تعميم انقلابي يستهدف طالبات صنعاء بدروس طائفية

فتيات في إحدى مدارس صنعاء تجبرهن السلطات التي يتحكم فيها الحوثيون على لبس الزي العسكري والاحتفال بمناسبة الذكرى السنوية لقتلى الجماعة (وسائل إعلام حوثية)
فتيات في إحدى مدارس صنعاء تجبرهن السلطات التي يتحكم فيها الحوثيون على لبس الزي العسكري والاحتفال بمناسبة الذكرى السنوية لقتلى الجماعة (وسائل إعلام حوثية)
TT

تعميم انقلابي يستهدف طالبات صنعاء بدروس طائفية

فتيات في إحدى مدارس صنعاء تجبرهن السلطات التي يتحكم فيها الحوثيون على لبس الزي العسكري والاحتفال بمناسبة الذكرى السنوية لقتلى الجماعة (وسائل إعلام حوثية)
فتيات في إحدى مدارس صنعاء تجبرهن السلطات التي يتحكم فيها الحوثيون على لبس الزي العسكري والاحتفال بمناسبة الذكرى السنوية لقتلى الجماعة (وسائل إعلام حوثية)

لم تمض سوى أيام قليلة على إقرار الميليشيات الحوثية طلاب المدارس الحكومية والأهلية في محافظة عمران اليمنية (شمال صنعاء) ترديد الصرخة الخمينية إجبارياً في طابور الصباح المدرسي، حتى عادت مجدداً لتوسع من حجم ذلك الاستهداف من خلال اعتمادها أخيراً حصصاً دراسية أسبوعية ذات صبغة طائفية بحق طالبات المدارس في صنعاء تحت مسمى «حصة الريادة».
في هذا السياق ذكرت مصادر تربوية في صنعاء أن الميليشيات فرضت حصة أسبوعية للطالبات من الأول الابتدائي حتى الثالث الثانوي في المدارس الحكومية والأهلية في صنعاء ضمن مساعيها لتغيير الهوية الوطنية لليمنيين في مناطق سيطرتها.
وتداول ناشطون في صنعاء تعميماً صادراً عن وزارة التعليم التي يديرها شقيق زعيم الميليشيات يحيى بدر الدين الحوثي إلى عبد القادر المهدي المعين مدير مكتب التربية في العاصمة يحضه على إضافة حصة أسبوعية ضمن جدول التعليم المدرسي بمدارس صنعاء، وتخصص للتعبئة الفكرية وغسل أدمغة الفتيات بالأفكار الحوثية.
وذكرت المصادر التربوية أن وزارة الجماعة شددت على مسؤولي التعليم الموالين لهم في صنعاء بضرورة الالتزام بما تضمنه التعميم، ملوحة بعقوبات شديدة وصارمة ضد المدارس المخالفة.
وبحسب التعميم الحوثي، طالبت الميليشيات بتفعيل ما أسمته «النشاط الثقافي» للطالبات في مختلف المراحل التعليمية داخل المدارس الحكومية كمرحلة أولى».
وتحتوى بعض مواد المنهج المعد سلفاً، والتي ستقدمها الجماعة لطالبات المدارس في صنعاء ضمن حصصها المضافة على محاضرات تعبوية وتحريضية وترويج بأهمية «الصرخة الخمينية وأحقية السلالة الحوثية في الحكم، وفق المصادر.
- تغييرات جذرية
