إفشال الهجوم الحوثي الأعنف منذ الهدنة غرب تعز

الحكومة وصفته بأنه «تحدٍ» للمبادرات الرامية إلى إنهاء الحرب

دبابة تابعة لقوات الجيش اليمني في محافظة تعز (موقع الجيش اليمني)
دبابة تابعة لقوات الجيش اليمني في محافظة تعز (موقع الجيش اليمني)
TT

إفشال الهجوم الحوثي الأعنف منذ الهدنة غرب تعز

دبابة تابعة لقوات الجيش اليمني في محافظة تعز (موقع الجيش اليمني)
دبابة تابعة لقوات الجيش اليمني في محافظة تعز (موقع الجيش اليمني)

صدت قوات الجيش اليمني هجوماً حوثياً غرب مدينة تعز هو الأعنف منذ سريان الهدنة الإنسانية والعسكرية في الثاني من أبريل (نيسان)، وهو ما عدّته الحكومة اليمنية في بيان، الاثنين، تحدياً للمبادرات الأممية والدولية الرامية إلى إنهاء الحرب وإحلال السلام.
الهجوم الحوثي الذي استخدمت فيه الميليشيات الحوثية كل أنواع الأسلحة الثقيلة يرجح أنه كان يهدف لإحكام الخناق على مدينة تعز المحاصرة والسيطرة على طريق الضباب من الجهة الغربية، بحسب ما أفادت به مصادر عسكرية، وذلك بالتزامن مع استمرار رفض الجماعة الانقلابية إنهاء حصار المدينة وفتح الطرق بموجب الهدنة الأممية.
وقال الجيش اليمني في بيانه، إن عملية التصدي للهجوم الحوثي أسفرت عن مقتل وجرح 53 مسلحاً، حيث هاجمت الميليشيات مواقع الجيش في «الكربة والذئاب، وتباب الصغير، والمضيض والراعي في منطقة ميلات التابعة لمديرية جبل حبشي».
وأوضح البيان أن الميليشيات الحوثية تكبدت 23 قتيلاً و30 جريحاً بينهم قادة ميدانيون، وأن الهجوم «استمر نحو 10 ساعات، وصاحبه قصف عنيف بمختلف الأسلحة شنته ميليشيا الحوثي على مواقع الجيش الوطني والقرى المأهولة بالسكان بمنطقة الضباب، في خرق واضح للهدنة الأممية».
وفي أول رد حكومي، قالت وزارة الخارجية اليمنية إن الميليشيات «أقدمت مساء الأحد على شن الهجوم على منطقة الضباب غرب مدينة تعز والذي استمر حتى فجر الاثنين، في محاولة للسيطرة على المنطقة لقطع الشريان الوحيد الذي يربط مدينة تعز بمحافظة عدن».
وأوضح البيان أن القوات الحكومية التابعة لمحور تعز العسكري خسرت جراء الهجوم 10 قتلى و7 جرحى، «في الوقت الذي تنصب فيه جهود المجتمع الدولي والأمم المتحدة لتثبيت وتوسيع الهدنة الإنسانية والبناء عليها لاستئناف الجهود السياسية وتحقيق السلام باليمن».
ورأت الحكومة اليمنية في بيان خارجيتها، أنها تنظر إلى الهجوم «كتحدٍ صارخ لكل المبادرات والمساعي الرامية لإنهاء الحرب وتحقيق السلام ومحاولة لتقويض جهود تمديد وتوسيع الهدنة الإنسانية ولإطباق الحصار على مدينة تعز المحاصرة فعلاً منذ سبع سنوات، والتي ترفض ميليشيات الحوثي الوفاء بالتزامها بفتح الطرق الرئيسية منها وإليها».
وتوعدت الحكومة بأنها «لن تسمح لميليشيات الحوثي باستمرار خروقاتها وعبثها واستغلالها للهدنة والاستفادة من التزام الجانب الحكومي بتنفيذ بنود الهدنة لتحقيق أهداف عسكرية وسياسية على حساب خيارات اليمنيين وتطلعاتهم إلى السلام والاستقرار وتحمل الميليشيات الحوثية عواقب ذلك».
وفي حين وصفت الحكومة اليمنية التصعيد الحوثي بـ«الخطير»، دعت المبعوث الدولي إلى تحمل مسؤولياته وإدانة هذه الأعمال الإجرامية التصعيدية لجماعة الحوثي في تعز خصوصاً أنها تأتي في ظل وجود الفريق العسكري بالعاصمة الأردنية تحت رعايته لمناقشة ضمان الالتزام بوقف إطلاق النار ومنع الخروقات العسكرية للهدنة».
