علماء يكتشفون رسولا سريّا بين الدهون والدماغ

علماء يكتشفون رسولا سريّا بين الدهون والدماغ
TT
20

علماء يكتشفون رسولا سريّا بين الدهون والدماغ

علماء يكتشفون رسولا سريّا بين الدهون والدماغ

اعتقد العلماء أنهم فهموا كيف تراقب أدمغتنا مستويات الدهون في أجسامنا من خلال مراقبة الهرمونات المرتبطة بالدهون في مجرى الدم لدينا. لكن دراسة جديدة اكتشف خلالها الباحثون الآن أن هناك نظامًا إضافيًا للرسائل «اتضح أن لدينا نظامًا حسيًا كاملًا مخصصًا لنقل الرسائل من أنسجتنا الدهنية (الدهون) إلى أدمغتنا».
يقول لي يي عالم الأعصاب بمعهد سكريبس للأبحاث «اكتشاف هذه الخلايا العصبية يشير لأول مرة إلى أن دماغك يقوم بمسح الدهون بنشاط، بدلاً من مجرد تلقي رسائل سلبية عنها». مؤكدا «ان الآثار المترتبة على هذا الاكتشاف عميقة»، وذلك حسبما نشر موقع «ساينس إليرت» العلمي المتخصصص، نقلا عن بحث منشور بمجلة Nature.
ويمكن أن يساعد فهم هذا النظام يومًا ما الأعداد المتزايدة منا الذين يعانون من الوزن وما يرتبط به من مشاكل صحية مثل أمراض القلب والسكري. إنه يضيف طبقة أخرى إلى التفاعل المعقد بالفعل بين جيناتنا وبيئاتنا ونظامنا الغذائي والميكروبيوم، والتي تساهم جميعها في مستويات مخازن الطاقة العازلة المهمة لدينا.
وبينما يعرف الباحثون منذ فترة طويلة أن دهون الثدييات مليئة بالخلايا العصبية، فقد تم ربط هذه الأعصاب في نماذج حيوانية بالجهاز العصبي الودي للثدييات؛ وهو النظام الذي يحكم استجابات أجسامنا التلقائية اللاواعية مثل زيادة معدل ضربات القلب أو توسيع أعيننا. إنها تعزز تكسير الدهون لاستخدامها أثناء النشاط البدني والجوع والضغوط الأخرى.
ولكن بينما تم إنشاء هذه الرسائل التي تنتقل من الدماغ إلى الدهون لدينا، تظل الأسئلة حول ما يحدث في الاتجاه المعاكس داخل أعصابنا.
وفي هذا الاطار، يوضح يو وانغ عالم الأعصاب بمعهد سكريبس للأبحاث «عندما بدأنا هذا المشروع لأول مرة، لم تكن هناك أدوات للإجابة على هذه الأسئلة».
ولذلك طور وانج وزملاؤه أدوات، بما في ذلك تقنية تصوير جديدة تسمى HYBRiD وطريقة لمعالجة الخلايا المستهدفة تسمى ROOT للتغلب على الصعوبات التقنية للوصول إلى الخلايا العصبية في أعماق دهون أجسامنا دون العبث بها.
كما قام الباحثون بتصميم HYBRiD (أنسجة ثديية معززة بالهيدروجيل) للسماح بفحص دقيق لعينات كبيرة سليمة من الأنسجة. حيث تستخدم المذيبات لإزالة الجزيئات التي تعطي الأنسجة عتامة، مما ينتج عنه أنسجة شفافة لا تزال في تكويناتها الأصلية.
وتسمح إضافة البروتينات الفلورية التي تستهدف أنواعًا معينة من الأنسجة للباحثين بتصوير الهياكل التي تهمهم بوضوح.
وقد سمحت التصورات الناتجة لوانغ وفريقه برؤية ما يقرب من نصف الخلايا العصبية الدهنية التي لا تتصل بالجهاز العصبي الودي ولكن بالجهاز العصبي الحسي بدلاً من ذلك. ثم استخدموا ROOT (ناقل رجعي محسّن لتتبع الأعضاء) لاستهداف وتدمير مجموعات فرعية مختلفة من الخلايا العصبية في الفئران بشكل انتقائي.
وأدى فقدان إشارة الخلايا العصبية الحسية إلى زيادة الدهون في الفئران، مع وجود مستويات عالية من الدهون البنية بشكل خاص (كان لدى الفئران أيضًا درجات حرارة أعلى في الجسم؛ وهو أمر منطقي لأن الدهون البنية تساعد أجسامنا على تحويل الدهون الأخرى والسكر إلى حرارة).
وخلص الباحثون إلى أن نظام العصبونات الحسية الذي تم تحديده حديثًا يجب أن يعمل على تنظيم الإشارات من الجهاز العصبي الودي، ويوجه الجسم لحرق الدهون أو إيقافها.
ويوضح لي «هذا يخبرنا أنه ليس هناك مجرد تعليمات ذات مقاس واحد يناسب الجميع، مفادها أن الدماغ يرسل الأنسجة الدهنية... الأمر أكثر دقة من ذلك؛ هذان النوعان من الخلايا العصبية يعملان مثل دواسة الغاز وكبح حرق الدهون».
ويشك الفريق في أن هذه الأعصاب قد تلعب أيضًا دورًا مهمًا في الحس الداخلي (تصورات الإحساس تأتي من داخل أجسامنا) كما هو الحال مع الخلايا العصبية المماثلة الموجودة داخل الأعضاء الأخرى. لكنهم لم يبحثوا بعد في هذا الأمر، وهم حريصون على إجراء مزيد من التحقيق في هذا النظام.


