كيسنجر: غورباتشوف قدم خدمات جليلة للإنسانية

المستشار الألماني عدّه مهماً لتطور أوروبا... ورايس تشيد بشجاعته

الزعيم السوفياتي السابق ميخائيل غورباتشوف من ساحة ريد سكوير خلال الاحتفال بيوم الثورة في موسكو 7 نوفمبر 1989 (أ.ب)
الزعيم السوفياتي السابق ميخائيل غورباتشوف من ساحة ريد سكوير خلال الاحتفال بيوم الثورة في موسكو 7 نوفمبر 1989 (أ.ب)
TT

كيسنجر: غورباتشوف قدم خدمات جليلة للإنسانية

الزعيم السوفياتي السابق ميخائيل غورباتشوف من ساحة ريد سكوير خلال الاحتفال بيوم الثورة في موسكو 7 نوفمبر 1989 (أ.ب)
الزعيم السوفياتي السابق ميخائيل غورباتشوف من ساحة ريد سكوير خلال الاحتفال بيوم الثورة في موسكو 7 نوفمبر 1989 (أ.ب)

وصف وزير الخارجية الأميركي الأسبق والسياسي الشهير هنري كيسنجر، الزعيم السوفياتي السابق ميخائيل غورباتشوف، الذي وافته المنية أمس (الثلاثاء)، عن 91 عاماً، بأنه قدم خدمات جليلة للإنسانية.
وقال كيسنجر في تصريحات لهيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» اليوم (الأربعاء) إن شعوب أوروبا، وكذلك الروس، مدينون بالامتنان الشديد لآخر زعيم سوفياتي للإلهام والشجاعة في طرح أفكار الحرية».
وتابع كيسنجر: «لقد قدم غورباتشوف خدمة عزيزة للإنسانية لكنه لم يكن قادراً على تنفيذ رؤيته الكاملة». وأردف: «سيظل غورباتشوف يُذكر في التاريخ كرجل بدأ تحولات تاريخية كانت لصالح البشرية والشعب الروسي».
وأتت وفاته في خضمّ الهجوم الذي يشنه الرئيس الروسي الحالي فلاديمير بوتين في أوكرانيا وقد باشره في 24 فبراير (شباط) ويعده البعض محاولة جديدة لإحياء الإمبراطورية الروسية.
وسارع زعماء العالم إلى التعبير عن تقديرهم لغورباتشوف. وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، إنه فتح الطريق أمام أوروبا حرة.
وقال الرئيس الأميركي جو بايدن إنه كان يؤمن «بالغلاسنوست والبيريسترويكا -الانفتاح وإعادة الهيكلة- ليس بوصفهما مجرد شعارات، وإنما الطريق إلى الأمام لشعب الاتحاد السوفياتي بعد سنوات كثيرة من العزلة والحرمان». ووصفه بأنه كان «زعيماً نادراً» وكان يتحلى بشجاعة كافية للمخاطرة بحياته المهنية من أجل مستقبل مختلف.
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم (الأربعاء)، إن غورباتشوف كان له «تأثير كبير على مسار تاريخ العالم». وأضاف بوتين في برقية عزاء أرسلها في وفاة آخر زعيم للاتحاد السوفياتي، أن غورباتشوف «أدرك بعمق أن الإصلاحات ضرورية» وسعى جاهداً لتقديم حلوله الخاصة للمشكلات التي واجهها الاتحاد السوفياتي في الثمانينات.
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (يمين) يتحدث مع غورباتشوف في برلين عام 2004 (أ.ف.ب)

وقال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، مشيراً إلى غزو بوتين لأوكرانيا، إن «التزام غورباتشوف دون كلل بانفتاح المجتمع السوفياتي يظل مثالاً لنا جميعاً».
ووصف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، غورباتشوف بأنه «رجل سلام فتحت خياراته طريق الحرية للروس. لقد غيّر التزامه بالسلام في أوروبا تاريخنا المشترك».
https://twitter.com/EmmanuelMacron/status/1564747458512666629
وأشاد المستشار الألماني أولاف شولتس، بالروسي الراحل الحائز على جائزة نوبل للسلام، ووصفه بأنه مصلح شجاع. وقال شولتس اليوم (الأربعاء) على هامش اجتماع مجلس الوزراء الألماني في قصر «ميسبرغ» بالقرب من برلين إن رئيس الدولة السوفياتي السابق كان كثير الجرأة، مضيفاً أن سياسته جعلت «اتحاد ألمانيا واختفاء الستار الحديدي» ممكناً.
وذكر شولتس أنه بفضل غورباتشوف تمكّنت روسيا أيضاً من محاولة تأسيس دولة ديمقراطية، لكنه مات الآن في وقت «لم تفشل فيه الديمقراطية في روسيا فحسب»، بل أيضاً يحفر فيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين صدوعاً جديدة في أوروبا. وقال شولتس: «لهذا السبب نتذكر ميخائيل غورباتشوف وندرك كم كان مهماً لتطور أوروبا وبلدنا في السنوات الأخيرة».
غورباتشوف والمستشارة الألمانية آنذاك أنجيلا ميركل يقفان لالتقاط صورة أمام بوابة براندنبورغ في برلين في فبراير 2011 (د.ب.أ)

ووصفه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، بأنه «رجل دولة فريد من نوعه غيّر مجرى التاريخ» و«فعل أكثر من أي فرد آخر لتحقيق نهاية سلمية للحرب الباردة». وقال الأمين العام للأمم المتحدة في بيان: «لقد فقد العالم زعيماً عالمياً بارزاً ومتعدداً ملتزماً ومدافعاً لا يكلّ عن السلام».
https://twitter.com/antonioguterres/status/1564739704284651526
وقالت وزيرة الخارجية الأميركية السابقة كوندوليزا رايس، في تغريدة على «تويتر»: «كانت حياته مهمة لأنه من دونه وشجاعته لم يكن من الممكن إنهاء الحرب الباردة سلمياً».
https://twitter.com/CondoleezzaRice/status/1564726532370604032