كما دعت المجتمع الدولي «لتحمل مسؤولياته بموجب القانون الدولي والمواثيق الدولية».
في غضون ذلك، أكد المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية العميد الركن عبده مجلي، أن قوات الجيش ملتزمة التزاماً تاماً بوقف إطلاق النار، وفقاً للهدنة الأممية المعلنة للمرة الثالثة، وتوجيهات القيادة السياسية والعسكرية، مشيراً إلى أن ميليشيا الحوثي استغلت أيام الهدنة بشكل همجي، على حد وصفه.
واتهم مجلي الميليشيات الحوثية بأنها «تواصل تصعيدها، وتستهدف المواقع العسكرية والأعيان المدنية، وهو ما نتج عنه مقتل وإصابة العشرات من عناصر القوات المسلحة والمدنيين وإلحاق الأضرار المادية بالمنشآت والمنازل السكنية، إضافة إلى مواصلة الحصار وقطع الطرقات عن مدينة تعز، ما يؤكد تعنت ورفض الميليشيا الحوثية للهدنة الأممية».
واستعرض المتحدث باسم الجيش اليمني في إيجاز للصحافة «التطورات الميدانية في الجبهات القتالية والخروق والانتهاكات التي ارتكبتها الميليشيات الحوثية منذ بداية تمديد الهدنة الأممية للمرة الثانية في الثاني من أغسطس (آب)، مؤكداً أن الميليشيا ارتكبت 1436 خرقاً خلال ستة وعشرين يوماً، في كل جبهات ومحاور القتال بمحافظات مأرب وتعز والجوف وحجة والضالع والحديدة وأبين وصعدة».
وقال مجلي إن «عناصر الاستطلاع لقوات الجيش رصدت خلال الـ26 يوماً الماضية في محافظة مأرب، ارتكاب الميليشيا الحوثية 309 خروق للهدنة، في مناطق العمود والأعيرف والردهة والفليحة في الجوبة جنوب المحافظة، وفي منطقة رغوان والمخدرة والمشجح وصرواح شمال غربي المحافظة».
وأوضح أن الخروق الحوثية «تنوعت بين استحداث متارس وخنادق وتحصينات واستهداف مواقع الجيش بسلاح المدفعية والأسلحة المتوسطة وبالعيارات المتنوعة ونشر القناصين، بالإضافة إلى استهداف مواقع الجيش بالطائرات المسيّرة المتفجرة والحاملة للقذائف والقنابل».
وأشار المتحدث باسم الجيش اليمني إلى أن قوات المنطقة العسكرية الخامسة، رصدت ارتكاب الميليشيا الحوثية 217 خرقاً للهدنة في جبهتي عبس وحرض، بمحافظة حجة (شمال غرب) تنوعت بين استهداف مواقع القوات بسلاح المدفعية والأسلحة المتوسطة، والدفع بمعدات قتالية ومحاولة التسلل».
واتهم العميد مجلي الميليشيات الحوثية بارتكاب 32 خرقاً للهدنة في جبهات محافظة الضالع، تمثلت في تعزيز مواقعها بالأسلحة والعناصر واستهداف مواقع قوات الجيش بمختلف العيارات والأسلحة، والدفع بتعزيزات قتالية.
وقال إن الطيران المسير للميليشيات استهدف مواقع القوات في قطاع الفاخر بجبهة ونتج عنه مقتل أحد الضباط وسقوط عدد من الجرحى. كما أكد مجلي أن الميليشيات ارتكبت 60 خرقاً للهدنة في مختلف جبهات محافظة الجوف مع الاستمرار بحفر الخنادق وزرع الألغام في منطقة حويشيان والدفع بالأسلحة والمعدات القتالية إلى مختلف الجبهات بالمحافظة.
وأكد المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية أن الميليشيات ارتكبت 15 خرقاً للهدنة في مختلف الجبهات القتالية، بمحافظة أبين، وقال إنها فجّرت عقبة حلحل بجبهة لودر، ما أدى إلى قطع الطريق الذي يعد المنفذ الرئيسي بين محافظة البيضاء وأبين وتوقف حركة المسافرين.
وفي جبهات محافظة صعدة، أكد العميد مجلي أن الميليشيات الحوثية تواصل الخروق والانتهاكات واستهداف قوات الجيش بالأسلحة المتوسطة والخفيفة، حيث بلغ عدد الخروق 20 خرقاً للهدنة في مختلف الجبهات القتالية بالمحافظة.