يكشف تربويون وأولياء أمور في صنعاء عن تغييرات وصفوها بـ«الجذرية» أجرتها الميليشيات الحوثية هذا العام بحق العملية التعليمية بوجه عام والمناهج الدراسية وخريطة البرامج الإذاعية المدرسية على وجه الخصوص.
وأوضح التربويون أن مجمل التغييرات تركزت على تكريس المفاهيم والتعاليم ذات الأبعاد المذهبية والطائفية، وناشد بعضهم، المنظمات الدولية وحقوق الإنسان، لإيقاف ما تقوم به الجماعة من عبث بعقول الصغار، كما طالبوا الأمم المتحدة بسرعة اتخاذ موقف جاد وحازم تجاه هذه الميليشيات التي قالوا إنها لا تزال تشكل خطراً يُهدد المستقبل.
وجدد التربويون اليمنيون تحذيراتهم من «أن نحو 15 ألف مدرسة حكومية منتشرة بمناطق ومدن سيطرة الجماعة تنتظر عمليات التدمير والعبث والتجريف والتغيير الطائفي».
- فرض مناسبات طائفية
على صعيد الاتهامات الموجهة للجماعة باستبعادها أعياداً وطنية رسمية من جدول برامجها الاحتفالية في التقويم المدرسي لهذا العام، كشفت وثيقة انقلابية تداولها ناشطون يمنيون وتحمل اسم «جدول الفعاليات والمناسبات» عن إلزام الجماعة مدارس في العاصمة وريفها بالتقيد بالاحتفاء بالفعاليات التي وردت ضمن الجدول.
ووفقاً للوثيقة المتداولة، استبعدت الميليشيات من الجدول فعاليتي العيد الوطني للجمهورية اليمنية 22 مايو (أيار)، وعيد الثورة اليمنية 26 سبتمبر (أيلول) في حين ألزمت طلاب المدارس بالاحتفاء بتسع فعاليات ذات دلالات وأبعاد طائفية منها قدوم الجد الأول للحوثيين إلى اليمن والمدعو الهادي يحيى بن الحسين الرسي، وذكرى مقتل الحسين بن علي، وذكرى مقتل زيد بن علي، وذكرى انقلاب الميليشيات على الشرعية، وذكرى الأسبوع السنوي لقتلى الجماعة، ومولد فاطمة الزهراء، وغيرها من المناسبات التي أثقلت الجماعة بها كاهل اليمنيين من خلال فرض الجبايات.
وسبق للميليشيات وفي سياق تجريفها الممنهج لهوية اليمنيين واستبدالها بأخرى ذات صبغة إيرانية، أن فرضت قبل أيام على طلاب مدارس محافظة عمران ترديد «الصرخة الخمينية» إجبارياً في الطابور المدرسي.
ومنذ الانقلاب، واصلت الميليشيات الحوثية استهداف التعليم في مناطق سيطرتها بغية حرفه عن مساره الجمهوري اليمني وتحويله إلى محاضن تلقن الأفكار الإيرانية وتعبئ المعلمين والطلبة صغار السن لتحشدهم إلى القتال.
وكانت تقارير محلية وأخرى دولية قد اتهمت الجماعة الحوثية بمواصلة تصعيد إجراءاتها من أجل إعاقة العملية التعليمية من خلال نهبها لرواتب العاملين التربويين وتغيير أسماء المدارس بأخرى طائفية وتدمير المئات منها وتحويل أخرى إلى مخازن للأسلحة وثكنات عسكرية وتجنيدها آلاف المعلمين والطلبة من صغار السن وإدخال تغييرات واسعة على المناهج الدراسية.


