إدانة أممية لقصف «حضانة أطفال» في تيغراي

رغم تأكيد الحكومة الإثيوبية أنها تستهدف مواقع عسكرية فقط

امرأة تعالج في مستشفى بعدما أصيبت بالقصف الجوي على عاصمة إقليم تيغراي يوم الجمعة (رويترز)
امرأة تعالج في مستشفى بعدما أصيبت بالقصف الجوي على عاصمة إقليم تيغراي يوم الجمعة (رويترز)
TT

إدانة أممية لقصف «حضانة أطفال» في تيغراي

امرأة تعالج في مستشفى بعدما أصيبت بالقصف الجوي على عاصمة إقليم تيغراي يوم الجمعة (رويترز)
امرأة تعالج في مستشفى بعدما أصيبت بالقصف الجوي على عاصمة إقليم تيغراي يوم الجمعة (رويترز)

رغم تأكيد الحكومة الإثيوبية عدم استهدافها لمدنيين في قصفها لعاصمة إقليم تيغراي، فإن منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) أكدت، السبت، أن القصف الجوي يوم الجمعة على مدينة ميكيلي «أصاب روضة أطفال». وأدانت المديرة التنفيذية للمنظمة الأممية، كاثرين راسل، القصف الجوي، وقالت، في تغريدة على موقع «تويتر»، إن «(يونيسيف) تدين بشدة الغارة الجوية على ميكيلي»، مشيرة إلى أن «الضربة أصابت حضانة أطفال، ما أسفر عن مقتل وإصابة عدد منهم».
وقُتل أربعة أشخاص على الأقل بينهم طفلان، بينما أصيب 9 آخرون، إثر قصف الطيران الإثيوبي عاصمة إقليم تيغراي المتمرد، الواقع شمال إثيوبيا. وقال مسؤول طبي إن «مستشفى أيدير في ميكيلي استقبل 13 مصاباً، توفي أربعة منهم قبل وصولهم، بينهم طفلان».
وأكدت راسل أن «الأطفال دفعوا مرة أخرى ثمناً باهظاً لتصعيد العنف في شمال إثيوبيا». وقالت إنه «منذ ما يقرب من عامين، يعاني الأطفال وعائلاتهم في المنطقة من أهوال هذا النزاع. هذا يجب أن يتوقف».
وأدان المفوض الأوروبي لإدارة الأزمات، يانيز ليناركيتش، الضربة الجوية، مطالباً بـ«احترام القانون الدولي الإنساني»، وكتب تغريدة قال فيها إن «المدنيين ليسوا أهدافاً»، دون أن يشير إلى المكان الذي تعرض للقصف.
ولم ترد الحكومة الإثيوبية على الفور على تصريحات «يونيسيف». لكنها كانت قد سارعت عقب القصف بتأكيد أن «طيرانها لا يستهدف (سوى مواقع عسكرية) في تيغراي». وأفاد مكتب الإعلام التابع للحكومة الإثيوبية وكالة الصحافة الفرنسية، الجمعة، بأن «سلاح الجو الإثيوبي يرد بوضوح على الهجوم ضد إثيوبيا ولا يستهدف سوى مواقع عسكرية»، مؤكداً أن متمردي تيغراي «وضعوا أكياس جثث زائفة في مناطق مدنية للقول إن الطيران استهدف مدنيين».
لكن مسؤولاً بمستشفى أيدير في ميكيلي، قال لوكالة الأنباء الفرنسية، إن «المستشفى استقبل أربعة قتلى بينهم طفلان». في حين تحدث تلفزيون تيغراي الحكومي عن «مقتل سبعة مدنيين بينهم ثلاثة أطفال».
ووفق مراقبين، فإنه «يصعب التأكد من صحة المعلومات بسبب انقطاع الاتصالات مع تيغراي». وعلى مدار الأيام الماضية، تبادلت الحكومة ومتمردو تيغراي الاتهامات بشأن المسؤولية عن استئناف القتال، وخرق الهدنة السارية بين الطرفين منذ مارس (آذار) الماضي.
وبدأ القتال في منطقتين حول الحدود الجنوبية الشرقية لتيغراي، لكنه توسع بالقصف الجوي، الجمعة، على عاصمة الإقليم. ودعت دول كثيرة ومنظمات، من بينها الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، إلى وقف النزاع وإيجاد حل سلمي للصراع المتواصل منذ 21 شهراً.
وتعود بداية الأزمة إلى نوفمبر (تشرين الثاني) 2020، عندما شن رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، عملية عسكرية على تيغراي لطرد السلطات المحلية المنبثقة عن «جبهة تحرير شعب تيغراي»، بعد اتهامها بشن هجمات على معسكرات للجيش الفيدرالي. وتسببت الحرب بسقوط آلاف القتلى ونزوح أكثر من مليوني شخص، فيما تحذر الأمم المتحدة من أن آلاف الإثيوبيين في وضع «أشبه بالمجاعة».