مقالات ذات صلة

غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

العالم العربي غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

وصف المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الخميس) اللقاء الذي جمعه برئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي في عدن بـ«المثمر والجوهري»، وذلك بعد نقاشات أجراها في صنعاء مع الحوثيين في سياق الجهود المعززة للتوصل إلى تسوية يمنية تطوي صفحة الصراع. تصريحات المبعوث الأممي جاءت في وقت أكدت فيه الحكومة اليمنية جاهزيتها للتعاون مع الأمم المتحدة والصليب الأحمر لما وصفته بـ«بتصفير السجون» وإغلاق ملف الأسرى والمحتجزين مع الجماعة الحوثية. وأوضح المبعوث في بيان أنه أطلع العليمي على آخر المستجدات وسير المناقشات الجارية التي تهدف لبناء الثقة وخفض وطأة معاناة اليمنيين؛ تسهيلاً لاستئناف العملية السياسية

علي ربيع (عدن)
العالم العربي الحوثيون يفرجون عن فيصل رجب بعد اعتقاله 8 سنوات

الحوثيون يفرجون عن فيصل رجب بعد اعتقاله 8 سنوات

في خطوة أحادية أفرجت الجماعة الحوثية (الأحد) عن القائد العسكري اليمني المشمول بقرار مجلس الأمن 2216 فيصل رجب بعد ثماني سنوات من اعتقاله مع وزير الدفاع الأسبق محمود الصبيحي شمال مدينة عدن، التي كان الحوثيون يحاولون احتلالها. وفي حين رحب المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ بالخطوة الحوثية الأحادية، قابلتها الحكومة اليمنية بالارتياب، متهمة الجماعة الانقلابية بمحاولة تحسين صورتها، ومحاولة الإيقاع بين الأطراف المناهضة للجماعة. ومع زعم الجماعة أن الإفراج عن اللواء فيصل رجب جاء مكرمة من زعيمها عبد الملك الحوثي، دعا المبعوث الأممي في تغريدة على «تويتر» جميع الأطراف للبناء على التقدم الذي تم إنجازه

علي ربيع (عدن)
العالم العربي أعداد اللاجئين الأفارقة إلى اليمن ترتفع لمعدلات ما قبل الجائحة

أعداد اللاجئين الأفارقة إلى اليمن ترتفع لمعدلات ما قبل الجائحة

في مسكن متواضع في منطقة البساتين شرقي عدن العاصمة المؤقتة لليمن، تعيش الشابة الإثيوبية بيزا ووالدتها.

محمد ناصر (عدن)
العالم العربي كيانات الحوثيين المالية تتسبب في أزمة سيولة نقدية خانقة

كيانات الحوثيين المالية تتسبب في أزمة سيولة نقدية خانقة

فوجئ محمود ناجي حين ذهب لأحد متاجر الصرافة لتسلّم حوالة مالية برد الموظف بأن عليه تسلّمها بالريال اليمني؛ لأنهم لا يملكون سيولة نقدية بالعملة الأجنبية. لم يستوعب ما حصل إلا عندما طاف عبثاً على أربعة متاجر.

