النباتات تعيد ترتيب أولوياتها لمحاربة الغزاة

آلية الدفاع عزّزت قدرة النبتة (يمين) على الدفاع دون أضرار مقارنة بالنبتة (يسار) (جامعة ديوك)
آلية الدفاع عزّزت قدرة النبتة (يمين) على الدفاع دون أضرار مقارنة بالنبتة (يسار) (جامعة ديوك)
TT
20

النباتات تعيد ترتيب أولوياتها لمحاربة الغزاة

آلية الدفاع عزّزت قدرة النبتة (يمين) على الدفاع دون أضرار مقارنة بالنبتة (يسار) (جامعة ديوك)
آلية الدفاع عزّزت قدرة النبتة (يمين) على الدفاع دون أضرار مقارنة بالنبتة (يسار) (جامعة ديوك)

في أوقات الحرب، تغير المصانع خطوط إنتاجها لدعم احتياجات المعركة، فتتحول من تصنيع قطع غيار السيارات إلى رشاشات، أو من تصنيع الغسالات إلى محركات الطائرات، ويمكن للنباتات أن تفعل الأمر ذاته؛ حيث يتغير سلوكها من وقت السلم إلى زمن الحرب أيضاً.
وغالباً ما تتعرض المحاصيل والنباتات للهجوم من البكتيريا والفيروسات ومسببات الأمراض الأخرى، وعندما تستشعر النباتات غزواً ميكروبياً، فإنها تُحدث تغييرات جذرية في الحساء الكيميائي للبروتينات (جزيئات الحياة الأساسية)، داخل خلاياها.
وفي السنوات الأخيرة، عملت دونغ زينايان، عالمة الأحياء الجزيئية وفريقها في جامعة ديوك الأميركية، على اكتشاف كيفية القيام بذلك. وفي دراسة جديدة نُشرت بالعدد الأخير من مجلة «سيل»، كشفوا عن المكونات الرئيسية في الخلايا النباتية التي تعيد برمجة آلية صنع البروتين لمحاربة الأمراض.
وفي كل عام، يُفقد نحو 15 في المائة من غلة المحاصيل بسبب الأمراض البكتيرية والفطرية، ما يكلف الاقتصاد العالمي نحو 220 مليار دولار.
وكشفت دونغ وفريقها البحثي: «عندما تتعرض النباتات للهجوم، فإنها تحوّل أولوياتها من النمو إلى الدفاع، لذلك تبدأ الخلايا في تصنيع بروتينات جديدة وقمع إنتاج البروتينات الأخرى، وفي غضون ساعتين إلى 3 ساعات تعود الأمور إلى طبيعتها».
ولبناء بروتين معين، تُنسخ التعليمات الجينية في الحمض النووي المعبأ داخل نواة الخلية إلى جزيء مرسال يسمى «الرنا المرسال»، ومن ثَم تتجه هذه السلسلة من «الرنا المرسال» إلى «السيتوبلازم» (جميع المحتويات أو المواد الموجودة في الخلية، باستثناء النواة)؛ حيث «تقرأ» بنية تسمى «الريبوسوم» الرسالة وتترجمها إلى بروتين.
وفي الدراسة الجديدة، أوضحت دونغ وزملاؤها كيف تعمل هذه المنطقة مع الهياكل الأخرى داخل الخلية، لتنشيط إنتاج البروتين في «زمن الحرب»؛ حيث أظهروا أنه عندما تكتشف النباتات هجوماً من العوامل الممرضة، فإن العلامات الجزيئية التي تشير إلى نقطة البداية المعتادة للريبوسومات للهبوط عليها وقراءة «الرنا المرسال» تُزال، مما يمنع الخلية من صنع بروتينات «زمن السلم» النموذجية.
وتقول دونغ في تقرير نشره الموقع الرسمي لجامعة ديوك الأميركية، أول من أمس، إنه من خلال فهم كيفية تحقيق النباتات لهذا التوازن، يأمل العلماء في إيجاد طرق جديدة لهندسة محاصيل مقاومة للأمراض دون الإضرار بكمية الإنتاج.
وأجرى فريق دونغ الجزء الأكبر من تجاربهم في نبات يشبه الخردل، يُدعى «الأرابيدوبسيس ثاليانا»، ولكن عُثر على تسلسلات مماثلة من «الرنا المرسال» في كائنات أخرى، بما في ذلك ذباب الفاكهة والفئران والبشر، لذلك قد تلعب دوراً أوسع في التحكم في تخليق البروتين في النباتات والحيوانات على حد سواء.


مقالات ذات صلة

نفوق صادم لمئات ملايين النحل في أميركا

يوميات الشرق التوازن يختلّ بنفوقها (أ.ب)

نفوق صادم لمئات ملايين النحل في أميركا

تشهد صناعة تربية النحل في الولايات المتحدة أزمة بسبب النفوق الصادم وغير المبرَّر لمئات الملايين منها خلال الأشهر الـ8 الماضية.

