تأكيدات سعودية على دور «الرقابة المالية» في استدامة التعافي الاقتصادي

اجتماع «مجموعة العشرين» يفتح ملف الممارسات الرقابية والحوكمة الرشيدة

مشاركة الوفد السعودي في اجتماع رؤساء «أجهزة الرقابة المالية» بدول «مجموعة العشرين»... (الشرق الأوسط)
مشاركة الوفد السعودي في اجتماع رؤساء «أجهزة الرقابة المالية» بدول «مجموعة العشرين»... (الشرق الأوسط)
TT

تأكيدات سعودية على دور «الرقابة المالية» في استدامة التعافي الاقتصادي

مشاركة الوفد السعودي في اجتماع رؤساء «أجهزة الرقابة المالية» بدول «مجموعة العشرين»... (الشرق الأوسط)
مشاركة الوفد السعودي في اجتماع رؤساء «أجهزة الرقابة المالية» بدول «مجموعة العشرين»... (الشرق الأوسط)

أكدت الحكومة السعودية على أهمية دور الأجهزة العليا للرقابة المالية والمحاسبة بدول «مجموعة العشرين»، في استدامة عمليات التعافي الاقتصادي ومواكبة الجهود المبذولة ضمن «المجموعة»، ومدى استجابة البلدان للأزمات الدولية وآلية التعاون في هذا الشأن.
جاءت تلك التأكيدات من وفد السعودية المشارك في اجتماع رؤساء الأجهزة العليا للرقابة المالية العامة والمحاسبة في «دول مجموعة العشرين»، الذي عقد مؤخراً في إندونيسيا برئاسة الدكتور حسام العنقري، رئيس «الديوان العام للمحاسبة»، وبحضور رئيس الجمهورية الدكتور معروف أمين.
وناقش الاجتماع عدداً من البنود والموضوعات المدرجة على جدول أعماله، أهمها التعاون وتبادل المعرفة، والعمل على أفضل الممارسات الرقابية؛ للمساهمة في تعزيز الرقابة والحوكمة الرشيدة بين الأجهزة العليا للرقابة المالية والمحاسبة في دول المجموعة.
وتناول التأكيد على دور الأجهزة العليا للرقابة المالية العامة والمحاسبة بوصفها مؤسسات مستقلة لإطلاق مبادرة شاملة وأداء دور فعال في تشجيع الكفاءة والمساءلة والفعالية والشفافية في القطاع الحكومي، بالإضافة إلى التركيز على استجابة الحكومات لتسريع عمليات التعافي الاقتصادي، وعلى المسائل ذات الأولوية التي وضعتها رئاسة «مجموعة العشرين»؛ ومن ضمنها الصحة العامة، والطاقة، والتحول الرقمي.
ويأتي الاجتماع ضمن إطار اجتماعات «مجموعة العشرين (G20)» التي تترأسها جمهورية إندونيسيا، ويركز على تقارب الجهود المشتركة للتعافي بشكل أفضل من أزمة وباء فيروس «كورونا (كوفيد19)»، وإسهامات الأجهزة العليا للرقابة المالية العامة والمحاسبة في ضمان وتحسين الأداء والرقابة على أجهزة القطاع العام.
وكان محمد الجدعان، وزير المالية، والدكتور فهد المبارك، محافظ البنك المركزي السعودي، قد شاركا في الاجتماع الثالث لوزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية لـ«مجموعة العشرين» تحت الرئاسة الإندونيسية، الذي عُقد في منتصف يوليو (تموز) الماضي.
وأشار الجدعان خلال الجلسة الأولى للاجتماع التي حملت عنوان «الاقتصاد العالمي» إلى المخاطر المحيطة بمستقبل الاقتصاد العالمي، ثم استعرض الاستجابات السياسية المطلوبة، مبيناً أن ارتفاع التضخم يعدّ من المخاطر الرئيسة التي تواجه الاقتصاد العالمي؛ خصوصاً في الدول منخفضة الدخل التي ليس لديها «حيز مالي» للتعامل مع آثار التضخم.
وأضاف: «يتعين علينا الأخذ في الحسبان تداعيات السياسات عبر الدول؛ بما في ذلك سياسات التحول المناخي المتسرعة التي لا تأخذ في الحسبان حالة الاقتصاد العالمي ومرحلة التنمية للدول»، مشيراً إلى أنه يجب العمل على تعزيز أمن الطاقة وأن تُراعى الظروف الخاصة بكل دولة، مع أهمية تكثيف الجهود لمحاربة أزمة الغذاء، لافتاً النظر إلى أن المملكة تعاونت مع الرئاسة الإندونيسية لـ«مجموعة العشرين» في تنظيم ندوة رفيعة المستوى حول هذا الموضوع.
وحول ما يتعلق بأجندة الصحة العالمية، أكد الجدعان دعم المملكة الجهود الدولية الرامية إلى حماية العالم من الجوائح المستقبلية، مبيناً أن العمل على هذا التوجه بدأ أثناء رئاسة السعودية «مجموعة العشرين»؛ «إذ إن قادة الدول ملتزمون بزيادة الإنفاق على التأهب لمواجهة الجوائح، وسد الفجوات القائمة في القطاع الصحي».
من جانب آخر، انعقدت أعمال الاجتماع التنسيقي لأقاليم «الاتحاد الدولي للاتصالات» للتحضير لـ«مؤتمر المندوبين المفوضين 2022»، الذي تستضيفه السعودية ممثلة في «هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات» في مقرها بالرياض، خلال يومي 30 و31 أغسطس (آب) الحالي.
وانطلق الاجتماع التنسيقي بحضور هيثم العوهلي، نائب وزير الاتصالات وتقنية المعلومات، ومشاركة هولين جاو، الأمين العام للاتحاد، وممثلي أقاليم الاتحاد الستة، ومشاركة وفود وعدد من الوزراء والسفراء.
ويهدف الاجتماع إلى تعزيز المناقشات بين الأقاليم وتحديد المواقف المشتركة والسياسات الدولية، والاتفاق على القضايا الرئيسية ودورها في تحقيق أهداف التنمية المستدامة. كما استعرض التحضيرات الخاصة بالأقاليم ومناقشة قراراتها المقدمة والخطط الاستراتيجية والتشغيلية وتقديـم الترشيحات لمناصب المسؤولين المنتخبين بالاتحاد الدولي للاتصالات.
وتشغل المملكة منذ 57 عاماً عضوية «مجلس الاتحاد الدولي للاتصالات» وتُعد عضواً فاعلاً في تنفيذ مخرجاته، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وتعزيز التميز والابتكار في مجال الاتصالات وتقنية المعلومات، ورُشحت في «مؤتمر المندوبين المفوضين» للاحتفاظ بمقعدها في «مجلس الاتحاد» وكذلك «لجنة لوائح الراديو» في دورته المقبلة خلال الفترة من 2023 إلى 2026.


