شهدت جلسة محاكمة امرأة سويسرية متهمة بمحاولة ذبح امرأتين في متجر عام 2020 باسم تنظيم «داعش» أول من أمس مواجهة بين الادعاء العام والدفاع بشأن ما إذا كانت دوافع الهجوم تقع ضمن «الإرهاب» أو الاضطراب النفسي فيما طلبت النيابة العامة عقوبة السجن 14 عاماً للمتهمة. ومن المتوقع أن يصدر الحكم في 19 سبتمبر (أيلول) وسيكون بوسع الجانبين الاستئناف.
وطلبت المدعية العامة إليزابيتا تيزوني من المحكمة الجزائية الفيدرالية في بيلينزونا (جنوب) وبعد ثلاثة أيام من جلسات الاستماع أن يعلق طلب السجن 14 عاماً لكي يمكن معالجة المتهمة طبياً ما دام خطر تكرار فعلتها قائماً.
وقالت: «هل هو عمل جنون أو إرهاب؟ الفرضيتان غير مستبعدتين»، مشيرة إلى أن شخصا يعاني مشاكل عقلية «قد يكون قادراً على ارتكاب عمل إرهابي». وبحسب الخبراء الذين تحدثوا أمام المحكمة هذا الأسبوع فإن المتهمة تعاني من «تخلف عقلي طفيف» واضطرابات شبيهة بالفصام مع احتمال تكرار فعلتها. واستند الدفاع إلى الوضع العقلي لموكلته لكي يرفض الدافع «الإرهابي» رغم أن المتهمة أعلنت مرات عدة ولاءها لتنظيم «داعش».
وقال محاميها دانيال أيوليوتشي أول من أمس إنها «تحاول أن تعطي بادرتها نية ليست لديها» مؤكداً أنها في الحقيقة لا تعرف شيئاً عن الإسلام. وهو ما سبق أن قاله أحد الخبراء أمام المحكمة الاثنين».
وأضاف المحامي أن الأشخاص الذين تتواصل معهم على الإنترنت هي فقط تعتقد أنهم مقاتلون من تنظيم «داعش» مشيراً إلى أن موكلته تعيش في عالم من «الخيال» و«الهذيان». لكن المدعية تعتبر أن «الجنون لا يعتمد على الإنسان فقط وإنما على السبب». وأضافت أن المتهمة «ارتكبت عملاً إرهابياً بالسلاح الأبيض» مشيرة إلى أنها «كانت تريد القتل بدون هوادة، وليس فقط ضحية إنما عدة ضحايا». لكن محامي المتهمة قال إن الشرطة قررت بسرعة فرضية «الدافع الإرهابي» وتسببت بحالة «هياج» في وسائل الإعلام. ولم تشهد سويسرا اعتداءً إرهابياً واسع النطاق إنما شهدت هجومين بالسكين في 2020». في 24 نوفمبر (تشرين الثاني) 2020 حاولت المتهمة وهي من أب سويسري وأم صربية، ذبح امرأتين في متجر كبير في لوغانو بعد شراء سكين في المكان. وإحدى الضحيتين التي أصيبت بجروح بالغة في العنق حضرت الجلسة. أما الثانية التي أصيبت في اليد فنجحت في السيطرة عليها بمساعدة أشخاص آخرين.
وبحسب لائحة الاتهام الصادرة عن النيابة العامة، فإن المتهمة التي لم ترغب المحكمة بالكشف عن هويتها، تصرفت «عمداً» و«بدون أي تردد». صرخت مراراً خلال العملية «الله أكبر» و«سأنتقم للنبي محمد» ورددت: «أنا هنا من أجل تنظيم (داعش)». وكانت المتهمة معروفة لدى أجهزة الشرطة، إذ إنها حاولت اللحاق بعشيقها الجهادي المقاتل في سوريا الذي تعرفت عليه على شبكات التواصل الاجتماعي في عام 2017، لكن تم توقيفها عند الحدود التركية - السورية وإرجاعها إلى سويسرا، حيث أودعت مستشفى للأمراض النفسية.
الدفاع يرفض دافع «الإرهاب» خلال محاكمة امرأة في سويسرا بتهمة محاولة ذبح
الدفاع يرفض دافع «الإرهاب» خلال محاكمة امرأة في سويسرا بتهمة محاولة ذبح
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة