النمل الأبيض يلهم علماء لتصميم مواد جديدة

أجروا محاكاة لأسلوبه في تجهيز هياكل من أشياء متباينة

تل نمل أبيض شوهد في محمية غابورون في بوتسوانا (الفريق البحثي)
تل نمل أبيض شوهد في محمية غابورون في بوتسوانا (الفريق البحثي)
TT

النمل الأبيض يلهم علماء لتصميم مواد جديدة

تل نمل أبيض شوهد في محمية غابورون في بوتسوانا (الفريق البحثي)
تل نمل أبيض شوهد في محمية غابورون في بوتسوانا (الفريق البحثي)

ألهم النمل الأبيض باحثين من معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، لتصميم مواد جديدة تحاكي القواعد الأساسية المخفية في أنماط نمو الطبيعة، ومحاكاة الطريقة التي يبني بها النمل الأبيض أعشاشه.
وأظهر الباحثون أنه باستخدام هذه القواعد، من الممكن إنشاء مواد مصممة بخصائص محددة قابلة للبرمجة، وتم نشر البحث، الذي قادته كيارا دارايو، أستاذ الهندسة الميكانيكية والفيزياء التطبيقية والفيزياء التطبيقية، في العدد الأخير من مجلة «ساينس».
وتقول دارايو في تقرير نشره أول من أمس الموقع الرسمي لمعهد كاليفورنيا للتكنولوجيا: «يبلغ طول النمل الأبيض بضعة ملليمترات فقط، ولكن يمكن أن يصل ارتفاع أعشاشه إلى 4 أمتار، وهو ما يعادل بناء الإنسان لمنزل على ارتفاع جبل (ويتني) في كاليفورنيا، وإذا نظرت داخل عش النمل الأبيض، فسترى شبكة من الهياكل غير المتكافئة والمترابطة، فتجده مصنوعاً من حبيبات الرمل والغبار والأوساخ واللعاب والروث، ورغم أن هذا الهيكل يبدو غير منتظم، لكن الحقيقة أنه مصمم خصيصاً بطريقة تتيح تهوية جيدة».
وتضيف: «اعتقدنا أنه من خلال فهم كيفية مساهمة النمل الأبيض في تصنيع العش، يمكننا تحديد قواعد بسيطة لتصميم المواد المهندَسة بخصائص ميكانيكية فريدة».
والمواد المهندَسة هي مواد صلبة أو مركبة تتكون من لبنات البناء التي يتم تنظيمها بعد ذلك في هياكل ثلاثية الأبعاد، من مقياس النانو إلى مقياس ميكرومتر.
وركز مجال المواد المهندَسة بشكل أساسي على البنى الدورية، حيث تحتوي مثل هذه البنى على خلية وحدة هندسية موحدة، مثل المجسم الثماني أو المكعب، ثم تتكرر خلايا الوحدة هذه لتشكيل بنية شبكية، ومع ذلك، فإن التركيز على الهياكل المنظمة قد حد من وظائف واستخدام المواد المهندَسة.
وتشرح دارايو: «البنى الدورية ملائمة لنا نحن المهندسين لأننا نستطيع وضع افتراضات في تحليل خصائصها، ومع ذلك، إذا فكرنا في التطبيقات، فهي ليست بالضرورة الخيار الأمثل للتصميم، فالهياكل المضطربة، مثل تلك الموجودة في عش النمل الأبيض، هي أكثر انتشاراً في الطبيعة من الهياكل الدورية، وغالباً ما تُظهر وظائف فائقة، ولكن حتى الآن، لم يكتشف المهندسون طريقة موثوقة لتصميمها».
وتقول: «كانت الطريقة الأولى التي تعاملنا بها مع المشكلة هي التفكير في العدد المحدود من موارد النمل الأبيض، فعندما يبني النمل الأبيض عشه، لا يمتلك مخططاً لتصميم العش، ويمكنه فقط اتخاذ قرارات تستند إلى المتاح».
على سبيل المثال، قد يستخدم النمل الأبيض حبيبات الرمل التي يجدها بالقرب من عشه ويلائم الحبيبات معاً باتباع الإجراءات التي تعلمها من النمل الأبيض الآخر، وقد تتناسب حبة الرمل المستديرة مع شكل نصف القمر لزيادة الثبات، ويمكن استخدام هذه القواعد الأساسية للتجاور لوصف كيفية بناء عش النمل الأبيض.
وتوضح: «لقد أنشأنا برنامجاً رقمياً لتصميم المواد بقواعد مماثلة تحدد كيف يمكن أن تلتصق كتلتان مختلفتان من المواد ببعضهما بعضاً».
وهذه الخوارزمية، التي أطلقت عليها دارايو وفريقها البحثي اسم «برنامج النمو الافتراضي»، تحاكي النمو الطبيعي للهياكل البيولوجية، أو تصنيع أعشاش النمل الأبيض.
وبدلاً من حبة رمل أو ذرة من الغبار، يستخدم برنامج النمو الافتراضي مواد هندسية فريدة من نوعها، أو لبنات بناء، بالإضافة إلى إرشادات مجاورة لكيفية ارتباط هذه الكتل الأساسية ببعضها بعضاً.
وتتضمن الكتل الافتراضية المستخدمة في هذا العمل الأولي شكل L، وشكل I، وشكل T، وشكل + a، ويقوم البرنامج ببناء بنية على شبكة، ومن ثم يمكن ترجمة تلك البنى إلى نماذج فيزيائية ثنائية أو ثلاثية الأبعاد.