مقالات ذات صلة

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

شمال افريقيا «أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

نقلت سفينة «أمانة» السعودية، اليوم (الخميس)، نحو 1765 شخصاً ينتمون لـ32 دولة، إلى جدة، ضمن عمليات الإجلاء التي تقوم بها المملكة لمواطنيها ورعايا الدول الشقيقة والصديقة من السودان، إنفاذاً لتوجيهات القيادة. ووصل على متن السفينة، مساء اليوم، مواطن سعودي و1765 شخصاً من رعايا «مصر، والعراق، وتونس، وسوريا، والأردن، واليمن، وإريتريا، والصومال، وأفغانستان، وباكستان، وأفغانستان، وجزر القمر، ونيجيريا، وبنغلاديش، وسيريلانكا، والفلبين، وأذربيجان، وماليزيا، وكينيا، وتنزانيا، والولايات المتحدة، وتشيك، والبرازيل، والمملكة المتحدة، وفرنسا، وهولندا، والسويد، وكندا، والكاميرون، وسويسرا، والدنمارك، وألمانيا». و

«الشرق الأوسط» (جدة)
الخليج السعودية تطلق خدمة التأشيرة الإلكترونية في 7 دول

السعودية تطلق خدمة التأشيرة الإلكترونية في 7 دول

أطلقت السعودية خدمة التأشيرة الإلكترونية كمرحلة أولى في 7 دول من خلال إلغاء لاصق التأشيرة على جواز سفر المستفيد والتحول إلى التأشيرة الإلكترونية وقراءة بياناتها عبر رمز الاستجابة السريعة «QR». وذكرت وزارة الخارجية السعودية أن المبادرة الجديدة تأتي في إطار استكمال إجراءات أتمتة ورفع جودة الخدمات القنصلية المقدمة من الوزارة بتطوير آلية منح تأشيرات «العمل والإقامة والزيارة». وأشارت الخارجية السعودية إلى تفعيل هذا الإجراء باعتباره مرحلة أولى في عددٍ من بعثات المملكة في الدول التالية: «الإمارات والأردن ومصر وبنغلاديش والهند وإندونيسيا والفلبين».