محمد ناصر (عدن)
العالم العربي تحذيرات من فيضانات تضرب اليمن مع بدء الفصل الثاني من موسم الأمطار

تحذيرات من فيضانات تضرب اليمن مع بدء الفصل الثاني من موسم الأمطار

يجزم خالد محسن صالح والبهجة تتسرب من صوته بأن هذا العام سيكون أفضل موسم زراعي، لأن البلاد وفقا للمزارع اليمني لم تشهد مثل هذه الأمطار الغزيرة والمتواصلة منذ سنين طويلة. لكن وعلى خلاف ذلك، فإنه مع دخول موسم هطول الأمطار على مختلف المحافظات في الفصل الثاني تزداد المخاطر التي تواجه النازحين في المخيمات وبخاصة في محافظتي مأرب وحجة وتعز؛ حيث تسببت الأمطار التي هطلت خلال الفصل الأول في مقتل 14 شخصا وإصابة 30 آخرين، كما تضرر ألف مسكن، وفقا لتقرير أصدرته جمعية الهلال الأحمر اليمني. ويقول صالح، وهو أحد سكان محافظة إب، لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف، في ظل الأزمة التي تعيشها البلاد بسبب الحرب فإن الهطول ال

محمد ناصر (عدن)

مصر وأميركا في عهد ترمب: لا عقبات ثنائية... وتباين حول «مفاهيم السلام»

صورة أرشيفية من لقاء بين الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عام 2017 (رويترز)
صورة أرشيفية من لقاء بين الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عام 2017 (رويترز)
TT

مصر وأميركا في عهد ترمب: لا عقبات ثنائية... وتباين حول «مفاهيم السلام»

صورة أرشيفية من لقاء بين الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عام 2017 (رويترز)
صورة أرشيفية من لقاء بين الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عام 2017 (رويترز)

جاء فوز دونالد ترمب بانتخابات الرئاسة الأميركية مُحمّلاً بتطلعات مصرية لتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين الجانبين، والعمل معاً من أجل إحلال «سلام إقليمي»، وهو ما عبر عنه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في منشور له عبر حسابه الرسمي على موقع «إكس» الأربعاء، هنأ خلاله الرئيس الأميركي المنتخب.

وقال السيسي: «نتطلع لأن نصل سوياً لإحلال السلام والحفاظ على السلم والاستقرار الإقليمي، وتعزيز علاقات الشراكة الاستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة وشعبيهما الصديقين»، وأضاف: «البلدان لطالما قدما نموذجاً للتعاون ونجحا سوياً في تحقيق المصالح المشتركة»، مؤكداً تطلعه إلى مواصلة هذا النموذج في «هذه الظروف الدقيقة التي يمر بها العالم».

وأثارت أنباء فوز ترمب تفاعلاً على مواقع التواصل الاجتماعي، لتتصدر وسوم عدة الترند في مصر، مصحوبة بمنشورات لتهنئة للرئيس الأميركي المنتخب. وبينما عول سياسيون وإعلاميون مصريون على ترمب لوقف الحرب الدائرة في غزة منذ أكثر من عام، ووضع حد للتصعيد في المنطقة، أكدوا أن «مواقف الرئيس المنتخب غير التقليدية تجعل من الصعب التنبؤ بسياسة الإدارة الأميركية في السنوات الأربع المقبلة».

ولا يرى الإعلامي وعضو مجلس النواب المصري (البرلمان) مصطفى بكري «اختلافاً بين ترمب ومنافسته الخاسرة كامالا هاريس من القضية الفلسطينية»، لكنه أعرب في منشور له عبر «إكس» عن سعادته بفوز ترمب، وعده «هزيمة للمتواطئين في حرب الإبادة».

أما الإعلامي المصري أحمد موسى فعد فوز ترمب هزيمة لـ«الإخوان»، ومن وصفهم بـ«الراغبين في الخراب». وقال في منشور عبر «إكس» إن هاريس والرئيس الأميركي جو بايدن «كانوا شركاء في الحرب» التي تشنها إسرائيل على لبنان وغزة.

وعول موسى على ترمب في «وقف الحروب بالمنطقة وإحلال السلام وعودة الاستقرار». وكذلك أعرب الإعلامي المصري عمرو أديب عن أمله في أن «يتغير الوضع في المنطقة والعالم للأفضل بعد فوز ترمب».

مفاهيم السلام

رئيس المجلس المصري للشؤون الخارجية ووزير خارجية مصر الأسبق، السفير محمد العرابي، أكد أن «العلاقات بين مصر والولايات المتحدة لن تواجه عقبات أو مشكلات على المستوى الثنائي خلال عهد ترمب»، لكنه أشار إلى أن «مواقف الرئيس المنتخب من القضية الفلسطينية وأفكاره غير التقليدية بشأنها قد تكون أحد الملفات الشائكة بين القاهرة وواشنطن».

