دعامات الشريان التاجي لا تظهر أي فائدة بعلاج قصور القلب

دعامات الشريان التاجي لا تظهر أي فائدة بعلاج قصور القلب
TT

دعامات الشريان التاجي لا تظهر أي فائدة بعلاج قصور القلب

دعامات الشريان التاجي لا تظهر أي فائدة بعلاج قصور القلب

كل عام ، يتم تشخيص 60.000 شخص في المملكة المتحدة بقصور القلب. ويتم علاج الكثير منهم بالدعامات. لكن في دراسة جديدة كبيرة نُشرت بمجلة New England Journal of Medicine، اكتشف فيها الباحثون أن هذه الإجراءات غير ضرورية.
وقصور القلب حالة ضعف عضلة القلب، ما يؤدي لظهور أعراض ضيق في التنفس قد يؤدي إلى الوفاة المبكرة. والسبب الأكثر شيوعًا هو انسداد الأوعية الدموية التي تقلل تدفق الدم إلى عضلة القلب. ويُعرف هذا بمرض الشريان التاجي.
ويتم علاج الشخص المصاب بفشل القلب بالأدوية وأحيانًا باستخدام أجهزة تنظيم ضربات القلب المتخصصة.
وعلى الرغم من هذا العلاج، يموت العديد من المرضى قبل الأوان أو يدخلون إلى المستشفى مع تفاقم الأعراض.
ويخضع الأشخاص المصابون بفشل القلب أحيانًا لإجراء إدخال دعامة أنبوب معدني صغير يُستخدم لفتح الشريان التاجي. ويتم وضع الدعامات في شرايين القلب من قبل طبيب القلب عن طريق أنابيب يتم إدخالها إما في الرسغ أو الفخذ وتوجيهها بواسطة الأشعة السينية. وقد أظهرت التجارب أن الدعامات علاج فعال للغاية للأشخاص الذين يعانون من النوبات القلبية والذبحة الصدرية، لكن تأثيرها على مرضى قصور القلب ظل غير مؤكد، وذلك حسبما نشر موقع «theconversation» العلمي المتخصص.
فقد لاحظ بعض أطباء القلب تحسنًا في أعراض المرضى ووظائف القلب بعد الدعامات، لكن الباحثين لم يتمكنوا من معرفة ما إذا كانت هذه التحسينات مرتبطة بشكل مباشر بالدعامات، أو كانت ستحدث على أي حال مع الأدوية. وبدون البحث المناسب، تباينت إرشادات العلاج لاستخدام الدعامات في مرضى قصور القلب؛، حيث أوصت هيئة الخدمات الطبية البريطانية (NHS) بعدم استخدام الدعامات.
وفي الدراسة الأخيرة التي قادها البروفيسور ديفاكا بيريرا تم اختبار ما إذا كان العلاج باستخدام الدعامات يساعد المرضى على العيش لفترة أطول أو البقاء خارج المستشفى. وكانت التجربة عبارة عن تعاون بين 40 مستشفى تابعا للهيئة في المملكة المتحدة واستمرت من 2013 إلى 2020.
يمكن تضمين المرضى في التجربة إذا كانوا يعانون من ضعف شديد في عضلة القلب وانسداد شديد في الشرايين التاجية. كما أجروا فحوصات القلب المتخصصة، بحيث يمكن توجيه الدعامة إلى مناطق عضلة القلب التي من المرجح أن تتعافى.
وفي هذا الاطار، شارك سبعمائة مريض واختير نصفهم عشوائيا لتلقي الدعامات، بينما تلقى جميع المرضى العلاج القياسي لقصور القلب. وقد حضر المرضى مواعيد المتابعة لمدة تصل إلى ثماني سنوات حتى يمكن مراقبة صحتهم ووظائف القلب عن كثب. وبعد 3 - 4 سنوات في المتوسط ​​من العلاج، كان احتمال وفاة المرضى الذين تلقوا الدعامات مثل أولئك الذين لم يموتوا أو تم إدخالهم إلى المستشفى بسبب قصور القلب، ما يدل على أن العلاج لم يكن فعالاً. كما أظهرت فحوصات القلب واختبارات الدم عدم وجود فرق في قوة ضخ القلب، ما يدعم نتائج التجربة الرئيسية.
ووفق باحثي الدراسة «أظهرت دراستنا أن المرضى الذين خضعوا للدعامات كانوا يتمتعون بنوعية حياة أفضل في السنة الأولى، ولكن بعد عامين اختفى الاختلاف وأبلغ المرضى عن نفس الحالة الصحية. وعلى الرغم من عدم وجود فائدة من إدخال الدعامات، إلا أنه لم يكن هناك أي مؤشر على أن الدعامات تسبب الضرر. ليس هناك حاجة لمزيد من البحث».
وتعني نتائج التجربة أنه لا ينبغي استخدام الدعامات لعلاج مرضى قصور القلب الناجم عن مرض الشريان التاجي إلا إذا كانت لديهم حالة أخرى، مثل الذبحة الصدرية أو نوبة قلبية حديثة.
كما يعني التصميم وعدد المرضى المشاركين في التجربة أن الإجابة واضحة ولا حاجة إلى مزيد من البحث لمعالجة هذا السؤال في الوقت الحالي «سنقضي بعض الوقت في النظر إلى النتائج لمحاولة فهم سبب عدم نجاح الدعامة. وعلى الرغم من عدم إظهار أي فائدة، إلا أن النتائج مهمة لأنها تعني أن المرضى الذين يعانون من قصور القلب لن يخضعوا لإجراءات غير ضرورية. يمكن أيضًا إعادة توجيه تكلفة إجراءات الدعامة لتوفير علاجات أخرى ورعاية أفضل لمرضى قصور القلب».