مقالات ذات صلة

إسقاط مسيّرة قرب قاعدة جوية روسية في القرم

العالم إسقاط مسيّرة قرب قاعدة جوية روسية في القرم

إسقاط مسيّرة قرب قاعدة جوية روسية في القرم

أعلنت السلطات المعينة من روسيا في القرم إسقاط طائرة مسيرة قرب قاعدة جوية في شبه الجزيرة التي ضمتها روسيا، في حادثة جديدة من الحوادث المماثلة في الأيام القليلة الماضية. وقال حاكم سيفاستوبول ميخائيل رازفوجاييف على منصة «تلغرام»: «هجوم آخر على سيفاستوبول. قرابة الساعة 7,00 مساء (16,00 ت غ) دمرت دفاعاتنا الجوية طائرة من دون طيار في منطقة قاعدة بيلبيك».

«الشرق الأوسط» (موسكو)
العالم الاتحاد الأوروبي يحذّر موسكو من استغلال الهجوم المفترض على الكرملين

الاتحاد الأوروبي يحذّر موسكو من استغلال الهجوم المفترض على الكرملين

حذّر مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل روسيا، اليوم الخميس، من استغلال الهجوم المفترض على الكرملين الذي اتهمت موسكو كييف بشنّه، لتكثيف هجماتها في أوكرانيا. وقال بوريل خلال اجتماع لوزراء من دول الاتحاد مكلفين شؤون التنمي«ندعو روسيا الى عدم استخدام هذا الهجوم المفترض ذريعة لمواصلة التصعيد» في الحرب التي بدأتها مطلع العام 2022. وأشار الى أن «هذا الأمر يثير قلقنا... لأنه يمكن استخدامه لتبرير تعبئة مزيد من الجنود و(شنّ) مزيد من الهجمات ضد أوكرانيا». وأضاف «رأيت صورا واستمعت الى الرئيس (الأوكراني فولوديمير) زيلينسكي.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
العالم هجوم بطائرة مسيرة يستهدف مصفاة «إلسكاي» جنوب روسيا

هجوم بطائرة مسيرة يستهدف مصفاة «إلسكاي» جنوب روسيا

ذكرت وكالة «تاس» الروسية للأنباء، صباح اليوم (الخميس)، نقلاً عن خدمات الطوارئ المحلية، أن حريقاً شب في جزء من مصفاة نفط في جنوب روسيا بعد هجوم بطائرة مسيرة. وقالت «تاس»، إن الحادث وقع في مصفاة «إلسكاي» قرب ميناء نوفوروسيسك المطل على البحر الأسود. وأعلنت موسكو، الأربعاء، عن إحباط هجوم تفجيري استهدف الكرملين بطائرات مسيرة، وتوعدت برد حازم ومباشر متجاهلة إعلان القيادة الأوكرانية عدم صلتها بالهجوم. وحمل بيان أصدره الكرملين، اتهامات مباشرة للقيادة الأوكرانية بالوقوف وراء الهجوم، وأفاد بأن «النظام الأوكراني حاول استهداف الكرملين بطائرتين مسيرتين».

«الشرق الأوسط» (موسكو)
العالم روسيا تتعرض لهجمات وأعمال «تخريبية» قبل احتفالات 9 مايو

روسيا تتعرض لهجمات وأعمال «تخريبية» قبل احتفالات 9 مايو

تثير الهجمات وأعمال «التخريب» التي تكثّفت في روسيا في الأيام الأخيرة، مخاوف من إفساد الاحتفالات العسكرية في 9 مايو (أيار) التي تعتبر ضرورية للكرملين في خضم حربه في أوكرانيا. في الأيام الأخيرة، ذكّرت سلسلة من الحوادث روسيا بأنها معرّضة لضربات العدو، حتى على بعد مئات الكيلومترات من الجبهة الأوكرانية، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية. تسببت «عبوات ناسفة»، الاثنين والثلاثاء، في إخراج قطارَي شحن عن مساريهما في منطقة محاذية لأوكرانيا، وهي حوادث لم يكن يبلغ عن وقوعها في روسيا قبل بدء الهجوم على كييف في 24 فبراير (شباط) 2022. وعلى مسافة بعيدة من الحدود مع أوكرانيا، تضرر خط لإمداد الكهرباء قرب بلدة في جنو

«الشرق الأوسط» (موسكو)
العالم موسكو: «الأطلسي» يكثّف تحركات قواته قرب حدود روسيا

موسكو: «الأطلسي» يكثّف تحركات قواته قرب حدود روسيا

أكد سكرتير مجلس الأمن القومي الروسي نيكولاي باتروشيف أن حلف شمال الأطلسي (ناتو) نشر وحدات عسكرية إضافية في أوروبا الشرقية، وقام بتدريبات وتحديثات للبنية التحتية العسكرية قرب حدود روسيا، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الروسية «سبوتنيك»، اليوم الأربعاء. وأكد باتروشيف في مقابلة مع صحيفة «إزفستيا» الروسية، أن الغرب يشدد باستمرار الضغط السياسي والعسكري والاقتصادي على بلاده، وأن الناتو نشر حوالى 60 ألف جندي أميركي في المنطقة، وزاد حجم التدريب العملياتي والقتالي للقوات وكثافته.


هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».