مقالات ذات صلة

بعد 18 عام زواج... زوجة كيفين كوستنر تتقدم بطلب للطلاق

يوميات الشرق بعد 18 عام زواج... زوجة كيفين كوستنر تتقدم بطلب للطلاق

بعد 18 عام زواج... زوجة كيفين كوستنر تتقدم بطلب للطلاق

تقدمت كريستين باومغارتنر، الزوجة الثانية للممثل الأميركي كيفين كوستنر، بطلب للطلاق، بعد زواجٍ دامَ 18 عاماً وأثمر عن ثلاثة أطفال. وذكرت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية أن الانفصال جاء بسبب «خلافات لا يمكن حلُّها»، حيث تسعى باومغارتنر للحضانة المشتركة على أطفالهما كايدين (15 عاماً)، وهايس (14 عاماً)، وغريس (12 عاماً). وكانت العلاقة بين كوستنر (68 عاماً)، وباومغارتنر (49 عاماً)، قد بدأت عام 2000، وتزوجا عام 2004.

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس)
يوميات الشرق متحف «المركبات» بمصر يحيي ذكرى الملك فؤاد الأول

متحف «المركبات» بمصر يحيي ذكرى الملك فؤاد الأول

افتتح متحف المركبات الملكية بمصر معرضاً أثرياً مؤقتاً، اليوم (الأحد)، بعنوان «صاحب اللقبين فؤاد الأول»، وذلك لإحياء الذكرى 87 لوفاة الملك فؤاد الأول التي توافق 28 أبريل (نيسان). يضم المعرض نحو 30 قطعة أثرية، منها 3 وثائق أرشيفية، ونحو 20 صورة فوتوغرافية للملك، فضلاً عن فيلم وثائقي يتضمن لقطات «مهمة» من حياته. ويشير عنوان المعرض إلى حمل فؤاد الأول للقبين، هما «سلطان» و«ملك»؛ ففي عهده تحولت مصر من سلطنة إلى مملكة. ويقول أمين الكحكي، مدير عام متحف المركبات الملكية، لـ«الشرق الأوسط»، إن المعرض «يسلط الضوء على صفحات مهمة من التاريخ المصري، من خلال تناول مراحل مختلفة من حياة الملك فؤاد».

نادية عبد الحليم (القاهرة)
يوميات الشرق وضع تسلسل كامل لجينوم «اللبلاب» المقاوم لتغير المناخ

وضع تسلسل كامل لجينوم «اللبلاب» المقاوم لتغير المناخ

قام فريق بحثي، بقيادة باحثين من المعهد الدولي لبحوث الثروة الحيوانية بكينيا، بوضع تسلسل كامل لجينوم حبة «فول اللبلاب» أو ما يعرف بـ«الفول المصري» أو «الفول الحيراتي»، المقاوم لتغيرات المناخ، بما يمكن أن يعزز الأمن الغذائي في المناطق المعرضة للجفاف، حسب العدد الأخير من دورية «نيتشر كومينيكيشن». ويمهد تسلسل «حبوب اللبلاب»، الطريق لزراعة المحاصيل على نطاق أوسع، ما «يجلب فوائد غذائية واقتصادية، فضلاً على التنوع الذي تشتد الحاجة إليه في نظام الغذاء العالمي».