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق «ملتقى النقد السينمائي» نظرة فاحصة على الأعمال السعودية

«ملتقى النقد السينمائي» نظرة فاحصة على الأعمال السعودية

تُنظم هيئة الأفلام السعودية، في مدينة الظهران، الجمعة، الجولة الثانية من ملتقى النقد السينمائي تحت شعار «السينما الوطنية»، بالشراكة مع مهرجان الأفلام السعودية ومركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء). ويأتي الملتقى في فضاءٍ واسع من الحوارات والتبادلات السينمائية؛ ليحل منصة عالمية تُعزز مفهوم النقد السينمائي بجميع أشكاله المختلفة بين النقاد والأكاديميين المتخصصين بالدراسات السينمائية، وصُناع الأفلام، والكُتَّاب، والفنانين، ومحبي السينما. وشدد المهندس عبد الله آل عياف، الرئيس التنفيذي للهيئة، على أهمية الملتقى في تسليط الضوء على مفهوم السينما الوطنية، والمفاهيم المرتبطة بها، في وقت تأخذ في

«الشرق الأوسط» (الظهران)
الاقتصاد مطارات السعودية تستقبل 11.5 مليون مسافر خلال رمضان والعيد

مطارات السعودية تستقبل 11.5 مليون مسافر خلال رمضان والعيد

تجاوز عدد المسافرين من مطارات السعودية وإليها منذ بداية شهر رمضان وحتى التاسع من شوال لهذا العام، 11.5 مليون مسافر، بزيادة تجاوزت 25% عن العام الماضي في نفس الفترة، وسط انسيابية ملحوظة وتكامل تشغيلي بين الجهات الحكومية والخاصة. وذكرت «هيئة الطيران المدني» أن العدد توزع على جميع مطارات السعودية عبر أكثر من 80 ألف رحلة و55 ناقلاً جوياً، حيث خدم مطار الملك عبد العزيز الدولي بجدة النسبة الأعلى من المسافرين بـ4,4 مليون، تلاه مطار الملك خالد الدولي في الرياض بـ3 ملايين، فيما خدم مطار الأمير محمد بن عبد العزيز الدولي بالمدينة المنورة قرابة المليون، بينما تم تجاوز هذا الرقم في شركة مطارات الدمام، وتوز

«الشرق الأوسط» (الرياض)
شمال افريقيا فيصل بن فرحان وغوتيريش يبحثان وقف التصعيد في السودان

فيصل بن فرحان وغوتيريش يبحثان وقف التصعيد في السودان

بحث الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، اليوم (الخميس)، الجهود المبذولة لوقف التصعيد العسكري بين الأطراف في السودان، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين السودانيين والمقيمين على أرضه. وأكد الأمير فيصل بن فرحان، خلال اتصال هاتفي أجراه بغوتيريش، على استمرار السعودية في مساعيها الحميدة بالعمل على إجلاء رعايا الدول التي تقدمت بطلب مساعدة بشأن ذلك. واستعرض الجانبان أوجه التعاون بين السعودية والأمم المتحدة، كما ناقشا آخر المستجدات والتطورات الدولية، والجهود الحثيثة لتعزيز الأمن والسلم الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

الناتج المحلي الأميركي ينمو 2.8 % في الربع الثالث

مبنى الكابيتول في واشنطن (رويترز)
مبنى الكابيتول في واشنطن (رويترز)
TT

الناتج المحلي الأميركي ينمو 2.8 % في الربع الثالث

مبنى الكابيتول في واشنطن (رويترز)
مبنى الكابيتول في واشنطن (رويترز)

نما الاقتصاد الأميركي بمعدل 2.8 في المائة على أساس سنوي في الربع الثالث من العام، وهو نفس التقدير الأولي الذي أعلنته الحكومة يوم الأربعاء، مدفوعاً بزيادة إنفاق المستهلكين وارتفاع الصادرات.