مقالات ذات صلة

غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

العالم العربي غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

وصف المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الخميس) اللقاء الذي جمعه برئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي في عدن بـ«المثمر والجوهري»، وذلك بعد نقاشات أجراها في صنعاء مع الحوثيين في سياق الجهود المعززة للتوصل إلى تسوية يمنية تطوي صفحة الصراع. تصريحات المبعوث الأممي جاءت في وقت أكدت فيه الحكومة اليمنية جاهزيتها للتعاون مع الأمم المتحدة والصليب الأحمر لما وصفته بـ«بتصفير السجون» وإغلاق ملف الأسرى والمحتجزين مع الجماعة الحوثية. وأوضح المبعوث في بيان أنه أطلع العليمي على آخر المستجدات وسير المناقشات الجارية التي تهدف لبناء الثقة وخفض وطأة معاناة اليمنيين؛ تسهيلاً لاستئناف العملية السياسية

علي ربيع (عدن)
العالم العربي الحوثيون يفرجون عن فيصل رجب بعد اعتقاله 8 سنوات

الحوثيون يفرجون عن فيصل رجب بعد اعتقاله 8 سنوات

في خطوة أحادية أفرجت الجماعة الحوثية (الأحد) عن القائد العسكري اليمني المشمول بقرار مجلس الأمن 2216 فيصل رجب بعد ثماني سنوات من اعتقاله مع وزير الدفاع الأسبق محمود الصبيحي شمال مدينة عدن، التي كان الحوثيون يحاولون احتلالها. وفي حين رحب المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ بالخطوة الحوثية الأحادية، قابلتها الحكومة اليمنية بالارتياب، متهمة الجماعة الانقلابية بمحاولة تحسين صورتها، ومحاولة الإيقاع بين الأطراف المناهضة للجماعة. ومع زعم الجماعة أن الإفراج عن اللواء فيصل رجب جاء مكرمة من زعيمها عبد الملك الحوثي، دعا المبعوث الأممي في تغريدة على «تويتر» جميع الأطراف للبناء على التقدم الذي تم إنجازه

علي ربيع (عدن)
العالم العربي أعداد اللاجئين الأفارقة إلى اليمن ترتفع لمعدلات ما قبل الجائحة

أعداد اللاجئين الأفارقة إلى اليمن ترتفع لمعدلات ما قبل الجائحة

في مسكن متواضع في منطقة البساتين شرقي عدن العاصمة المؤقتة لليمن، تعيش الشابة الإثيوبية بيزا ووالدتها.

محمد ناصر (عدن)
العالم العربي كيانات الحوثيين المالية تتسبب في أزمة سيولة نقدية خانقة

كيانات الحوثيين المالية تتسبب في أزمة سيولة نقدية خانقة

فوجئ محمود ناجي حين ذهب لأحد متاجر الصرافة لتسلّم حوالة مالية برد الموظف بأن عليه تسلّمها بالريال اليمني؛ لأنهم لا يملكون سيولة نقدية بالعملة الأجنبية. لم يستوعب ما حصل إلا عندما طاف عبثاً على أربعة متاجر.

محمد ناصر (عدن)
العالم العربي تحذيرات من فيضانات تضرب اليمن مع بدء الفصل الثاني من موسم الأمطار

تحذيرات من فيضانات تضرب اليمن مع بدء الفصل الثاني من موسم الأمطار

يجزم خالد محسن صالح والبهجة تتسرب من صوته بأن هذا العام سيكون أفضل موسم زراعي، لأن البلاد وفقا للمزارع اليمني لم تشهد مثل هذه الأمطار الغزيرة والمتواصلة منذ سنين طويلة. لكن وعلى خلاف ذلك، فإنه مع دخول موسم هطول الأمطار على مختلف المحافظات في الفصل الثاني تزداد المخاطر التي تواجه النازحين في المخيمات وبخاصة في محافظتي مأرب وحجة وتعز؛ حيث تسببت الأمطار التي هطلت خلال الفصل الأول في مقتل 14 شخصا وإصابة 30 آخرين، كما تضرر ألف مسكن، وفقا لتقرير أصدرته جمعية الهلال الأحمر اليمني. ويقول صالح، وهو أحد سكان محافظة إب، لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف، في ظل الأزمة التي تعيشها البلاد بسبب الحرب فإن الهطول ال

محمد ناصر (عدن)

حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
TT

حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)

فرضت الجماعة الحوثية خلال الأيام الماضية إتاوات جديدة على مُلاك مناجم الحجارة وسائقي ناقلات الحصى المستخدم في الخرسانة المسلحة في العاصمة المختطفة صنعاء ومدن أخرى؛ ما تَسَبَّبَ أخيراً في ارتفاع أسعارها، وإلحاق أضرار في قطاع البناء والتشييد، وزيادة الأعباء على السكان.

وذكرت مصادر محلية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن قيادات حوثية تُدير شؤون هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية الخاضعة لسيطرة الجماعة، فرضت زيادة سعرية مفاجئة على ناقلات الحصى تتراوح ما بين 300 و330 دولاراً (ما بين 160 ألفاً و175 ألف ريال) لكل ناقلة.

ووصل إجمالي السعر الذي يُضطر مُلاك مناجم الحجارة وسائقو الناقلات إلى دفعه للجماعة إلى نحو 700 دولار (375 ألف ريال)، بعد أن كان يقدر سعرها سابقاً بنحو 375 دولاراً (200 ألف ريال)، حيث تفرض الجماعة سعراً ثابتاً للدولار بـ 530 ريالاً.