مقالات ذات صلة

إثيوبيا: متمردو تيغراي يُظهرون «جدية» في تنفيذ اتفاق السلام

أفريقيا إثيوبيا: متمردو تيغراي يُظهرون «جدية» في تنفيذ اتفاق السلام

إثيوبيا: متمردو تيغراي يُظهرون «جدية» في تنفيذ اتفاق السلام

أظهر متمردو إقليم «تيغراي» شمال إثيوبيا، «جدية» في تنفيذ اتفاق السلام، الموقَّع قبل نحو 5 أشهر، مع الحكومة الفيدرالية بأديس أبابا، وذلك بتسليمهم مزيداً الأسلحة، ضمن عملية نزع سلاح الإقليم ودمج مقاتليه في الجيش الوطني. وحسب نائب مفوض «إعادة التأهيل الوطني»، العميد ديريبي ميكوريا، اليوم (الخميس)، فإن «الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي سلمت الدفعة الأولى من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة المتنوعة التي تم جمعها حول منطقة دينقولات في إقليم تيغراي». وأنهى اتفاق السلام، الموقّع في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، حرباً عنيفة استمرت عامين، راح ضحيتها الآلاف، حسب منظمات دولية.

محمد عبده حسنين (القاهرة)
أفريقيا هل تنجح مساعي إثيوبيا لدمج قوات الأقاليم في «جيش مركزي»؟

هل تنجح مساعي إثيوبيا لدمج قوات الأقاليم في «جيش مركزي»؟

تسود حالة من القلق الحذر في إثيوبيا عقب إعلان الحكومة عزمها تفكيك قوات الأقاليم، في وقت أثيرت فيه تساؤلات حول مدى نجاح إثيوبيا في دمج قوات الأقاليم في «جيش مركزي». ويرى خبراء أن «التوجه الجديد للحكومة الإثيوبية يواجه العديد من التحديات، ومن المبكر الحكم على نجاح تنفيذه، حيث يكتنف الموقف حسابات متجذرة ومعقدة». وأعلنت الحكومة الإثيوبية، (الخميس)، أنها تعتزم دمج جميع القوات الخاصة الإقليمية، إما في الجيش الوطني وإما في الشرطة الاتحادية أو الإقليمية.

العالم هل استعادت إثيوبيا ثقة المجتمع الدولي بعد توقف حرب «تيغراي»؟

هل استعادت إثيوبيا ثقة المجتمع الدولي بعد توقف حرب «تيغراي»؟

تسعى الحكومة الإثيوبية لاستعادة ثقة المجتمع الدولي بجهودها لإرساء حالة استقرار سياسي وأمني داخل البلاد، بعد نحو 5 أشهر على انتهاء حرب «تيغراي»، على أمل مشاركة دولية واسعة في إعادة الإعمار الإقليم الشمالي، من خلال استثمارات في البينة التحتية ومساعدات اقتصادية. وأنهى اتفاق السلام، الذي وُقِّع في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، في بريتوريا، عامين من الحرب بين الحكومة الفيدرالية في أديس أبابا و«الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي». وخلال الأشهر الفائتة، استؤنف تسليم المساعدات للإقليم، الذي عانى لفترات طويلة من نقص حاد في الغذاء والوقود والسيولة والأدوية.