وأفادت وزارة التجارة بأن نمو الناتج المحلي الإجمالي الأميركي - الذي يعكس قيمة السلع والخدمات المنتجة في البلاد - قد تباطأ مقارنةً بالربع الثاني الذي سجل نمواً بنسبة 3 في المائة. ومع ذلك، أظهر التقرير أن الاقتصاد الأميركي، الذي يعد الأكبر في العالم، ما يزال يثبت قدرته على الصمود بشكل أكبر مما كان متوقعاً. فقد تجاوز نمو الناتج المحلي الإجمالي نسبة 2 في المائة في ثمانية من آخر تسعة أرباع، وفق وكالة «أسوشييتد برس».

ورغم هذه النتائج الإيجابية، كان الناخبون الأميركيون، الذين يشعرون بالاستياء بسبب ارتفاع الأسعار، غير راضين عن النمو الثابت، فاختاروا في هذا الشهر إعادة دونالد ترمب إلى البيت الأبيض بهدف تعديل السياسات الاقتصادية للبلاد. كما سيحظى ترمب بدعم أغلبية جمهورية في مجلسي النواب والشيوخ.

وفي ما يتعلق بإنفاق المستهلكين، الذي يمثل نحو 70 في المائة من النشاط الاقتصادي في الولايات المتحدة، فقد تسارع إلى 3.5 في المائة على أساس سنوي في الربع الثالث، مقارنة بـ 2.8 في المائة في الربع الثاني، وهو أسرع نمو منذ الربع الأول من عام 2023. كما ساهمت الصادرات بشكل كبير في نمو الاقتصاد، حيث ارتفعت بنسبة 7.5 في المائة، وهو أعلى معدل خلال عامين. ومع ذلك، كان نمو إنفاق المستهلكين والصادرات في الربع الثالث أقل من التقديرات الأولية لوزارة التجارة.

وعلى الرغم من التحسن في الإنفاق، فقد شهد نمو استثمار الأعمال تباطؤاً ملحوظاً، بسبب انخفاض الاستثمار في قطاع الإسكان والمباني غير السكنية مثل المكاتب والمستودعات. في المقابل، شهد الإنفاق على المعدات قفزة ملحوظة.

وعند توليه منصب الرئاسة في الشهر المقبل، سيرث الرئيس المنتخب ترمب اقتصاداً يتمتع بمؤشرات إيجابية عامة. فالنمو الاقتصادي مستمر، ومعدل البطالة منخفض عند 4.1 في المائة. كما تراجع التضخم، الذي بلغ أعلى مستوى له في 40 عاماً بنسبة 9.1 في المائة في يونيو (حزيران) 2022، إلى 2.6 في المائة. وعلى الرغم من أن هذا الرقم لا يزال يتجاوز الهدف الذي حدده من قبل «الاحتياطي الفيدرالي» والبالغ 2 في المائة، فإن البنك المركزي يشعر بالرضا عن التقدم الذي تم إحرازه في مكافحة التضخم، الأمر الذي دفعه إلى خفض سعر الفائدة الأساسي في سبتمبر (أيلول) ثم مرة أخرى هذا الشهر. ويتوقع العديد من متداولي «وول ستريت» أن يقوم «الاحتياطي الفيدرالي» بتخفيض آخر لأسعار الفائدة في ديسمبر (كانون الأول).

إلا أن الجمهور لا يزال يشعر بوطأة التضخم، حيث ارتفعت الأسعار بنسبة 20 في المائة عن مستواها في فبراير (شباط) 2021، قبل أن يبدأ التضخم في الارتفاع.

من جهة أخرى، وعد ترمب بإجراء تغييرات اقتصادية كبيرة. ففي يوم الاثنين، تعهد بفرض ضرائب جديدة على واردات السلع من الصين والمكسيك وكندا. ويرى الاقتصاديون الرئيسيون أن هذه الضرائب أو التعريفات الجمركية قد تزيد من التضخم، حيث يقوم المستوردون الأميركيون بتحمل تكاليف هذه الضرائب ثم يسعون إلى نقلها إلى المستهلكين في صورة أسعار أعلى.

وكان تقرير الأربعاء هو الثاني من ثلاث مراجعات للناتج المحلي الإجمالي للربع الثالث. ومن المقرر أن يصدر التقرير النهائي من وزارة التجارة في 19 ديسمبر.