النباتات تعيد ترتيب أولوياتها لمحاربة الغزاة

آلية الدفاع عزّزت قدرة النبتة (يمين) على الدفاع دون أضرار مقارنة بالنبتة (يسار) (جامعة ديوك)
آلية الدفاع عزّزت قدرة النبتة (يمين) على الدفاع دون أضرار مقارنة بالنبتة (يسار) (جامعة ديوك)
TT

النباتات تعيد ترتيب أولوياتها لمحاربة الغزاة

آلية الدفاع عزّزت قدرة النبتة (يمين) على الدفاع دون أضرار مقارنة بالنبتة (يسار) (جامعة ديوك)
آلية الدفاع عزّزت قدرة النبتة (يمين) على الدفاع دون أضرار مقارنة بالنبتة (يسار) (جامعة ديوك)

في أوقات الحرب، تغير المصانع خطوط إنتاجها لدعم احتياجات المعركة، فتتحول من تصنيع قطع غيار السيارات إلى رشاشات، أو من تصنيع الغسالات إلى محركات الطائرات، ويمكن للنباتات أن تفعل الأمر ذاته؛ حيث يتغير سلوكها من وقت السلم إلى زمن الحرب أيضاً.
وغالباً ما تتعرض المحاصيل والنباتات للهجوم من البكتيريا والفيروسات ومسببات الأمراض الأخرى، وعندما تستشعر النباتات غزواً ميكروبياً، فإنها تُحدث تغييرات جذرية في الحساء الكيميائي للبروتينات (جزيئات الحياة الأساسية)، داخل خلاياها.
وفي السنوات الأخيرة، عملت دونغ زينايان، عالمة الأحياء الجزيئية وفريقها في جامعة ديوك الأميركية، على اكتشاف كيفية القيام بذلك. وفي دراسة جديدة نُشرت بالعدد الأخير من مجلة «سيل»، كشفوا عن المكونات الرئيسية في الخلايا النباتية التي تعيد برمجة آلية صنع البروتين لمحاربة الأمراض.
وفي كل عام، يُفقد نحو 15 في المائة من غلة المحاصيل بسبب الأمراض البكتيرية والفطرية، ما يكلف الاقتصاد العالمي نحو 220 مليار دولار.
وكشفت دونغ وفريقها البحثي: «عندما تتعرض النباتات للهجوم، فإنها تحوّل أولوياتها من النمو إلى الدفاع، لذلك تبدأ الخلايا في تصنيع بروتينات جديدة وقمع إنتاج البروتينات الأخرى، وفي غضون ساعتين إلى 3 ساعات تعود الأمور إلى طبيعتها».
ولبناء بروتين معين، تُنسخ التعليمات الجينية في الحمض النووي المعبأ داخل نواة الخلية إلى جزيء مرسال يسمى «الرنا المرسال»، ومن ثَم تتجه هذه السلسلة من «الرنا المرسال» إلى «السيتوبلازم» (جميع المحتويات أو المواد الموجودة في الخلية، باستثناء النواة)؛ حيث «تقرأ» بنية تسمى «الريبوسوم» الرسالة وتترجمها إلى بروتين.
وفي الدراسة الجديدة، أوضحت دونغ وزملاؤها كيف تعمل هذه المنطقة مع الهياكل الأخرى داخل الخلية، لتنشيط إنتاج البروتين في «زمن الحرب»؛ حيث أظهروا أنه عندما تكتشف النباتات هجوماً من العوامل الممرضة، فإن العلامات الجزيئية التي تشير إلى نقطة البداية المعتادة للريبوسومات للهبوط عليها وقراءة «الرنا المرسال» تُزال، مما يمنع الخلية من صنع بروتينات «زمن السلم» النموذجية.
وتقول دونغ في تقرير نشره الموقع الرسمي لجامعة ديوك الأميركية، أول من أمس، إنه من خلال فهم كيفية تحقيق النباتات لهذا التوازن، يأمل العلماء في إيجاد طرق جديدة لهندسة محاصيل مقاومة للأمراض دون الإضرار بكمية الإنتاج.
وأجرى فريق دونغ الجزء الأكبر من تجاربهم في نبات يشبه الخردل، يُدعى «الأرابيدوبسيس ثاليانا»، ولكن عُثر على تسلسلات مماثلة من «الرنا المرسال» في كائنات أخرى، بما في ذلك ذباب الفاكهة والفئران والبشر، لذلك قد تلعب دوراً أوسع في التحكم في تخليق البروتين في النباتات والحيوانات على حد سواء.


مقالات ذات صلة

«الحياة الفطرية السعودية» تعلن ولادة 4 أشبال للفهد الصياد

يوميات الشرق السعودية تواصل جهودها المكثّفة للحفاظ على الفهد الصياد من خلال توظيف البحث العلمي (الشرق الأوسط)

«الحياة الفطرية السعودية» تعلن ولادة 4 أشبال للفهد الصياد

أعلنت السعودية إحراز تقدم في برنامج إعادة توطين الفهد، بولادة أربعة أشبال من الفهد الصياد.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق مصيدة جمع الحشرات (جامعة إكستر)

17 مليون حشرة تطير سنوياً عبر ممر ضيّق بين فرنسا وإسبانيا

أكثر من 17 مليون حشرة تطير سنوياً عبر منطقة بويرتو دي بوجارويلو، البالغ عرضها 30 متراً على الحدود بين فرنسا وإسبانيا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
بيئة لافتة تشير إلى الحذر من درجات الحرارة القياسية في «وادي الموت» (أرشيفية- رويترز)

ماذا تعرف عن «وادي الموت» المكان الأكثر سخونة على كوكب الأرض؟

تنتشر الشقوق وتقترب الحياة من حافة الخطر... ماذا تعرف عن «وادي الموت»؟

يسرا سلامة (القاهرة)
يوميات الشرق المرجان الأحمر في مضيق ماجلان (أ.ف.ب)

اكتشاف نوع من المرجان الأحمر في المياه القليلة العمق لمضيق ماجلان

اكتُشِف نوع من المرجان الأحمر في أقصى جنوب باتاغونيا التشيلية، في منطقة مضيق ماجلان.