مالكو الكسارات في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية يشتكون من الابتزاز والإتاوات (فيسبوك)

وتذهب الزيادة المفروضة، وفقاً للمصادر، لمصلحة أحد المشرفين الحوثيين، الذي يُكنى بـ«الجمل»، ويواصل منذ أيام شن مزيد من الحملات التعسفية ضد مُلاك كسارات وسائقي ناقلات بصنعاء وضواحيها، لإرغامهم تحت الضغط والترهيب على الالتزام بتعليمات الجماعة، وتسديد ما تقره عليهم من إتاوات.

واشتكى مُلاك كسارات وسائقو ناقلات في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، من حملات الابتزاز الحوثي لفرض الزيادة المفاجئة في أسعار بيع ونقل الخرسانة المستخدمة في البناء والتشييد، ما يزيد من أعبائهم ومعاناتهم.

وقال بعضهم إن الجماعة لم تكتفِ بذلك، لكنها فرضت إتاوات أخرى عليهم تحت أسماء متعددة منها تمويل تنظيم الفعاليات بما تسمى ذكرى قتلاها في الحرب، ورسوم نظافة وتنمية مجتمعية وأجور مشرفين في الجماعة بذريعة تنفيذ الرقابة والمتابعة والإشراف على السلامة البيئية.

وتحدث مالك كسارة، اشترط إخفاء اسمه، عن لجوئه وآخرين يعملون في ذلك القطاع، لتقديم عدة شكاوى لسلطة الانقلاب للمطالبة بوقف الإجراءات التعسفية المفروضة عليهم، لكن دون جدوى، وعدّ ذلك الاستهداف لهم ضمن مخطط حوثي تم الإعداد له مسبقاً.

الإتاوات الجديدة على الكسارة وناقلات الحصى تهدد بإلحاق أضرار جديدة بقطاع البناء (فيسبوك)

ويتهم مالك الكسارة، المشرف الحوثي (الجمل) بمواصلة ابتزازهم وتهديدهم بالتعسف والإغلاق، عبر إرسال عناصره برفقة سيارات محملة بالمسلحين لإجبارهم بالقوة على القبول بالتسعيرة الجديدة، كاشفاً عن تعرُّض عدد من سائقي الناقلات خلال الأيام الماضية للاختطاف، وإغلاق نحو 6 كسارات لإنتاج الحصى في صنعاء وضواحيها.

ويطالب مُلاك الكسارات الجهات الحقوقية المحلية والدولية بالتدخل لوقف التعسف الحوثي المفروض على العاملين بذلك القطاع الحيوي والذي يهدد بالقضاء على ما تبقى من قطاع البناء والتشييد الذي يحتضن عشرات الآلاف من العمال اليمنيين.

وسبق للجماعة الحوثية، أواخر العام قبل الفائت، فتح مكاتب جديدة تتبع هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية الخاضعة لها، في أغلبية مناطق سيطرتها بغية التضييق على مُلاك الكسارات وسائقي ناقلات الحصى، ونهب أموالهم.

وأغلقت الجماعة الحوثية عبر حملة استهداف سابقة نحو 40 كسارة في محافظات صنعاء وعمران وحجة وإب والحديدة وذمار، بحجة مخالفة قانون المناجم، رغم أنها كانت تعمل منذ عقود وفق القوانين واللوائح المنظِّمة لهذا القطاع.

إتاوات جديدة فرضتها الجماعة الحوثية على ناقلات الحصى المستخدم في الخرسانة المسلحة (فيسبوك)

وسبق أن فرضت الجماعة في ديسمبر (كانون الأول) من العام قبل الماضي، على مُلاك المناجم في صنعاء وبقية المناطق رسوماً تقدر بـ 17 دولاراً (8900 ريال) على المتر الواحد المستخرج من الحصى، والذي كان يباع سابقاً بـ5 دولارات ونصف الدولار (2900 ريال) فقط.

وتفيد المعلومات بإقدامها، أخيراً، على مضاعفة الرسوم المفروضة على سائقي ناقلات الحصى، إذ ارتفعت قيمة الرسوم على الناقلة بحجم 16 متراً، من 181 دولاراً (64 ألف ريال)، إلى 240 دولاراً (128 ألف ريال)، في حين ارتفع سعر الحمولة ليصل إلى 750 دولاراً، (400 ألف ريال).