روسيا تبحث كسر القيود «مع الأصدقاء»

من شراء العملات إلى «بديل سويفت»

موسكو تكثف من تحركاتها الهادفة إلى كسر القيود الاقتصادية التي فرضها الغرب على روسيا
موسكو تكثف من تحركاتها الهادفة إلى كسر القيود الاقتصادية التي فرضها الغرب على روسيا
TT

روسيا تبحث كسر القيود «مع الأصدقاء»

موسكو تكثف من تحركاتها الهادفة إلى كسر القيود الاقتصادية التي فرضها الغرب على روسيا
موسكو تكثف من تحركاتها الهادفة إلى كسر القيود الاقتصادية التي فرضها الغرب على روسيا

من شراء عملات الدول الصديقة إلى البحث عن بدائل لنظام سويفت العالمي، تكثف موسكو من تحركاتها الهادفة إلى كسر القيود الاقتصادية التي فرضها الغرب على روسيا منذ إطلاق عمليتها العسكرية في أوكرانيا في الربيع الماضي.
وأعلن مدير إدارة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بوزارة الخارجية الروسية، ألكسندر كينشاك، يوم الجمعة، أن موسكو تعمل مع دول الشرق الأوسط بنشاط للانتقال إلى التسويات المالية بالعملات الوطنية والأنظمة البديلة لنظام الاتصالات المالية العالمية بين البنوك (سويفت).
وأشار كينشاك، في تصريحات لوكالة «سبوتنيك»، إلى أن العقوبات التي تفرضها الدول الغربية على روسيا «تؤثر إلى حد ما على تعاوننا مع الشركاء التقليديين في الشرق الأوسط». وقال كينشاك: «كل هذا يحقق مهمة التكيّف السريع لتعاوننا الاقتصادي مع العالم العربي، مع الواقع الاقتصادي المتغير، بما في ذلك من خلال الانتقال إلى التسويات المالية المتبادلة بالعملات الوطنية أو عملات العالم الغربي البديلة. إن العمل النشط مع شركائنا في الشرق الأوسط في هذا الاتجاه جارٍ بالفعل، وبالطبع سيستمر، في استخدام نظام جديد لنقل المعلومات المالية يعتمد على النظير الروسي الموجود بالفعل لسويفت».
وأكد المسؤول الروسي أن بلاده تناقش مع دول الشرق الأوسط استخدام بطاقات «مير» على أراضيها، مشيراً إلى أنه من خلال الإدارات الروسية ذات الصلة، تتم مناقشة مسألة استخدام بطاقات «مير» المحلية في عدد من الدول في المنطقة. ويشار إلى أنه يمكن استخدام بطاقات «مير» حالياً في تركيا وفيتنام وأرمينيا وكوريا الجنوبية وأوزبكستان وبيلاروسيا وكازاخستان وقيرغيزستان وأوسيتيا الجنوبية وأبخازيا.
وبالتزامن، تدرس روسيا خطة لشراء اليوان الصيني وغيره من العملات «الصديقة» بما قيمته 70 مليار دولار العام الجاري لإبطاء ارتفاع الروبل، قبل التحول إلى استراتيجية طويلة الأمد ببيع ما تمتلكه من العملة الصينية لتمويل الاستثمارات.
وذكرت وكالة «بلومبرغ» أن المقترح يأتي ضمن مجموعة من الإجراءات التي ترقى إلى التخلص الفعال من سياسة اقتصادية استمرت على مدار أكثر من عقد فيما يعيد الكرملين هيكلة استراتيجيته وسط عقوبات واسعة النطاق فرضتها الولايات المتحدة وحلفاؤها بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا. وحظيت الخطة بدعم مبدئي في اجتماع للتخطيط «الاستراتيجي» لكبار مسؤولي الحكومة والبنك المركزي، خلال مناقشات يوم الأربعاء، بحسب مصادر مطلعة طلبت عدم الكشف عن هويتها وهي تناقش مسائل غير معلنة للرأي العام.
ويؤكد هذا النهج الكيفية التي قلبت بها العقوبات الاستراتيجية الاقتصادية الروسية رأساً على عقب، في ظل تجميد نحو نصف الاحتياطي الأجنبي الروسي البالغ 640 مليار دولار بعد غزو الرابع والعشرين من فبراير (شباط)، تاركاً الكرملين من دون إمكانية الوصول إلى الأموال التي قضى سنوات في ادخارها للظروف الصعبة.
من جهة أخرى، ناقش نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك والمدير التنفيذي لشركة ميتسوي وشركاه اليابانية، موتوياسو نوزاكي، التعاون التجاري الثنائي في قطاع الطاقة بين موسكو وطوكيو والقضايا المتعلقة بمواصلة عمليات الشركة اليابانية في روسيا.
وذكرت وكالة أنباء إنترفاكس الروسية أنه خلال اجتماع عقد في موسكو ركزت المباحثات على مواصلة تطوير مشروعات إنتاج ومعالجة الغاز في جزيرة سخالين كجزء من اتفاقية مشاركة إنتاج سخالين – 2، بالإضافة إلى مشروعي القطب الشمالي للغاز الطبيعي المسال 2 ويامال للغاز الطبيعي المسال.
وقالت الخدمة الصحافية للحكومة الروسية، في بيان، إن «سخالين - 2 هو أحد أكبر مشروعات الشركة، وانضمت ميتسوي إلى تطويرها عام 1986 لتصبح الشركة الوحيدة التي طورت المشروع منذ البداية. والعمل في مشروع سخالين - 2 والمشروعات المشتركة الأخرى يعود بالنفع على بلدينا. ونأمل في التكثيف الشامل لتعاوننا في قطاع الطاقة، وفي مقدمته مجالات الاستثمار والتكنولوجيا».