محمد عبده حسنين (القاهرة)
العالم البرلمان الإثيوبي يشطب «جبهة تيغراي» من قائمة الإرهاب

البرلمان الإثيوبي يشطب «جبهة تيغراي» من قائمة الإرهاب

شطب البرلمان الإثيوبي الأربعاء «جبهة تحرير شعب تيغراي» المتمردة من القائمة الرسمية للجماعات الإرهابية، وهي خطوة رئيسية في عملية السلام، عقب حرب استمرت عامين في شمال البلاد. وقال البرلمان على «فيسبوك»، إنه وافق «على قرار إلغاء تصنيف (جبهة تحرير شعب تيغراي) على قائمة الإرهاب، بأغلبية الأصوات»؛ مضيفاً أن هذه الخطوة «ستعزز اتفاق السلام» المبرم في نوفمبر (تشرين الثاني) 2022 بين الجبهة والحكومة الفيدرالية. وأضاف: «لوحظ خلال مناقشة مشروع قرار إلغاء تصنيف (جبهة تحرير شعب تيغراي) كإرهابية، أنه أمر لا غنى عنه لدعم اتفاقية السلام المبرمة بين الحكومة الفيدرالية و(جبهة تحرير شعب تيغراي)». وصُنّفت «الجبهة»

«الشرق الأوسط» (أديس أبابا)
العالم إريتريا ترفض «التشهير» الأميركي

إريتريا ترفض «التشهير» الأميركي

رفضت إريتريا، الثلاثاء، الاتهامات الأميركية بأن قواتها ارتكبت جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في إقليم تيغراي بشمال إثيوبيا، واصفة التصريحات التي أدلى بها وزير الخارجية الأميركي بأنها «لا أساس لها وتشهيرية». ورداً على اتّهامات أطلقها وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الاثنين، قالت وزارة الخارجية في إريتريا، في بيان، إن «الاتهامات وهي ليست بجديدة لا تستند إلى أي أدلة واقعية لا يمكن دحضها». وشدّدت أسمرة على أن الاتهامات هذه تشكّل «استمراراً للعداء غير المبرر والشيطنة التي تنتهجها الإدارات الأميركية المتعاقبة ضد إريتريا، منذ عام 2009، لدفع أجنداتها السياسية الخفية». وكان بلينكن قد اتّهم الاثنين

«الشرق الأوسط» (أسمرة)

حالة تأهب مع وصول الإعصار «شيدو» إلى أرخبيل مايوت الفرنسي

بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)
بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)
TT

حالة تأهب مع وصول الإعصار «شيدو» إلى أرخبيل مايوت الفرنسي

بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)
بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)

ضرب الإعصار «شيدو» صباح اليوم السبت أرخبيل مايوت الفرنسي في المحيط الهندي حيث أُعلنت حالة التأهب القصوى مع توقع اشتداد الرياح المصاحبة له والتي تجاوزت سرعتها 180 كيلومترا في الساعة.

وضرب الإعصار جزيرة بوتيت تير في شرق الأرخبيل حيث يخشى أن تصل سرعة الرياح «إلى 200 و230 كلم/ساعة»، بحسب آخر نشرة للأرصاد الجوية الفرنسية، متوقعة رياحا مدمرة أشد من تلك التي صاحبت الإعصار «كاميسي» عام 1984.

وتسببت الرياح بانقطاع الكهرباء مع سقوط أعمدة كهرباء واقتلاع أشجار وتطاير أسقف منازل مصنوعة من الصفيح.

غيوم في سماء مايوت (أ.ف.ب)

وفي مدينة أوانغاني، قال رئيس البلدية يوسف أمبدي إنه يخشى «الأسوأ... لا يمكننا الخروج ولكن ما نشاهده يفوق الوصف».

ومنذ الصباح الباكر، أصدرت السلطات تحذيرا أرجوانيا وهو ما يعني لزوم جميع السكان منازلهم وعدم الخروج بما يشمل أجهزة الطوارئ والأمن وجميع عناصر الإنقاذ.

وقالت فاطمة التي تعيش في ماجيكافو-كوروبا وما زالت تذكر الإعصار الذي ضرب جزر القمر المجاورة عندما كانت طفلة «نحن خائفون جدا».

وتوقعت هيئة الأرصاد الجوية الفرنسية أمطارا شديدة الغزارة مع خطر تشكل السيول والفيضانات وارتفاع أمواج البحر التي يمكن أن يكون لها آثار كبيرة على الساحل.

وحُظرت حركة المرور على الطرق العامة في جزيرتي غراند تير وبوتيت تير، وأغلق مطار دزاوودزي منذ مساء الجمعة.

ويتوقع خبراء الأرصاد الجوية الفرنسية تحسنا في الأحوال الجوية خلال اليوم، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.