مستخلص من اللعاب لمنع مقاومة البكتيريا للمضادات

تحدث أكثر من 2.8 مليون عدوى مقاومة للمضادات الحيوية في الولايات المتحدة كل عام (رويترز)
تحدث أكثر من 2.8 مليون عدوى مقاومة للمضادات الحيوية في الولايات المتحدة كل عام (رويترز)
TT
20

مستخلص من اللعاب لمنع مقاومة البكتيريا للمضادات

تحدث أكثر من 2.8 مليون عدوى مقاومة للمضادات الحيوية في الولايات المتحدة كل عام (رويترز)
تحدث أكثر من 2.8 مليون عدوى مقاومة للمضادات الحيوية في الولايات المتحدة كل عام (رويترز)

تعد مقاومة المضادات الحيوية، واحدة من المعضلات الطبية الحديثة التي باتت تؤثر على عشرات الملايين من الناس كل عام في جميع أنحاء العالم، غير أن بحثاً أجرته جامعة مينيسوتا الأميركية، من شأنه قطع شوط في كيفية محاربة الالتهابات البكتيرية التي تقاوم المضادات الحيوية التقليدية.
ووفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، تحدث أكثر من 2.8 مليون عدوى مقاومة للمضادات الحيوية في الولايات المتحدة كل عام، ويموت أكثر من 35 ألف شخص نتيجة لذلك.
ويشير البحث الذي نُشر في المجلة العلمية «بلوس ون»، الخميس، إلى أن الباحثين، سفين أولريك جور الأستاذ بكلية طب الأسنان، وإليزابيث هيرش الأستاذ المساعد في كلية الصيدلة، اختبرا «الببتيد» وهو سلسلة أحماض أمينية مستخلصة من بنية البروتين اللعابي البشري الذي تم تطويره في كلية طب الأسنان، لقياس مدى تأثيره المحتمل على البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية، وركز البحث على ما إذا كان «الببتيد» يمكن أن يقتل البكتيريا المقاومة للأدوية والأغشية الحيوية البكتيرية وهل بإمكانها مقاومته لاحقاً أم لا؟
قام الباحثان باختبار نوعين من الببتيدات - DGL13K وLGL13K - ضد البكتيريا سلبية الغرام المقاومة للمضادات الحيوية، وتوصلا إلى أن كلا النوعين من الببتيد يقتل البكتيريا سلبية الغرام الشائعة، بل ويمنع مقاومة البكتيريا للأدوية.
بناءً على هذه النتائج، خلص الباحثون إلى أن الببتيدات المطورة من البروتين اللعابي يمكن أن تكون فعالة في مكافحة البكتيريا، بما في ذلك البكتيريا سلبية الغرام والتي يصعب قتلها ويصعب منعها من الدفاع عن نفسها ضد المضادات الحيوية.
وتقول «هرش»، الباحثة المشاركة في الدراسة: «هذا الاكتشاف الجديد يخلق مساراً للأمام لمكافحة البكتيريا التي يصعب قتلها، نحتاج إلى المزيد من الوقت لمعرفة سبب عمل هذه الأدوية بشكل جيد، وكيف يمكننا مكافحة البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية».
فيما قال «غور» في الدراسة ذاتها: «بسبب أهمية المضادات الحيوية واعتماد الكثير من طرق العلاج عليها، فإننا نحتاج بالطبع إلى أنواع غير مقاوَمة منها، وإلا سنرى نهاية الطب الحديث في حالة عدم فاعليتها أو ضعفها».


مقالات ذات صلة

ليس مجرد عادة... لـ«قضم الأظافر» عواقب جسدية ونفسية... كيف تحمي نفسك منها؟

صحتك قضم الأظافر يُعد من أكثر السلوكيات التكرارية المتمركزة على الجسم شيوعاً (رويترز)

ليس مجرد عادة... لـ«قضم الأظافر» عواقب جسدية ونفسية... كيف تحمي نفسك منها؟

عند مناقشة السلوكيات التكرارية المتمركزة على الجسم، قد تتبادر إلى الأذهان حالات مثل حك الشعر أو قضم الجلد أو مضغ اللسان أو عض الشفاه.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك الكافيين في القهوة والشاي يُحسّن صحة القلب (جمعية القلب الأميركية)

الشاي أم القهوة... أيهما المشروب الأفضل لتعزيز طاقتك الصباحية؟

ينقسم الكثيرون حول القهوة أم الشاي أي منهما الأفضل من حيث الطعم والقدرة على تعزيز التركيز.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك الخضراوات تقلل بشكل كبير من خطر الإصابة بسرطان الأمعاء (رويترز)

5 خضراوات مفيدة لصحة الأمعاء ينصح بتناولها يومياً

تعدّ الخضراوات من العناصر الغذائية المهمة للإنسان لما تحتويه من مواد مفيدة للصحة، وتعزيز المناعة والعلاج.

«الشرق الأوسط» (واشنطن )
صحتك يُصيب الخرف حالياً 57 مليون شخص عالمياً مع توقعات تضاعف الرقم 3 مرات خلال العقود المقبلة (أرشيفية - د.ب.أ)

3 مشاكل شائعة في العين قد تشير إلى الخرف قبل سنوات من التشخيص

قال باحثون من نيوزيلندا إن بعض مشاكل العين التي قد تُمثل علامات تحذير مبكرة للخرف، ربما حتى قبل ظهور الأعراض التقليدية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك حبات من الليمون الذي يُحفّز إنتاج هرمون «جي-إل-بي-1» (أرشيفية - أ.ف.ب)

5 طرق علمية للسيطرة على الرغبة الشديدة في تناول الطعام

ينصح أطباء بعدة خطوات من شأنها أن تساعدك على الشعور بالشبع التام بعد الوجبات، والحد من الرغبة الشديدة في تناول الطعام.