حازم بدر (القاهرة)
يوميات الشرق «الوثائقية» المصرية تستعد لإنتاج فيلم عن «كليوباترا»

«الوثائقية» المصرية تستعد لإنتاج فيلم عن «كليوباترا»

في رد فعل على فيلم «الملكة كليوباترا»، الذي أنتجته منصة «نتفليكس» وأثار جدلاً كبيراً في مصر، أعلنت القناة «الوثائقية»، التابعة لـ«الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية بمصر»، اليوم (الأحد)، «بدء التحضير لإنتاج فيلم وثائقي عن كليوباترا السابعة، آخر ملوك الأسرة البطلمية التي حكمت مصر في أعقاب وفاة الإسكندر الأكبر». وأفاد بيان صادر عن القناة بوجود «جلسات عمل منعقدة حالياً مع عدد من المتخصصين في التاريخ والآثار والأنثروبولوجيا، من أجل إخضاع البحوث المتعلقة بموضوع الفيلم وصورته، لأقصى درجات البحث والتدقيق». واعتبر متابعون عبر مواقع التواصل الاجتماعي هذه الخطوة بمثابة «الرد الصحيح على محاولات تزييف التار

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق مؤلفا «تحت الوصاية» لـ«الشرق الأوسط»: الواقع أصعب مما طرحناه في المسلسل

مؤلفا «تحت الوصاية» لـ«الشرق الأوسط»: الواقع أصعب مما طرحناه في المسلسل

أكد خالد وشيرين دياب مؤلفا مسلسل «تحت الوصاية»، أن واقع معاناة الأرامل مع «المجلس الحسبي» في مصر: «أصعب» مما جاء بالمسلسل، وأن بطلة العمل الفنانة منى زكي كانت معهما منذ بداية الفكرة، و«قدمت أداء عبقرياً زاد من تأثير العمل». وأثار المسلسل الذي تعرض لأزمة «قانون الوصاية» في مصر، جدلاً واسعاً وصل إلى ساحة البرلمان، وسط مطالبات بتغيير بعض مواد القانون. وأعلنت شركة «ميديا هب» المنتجة للعمل، عبر حسابها على «إنستغرام»، أن «العمل تخطى 61.6 مليون مشاهدة عبر قناة (DMC) خلال شهر رمضان، كما حاز إشادات عديدة عبر مواقع التواصل الاجتماعي». وكانت شيرين دياب صاحبة الفكرة، وتحمس لها شقيقها الكاتب والمخرج خالد د

انتصار دردير (القاهرة)

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
TT

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)

قررت بيكا زيغلر البالغة 24 عاماً، تجميد جثتها في برّاد بعد وفاتها عن طريق مختبر في برلين، على أمل محدود بإعادة إحيائها مستقبلاً.

وقّعت هذه المرأة الأميركية التي تعيش وتعمل في العاصمة الألمانية، عقداً مع شركة «توموروو بايوستيتس» الناشئة المتخصصة في حفظ الموتى في درجات حرارة منخفضة جداً لإعادة إحيائهم في حال توصّل التقدم العلمي إلى ذلك يوماً ما.

وعندما تتوفى زيغلر، سيضع فريق من الأطباء جثتها في حوض من النيتروجين السائل عند حرارة 196 درجة مئوية تحت الصفر، ثم ينقلون الكبسولة إلى مركز في سويسرا.

وتقول زيغلر، وهي مديرة لقسم المنتجات في إحدى شركات التكنولوجيا في كاليفورنيا، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «بشكل عام، أحب الحياة ولدي فضول لمعرفة كيف سيبدو عالمنا في المستقبل».

ولم يعد علم حفظ الجسم بالتبريد الذي ظهر في ستينات القرن العشرين، مقتصراً على أصحاب الملايين أو الخيال العلمي كما ظهر في فيلم «ذي إمباير سترايكس باك» الذي تم فيه تجميد هان سولو، وفيلم «هايبرنيتس» حين يعود رجل تحرر من الجليد القطبي، إلى الحياة.

