يهدد التلاسن بين الرئيسين الأميركي الحالي والسابق بمفاقمة الاستقطاب في الشارع الأميركي، بعد أشهر من أحداث اقتحام الكابيتول، وقبل أسابيع قليلة من الانتخابات التشريعية النصفية.
وعلى غير عادته، شن الرئيس جو بايدن هجوماً شرساً على سلفه، متهماً إياه بتبني «أيديولوجية متطرفة» تهدد الديمقراطية الأميركية وقيم المساواة التي تأسست عليها الولايات المتحدة. كما حمل على الجمهوريين، وأنصار ترمب، عدم احترام الدستور والقانون، وتأجيج لهيب العنف السياسي وتبني أيدلوجية الغضب والفوضى والعيش في ظل أكاذيب.
وحذر بايدن، في خطاب ألقاه مساء الخميس من قاعة الاستقلال في فيلادلفيا، من هيمنة ترمب على الحزب الجمهوري. وقال بشكل واضح، إن الديمقراطيين يعتزمون جعل انتخابات منتصف الولاية استفتاءً على ترمب في الانتخابات النصفية، معتبراً أن الحزب الجمهوري «يهيمن عليه ويديره ويخيفه» الرئيس السابق وأجندته الخاصة «ماغا». ورأى أن «ذلك تهديد لهذا البلد»، مشدداً على ضرورة الدفاع عن الديمقراطية الأميركية، التي دعا إلى «حمايتها والدفاع عنها».
ودعا بايدن، الأميركيين، من جميع الأطياف، إلى المساعدة في مواجهة ما وصفها بـ«قوى مظلمة»، عبر التوجه إلى صناديق الاقتراع، معتبراً الانتخابات النصفية «مفترق طرق» أمام الولايات المتحدة.
ولم يتأخر رد الرئيس السابق دونالد ترمب، الذي قال عبر حسابه على موقع «تروث سوشال»، إن بايدن «يعاني من مرحلة متأخرة من الخرف». وتابع: «إذا نظرنا إلى كلمات ومعنى خطاب بايدن الغاضب، (نجد أنه) هدد أميركا، بما في ذلك عبر احتمال استخدام القوة العسكرية. لا بد أن يكون مجنوناً أو يعاني من الخرف في مرحلة متأخرة!»، وقال زعيم الجمهوريين في مجلس النواب كيفين مكارثي، إن الرئيس الديمقراطي، وليس الجمهوريين، هو الذي يحاول تقسيم الأميركيين. وأضاف أن «جو بايدن هو الذي يشن هجوماً على روح أميركا وشعبها وقوانينها. وسياساته أصابت روح أميركا بشدة».
- تعزيز الانقسامات
أثار هذا الهجوم المتبادل بين بايدن وترمب مخاوف واسعة في الدوائر السياسية الأميركية. وانتقدت صحيفة «وول ستريت جورنال» خطاب بايدن، وقالت إنه لا يوحد الأمة الأميركية، بل يزيد من حالة الانقسام والاستقطاب الحادة. ويرى محللون أن خطاب بايدن اللاذع يعد دليلاً على الجهود الصريحة التي يبذلها لتهميش ترمب وأتباعه، ويعد منعطفاً حاداً في خطابات الرئيس الذي طالما دعا إلى تحقيق الوحدة الوطنية. ورجحوا أن هذا التغيير يرجع إلى تحسن شعبية بايدن، وتحسن نسبي في أوضاع الاقتصاد، إضافة إلى اعتقاد نسبة كبيرة من الأميركيين أن ترمب ارتكب مخالفات قانونية، وفق استطلاعات للرأي.
ودافع مسؤولو البيت الأبيض عن المضمون الحاد لخطاب بايدن، معتبرين أنه يعكس قلقه المتزايد بشأن المقترحات الأيديولوجية لحلفاء ترمب، وإنكاره المستمر لنتائج انتخابات 2020 في البلاد.
- أجواء حرب أهلية؟
أشار استطلاع للرأي أجرته مجلة «إيكونوميست» إلى أن 43 في المائة من الأميركيين لا يستبعدون نشوب حرب أهلية خلال السنوات العشر المقبلة، وهو ما يسلط الضوء على الانقسامات السياسية العميقة في الولايات المتحدة. ووجد الاستطلاع أن ثلثي الأميركيين (66 في المائة) يعتقدون أن الانقسامات السياسية قد ازدادت سوءاً منذ بداية عام 2021، وتوقع معظم المستطلع آراؤهم أنهم يتوقعون المزيد من العنف خلال السنوات المقبلة.
وقد أثار السيناتور الجمهوري عن ولاية ساوث كارولينا، ليندسي غراهام، الكثير من الجدل حينما رجح في مداخلة مع شبكة «فوكس نيوز»، الثلاثاء الماضي، اندلاع أعمال شغب في الشوارع إذا تمت مقاضاة الرئيس ترمب حول احتفاظه بوثائق سرية في منزله.
تلاسن بين بايدن وترمب يفاقم حدة الاستقطاب الأميركي
43 % من الأميركيين لا يستبعدون نشوب «حرب أهلية» خلال السنوات الـ10 المقبلة
تلاسن بين بايدن وترمب يفاقم حدة الاستقطاب الأميركي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة