حزب الله يفقد 9 من عناصره في القلمون منذ بدء المعارك مع «النصرة» و«داعش»

الاشتباكات تتجدد في حلب وإدلب وحماه والغوطة الشرقية

نازح سوري يحمل فراشه في مخيم غير رسمي في العريضة شمال بيروت (أ.ف.ب)
نازح سوري يحمل فراشه في مخيم غير رسمي في العريضة شمال بيروت (أ.ف.ب)
TT

حزب الله يفقد 9 من عناصره في القلمون منذ بدء المعارك مع «النصرة» و«داعش»

نازح سوري يحمل فراشه في مخيم غير رسمي في العريضة شمال بيروت (أ.ف.ب)
نازح سوري يحمل فراشه في مخيم غير رسمي في العريضة شمال بيروت (أ.ف.ب)

تجددت الاشتباكات بين قوات المعارضة والقوات النظامية في مدينة حلب، فيما أحرز مقاتلو «داعش» تقدمًا في محافظة حماه، في موازاة استمرار المعارك بين مقاتلي حزب الله اللبناني من جهة، ومقاتلي المعارضة السورية في القلمون بريف دمشق الغربي، حيث وثقت مصادر إعلامية لبنانية فقدان حزب الله لتسعة من عناصره في القلمون.
وذكر موقع «ليبانون فايلز» الإخباري اللبناني، أن تسعة عناصر من حزب الله فقدوا أثناء المعارك في القلمون منذ بداية شهر مايو (أيار) وحتى يوم أمس الاثنين، أثناء المعارك مع «جبهة النصرة» و«داعش»، مشيرًا إلى أنهم «فقدوا في معارك مختلفة من تلة موسى إلى فليطا والجراجير وجرود عرسال إلى رأس بعلبك والقاع»، لافتًا إلى أن غالبيتهم «قد سقطوا ولم يتمكن الحزب من سحب جثثهم التي احتجزها المسلحون وأخذوها معهم لدى انسحابهم».
وفي السياق ذاته، أفاد ناشطون سوريون بأن ثلاثة عناصر من القوات النظامية، قتلوا في انفجار لغم أرضي استهدف سيارتهم في مدخل بلدة هريرة بالقلمون، مما أدى إلى مقتلهم، وإصابة اثنين آخرَيْن.
وتجددت الاشتباكات في القلمون أمس، بين حزب الله اللبناني مدعومًا بقوات النظام وقوات الدفاع الوطني من طرف، والفصائل الإسلامية وجبهة النصرة من طرف آخر في جرود القلمون، بحسب ما أكد «المرصد السوري».
وفي السياق، قال ناشطون إن معارك بين تنظيم داعش من جهة، ومقاتلي النصرة والفصائل الإسلامية من جهة أخرى، اندلعت في أطراف القلمون الشرقي، فيما قصفت قوات النظام مناطق في مدينة دوما بالغوطة الشرقية، ومناطق أخرى في بلدة الطيبة بريف دمشق الغربي، كما تعرضت أماكن في مدينة الزبداني لقصف من قبل قوات النظام.
وفي الغوطة الشرقية، قصفت قوات النظام مناطق في بلدة عين ترما بالغوطة الشرقية، فيما اندلعت اشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والكتائب الإسلامية والكتائب المقاتلة من جهة أخرى في الطريق الواصلة بين بلدتي زبدين ودير العصافير بالغوطة الشرقية.
في غضون ذلك، تجددت المعارك على أطراف حي الراشدين غرب حلب بين قوات النظام مدعومة بقوات الدفاع الوطني وعناصر من حزب الله اللبناني من جهة، والكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية من جهة أخرى، بالتزامن مع قصف من قبل قوات النظام على مناطق في الحي. في حين سقطت قذائف أطلقتها كتائب مقاتلة على مناطق في حي مساكن السبيل وشارع النيل ومناطق أخرى في حي السريان ومحيط مسجد الرحمن الخاضعين لسيطرة قوات النظام بمدينة حلب، إلى جانب سقوط عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال ومواطنات في سقوط قذائف على مناطق تسيطر عليها قوات النظام في مدينة حلب، كما أفاد المرصد السوري.
وفي المقابل، قتل طفل وسقط عدد من الجرحى جراء قصف الطيران المروحي ببرميلين متفجرين مناطق في حي المرجة بمدينة حلب، بموازاة معارك اندلعت على أطراف حي كرم الطراب، وفي محيط مسجد الرسول الأعظم وبمحيط مبنى المخابرات الجوية في حي جمعية الزهراء غرب حلب.
وفي إدلب، قال «مكتب أخبار سوريا» إن القوات النظامية استعادت السيطرة على تلة خطاب بريف إدلب، بعد معارك مع فصائل المعارضة، بعد استهدافها بعشرات الغارات الجوية، فيما تعرضت مناطق في بلدة معرة مصرين بريف إدلب للقصف.
هذا، وكثفت القوات النظامية من قصفها لقرى وبلدات في ريف حماه، حيث ألقى الطيران المروحي المزيد من البراميل المتفجرة على مناطق في بلدة معركبة بالريف الشمالي لحماه، في حين نفذ الطيران الحربي عدة غارات على مناطق في بلدة اللطامنة، وعلى الطريق الواصلة بين معركبة والمصاصنة بريف حماه الشمالي.
وبالموازاة، اندلعت اشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، من جهة وعناصر تنظيم داعش من جهة أخرى قرب ناحية الحمرا في ريف حماه الشرقي، وسط معلومات عن تقدم لعناصر التنظيم في المنطقة، كما أفاد «المرصد السوري».
وأكد «مكتب أخبار سوريا» سيطرة فصائل تابعة للمعارضة السورية، على حاجز قلعة الرحية العسكري في منطقة ناحية الحمرا بريف حماه الشرقي، وذلك بعد اشتباكات مع القوات النظامية، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى من الطرفين.
وتواصلت الاشتباكات بين قوات النظام و«داعش» في منطقتي جحار وشاعر بريف حمص الشرقي، فيما قصفت قوات النظام مناطق في حي الصناعة بمدينة دير الزور، حيث تشهد مناطق في المدينة وريفها قصفًا جويًا ومن قبل قوات النظام منذ عدة أشهر سقط خلاله الكثير من القتلى والجرحى.



الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
TT

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)

ضمن مخاوف الجماعة الحوثية من ارتدادات تطورات الأوضاع في سوريا على قوتها وتراجع نفوذ محور إيران في منطقة الشرق الأوسط؛ صعّدت الجماعة من ممارساتها بغرض تطييف المجتمع واستقطاب أتباع جدد ومنع اليمنيين من الاحتفال بسقوط نظام بشار الأسد.

واستهدفت الجماعة، حديثاً، موظفي مؤسسات عمومية وأخرى خاصة وأولياء أمور الطلاب بالأنشطة والفعاليات ضمن حملات التعبئة التي تنفذها لاستقطاب أتباع جدد، واختبار ولاء منتسبي مختلف القطاعات الخاضعة لها، كما أجبرت أعياناً قبليين على الالتزام برفد جبهاتها بالمقاتلين، ولجأت إلى تصعيد عسكري في محافظة تعز.

وكانت قوات الحكومة اليمنية أكدت، الخميس، إحباطها ثلاث محاولات تسلل لمقاتلي الجماعة الحوثية في جبهات محافظة تعز (جنوب غربي)، قتل خلالها اثنان من مسلحي الجماعة، وتزامنت مع قصف مواقع للجيش ومناطق سكنية بالطيران المسير، ورد الجيش على تلك الهجمات باستهداف مواقع مدفعية الجماعة في مختلف الجبهات، وفق ما نقله الإعلام الرسمي.

الجيش اليمني في تعز يتصدى لأعمال تصعيد حوثية متكررة خلال الأسابيع الماضية (الجيش اليمني)

وخلال الأيام الماضية اختطفت الجماعة الحوثية في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرتها ناشطين وشباناً على خلفية احتفالهم بسقوط نظام الأسد في سوريا، وبلغ عدد المختطفين في صنعاء 17 شخصاً، قالت شبكة حقوقية يمنية إنهم اقتيدوا إلى سجون سرية، في حين تم اختطاف آخرين في محافظتي إب وتعز للأسباب نفسها.

وأدانت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات حملة الاختطافات التي رصدتها في العاصمة المختطفة صنعاء، مشيرة إلى أنها تعكس قلق الجماعة الحوثية من انعكاسات الوضع في سوريا على سيطرتها في صنعاء، وخوفها من اندلاع انتفاضة شعبية مماثلة تنهي وجودها، ما اضطرها إلى تكثيف انتشار عناصرها الأمنية والعسكرية في شوارع وأحياء المدينة خلال الأيام الماضية.

وطالبت الشبكة في بيان لها المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية بإدانة هذه الممارسات بشكل واضح، بوصفها خطوة أساسية نحو محاسبة مرتكبيها، والضغط على الجماعة الحوثية للإفراج عن جميع المختطفين والمخفيين قسراً في معتقلاتها، والتحرك الفوري لتصنيفها منظمة إرهابية بسبب تهديدها للأمن والسلم الإقليميين والدوليين.

تطييف القطاع الطبي

في محافظة تعز، كشفت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» عن أن الجماعة الحوثية اختطفت عدداً من الشبان في منطقة الحوبان على خلفية إبداء آرائهم بسقوط نظام الأسد، ولم يعرف عدد من جرى اختطافهم.

تكدس في نقطة تفتيش حوثية في تعز حيث اختطفت الجماعة ناشطين بتهمة الاحتفال بسقوط الأسد (إكس)

وأوقفت الجماعة، بحسب المصادر، عدداً كبيراً من الشبان والناشطين القادمين من مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، وأخضعتهم للاستجواب وتفتيش متعلقاتهم الشخصية وجوالاتهم بحثاً عمّا يدل على احتفالهم بتطورات الأحداث في سوريا، أو ربط ما يجري هناك بالوضع في اليمن.