مقالات ذات صلة

يوميات الشرق عدم الحصول على قسط كافٍ من النوم يرتبط بزيادة احتمالية تصديق نظريات المؤامرة (رويترز)

معاناتك من الأرق تدفعك لتصديق نظريات المؤامرة

أظهرت دراسة جديدة أجرتها جامعة نوتنغهام في المملكة المتحدة أن عدم الحصول على قسط كافٍ من النوم بانتظام يرتبط بزيادة احتمالية تصديق نظريات المؤامرة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك تناول الشاي الأخضر يقلل خطر الإصابة بالخرف بشكل ملحوظ (رويترز)

تناول 3 أكواب من هذا المشروب يومياً يقلل خطر إصابتك بالخرف

أشارت دراسة جديدة إلى وجود مشروب بسيط يمكنه أن يقلل من خطر الإصابة بالخرف بشكل ملحوظ.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
صحتك هيئة الخدمات الصحية توافق على أول أقراص يومية لعلاج طويل الأمد لمرض بطانة الرحم

الأولى من نوعها... أقراص لعلاج بطانة الرحم المهاجرة

وافقت هيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS) على أول أقراص يومية لعلاج طويل الأمد لمرض بطانة الرحم المهاجرة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق لا أدلة علمية على الاعتقاد بأن تأخير تناول الكافيين في الصباح لبضع ساعات يُساعد على تجنّب الإرهاق بعد الظهر (رويترز)

الكافيين وتعزيز اليقظة... كيف تحصل على أفضل النتائج؟

يتمتع كثير من الناس بعادات مُعقدة ترتبط بالكافيين، حيث لا يقتصر الأمر على امتلاكنا مجموعةً مُتنوعةً من المنتجات التي تحتوي على المادة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

دمى «مُخيفة وتكاد تتحرّك» من 2400 عام في السلفادور

تعابيرها الحيّة مخيفة (مطبعة جامعة كمبردج)
تعابيرها الحيّة مخيفة (مطبعة جامعة كمبردج)
TT
20

دمى «مُخيفة وتكاد تتحرّك» من 2400 عام في السلفادور

تعابيرها الحيّة مخيفة (مطبعة جامعة كمبردج)
تعابيرها الحيّة مخيفة (مطبعة جامعة كمبردج)

اكتشف علماء آثار في أميركا الوسطى دمى طينية غريبة يعود تاريخها إلى 2400 عام، خلال عمليات تنقيب في موقع غير متوقَّع.

ونشرت دراسة بعنوان «عن الدمى ومحرّكيها: تماثيل طينية من العصر ما قبل الكلاسيكي في سان إيسيدرو، السلفادور»، نقلتها «فوكس نيوز»، تفاصيل هذا الاكتشاف، وموقعه قمة هرم سان إيسيدرو في السلفادور، مؤكدةً أنّ هذه الدمى تعود إلى الفترة بين عامَي 410 و380 قبل الميلاد.

وأشارت الدراسة المصوَّرة إلى أنّ الدمى تحمل تعابير وجهه «مُخيفة»، إذ تبدو أفواهها مفتوحة بشكل غريب. ويبلغ طول أكبر واحدة منها نحو قدم واحدة، وهي عارية وخالية من الشَّعر أو المجوهرات، بينما الدمى الأصغر تتميَّز بخصلات من الشَّعر على جباهها وأقراط في شحمة الأذن.

تماثيل طينية من العصر ما قبل الكلاسيكي (مطبعة جامعة كمبردج)
تماثيل طينية من العصر ما قبل الكلاسيكي (مطبعة جامعة كمبردج)

وخلُص الباحثون إلى أنَّ هذه التماثيل كانت دمى متحرّكة، إذ تحتوي رؤوسها على ثقوب تسمح بمرور الخيوط بسهولة. ووصفتها الدراسة بأنها تمتلك رؤوساً مفصلية قابلة للتعديل، مع تجاويف وثقوب تتيح تحريكها.

وأشارت إلى أنها ربما استُخدمت لأغراض متعددة، مثل كونها دمى متحرّكة أو عرائس استُخدمت في إعادة تمثيل مَشاهد معيّنة. ورغم اكتشافها عاريةً، يعتقد الباحثون أنها كانت ترتدي ملابس في الأصل، إذ عُثر على أقراط مماثلة في مواقع أخرى في أميركا الوسطى.

ووصف عالم الآثار يان شيمانسكي، من جامعة وارسو، الدمى، بأنها تتراءى «مخيفة بسبب تعابيرها الحيّة»، مضيفاً أنها تبدو كأنها تكاد تتحرّك عند تغيير زاوية النظر. وأشار إلى أنّ العثور عليها في قمة الهرم يدلّ على أهميتها الطقسية، وربما استُخدمت في عروض قبل أن توضع على أنها مقتنيات ذات أهمية خاصة.

ورغم أنّ الباحثين غير متأكدين من كيفية استخدامها على وجه الدقة، فإنّ عمليات التنقيب في الهرم لا تزال جارية، ويأمل العلماء في الكشف عن مزيد من التفاصيل حول «محرّكي الدمى» ودورها في الثقافة القديمة.