مقالات ذات صلة

8 إشارات تنبهك بها قدماك إذا كنت تعاني من مشاكل صحية

صحتك تورم القدمين قد يشير لعدد من المشكلات الصحية (رويترز)

8 إشارات تنبهك بها قدماك إذا كنت تعاني من مشاكل صحية

قالت صحيفة «إندبندنت» البريطانية إن الأقدام يمكن أن تساعد على التنبيه بوجود مشاكل صحية إذ إن أمراضاً مثل القلب والسكتات الدماغية يمكن أن تؤثر على القدمين.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك الصين تقول إن فيروس «إتش إم بي في» عدوى تنفسية شائعة (إ.ب.أ)

الصين: الإنفلونزا تظهر علامات على الانحسار والعدوى التنفسية في ازدياد

قال المركز الصيني لمكافحة الأمراض والوقاية منها، الخميس، إنه رغم ظهور علامات تباطؤ في معدل فيروس الإنفلونزا بالبلاد، فإن الحالات الإجمالية للأمراض التنفسية.

«الشرق الأوسط» (بكين)
صحتك 7 حقائق قد تُدهشك عن «الخل البلسمي» وتأثيراته الصحية

7 حقائق قد تُدهشك عن «الخل البلسمي» وتأثيراته الصحية

خل البلسميك خل عطري مُعتّق ومركّز، داكن اللون وذو نكهة قوية، مصنوع من عصير كامل عناقيد العنب الأبيض الطازج المطحون، أي مع جميع القشور والبذور والسيقان.

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)
صحتك اختلاف تكوين المخّ قد يدفع إلى تعاطي المخدرات

اختلاف تكوين المخّ قد يدفع إلى تعاطي المخدرات

كشفت دراسة عصبية حديثة، عن احتمالية أن يكون لشكل المخ وتكوينه الخارجي دور مهم في التوجه إلى تجربة المواد المضرة في سن مبكرة، ثم إدمانها لاحقاً في مرحلة الشباب.

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
صحتك التمر كنز غذائي ودوائي يعزز الصحة

آفاق جديدة للابتكار في أبحاث الطب النبوي

تنطلق في مدينة بريدة بمنطقة القصيم، صباح يوم غدٍ السبت الحادي عشر من شهر يناير (كانون الثاني) الحالي 2025 فعاليات «المؤتمر العالمي السادس للطب النبوي»

د. عبد الحفيظ يحيى خوجة (بريدة - منطقة القصيم)

الذكاء الاصطناعي يعزز فرص الحمل

الذكاء الاصطناعي يسهم في تحسين نتائج التلقيح الصناعي (جامعة إمبريال كوليدج لندن)
الذكاء الاصطناعي يسهم في تحسين نتائج التلقيح الصناعي (جامعة إمبريال كوليدج لندن)
TT

الذكاء الاصطناعي يعزز فرص الحمل

الذكاء الاصطناعي يسهم في تحسين نتائج التلقيح الصناعي (جامعة إمبريال كوليدج لندن)
الذكاء الاصطناعي يسهم في تحسين نتائج التلقيح الصناعي (جامعة إمبريال كوليدج لندن)

توصلت دراسة من جامعة إمبريال كوليدج لندن في بريطانيا إلى أن استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي يمكن أن يعزز فرص الحمل لدى السيدات الخاضعات للتلقيح الصناعي.