توفّر شركات في الولايات المتحدة هذه الخدمة أصلاً، ويُقدّر عدد الأشخاص الذي وُضعت جثثهم في التبريد الأبدي بـ500 فرد.

50 يورو شهرياً

تأسست «توموروو بايوستيتس» عام 2020 في برلين، وهي الشركة الأولى من نوعها في أوروبا.

وفي حديث إلى «وكالة الصحافة الفرنسية»، يقول إميل كيندزورا، أحد مؤسسي الشركة، إن أحد أهدافها «هو خفض التكاليف حتى يصبح تبريد الجثة في متناول الجميع».

إميل كيندزورا أحد مؤسسي «توموروو بايوستيتس» يقف داخل إحدى سيارات الإسعاف التابعة للشركة خارج مقرها في برلين (أ.ف.ب)

ولقاء مبلغ شهري قدره 50 يورو (نحو 52.70 دولار) تتقاضاه من زبائنها طيلة حياتهم، تتعهد الشركة الناشئة بتجميد جثثهم بعد وفاتهم.

يضاف إلى الـ50 يورو مبلغ مقطوع قدره 200 ألف يورو (نحو 211 ألف دولار) يُدفع بعد الوفاة - 75 ألف يورو (نحو 79 ألف دولار) لقاء تجميد الدماغ وحده - ويمكن أن يغطيه نظام تأمين على الحياة.

ويقول كيندزورا (38 سنة) المتحدر من مدينة دارمشتات في غرب ألمانيا، إنه درس الطب وتخصص في الأبحاث المتعلقة بالسرطان، قبل أن يتخلى عن هذا الاختصاص بسبب التقدم البطيء في المجال.

وتشير «توموروو بايوستيتس» إلى أنّ نحو 700 زبون متعاقد معها. وتقول إنها نفذت عمليات تبريد لأربعة أشخاص بحلول نهاية عام 2023.

ويلفت كيندزورا إلى أنّ غالبية زبائنه يتراوح عمرهم بين 30 و40 سنة، ويعملون في قطاع التكنولوجيا، والذكور أكثر من الإناث.

عندما يموت أحد الزبائن، تتعهد «توموروو بايوستيتس» بإرسال سيارة إسعاف مجهزة خصيصاً لتبريد المتوفى باستخدام الثلج والماء. يتم بعد ذلك حقن الجسم بمادة «حفظ بالتبريد» ونقله إلى المنشأة المخصصة في سويسرا.

دماغ أرنب

في عام 2016، نجح فريق من العلماء في حفظ دماغ أرنب بحال مثالية بفضل عملية تبريد. وفي مايو (أيار) من هذا العام، استخدم باحثون صينيون من جامعة فودان تقنية جديدة لتجميد أنسجة المخ البشري، تبين أنها تعمل بكامل طاقتها بعد 18 شهراً من التخزين المبرد.

لكنّ هولغر رينش، الباحث في معهد «آي إل كاي» في دريسدن (شرق ألمانيا)، يرى أنّ الآمال في إعادة شخص متجمد إلى الحياة في المستقبل القريب ضئيلة جداً.

ويقول لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «نشكّ في ذلك. أنصح شخصياً بعدم اللجوء إلى مثل هذا الإجراء».

ويتابع: «في الممارسة الطبية، إنّ الحدّ الأقصى لبنية الأنسجة التي يمكن حفظها بالتبريد هو بحجم وسمك ظفر الإبهام، والوضع لم يتغير منذ سبعينات القرن العشرين».

ويقرّ كيندزورا بعدم وجود ضمانات، ويقول: «لا نعرف ما إذا كان ذلك ممكناً أم لا. أعتقد أن هناك فرصة جيدة، لكن هل أنا متأكد؟ قطعاً لا».

بغض النظر عما يمكن أن يحدث في المستقبل، تقول زيغلر إنها متأكدة من أنها لن تندم على قرارها. وتضيف: «قد يبدو الأمر غريباً، لكن من ناحية أخرى، البديل هو أن يضعوك داخل تابوت وتأكلك الديدان».