاني) في قصر العدل التاريخي في العاصمة الفرنسية». وتبدأ الجلسة عند الساعة 11.30 بتوقيت غرينتش، ويفترض أن تستمر المحاكمة حتى 16 ديسمبر (كانون الأول). واتخذ 865 شخصاً صفة الادعاء المدني في نهاية أغسطس (آب)، وبإمكان آخرين الانضمام إليهم أثناء الجلسة. وسيتم بث وقائع المحاكمة مباشرة في قصر «أكروبوليس» للمؤتمرات في نيس حتى يتابعه المدعون الذين لن يتمكنوا من الانتقال إلى باريس. وسيكون اليوم الأول مكرّساً لأسئلة حول هوية المتهمين وتحديث لوائح المدعين بالحق المدني. وتضم هذه اللوائح الآن 965 شخصاً. وسيتولى المتهمون الكلام اعتباراً من اليوم (الثلاثاء). ويحاكم المتهمون رمزي عرفة وشكري شفرود ومحمد غريب، وهم موقوفون في قضية أخرى، بتهمة تشكيل عصابة إرهابية. ويواجه الأول الذي له سوابق قضائية، عقوبة السجن مدى الحياة، في حين يواجه المتهمان الآخران عقوبة السجن عشرين عاماً.
ووضع أربعة متهمين آخرين تحت الرقابة القضائية وهم مكسيم سيلاج وأندري اليزي ومحمد غريب وانكليديا زاتشي وهم سيمثلون أمام المحكمة أحراراً.
أما المتهم الثامن براهيم تريترو، فيحاكم غيابياً بعدما انتهك الرقابة القضائية المفروضة عليه. وتقول محاميته، إنه مسجون في تونس. وقد أصدرت السلطات الفرنسية مذكرة توقيف في حقه. ويفيد الادعاء بأن رمزي عرفة وشكري شفرود ومحمد غريب المتهمين بتشكيل عصابة يشتبه في أنهم «ساعدوا في التحضير» للهجوم الذي نفذه محمد لحويج بوهلال. وكان هذا التونسي البالغ 31 عاماً معروفاً أكثر لارتكابه أعمال عنف لا سيما تعنيف زوجته، منه قربه من التيار الجهادي. إلا أن الادعاء شدد على «قربهم الكبير جداً» مع بوهلال ورأى أنهم «كانوا مدركين بالكامل» لانتمائه للعقيدة المسلحة. وجاء في ملف الادعاء أنه بدأت تظهر مؤشرات تطرف قبل نحو عشرة أيام فقط من تنفيذه الهجوم. وهو لم يكن مدرجاً على قائمة التطرف لأجهزة الاستخبارات الفرنسية.
وتبنى تنظيم «داعش» الهجوم الذي وقع بعد 18 شهراً من الاعتداء الدامي على مجلة «شارلي إيبدو» الهزلية الفرنسية وثمانية أشهر من اعتداءات 13 نوفمبر. وكما خلال محاكمة اعتداءات 13 نوفمبر، سيتم تصوير المحاكمة وتسجيلها من أجل التاريخ. وبين الشهود الذين يتوقع مثولهم رئيس الجمهورية السابق فرنسوا هولاند ووزير الدفاع في ذلك الحين برنار كازنوف اللذان سبق أن أدليا بشهادتيهما في محاكمة اعتداءات نوفمبر.


مقالات ذات صلة

تركيا مستعدة لدعم السلطة السورية الجديدة... وأولويتها تصفية «الوحدات الكردية»

المشرق العربي جانب من لقاء وزير الدفاع التركي الأحد مع ممثلي وسائل الإعلام (وزارة الدفاع التركية)

تركيا مستعدة لدعم السلطة السورية الجديدة... وأولويتها تصفية «الوحدات الكردية»

أكدت تركيا استعدادها لتقديم الدعم العسكري للإدارة الجديدة في سوريا إذا طلبت ذلك وشددت على أن سحب قواتها من هناك يمكن أن يتم تقييمه على ضوء التطورات الجديدة

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية جانب من الدمار الذي خلفه الهجوم المزدوج في ريحانلي عام 2013 (أرشيفية)

تركيا: القبض على مطلوب متورط في هجوم إرهابي وقع عام 2013

أُلقي القبض على أحد المسؤولين عن التفجير الإرهابي المزدوج، بسيارتين ملغومتين، الذي وقع في بلدة ريحانلي (الريحانية)، التابعة لولاية هطاي جنوب تركيا، عام 2013

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا أسلحة ومعدات كانت بحوزة إرهابيين في بوركينا فاسو (صحافة محلية)

بوركينا فاسو تعلن القضاء على 100 إرهابي وفتح 2500 مدرسة

تصاعدت المواجهات بين جيوش دول الساحل المدعومة من روسيا (مالي، والنيجر، وبوركينا فاسو)، والجماعات المسلحة الموالية لتنظيمَي «القاعدة» و«داعش».