مقالات ذات صلة

إسبانيا تحقق في احتمال دخول نفط روسي إليها عبر دول أخرى

الاقتصاد إسبانيا تحقق في احتمال دخول نفط روسي إليها عبر دول أخرى

إسبانيا تحقق في احتمال دخول نفط روسي إليها عبر دول أخرى

أعلنت الحكومة الإسبانية أمس (الجمعة) فتح تحقيق في احتمال دخول شحنات من النفط الروسي إلى أراضيها عبر دول ثالثة ودعت إلى بذل جهود أوروبية مشتركة لـ«تعزيز إمكانية تتبع» واردات المحروقات. وقالت وزيرة الانتقال البيئي الإسبانية تيريزا ريبيرا في رسالة: «في مواجهة أي شكوك، من الضروري التحقق» مما إذا كانت «المنتجات المستوردة تأتي من المكان المشار إليه أو من بلد آخر وما إذا كانت هناك أي مخالفة». وأوضحت الوزيرة الإسبانية أن «هذه المخاوف» هي التي دفعت إسبانيا إلى «التحقيق» في إمكانية وصول نفط روسي إلى أراضيها، مذكرة بأن واردات المحروقات «مرفقة نظريا بوثائق تثبت مصدرها».

«الشرق الأوسط» (مدريد)
الاقتصاد موسكو تسيطر على شركتي طاقة أوروبيتين وتهدد بالمزيد

موسكو تسيطر على شركتي طاقة أوروبيتين وتهدد بالمزيد

سيطرت موسكو على أصول شركتين للطاقة، ألمانية وفنلندية، ردا على المعاملة بالمثل لشركات روسية موجودة في أوروبا، وهددت بتوسيع قائمة الشركات الأجنبية المستهدفة بمصادرة «مؤقتة» لأصولها داخل البلاد. وقال الكرملين، أمس الأربعاء، إن تحرك موسكو للسيطرة المؤقتة على أصول مجموعة «فورتوم» الفنلندية للطاقة و«يونيبر» الألمانية التي كانت تابعة لها، جاء ردا على ما وصفه بالاستيلاء غير القانوني على أصول روسية في الخارج. تمتلك «يونيبر»، الشركة الأم، حصة 83.7 في المائة في شركة «يونيبرو»، الفرع الروسي، التي زودت ألمانيا لسنوات بشحنات الغاز الطبيعي. ودخلت الشركة في ضائقة شديدة العام الماضي بسبب قطع إمدادات الغاز الرو

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم الكرملين يهدّد بمصادرة أصول مزيد من الشركات الأجنبية في روسيا

الكرملين يهدّد بمصادرة أصول مزيد من الشركات الأجنبية في روسيا

حذّر الكرملين اليوم (الأربعاء)، من أن روسيا قد توسّع قائمة الشركات الأجنبية المستهدفة بمصادرة مؤقتة لأصولها في روسيا، غداة توقيع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لمرسوم وافق فيه على الاستيلاء على مجموعتَي «فورتوم» و«يونيبر». وحسب وكالة الصحافة الفرنسية، قال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف لصحافيين: «إذا لزم الأمر، قد توسّع قائمة الشركات. الهدف من المرسوم هو إنشاء صندوق تعويضات للتطبيق المحتمل لإجراءات انتقامية ضد المصادرة غير القانونية للأصول الروسية في الخارج».