«الشرق الأوسط» (تكساس)
يوميات الشرق الأشجار تُعزِّز جودة الحياة في المدن (المعهد الفيدرالي السويسري للتكنولوجيا في زيوريخ)

التوزيع الجيّد للأشجار في المدن يُقلّل الوفيات

توزيع الأشجار في المدن لا يقل أهمية عن عددها، إذ يمكن لتخطيط المساحات الخضراء بشكل مترابط أن يُسهم في تقليل معدلات الوفيات الناجمة عن الأمراض المزمنة والشيخوخة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
بيئة متسلقون يسيرون وسط الطريق المؤدي إلى قمة نهر جليدي يبلغ ارتفاعها 3200 متر في جبال الألب الفرنسية (أ.ف.ب)

فقدان «كتلة بمساحة ألمانيا»... الأنهار الجليدية تتلاشى بمعدلات غير مسبوقة

أفاد تقرير صادر عن منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونيسكو)، اليوم الجمعة، بأن الأنهار الجليدية حول العالم تتلاشى بمعدلات أسرع من أي وقت.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
يوميات الشرق أظهرت دراسة رائدة أن المرضى في المستشفيات احتاجوا إلى مسكنات ألم أقل وتعافوا أسرع عندما نظروا من النافذة إلى مساحات خضراء (رويترز)

دراسة: النظر إلى الطبيعة قد يخفف من الشعور بالألم

أفاد بحث جديد مَسَح أدمغة الأشخاص الذين تعرضوا لصدمات كهربائية، عن أن مجرد النظر إلى الطبيعة -أو حتى إلى مجرد صور رقمية لها- يمكن أن يخفف الألم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك سياح يستريحون بالقرب من مجرى مائي أثناء سيرهم عبر وادي كوسيليسكا في جبال تاترا جنوب بولندا (إ.ب.أ)

دراسة تؤكد: النظر إلى الطبيعة يخفف الألم

أظهرت دراسة جديدة أن مشاهدة فيلمك الوثائقي المفضل عن الطبيعة أو النظر إلى الحياة البرية يمكن أن يخفف الألم جسدياً.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

كأس دبي العالمية: «هيت شو» يهدي قطر لقبها الأول

الشيخ حمدان بن محمد بن راشد ولي عهد دبي يسلم الكأس للفارس جيرو (إ.ب.أ)
الشيخ حمدان بن محمد بن راشد ولي عهد دبي يسلم الكأس للفارس جيرو (إ.ب.أ)
TT
20

كأس دبي العالمية: «هيت شو» يهدي قطر لقبها الأول

الشيخ حمدان بن محمد بن راشد ولي عهد دبي يسلم الكأس للفارس جيرو (إ.ب.أ)
الشيخ حمدان بن محمد بن راشد ولي عهد دبي يسلم الكأس للفارس جيرو (إ.ب.أ)

أهدى الجواد «هيت شو» قطر أول فوز في تاريخها بكأس دبي العالمي للخيول، بعد إحرازه، السبت، لقب النسخة التاسعة والعشرين للسباق الإماراتي الذي يعد ضمن الأغلى في العالم، وتبلغ قيمة جوائزه 30.5 مليون دولار، منها 12 مليوناً مخصصة للسباق الرئيس.

وجاء فوز الجواد الذي قاده الفارس براد كوكس والمملوك لفريق وذنان للسباقات، من خارج التوقعات التي ذهبت قبل السباق للثنائي الياباني «أوشبا تيسورو»، حامل لقب 2023، و«فور إفر يونغ» الذي حل ثالثاً.

الفارس «فلوران جيرو» يربت على «هيت شو» بعد فوزه بكأس دبي العالمي (أ.ب)
الفارس «فلوران جيرو» يربت على «هيت شو» بعد فوزه بكأس دبي العالمي (أ.ب)

وقطع الجواد البالغ من العمر 5 أعوام، مسافة السباق البالغة 2000 متر على الأرضية الرملية في زمن 2:03:50 دقيقة بفارق بلغ 0.64 طول عن الأميركي «ميكستو» الثاني.

وقال علي الكبيسي، مدير سباقات فريق وذنان: «لم تتعد فرص فوز الجواد سوى 60 في المائة، وربما عدم وجود ترشيحات لصالح (هيت شو) جعلتنا ننافس بهدوء أكبر».

وتابع: «خضنا سباقاً كبيراً ورائعاً وسط كوكبة من الخيول من جميع أنحاء العالم، وكتب لنا التوفيق والنجاح في النهاية».

فلوران جيرو يحتفل بالكأس بعد فوزه بكأس دبي العالمي (رويترز)
فلوران جيرو يحتفل بالكأس بعد فوزه بكأس دبي العالمي (رويترز)

وفي الاشواط الأخرى، فاز الجواد الأميركي «فرست كلاس» بلقب دبي كحيلة كلاسيك للخيول العربية (2000 م على المضمار الرملي، مليون دولار)، والإماراتي «دبي فيوتشر» بلقب كأس دبي الذهبي (3200 م عشبي، مليون دولار)، والأميركي «راجينغ تورنت» بلقب غودلفين مايل (1600 م رملي، مليون دولار)، والآيرلندي «بيلفينغ» بلقب القوز للسرعة (1200 م عشبي، 1.5 مليون دولار).

كما فاز «دماير دايتونا» بلقب دربي الإمارات (1900م رملي، مليون دولار) ليحافظ على التفوق الياباني في هذا السباق للعام الرابع على التوالي.

وفاز الإماراتي «دارك سيفرو» بلقب دبي غولدن شاهين (1200م رملي، 2 مليون دولار)، والياباني «سول آش» بلقب دبي تيرف (1200 م عشبي، 5 ملايين دولار)، والياباني دانون ديسايل بلقب دبي شيما كلاسيك (2410 أمتار عشبي، 6 ملايين دولار).