وأوضح الباحثون أن هذه النتائج تسلط الضوء على إمكانات الذكاء الاصطناعي في تحسين نتائج العلاج وتقديم رعاية أكثر دقة للمريضات، ونُشرت النتائج، الأربعاء، في دورية (Nature Communications).

ويذكر أن التلقيح الصناعي إجراء طبي يساعد الأزواج الذين يعانون من مشاكل في الإنجاب على تحقيق الحمل. وفي هذا الإجراء، يتم استخراج البويضات من المبايض لدى السيدات بعد تحفيزها بواسطة أدوية هرمونية، ثم يتم تخصيبها بالحيوانات المنوية للرجال في المختبر. وبعد التخصيب، يتم مراقبة نمو الأجنة في المختبر، ثم يتم اختيار أفضل الأجنة لنقلها إلى رحم المرأة في أمل حدوث الحمل.

وتمر العملية بخطوات أولها تحفيز المبايض باستخدام أدوية هرمونية لزيادة إنتاج البويضات، ثم مراقبة نمو الحويصلات التي تحتوي على البويضات عبر جهاز الموجات فوق الصوتية. وعند نضوج البويضات، تُجمع بواسطة إبرة دقيقة وتُخصّب في المختبر. وبعد بضعة أيام، تنُقل الأجنة المتطورة إلى الرحم لتحقيق الحمل.

ويُعد توقيت إعطاء حقنة الهرمون أمراً حاسماً في نجاح العملية، حيث يستخدم الأطباء فحوصات الموجات فوق الصوتية لقياس حجم الحويصلات، لكن تحديد التوقيت المناسب يعد تحدياً.

وفي هذه الدراسة، استخدم الباحثون تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحليل بيانات أكثر من 19 ألف سيدة خضعن للعلاج. ووجدوا أن إعطاء حقنة الهرمون عندما يتراوح حجم الحويصلات بين 13 و18 ملم كان مرتبطاً بزيادة عدد البويضات الناضجة المسترجعة، مما أدى إلى تحسن ملحوظ في معدلات الحمل.

وبينما يعتمد الأطباء حالياً على قياس الحويصلات الأكبر فقط (أكثر من 17-18 ملم) لتحديد توقيت الحقن، أظهرت الدراسة أن الحويصلات المتوسطة الحجم قد تكون أكثر ارتباطاً بتحقيق نتائج إيجابية في العلاج.

كما أظهرت النتائج أن تحفيز المبايض لفترات طويلة قد يؤدي لارتفاع مستويات هرمون البروجستيرون، مما يؤثر سلباً على نمو بطانة الرحم ويقلل من فرص نجاح الحمل.

وأشار الفريق إلى أن استخدام الذكاء الاصطناعي يمكن أن يتيح للأطباء اتخاذ قرارات أكثر دقة في توقيت هذا الإجراء، مع الأخذ في الاعتبار أحجام الحويصلات المختلفة، وهو ما يتجاوز الطرق التقليدية التي تعتمد فقط على قياس الحويصلات الكبرى.

وأعرب الباحثون عن أهمية هذه النتائج في تحسين فعالية التلقيح الصناعي وزيادة نسب النجاح، مشيرين إلى أن هذه التقنية تقدم أداة قوية لدعم الأطباء في تخصيص العلاج وفقاً لاحتياجات كل مريضة بشكل فردي.

كما يخطط الفريق لتطوير أداة ذكاء اصطناعي يمكنها التفاعل مع الأطباء لتقديم توصيات دقيقة خلال مراحل العلاج؛ ما سيمكنهم من تحسين فرص نجاح العلاج وتحقيق نتائج أفضل.