وشهدت محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) اختطاف عدد من السكان للأسباب نفسها في عدد من المديريات، مترافقاً مع إجراءات أمنية مشددة في مركز المحافظة ومدنها الأخرى، وتكثيف أعمال التحري في الطرقات ونقاط التفتيش.

إلى ذلك، أجبرت الجماعة عاملين في القطاع الطبي، بشقيه العام والخاص، على حضور فعاليات تعبوية تتضمن محاضرات واستماع لخطابات زعيمها عبد الملك الحوثي، وشروحات لملازم المؤسس حسين الحوثي، وأتبعت ذلك بإجبارهم على المشاركة في تدريبات عسكرية على استخدام مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقنابل اليدوية وزراعة الألغام والتعامل مع المتفجرات.

وذكرت مصادر طبية في صنعاء أن هذه الإجراءات استهدفت العاملين في المستشفيات الخاصعة لسيطرة الجماعة بشكل مباشر، سواء العمومية منها، أو المستشفيات الخاصة التي استولت عليها الجماعة بواسطة ما يعرف بالحارس القضائي المكلف بالاستحواذ على أموال وممتلكات معارضيها ومناهضي نفوذها من الأحزاب والأفراد.

زيارات إجبارية للموظفين العموميين إلى معارض صور قتلى الجماعة الحوثية ومقابرهم (إعلام حوثي)

وتتزامن هذه الأنشطة مع أنشطة أخرى شبيهة تستهدف منتسبي الجامعات الخاصة من المدرسين والأكاديميين والموظفين، يضاف إليها إجبارهم على زيارة مقابر قتلى الجماعة في الحرب، وأضرحة عدد من قادتها، بما فيها ضريح حسين الحوثي في محافظة صعدة (233 كيلومتراً شمال صنعاء)، وفق ما كانت أوردته «الشرق الأوسط» في وقت سابق.

وكانت الجماعة أخضعت أكثر من 250 من العاملين في الهيئة العليا للأدوية خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، وأخضعت قبلهم مدرسي وأكاديميي جامعة صنعاء (أغلبهم تجاوزوا الستين من العمر) في مايو (أيار) الماضي، لتدريبات عسكرية مكثفة، ضمن ما تعلن الجماعة أنه استعداد لمواجهة الغرب وإسرائيل.

استهداف أولياء الأمور

في ضوء المخاوف الحوثية، ألزمت الجماعة المدعومة من إيران أعياناً قبليين في محافظة الضالع (243 كيلومتراً جنوب صنعاء) بتوقيع اتفاقية لجمع الأموال وحشد المقاتلين إلى الجبهات.

موظفون في القطاع الطبي يخضعون لدورات قتالية إجبارية في صنعاء (إعلام حوثي)

وبينما أعلنت الجماعة ما وصفته بالنفير العام في المناطق الخاضعة لسيطرتها من المحافظة، برعاية أسماء «السلطة المحلية» و«جهاز التعبئة العامة» و«مكتب هيئة شؤون القبائل» التابعة لها، أبدت أوساط اجتماعية استياءها من إجبار الأعيان والمشايخ في تلك المناطق على التوقيع على وثيقة لإلزام السكان بدفع إتاوات مالية لصالح المجهود الحربي وتجنيد أبنائهم للقتال خلال الأشهر المقبلة.

في السياق نفسه، أقدمت الجماعة الانقلابية على خصم 10 درجات من طلاب المرحلة الأساسية في عدد من مدارس صنعاء، بحة عدم حضور أولياء الأمور محاضرات زعيمها المسجلة داخل المدارس.

ونقلت المصادر عن عدد من الطلاب وأولياء أمورهم أن المشرفين الحوثيين على تلك المدارس هددوا الطلاب بعواقب مضاعفة في حال استمرار تغيب آبائهم عن حضور تلك المحاضرات، ومن ذلك طردهم من المدارس أو إسقاطهم في عدد من المواد الدراسية.

وأوضح مصدر تربوي في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن تعميماً صدر من قيادات عليا في الجماعة إلى القادة الحوثيين المشرفين على قطاع التربية والتعليم باتباع جميع الوسائل للتعبئة العامة في أوساط أولياء الأمور.

مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

ونبه المصدر إلى أن طلب أولياء الأمور للحضور إلى المدارس بشكل أسبوعي للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة هو أول إجراء لتنفيذ هذه التعبئة، متوقعاً إجراءات أخرى قد تصل إلى إلزامهم بحضور فعاليات تعبوية أخرى تستمر لأيام، وزيارة المقابر والأضرحة والمشاركة في تدريبات قتالية.

وبحسب المصدر؛ فإن الجماعة لا تقبل أي أعذار لتغيب أولياء الأمور، كالسفر أو الانشغال بالعمل، بل إنها تأمر كل طالب يتحجج بعدم قدرة والده على حضور المحاضرات بإقناع أي فرد آخر في العائلة بالحضور نيابة عن ولي الأمر المتغيب.