«الشرق الأوسط» (موسكو)
الاقتصاد دراسة تُظهر خروقات واسعة لسقف أسعار النفط الروسي في آسيا

دراسة تُظهر خروقات واسعة لسقف أسعار النفط الروسي في آسيا

قال فريق من الباحثين إنه من المرجح أن سقف أسعار النفط المحدد من جانب مجموعة السبع شهد خروقات واسعة في آسيا في النصف الأول من العام، حسبما أفادت وكالة الأنباء الألمانية. وقام فريق الباحثين بتحليل بيانات رسمية بشأن التجارة الخارجية الروسية إلى جانب معلومات خاصة بعمليات الشحن، حسبما نقلت وكالة «بلومبرغ» للأنباء، اليوم (الأربعاء). وفي ديسمبر (كانون الأول)، فرضت مجموعة الدول الصناعية السبع حداً أقصى على أسعار النفط الروسي يبلغ 60 دولاراً للبرميل، مما منع الشركات في تلك الدول من تقديم مجموعة واسعة من الخدمات لا سيما التأمين والشحن، في حال شراء الشحنات بأسعار فوق ذلك المستوى. ووفقاً لدراسة التجارة وب

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد موسكو تضع يدها على الأصول الروسية لشركتَي طاقة أجنبيتين

موسكو تضع يدها على الأصول الروسية لشركتَي طاقة أجنبيتين

وقّع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرسوماً يضع الشركات الروسية التابعة لاثنين من مورّدي الطاقة الأجانب («يونيبر» الألمانية، و«فورتوم أويج» الفنلندية) تحت سيطرة الدولة، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية. وقال المرسوم الذي نُشر أمس (الثلاثاء)، إن هذه الخطوة رد فعل ضروري على التهديد بتأميم الأصول الروسية في الخارج. وهدد المرسوم بأنه في حالة مصادرة أصول الدولة الروسية أو الشركات الروسية أو الأفراد في الخارج، ستتولى موسكو السيطرة على الشركات الناشئة من الدولة الأجنبية المقابلة. وتمتلك «يونيبر» حصة 83.73 في المائة في شركة «يونيبرو» الروسية الفرعية، التي زوّدت ألمانيا لسنوات بشحنات الغاز الطبيعي. ودخلت ا

«الشرق الأوسط» (موسكو)

في أحدث صورها بـ«غازبروم»... العقوبات الأميركية على روسيا تربك حلفاء واشنطن

شعار شركة «غازبروم» الروسية على أحد الحقول في مدينة سوتشي (د.ب.أ)
شعار شركة «غازبروم» الروسية على أحد الحقول في مدينة سوتشي (د.ب.أ)
TT

في أحدث صورها بـ«غازبروم»... العقوبات الأميركية على روسيا تربك حلفاء واشنطن

شعار شركة «غازبروم» الروسية على أحد الحقول في مدينة سوتشي (د.ب.أ)
شعار شركة «غازبروم» الروسية على أحد الحقول في مدينة سوتشي (د.ب.أ)

رغم عدم إعلان العديد من الدول الحليفة لواشنطن بـ«شكل مباشر» لاعتراضها على جوانب من أحدث حلقات العقوبات الأميركية ضد روسيا، فإن التصريحات المتوالية أشارت إلى تضرر هذه الدول وبحثها عن حلول لتجاوز شظايا العقوبات.

وعقب إعلان واشنطن يوم الخميس عن فرض عقوبات على حزمة من البنوك الروسية، قفزت إلى السطح مشكلة معقدة، إذ إن أحد تلك البنوك هو «غازبروم بنك»، المملوك من شركة الغاز الحكومية «غازبروم»، ويعد من أهم الحلقات المالية للتحويلات مقابل شراء الغاز الروسي من الدول الخارجية.

وقالت وزارة الخزانة الأميركية إن الولايات المتحدة فرضت عقوبات جديدة على بنك غازبروم، في الوقت الذي يكثف فيه الرئيس جو بايدن الإجراءات لمعاقبة موسكو على غزوها لأوكرانيا قبل أن يترك منصبه في يناير (كانون الثاني).

وبفرض العقوبات الأميركية، وتجريم التعامل مع البنك الروسي، فإن واشنطن حكمت عرضيا باحتمالية وقف إمداد دول كثيرة حليفة لها بالغاز الروسي.

وفي ردود الفعل الأولية، قالت وزارة الاقتصاد في سلوفاكيا إنها تحلل العقوبات الأميركية الجديدة ضد «غازبروم بنك»، وستعرف تأثيرها المحتمل على سلوفاكيا قريبا. وتمتلك شركة «إس بي بي»، المشتري الحكومي للغاز في سلوفاكيا، عقدا طويل الأجل مع «غازبروم».