وأوضح العرابي لـ«الشرق الأوسط» أن «ترمب يتبنى مفاهيم عن السلام في الإقليم ربما تختلف عن الرؤية المصرية للحل»، مشيراً إلى أن «القضية الفلسطينية ستكون محل نقاش بين مصر والولايات المتحدة خلال الفترة المقبلة».

وتبنى ترمب خلال ولايته الأولى مشروعاً لإحلال «السلام» في الشرق الأوسط عُرف باسم «صفقة القرن»، والتي يرى مراقبون أنه قد يعمل على إحيائها خلال الفترة المقبلة.

وعدّ سفير مصر الأسبق في واشنطن عبد الرؤوف الريدي وصول ترمب للبيت الأبيض «فرصة لتنشيط التعاون بين مصر والولايات المتحدة لوقف الحرب في غزة، وربما إيجاد تصور لكيفية إدارة القطاع مستقبلاً».

وقال الريدي لـ«الشرق الأوسط» إن «ترمب يسعى لتحقيق إنجازات وهو شخص منفتح على الجميع ووجوده في البيت الأبيض سيحافظ على الشراكة الاستراتيجية بين القاهرة وواشنطن».

تصحيح العلاقات

من جانبه، رأى مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق السفير حسين هريدي أن فوز ترمب بمثابة «عودة للعلاقات الاستراتيجية القائمة على المصالح المشتركة بين القاهرة وواشنطن». وقال لـ«الشرق الأوسط»: إن «فوز ترمب هو تدعيم للعلاقة بين القيادة المصرية والبيت الأبيض»، مشيراً إلى أن الرئيس المصري لم يزر البيت الأبيض طوال أربع سنوات من حكم بايدن، واصفاً ذلك بأنه «وضع غريب في العلاقات الثنائية سيتم تصحيحه في ولاية ترمب».

وأضاف هريدي أن «فوز ترمب يسدل الستار على الحقبة الأوبامية في السياسة الأميركية، والتي بدأت بتولي الرئيس الأسبق باراك أوباما عام 2009 واستُكملت في ولاية جو بايدن الحالية»، وهي حقبة يرى هريدي أن واشنطن «انتهجت فيها سياسات كادت تؤدي إلى حرب عالمية ثالثة». ورجح أن تعمل إدارة ترمب على «وقف الحروب وحلحلة الصراعات في المنطقة».

وزار الرئيس المصري السيسي البيت الأبيض مرتين خلال فترة حكم ترمب عامي 2017 و2019. وقال ترمب، خلال استقباله السيسي عام 2019، إن «العلاقات بين القاهرة وواشنطن لم تكن يوماً جيدة أكثر مما هي عليه اليوم، وإن السيسي يقوم بعمل عظيم».

لكن السيسي لم يزر البيت الأبيض بعد ذلك، وإن التقى بايدن على هامش أحداث دولية، وكان أول لقاء جمعهما في يوليو (تموز) 2022 على هامش قمة جدة للأمن والتنمية، كما استقبل السيسي بايدن في شرم الشيخ نهاية نفس العام على هامش قمة المناخ «كوب 27».

بدوره، أكد أستاذ العلوم السياسية في جامعة قناة السويس الدكتور جمال سلامة أن «مصر تتعامل مع الإدارة الأميركية أياً كان من يسكن البيت الأبيض». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «العلاقات مع واشنطن لن تتأثر بفوز ترمب، وستبقى علاقات طبيعية متوازنة قائمة على المصالح المشتركة».

وعد مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي فوز ترمب فرصة لحلحلة ملف «سد النهضة»، الذي لعبت فيه الولايات المتحدة دور الوسيط عام 2019.

وهنا أكد العرابي أنه «من السابق لأوانه معرفة الدور الذي ستلعبه إدارة ترمب في عدد من الملفات المهمة لمصر ومن بينها (سد النهضة)»، وقال: «ترمب دائماً لديه جديد، وطالما قدم أفكاراً غير تقليدية، ما يجعل التنبؤ بمواقفه أمراً صعباً».

بينما قال هريدي إن «قضية سد النهضة ستحل في إطار ثنائي مصري - إثيوبي»، دون تعويل كبير على دور لواشنطن في المسألة لا سيما أنها «لم تكمل مشوار الوساطة من قبل».