الشيخ محمد (نواكشوط)
آسيا الملا عثمان جوهري في جولة بين التلال بولاية نورستان قال: «لم تكن هنا طالبان هنا عندما بدأت الحرب» (نيويورك تايمز)

الملا عثمان جوهري يستذكر العمليات ضد الأميركيين

قاد الملا عثمان جوهري واحدة من أعنف الهجمات على القوات الأميركية في أفغانستان، وهي معركة «ونت» التي باتت رمزاً للحرب ذاتها.

عزام أحمد (إسلام آباد - كابل)
أوروبا استنفار أمني ألماني في برلين (أرشيفية - متداولة)

ألمانيا: دراسة تكشف استمرار ارتباط كراهية اليهود باليمين المتطرف بشكل وثيق

انتهت نتائج دراسة في ألمانيا إلى أن كراهية اليهود لا تزال مرتبطة بشكل وثيق باليمين المتطرف.

«الشرق الأوسط» (بوتسدام )

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
TT

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)

رجحت سلطات أرخبيل مايوت في المحيط الهندي، الأحد، مقتل «مئات» أو حتى «بضعة آلاف» من السكان جراء الإعصار شيدو الذي دمر في اليوم السابق قسماً كبيراً من المقاطعة الفرنسية الأفقر التي بدأت في تلقي المساعدات. وصرّح حاكم الأرخبيل، فرانسوا كزافييه بيوفيل، لقناة «مايوت لا بريميير» التلفزيونية: «أعتقد أنه سيكون هناك مئات بالتأكيد، وربما نقترب من ألف أو حتى بضعة آلاف» من القتلى، بعد أن دمر الإعصار إلى حد كبير الأحياء الفقيرة التي يعيش فيها نحو ثلث السكان، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف أنه سيكون «من الصعب للغاية الوصول إلى حصيلة نهائية»، نظراً لأن «معظم السكان مسلمون ويدفنون موتاهم في غضون يوم من وفاتهم».

صور التقطتها الأقمار الاصطناعية للمعهد التعاوني لأبحاث الغلاف الجوي (CIRA) في جامعة ولاية كولورادو ترصد الإعصار «شيدو» فوق مايوت غرب مدغشقر وشرق موزمبيق (أ.ف.ب)

وصباح الأحد، أفاد مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية بأن الإعصار الاستوائي الاستثنائي خلّف 14 قتيلاً في حصيلة أولية. كما قال عبد الواحد سومايلا، رئيس بلدية مامودزو، كبرى مدن الأرخبيل، إن «الأضرار طالت المستشفى والمدارس. ودمّرت منازل بالكامل. ولم يسلم شيء». وضربت رياح عاتية جداً الأرخبيل، مما أدى إلى اقتلاع أعمدة كهرباء وأشجار وأسقف منازل.

الأضرار التي سببها الإعصار «شيدو» في إقليم مايوت الفرنسي (رويترز)

كانت سلطات مايوت، التي يبلغ عدد سكانها 320 ألف نسمة، قد فرضت حظر تجول، يوم السبت، مع اقتراب الإعصار «شيدو» من الجزر التي تبعد نحو 500 كيلومتر شرق موزمبيق، مصحوباً برياح تبلغ سرعتها 226 كيلومتراً في الساعة على الأقل. و«شيدو» هو الإعصار الأعنف الذي يضرب مايوت منذ أكثر من 90 عاماً، حسب مصلحة الأرصاد الجوية الفرنسية (فرانس-ميتيو). ويُرتقَب أن يزور وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو، مايوت، يوم الاثنين. وما زالت المعلومات الواردة من الميدان جدّ شحيحة، إذ إن السّكان معزولون في منازلهم تحت الصدمة ومحرومون من المياه والكهرباء، حسبما أفاد مصدر مطلع على التطوّرات للوكالة الفرنسية.

آثار الدمار التي خلَّفها الإعصار (أ.ف.ب)

في الأثناء، أعلن إقليم لاريونيون الواقع أيضاً في المحيط الهندي ويبعد نحو 1400 كيلومتر على الجانب الآخر من مدغشقر، أنه جرى نقل طواقم بشرية ومعدات الطبية اعتباراً من الأحد عن طريق الجو والبحر. وأعرب البابا فرنسيس خلال زيارته كورسيكا، الأحد، تضامنه «الروحي» مع ضحايا «هذه المأساة».

وخفّض مستوى الإنذار في الأرخبيل لتيسير حركة عناصر الإسعاف، لكنَّ السلطات طلبت من السكان ملازمة المنازل وإبداء «تضامن» في «هذه المحنة». واتّجه الإعصار «شيدو»، صباح الأحد، إلى شمال موزمبيق، ولم تسجَّل سوى أضرار بسيطة في جزر القمر المجاورة من دون سقوط أيّ ضحايا.