«الشرق الأوسط» (لندن)

أعطهم حريتهم واتركهم وشأنهم... كيف تحصل على أفضل أداء من موظفيك؟

الاستقلالية في العمل تمثل دافعاً كبيراً (رويترز)
الاستقلالية في العمل تمثل دافعاً كبيراً (رويترز)
TT
20

أعطهم حريتهم واتركهم وشأنهم... كيف تحصل على أفضل أداء من موظفيك؟

الاستقلالية في العمل تمثل دافعاً كبيراً (رويترز)
الاستقلالية في العمل تمثل دافعاً كبيراً (رويترز)

بينما كانت الدكتورة ميريديث ويلز ليبلي، الاختصاصية النفسية والأستاذة في جامعة جنوب كاليفورنيا، في مكتبها المنزلي بعد ظهر أحد أيام العطلة، فوجئت بزوجها وهو يقف «بنظرة انزعاج خفيفة» عند مدخل المكتب قائلاً: «ظننتُ أنكِ قلتِ إنكِ لن تعملي في نهاية هذا الأسبوع!».

وأجابت ليبلي: «لستُ كذلك؛ أنا أُحلّل فقط بعض البيانات»، ليسألها الزوج: «هل تتقاضين أجراً مقابل ذلك؟»، فقالت: «نعم»، ليؤكد: «إذن أنتِ تعملين!».

لكن ليبلي لم تشعر بأن ما تقوم به هو في الواقع عمل، فقالت إن «تحليل البيانات يريحني... إنه أشبه بحل أحجية بهدوء؛ إنه يُدخلني في حالة من التدفق الذهني»، وهي التجربة التي يمر بها الشخص عندما يكون منغمساً تماماً فيما يفعله ومستمتعاً به، وفق ما ذكره موقع «سيكولوجي توداي» المَعنيّ بالصحة النفسية والعقلية.

وتؤكد ليبلي أنها تستمتع بعملها وهو ما يجعلها مُتقنة له، وتطرح في المقابل موقفاً مغايراً لـ«موظف عالي الإنتاجية»، وفجأة تسلب منه مؤسسته معظم موارد عمله، وفي الوقت نفسه يُتوقع منه أن يؤدي الأداء نفسه الذي كان عليه دائماً، وتقول: «هذا جنون، أليس كذلك؟»، مضيفة: «أعطِ هذا الموظف ما يحتاج إليه لأداء عمله».

وتشرح كمثال لذلك، استدعاء الموظفين للعمل من المقر مع عدم وجود مكاتب كافية لهم، وتقول إن مثل هذه المواقف التي يواجهها الموظفون قد تسبب لهم الإحباط، وتمنعهم من العمل بأقصى طاقة.

ووفق ما ذكره موقع «سيكولوجي توداي» المَعنيّ بالصحة النفسية والعقلية، تُظهر الأبحاث، دون شك، أن الناس يرغبون في العمل، فهم يفضلون «النشاط الإنتاجي والهادف»، لدرجة أنهم «يُفضلون إيذاء أنفسهم على الشعور بالملل».

ويمكِّنُنا العمل من استخدام مهاراتنا وقدراتنا الفطرية لإحداث فارق؛ ما يُعطي شعوراً بالكفاءة والثقة والرضا. وتُقدم عقود من الأبحاث أدلةً دامغة على أن الموظفين الذين يُمثل عملهم أهميةً لهم يتمتعون برضا أكبر عن الحياة ومستويات أعلى من الرفاهية.

وفي كتابه «الدافع: الحقيقة المذهلة حول ما يحفزنا»، يُشير دانيال بينك إلى أن الاستقلالية «التي تُمكِّننا من التحكم في كيفية عملنا» تمثل دافعاً كبيراً للبشر أكبر من الرواتب والمكافآت. ويريد الموظفون أن يعملوا، ويسهموا، ويستخدموا مهاراتهم ويطوّروها.

وأفادت دراسة حديثة بأن الموظفون أصبحوا أقل تسامحاً مع «مواقف الاحتكاك» في العمل، وأفاد 68 في المائة من المشاركين في الدراسة بأن هذا الاحتكاك يعوق إنتاجيتهم. وكانت توصية الدراسة الرئيسية للمؤسسات هي تحديد نقاط الاحتكاك التي تمنع الموظفين من أداء وظائفهم بسهولة والقضاء عليها.

فما «نقاط الاحتكاك» التي تُحبط الموظفين؟

القواعد و«التكليفات» التي ربما تكون غير منطقية للموظفين.

«الروتين»، فهو سلسلة من اللوائح أو الموافقات التي تُبطئ تقدُّمهم، وتعوق إنتاجيتهم.

الاضطرار للذهاب إلى المكتب، والتعامل مع وسائل النقل أو مواقف السيارات.

الإدارة المُفرطة... أو وجود مشرف يُراقب الموظفين، وينتقدهم في كل خطوة.

أي احتكاك غير ضروري يمنع يوم عملهم من السير بسلاسة، ويمنعهم من الشعور بالفاعلية.

عدم القدرة على الوصول إلى الموارد والأدوات اللازمة لأداء وظائفهم.

ووفق «سيكولوجي توداي»، يرغب الموظفون في الحرية والاستقلالية لبذل قصارى جهدهم في العمل، وتطوير مهاراتهم لتحقيق هدف يؤمنون به، ويريدون القيام بذلك دون أي احتكاك أو إحباط. فلماذا لا نتركهم يفعلون ذلك؟ خشية أن نجد وجهاً منزعجاً آخر على باب مكتبنا.