كما قالت وزارة الخارجية المجرية في رد بالبريد الإلكتروني على «رويترز» يوم الخميس إنها تدرس تأثير العقوبات الأميركية الجديدة ضد «غازبروم بنك»، وستتصل بمورد الغاز الطبيعي إذا لزم الأمر. وبموجب اتفاق مدته 15 عاماً تم توقيعه في عام 2021، تحصل المجر على 4.5 مليار متر مكعب سنوياً من روسيا من خلال شركة غازبروم.

وخارج القارة الأوروبية، قال وزير الصناعة الياباني يوجي موتو يوم الجمعة إن اليابان ستتخذ كافة التدابير الممكنة لمنع حدوث اضطرابات في تأمين إمدادات مستقرة من الغاز الطبيعي المسال من مشروع «سخالين-2» الروسي في أعقاب العقوبات الأميركية الجديدة.

ومنحت العقوبات الأميركية إعفاءات للمعاملات المتعلقة بمشروع النفط والغاز سخالين-2 في أقصى شرق روسيا حتى 28 يونيو (حزيران) 2025، وفقاً لرخصة عامة محدثة نشرتها وزارة الخزانة.

وقال موتو في مؤتمر صحافي يوم الجمعة: «إن سخالين-2 مهم لأمن الطاقة في اليابان»، مشيراً إلى أنه لا يوجد انقطاع فوري، حيث يتم استبعاد المعاملات من خلال «غازبروم بنك» مع «سخالين-2» أو «سخالين إنرجي» من العقوبات. وقال: «سنستمر في تقديم تفسيرات مفصلة للولايات المتحدة وأعضاء مجموعة السبع الآخرين كما فعلنا في الماضي، واتخاذ جميع التدابير الممكنة لضمان عدم وجود عقبات أمام تأمين إمدادات مستقرة لليابان».

من ناحية أخرى، قال رئيس شركة «أوساكا» للغاز، وهي مشتري للغاز الطبيعي المسال «سخالين-2»، إن العقوبات الأميركية الجديدة لن تؤثر على عملية تسوية شراء الوقود.

ولا تتوقع الشركة، وهي ثاني أكبر مزود للغاز في اليابان، والتي تشتري الوقود المبرد للغاية من «سخالين-2» بموجب عقد طويل الأجل، أن تؤثر العقوبات الأميركية على معاملاتها، كما قال رئيس شركة أوساكا للغاز ماساتاكا فوجيوارا للصحافيين يوم الجمعة، مشيراً إلى أن الشركة لا تستخدم «غازبروم بنك» للتسوية.

وبحسب وزارة الخزانة الأميركية، التي استخدمت أقوى أداة عقوبات لديها، فإن «غازبروم بنك» لا يمكنه التعامل مع أي معاملات جديدة متعلقة بالطاقة تمس النظام المالي الأميركي، وتحظر تجارته مع الأميركيين وتجمد أصوله الأميركية.

وتحث أوكرانيا الولايات المتحدة منذ فبراير (شباط) 2022 على فرض المزيد من العقوبات على البنك، الذي يتلقى مدفوعات مقابل الغاز الطبيعي من عملاء «غازبروم» في أوروبا.

كما فرضت وزارة الخزانة عقوبات على 50 بنكاً روسياً صغيراً ومتوسطاً لتقليص اتصالات البلاد بالنظام المالي الدولي ومنعها من إساءة استخدامه لدفع ثمن التكنولوجيا والمعدات اللازمة للحرب. وحذرت من أن المؤسسات المالية الأجنبية التي تحافظ على علاقات مراسلة مع البنوك المستهدفة «تنطوي على مخاطر عقوبات كبيرة».

وقالت وزيرة الخزانة جانيت يلين: «إن هذا الإجراء الشامل سيجعل من الصعب على الكرملين التهرب من العقوبات الأميركية وتمويل وتجهيز جيشه. سنواصل اتخاذ خطوات حاسمة ضد أي قنوات مالية تستخدمها روسيا لدعم حربها غير القانونية وغير المبررة في أوكرانيا».

كما أصدرت وزارة الخزانة ترخيصين عامين جديدين يسمحان للكيانات الأميركية بإنهاء المعاملات التي تشمل «غازبروم بنك»، من بين مؤسسات مالية أخرى، واتخاذ خطوات للتخلص من الديون أو الأسهم الصادرة عن «غازبروم بنك».

وقالت وزارة الخزانة إن «غازبروم بنك» هو قناة لروسيا لشراء المواد العسكرية في حربها ضد أوكرانيا. وتستخدم الحكومة الروسية البنك أيضاً لدفع رواتب جنودها، بما في ذلك مكافآت القتال، وتعويض أسر جنودها الذين قتلوا في الحرب.