«الشرق الأوسط» (سانتياغو)
يوميات الشرق صوتها المرتفع يواجه التهديد (أ.ف.ب)

طيور الشبنم «السيئة المزاج والمُماثِلة حجماً للبشر» مُهدَّدة في أستراليا

يُفضَّل أن تُراقَب من بعيد هذه الطيور المماثلة بالحجم للبشر والتي تتمتع بمخالب حادّة يبلغ طولها 10 سنتيمترات.

«الشرق الأوسط» (شواطئ أستراليا)

ديوكوفيتش: لا أفهم سبب مواجهة لاعب لم يخض مباراة فردي منذ عامين!

إيبدن وديوكوفيتش يتصافحان عقب نهاية اللقاء (أ.ب)
إيبدن وديوكوفيتش يتصافحان عقب نهاية اللقاء (أ.ب)
TT

ديوكوفيتش: لا أفهم سبب مواجهة لاعب لم يخض مباراة فردي منذ عامين!

إيبدن وديوكوفيتش يتصافحان عقب نهاية اللقاء (أ.ب)
إيبدن وديوكوفيتش يتصافحان عقب نهاية اللقاء (أ.ب)

لم يتوقع الأسترالي ماثيو إيبدن أن تستمر مباراته أمام نوفاك ديوكوفيتش في الدور الأول بمنافسات التنس بأولمبياد باريس 2024 طويلاً وقد كان، ما دفع اللاعب الصربي للتساؤل عن سبب السماح للاعب متخصص في منافسات الزوجي بالمشاركة في الفردي.

وخسر إيبدن (36 عاماً) مباراته أمام ديوكوفيتش 6-صفر و6-1 في مباراة استغرقت 53 دقيقة، وعلى سبيل المزاح عرض على أحد المشجعين في ملعب «فيليب شاترييه» اللعب مكانه بعد خسارة أول ثمانية أشواط.

بعدها حصل على تشجيع كبير عندما فاز بشوط بعدما كان متأخراً 4-صفر في المجموعة الثانية.

وشارك إيبدن، الفائز بثلاثة ألقاب في منافسات الزوجي بالبطولات الأربع الكبرى والمرشح للفوز بميدالية إلى جانب جون بييرز في منافسات الزوجي في باريس، في منافسات الفردي بعد انسحاب عدد من لاعبي الفردي البارزين بسبب الإصابة أو المرض بينهم يانيك سينر المصنف الأول عالمياً.

ونشر إيبدن رسالة فكاهية عبر «إنستغرام» بعد القرعة التي أجريت، يوم الخميس، والتي أوقعته في مواجهة الحاصل على 24 لقباً في منافسات الفردي بالبطولات الأربع الكبرى لأول مرة في مسيرته، لكن ديوكوفيتش تساءل عن سبب مواجهة لاعب لم يخض مباراة فردي في عامين.

وأبلغ ديوكوفيتش، الساعي للفوز بالذهبية الأولمبية لأول مرة، الصحافيين «كان هناك الكثير من لاعبي الفردي الذين كان أمامهم متسع من الوقت، كان هناك بدائل، كان من الممكن أن يطلب منهم المنظمون المشاركة».

وتابع «أنا لا أفهم هذ الأمر حقيقة وآمل أن ينظر الاتحاد الدولي للتنس و(القائمون على) الأولمبياد في أمر تغيير هذه القاعدة لأن الأمر صعب بالنسبة لماثيو. أخبرني أنه لم يخض مباراة فردي رسمية منذ أكثر من عامين وقال إنها كانت مباراته الأخيرة في الفردي، هو معتزل رسمياً. لذا كما قلت ليس من الرائع بالنسبة له أن يكون داخل الملعب بهذه الصورة».

وقال الاتحاد الدولي للتنس إنه تفاوض مع اللجنة الأولمبية الدولية لتمديد الموعد النهائي لإجراء تغييرات على قائمة المشاركين إلى 19 يوليو (تموز)، بعد أغلب الرياضات الأخرى في الجدول الأولمبي.

ولكن بانسحاب سينر وأندي موراي وهولجر رونه من منافسات الفردي، باتت الخيارات المتاحة لتعويض غيابهم مقتصرة على المتخصصين في الزوجي الموجودين بالفعل في باريس.

وقال متحدث باسم الاتحاد «التنس واحد من 32 رياضة في الألعاب الأولمبية وبوجود 10 آلاف و500 رياضي و206 لجان أولمبية محلية، فإن الأمر صعب للغاية من الناحية اللوجستية، ويجب أن تكون هناك نقطة فاصلة للبدائل خارج الموقع».